|
الرسالة عارية : من يستحقها ... ؟
حسن حاتم المذكور
الحوار المتمدن-العدد: 1826 - 2007 / 2 / 14 - 02:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الرسالـة عاريـة ’ كتبتهـا وكتبتنـي فـي الأسابيع الآولى من تشكيل مجلس الحكـم الموقت ’ في حينهـا اعترضت كون الحكومـة لا تشبـه الحكومـة ... رئيس جمهوريتهـا موظفاً شهرياً والمسؤوليات والمنافـع حصصـاً وتوافقات محسومـة ’ ثـم هناك وعوداً امريكيـة لتشكيل حكومـة كاملـة السيادة ’ اتفقت معها على ان ننتظـر . تشكلت حكومـة اياد علاوي الموقتة ’ اجتمعت والرسالـة ’ راجعنا المضمون فوجدناه لا يتفق ومواصفات السيــد علاوي الا بعضاً من اشلاء الأسطـر ( ما يسوه العتـب ) ’ اعترضت الرسالـة واقترحت . ما دام السيـد ايـة الله العظمـى حجـة الأسلام والمسلمين علي السيستاني ادام الله ظلـه وقدس سـره .. لخ .. مصراً على انتخاب حكومـة آخـرى موقتة ــ والا يقلب سافلهـا عاليهـا ــ فلننتظـر ’ ربمـا الأمـر يستحق سفري مفتوحـة عاريـة راغبـة ’ اقتنعت بوجهـة نظرهـا وصبرنا حتى الأنتخابات الآولى . بعـد التحاصص والتوافق والتساوم والأبتزاز والأخذ والعطاء وتوزيـع الأسلاب تشكلت حكومـة ابراهيم الأشيقـــر ( الجعفـري !!! ) ’ ومع انـه تناسى بعضاً مـن فقرات القسم الحكومي ’ لكنـه فـي خطابـه المهيب لخص بأتقان نهـج البلاغـة للأمام علي ( ع ) وكان حريصـاً على انصاف حروف المفردات المحفوظـة علـى ظهـر قلب’ فاعطى لكل نصيبـه من علامات النصب والجـر والرفع والكسر ... استبشرت والرسالة وصرخنا ــ ها قد وجدناه ــ . سارت الأمور كبول البعيـر’ وتوافدت حاشيـة الأشيقـر الى محطـة نفوذه فـي المنطقـة الخضراء ’ اغلبهـم مــــــن العجزة على مستويات الكفاءة والنزاهـة والأخلاص والخلق الوطنـي ’ واستقرت حولـه مستشارين ومدراء واصحاب عقود مليونيـة ’ وسمعنا ولمسنا ان المخفـي اكثـر سوءً من المكشوف ’تطلعنا انكساراً نحو اميـر المؤمنين ( ع ) وكأنـه ينصحنـا ( احذروا ممـن يحفظ ويكرر نصائحـي افتعالاً وعن ظهـر قلب واتبعوا مـن يؤمـن بها اخلاقاً وسلوكاً وممارسـة ) . انـا صبرت قالت الرسالـة’ وسأصبر ولن افطـر علـى وعود هؤلاء الذين حذرنـا منهـم امير المؤمنين ( ع ) . ــ وما العمل الآن ... ولمن سأبعثك ... ومن يستحقك ... ؟ . ــ ايـة الله العظمـى السيد علي السيستاني حفظـه الله ورعاه وادام ظلــه وقـدس سـره ... يبدو انـه مصراً مهدداً ومستعجلاً ايضاً على ان تجري الأنتخابات في موعدهـا 15 / 12 / 2005 ’ ويبدو ان الفرج قادماً على يـد سماحتـه ’ ولكونهـا محقـة قررت قبول اقتراحهـا والصبر معهـا . اقترب موعـد الأنتخابات ’ تشكلت القوائم واللوائـح وارتفعت روائـح ( شعواط ) الأعلانات والزيارات والتوافقات والخلافات والخداعات والتشهيرات والأتهامات بعيوب مشتركـة ورسمت حـدود النفوذ الطائفـي والقومـــــــــي والمذهبي ’ وكـل كـدس فـي ثكنات مدنـه ما تيسـر من الأرقام الخياليـة لحصتـة من الأصوات ’ محروسـة بضغوط الوعود والوعيـد محصنـة بحرس المليشيات مـن اختراق الحالمون بديموقراطيـة وشفافيـة وقيم وطنيـة ’ لخصـت الحالـة بصندوق طائفي مقفلاً للجنوب والوسط ’ وآخر لأقليم كردستان وثالثـاً لأمـارة طالبان في المنطقـة الغربية. جاءت النتائج محسومـة ’ تابوتاً وضعنـا فيـه ثقتنـا واصواتنـا مكفنـة بالعمليـة السياسيـة دفنـاه فـي مقبـرة الأحلام والأوهام القديمـة استعـداداً لـدفع ضريبـة الأصنام الجديـدة فـي منطقـة ديموقراطيـة الفرهود المحاصصاتي . بعـد عمليـة قيصريـة اشرفا عليها وانجزاهـا السيد رامز فلـد والسيده كونـدا رايس بعـد ان همسا في اذن الأشيقر الذي عتقـد انه استورث الشعب والوطن بصوت صدري . بعـد مساومات وتوافقات وابتزازات وتنازلات واشياء آخـرى غريبـة ’ ولدت حكومـة السيـد المالكـي ... حكومـة تحاصص وتوافق بيـن القوائـم المنتـصرة للأشقاء مـن الطائفتين الشيعيـة والسنيــة والآخـوة الأكـراد’ فكانت هجيناً متصارعاً متنازعاً متنافـساً متوافقـاً متراشقـاً بالـدم العراقـي المسفوك ’ كـل يسحـب ( يسحل ) حصتـه مـن العـراق المغيب بأتجـاه خلفيـة اوهامـه واحلامـه الملحــة جــداً . ارتفعت وتيـرة الكذب والخداع وبلغ تضليل الشارع العراقي مستويات مخيفـة ’ وقفت الرسالـة فـي وجهـي محتشمة شامتـة متسائلـة . الآن سأتوقف عـن ان اكون عاريـة’ لمـن سترسلني ايهـا الحالم المغفـل المأزوم العاجـز حتـى عـن ادراك واصلاح تناقضاته ... ؟ . طلبت منهـا وقتـاً لمراجعـة ذاكرتـي واتخاذ قراري ... عدت اليهـا فـي اليوم التالـي وكانت تدرك مـدى هزيمتـي . ـــ هـل فكرت ... ؟ ـــ ابتلعت ثلاثـة ارباع النعــم . ــ لمـن ... ؟ الـى السيدين المناضليـن مـام جلال ومسعود البرزاني وكذلك سماحــة السيـد عبـد العزيز الحكيم ادام الله ظلـه ’ وكل القـوى الوريثــة للعـراق الـذي كان . سخرت مني وبسقت فـي وجهـي ... وقبل ان تكررهـا رفعت يدي استسلاماً . ــ طيب ’ سأرسلك الى جميع ايات الله العظام ابتداءً مـن الجامعي الى الأبتدائي مروراً بالمتوسطـي ونسخـة منك الى هيئآت المسلمين للذبح والخطف الألهـي . ــ ولله لو لم تكن شيباتك تخجلني لصفعتـك .
ـــ الآن غيري هيبتك واخلعي سترك لأرسلك عاريـة الى قوات الأحتلال . ـــ الله يصخـم وجهك .. تجمل الغركان غطــه ’ وتداويني بالتـي كانت هـي الداء . ابتسمت وابتسمت يأسـاً ’ وتحت عباءة ( شـر الأمور ما يضحك ) همست بأذنهـا .. سأبعثك عاريـة حقاً مثيرة راقصـة فـي حضـن شبـل الحـوزة الناطقــة ونجـل الصدرين والسيـد القائـد الشاب ان صـح التعبيـر حبيبنـا عين الله عليـه وكيل الأمام المهدي ( ع ) وقائـد جيشـه ’ المفكـر والخطيب بليغ العبارة فصيح اللسان الفلتـة الألهيـة للزمان والمكان ’ قـدر العراق وقسمـتـه ايـة الله وحجـة الأسلام والمسلمين سماحـة السيـــد مقتـدى الصـدر قدس الله سـره وحفظــه ... لـخ .. ضحكنا ... وضحكنا على ذقوننا وذقون العراقيين وقدر العراق البائس . شاهـدت الرسالة ترتدي سترهـا ويضمحـل حجمهـا وتتطاير مفرداتهـا ثـم اختفــت ... بحثت عنهـا بين الأوراق هنـا وهناك فوجدتهـا وقـد تحولت سؤالاً بلون الــدم تتبعـه علامـة استفهام تبكي تاريخ حـزن العراق ’ صرخ السؤال في وجهـي . ابعثنـي الآن لمـن يستحقنـي .. ينقذني وينقذك وينقـذ الله فينا والوطـن والناس مـن هؤلاء جميعـاً ... مـن هؤلاء الذين خذلـوا العـراق وخـدعوه واستغفلوا اهلـه موتـاً ... ثم سقط السؤال وعلامـة استفهامـه مغمياً عليهمـا . ايهـا السادة الكرام ... اولاد الحلال من كتاب ومفكرين واعلاميين وسياسيين وناشطين اجتماعيين وكل من فيـه بقايا مـن وطـن يشبـه العراق ... انصحونـي ’ لمـن ابعث هـذا السؤال الشهيـد وعلامـة استفهامـه ... ؟ مـن هذا الذي سينقـذ العـراق ... ؟ متـى وكيف .. وما هو فعلكــم خارج دورة التحليل والتنظير ونحيب الفواتـح ...؟ انـا ورسالتـي التـي انتحرت سؤالاً ’ وكذلك الوطـن والناس نستجـدي اجابتكــم ... ارحمونـا بأجابتكم والتفاتتكــم يرحـم الله موتاكـــم .
#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كركوك : مدينة لأهلها ...
-
عروبة السقوط في الأمتحان الآخير
-
بين المصيبتين ... يحترق العراق
-
ضجيج الهزائم
-
اريد اسألك يا وطن
-
اشكالية الخصوصية العراقية
-
مأزق الخطط الأمنية
-
مدن تبكي هويتها
-
متى سيعود العراق ... احلى وطن ... ؟
-
امة تليق بأصنامها ... والعكس
-
هل ننسى فعلتهم ... ؟
-
صدام الرذيلة والهزائم ... يرتدي عباءة المجاهد !!! .
-
جيش مقتدى وتياره الى اين ... ؟
-
لجنة التنسيق في لقاءها التشاوري
-
و ... متى سيحاكم ويعدم الصدام الآخر ... ؟
-
المحاصصة الوطنية !!! .
-
لا تقتلوا الأنسان فينا
-
كان يوماً للتضامن مع الكرد الفيلية
-
يا وطن : لا تعثر اسم اللّه عليك
-
اشكالية المأزق العراقي ..
المزيد.....
-
سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص
...
-
السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
-
النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا
...
-
لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلت
...
-
فيتسو: الغرب يريد إضعاف روسيا وهذا لا يمكن تحقيقه
-
-حزب الله- وتدمير الدبابات الإسرائيلية.. هل يتكرر سيناريو -م
...
-
-الروس يستمرون في الانتصار-.. خبير بريطاني يعلق على الوضع في
...
-
-حزب الله- ينفذ أكبر عدد من العمليات ضد إسرائيل في يوم واحد
...
-
اندلاع حريق بمحرك طائرة ركاب روسية أثناء هبوطها في مطار أنطا
...
-
روسيا للغرب.. ضربة صاروخ -أوريشنيك- ستكون بالغة
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|