أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ناهد بدوي - المنطقة العربية بين مطرقة املاءات دافوس وسندان التأخر والركود














المزيد.....

المنطقة العربية بين مطرقة املاءات دافوس وسندان التأخر والركود


ناهد بدوي

الحوار المتمدن-العدد: 547 - 2003 / 7 / 29 - 04:24
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



أول ما يتبادر لذهن المراقب لدى متابعته للقضايا التي طرحت في المؤتمر الاستثنائي للمنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) في البحر الميت، أن المنطقة العربية وضعت تحت الوصاية الدولية. وأن مهمة هذا المؤتمر هو إعادة صياغة هذه المنطقة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. ولدى التدقيق أكثر نجد أن التعامل مع هذه المنطقة يتم باعتبارها أرضاً بلا شعب سيتم إعادة صياغتها، تحت عناوين وشعارات براقة، وفقا لمصالح الشركات الكبرى في العالم وكذلك لمصلحة الشعب الوحيد المعترف بوجوده في المنطقة أي الشعب الإسرائيلي. أما ركام البشر الآخرين في المنطقة والذين يتصفون بالإرهاب والتخلف وقابلية الخضوع للأنظمة الاستبدادية والإدارات البيروقراطية لبلادهم فسيتم معالجتهم بالدواء الشافي المتمثل بربطهم بالسوق الحرة العالمية واستثمارهم كأيدي عاملة رخيصة في مناطق الاستثمار والتجارة الحرة التي يخطط لها أثرياء العالم والشركات المتعددة الجنسيات ومنظمة التجارة العالمية.ولدى التعمق أكثر نجد أن منتدى دافوس الذي ظل لمدة 33 سنة منتدى اقتصاديا وأصبح في ظل العولمة الليبرالية الجديدة هيئة أركانها الاقتصادية، لقد اتسمت جلساته في دورته العادية الأخيرة في مدينة دافوس  التي انعقدت في مناخ التهديدات الأميركية للعراق بطغيان السياسة على الاقتصاد وبطغيان الضغط الأميركي على العالم. وقد أبدت العديد من التجمعات الإقليمية فيه رفضها للهيمنة الأميركية على العالم. وطالبت بتعدد الأقطاب للحفاظ على التوازن العالمي. وفي هذه المرة في منتدى البحر الميت نجد أن السياسة هي المهيمنة أيضا ولكن مهمة المنتدى هو تطبيق الأجندة الأمير كية فيما يتعلق بوضع المنطقة حرفيا. سواء فيما يتعلق بالوضع في العراق أو فيما يتعلق بخارطة الطريق. وقد جاءت مشاركة وزير الخارجية الأمريكي كولن باول تأكيدا للهيمنة الأمريكية. بالاضافة إلى كلمة الممثل التجاري الأمريكي روبرت زيليك الذي بشر فيها بأن منطقة التجارة الحرة الأمريكية-الشرق أوسطية المقترحة من قبل الرئيس بوش سوف تضع منطقتنا في مقدمة العالم وأن "النجاحات الاقتصادية سوف تكون بعدد نجوم سمائنا الصحراوية".بذلك يكون انعقاد هذا الاجتماع للمنتدى جاء ليضع بنفسه حدا للأوهام التي روج لها في فترة التنظير الوردي للعولمة الرأسمالية الذي ساد في عقد التسعينيات. المستندة على "المشاركة الخلاقة لكافة الدول في صياغة العالم". جاء ليؤكد أحادية القطب الأمريكي وليكرس مبدأ تهميش الشعوب وتغييب حقها في اتخاذ القرارات المتعلقة بمصيرها. جاء ليؤكد أهمية المعارضة من قبل الحركات المناهضة للعولمة الرأسمالية التي كانت تتجمع على أبواب اجتماعاته سواء في دافوس أو في غيرها. نعم إن المنطقة العربية متأخرة وراكدة وتخضع لأنظمة استبدادية تعيق تحررها وتطورها وبحاجة لتغيير جذري على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. لكن المنطقة العربية بحاجة للنهوض والديمقراطية كي يستطيع الشعب استعادة زمام المبادرة ليس فقط من أيدي أنظمته القمعية المتخلفة و لكن أيضا لمناهضة الوصفات الجاهزة التي تقدم من قبل اجتماع دافوس وغيره من المؤسسات العولمية الراهنة. لقد شهد العالم كله بأن هذه الوصفات التي طبقت بحذافيرها في بلدان أمريكا اللاتينية منذ بداية عقد التسعينات. كيف أدت إلى إفلاس وانهيار اقتصاد هذه البلدان وزيادة أعداد الفقراء والمهمشين فيها. لذلك ليس مصادفة أن تكون الحركة من أجل عولمة بديلة قوية في هذه البلدان وأن تحتضن هذه البلدان الحركة العالمية المناهضة للعولمة الرأسمالية والمكافحة من أجل عولمة أكثر عدلا وإنسانية. إن قوة أملاءات وخطط منتدى دافوس على المنطقة العربية تأتي من حقيقة أنه لا توجد خطة أخرى اقتصادية اجتماعية في المنطقة. لذلك فإننا ونحن نناهض هذه الاملاءات العولمية الرأسمالية لا يغيب عنا بأن نؤكد على الحاجة الملحة لنهوض الشعب والقوى الحية في بلادنا  صاحبة المصلحة الحقيقية بالتغيير والتحديث والتطور من منظور العدالة الاجتماعية كي تأخذ زمام المبادرة لانتزاع الديمقراطية وانتزاع حق تقرير الخطط الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المتعلقة بها ورسم مستقبلها بنفسها بما يتناسب مع مصالحها عبر علاقات متبادلة عادلة مع العالم تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة لكافة الأطراف ومجاراة تطورات العصر الحديثة. أي أن نهضة منطقتنا بقوى شعبها وباختياره الحر يمكن أن تؤدي إلى أن تصبح تعابير مثل "البحر الميت" أو أن المنطقة هي "أخفض نقطة في العالم" أو "قعر العالم" ذات دلالات جغرافية فقط، و لا توحي لأحد بأن "يستوطي حيطنا" كما يحصل الآن.                                                                        

البديل 5



#ناهد_بدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية حاجة موضوعية في بلادنا مخاطر للاحتلال الأمريكي ع ...
- الشباب ضمير البشرية في مناهضة العولمة والحرب
- هل يرى السوريون ضرورة مناهضة العولمة ؟


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ناهد بدوي - المنطقة العربية بين مطرقة املاءات دافوس وسندان التأخر والركود