أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الطايع الهراغي - عربدة منفلتة في مدار جراح شاردة















المزيد.....

عربدة منفلتة في مدار جراح شاردة


الطايع الهراغي

الحوار المتمدن-العدد: 8467 - 2025 / 9 / 16 - 20:11
المحور: الادب والفن
    


"الذاّكرة هديّة والنّسيان لعنة"
(ويليام شكسبير)
"الأحلام غالبا ما تكون أكثر عمقا عندما تكون مجنونة "
(سغموند فرويد)

الآن،وأنت بين غفلة السّكر وغفوة الّصحو ولذّة الانتصار ومرارة الانكسار تسكنك فكرة:أن تبحر في تصفّح دفاتر عمرك عساك تجد بعد البحث والتّنقيب منفذا منه تتخيّل مستقيما في محال.دع عنك إذن ما هو في المتون مثبت واهتـدِ بما هو مهمل من الهوامش ليكون في الإمكان أن تشكّ في ما زعم السّلف والخلف أنّه الحقّ شكّا يرجّ كلّ يقين ويربك كلّ ثابت.
بدءا،عليك أن تتمرّد على السّالك من الأجوبة وتستسلم للحارق من تغاريد الأسئلة عساك تنحت للتّدبير عقلا وللتّفجير عقولا .هل أدماك مرّة رحيق أسئلة متدفّقة وهي تداري حيرتك وفي وجل تحجب حيرتها وتجد خلاصها في أن تتعانق؟؟دع الأسئلة تتزاحم وفي ما بينها تتساءل علّك تحسم أمر الفروق بين ما هو من صميم المسألة وما هو من سلالة المهزلة.
ليكن:هل قرأت قصصا عن وطن يرحل عن وطن وإليه تظلّ دوما تسكنه حرقة الحنين فيظلّ يرحل عنه إليه؟؟هل بلغتك أخبار مدينة تبكي بحرقة ضياع ثغور عروس المدائن؟؟هل اكتويت بلهب قصيدة ترثي قصيدة؟؟هل خبرت معنى أن تجرّب لعبة الفناء والموت؟؟هل تطعّمت يوما نشوة الالتياع من هول المسافة بين محنة الفصل وروعة الوصل؟؟هل تذوّقت عذاب عشق كان لزاما عليه وعليك أن تبقيه منفلتا من دائرة الزّمن؟؟هل حصل أن داهمتك رغبة محمومة في إدراك الفرق بين ملك على نعش وشهيد على عرش؟؟هل ذبت في لحظة فيها تعمّدت أن تخون الغياب وكان عليك أن احتضنت الحضور،به تبدّد بلادة الاغتياب ؟؟ما الفرق بين من مِن ذكر الموت ارتعب وفـرّ ومن في حضرة الموت المقدّس تلا الوصيّة كما تُتلى الآيات البيّنات وابتسم اببسامة الظّافر وصلّى صلاة النّصر ؟؟ ما الفرق بين الصّدّ والضّدّ؟؟ والمقصلة والمهزلة؟؟ والوراء والأمام؟؟ ما الفرق بين يمامة وعمامة وغيمة وخيمة ؟؟ ما الفرق بين الحجا والأحجية؟؟
بين الرّغبة في التّغافل عمّا تجبرك حوادث عاتيات الأيّام وعاديات الزّمان على أن تتناساه - وبمقدار- وضرورة مقارعة النّسيان بلا هوادة تنتصب الذّاكرة مرهقة وهي في قمّة عنفوانها ومتعبة وهي في أوج تحفّزها.تحفر بالأظافر في ثنايا جسدك ووجدانك رحلة عذاباتك ورحلة مشاويرها،ما كان منها تألّقا وبهاء وما كان منها انكسارا وذبولا. ويشاء قهر الزّمان ومكر التّاريخ وتقلّبات الحياة الكلبة بنت الكلب أن تتقلّص الاحتمالات في ما تفرضه إكراهات الضّرورة.فلا يبقى لك في الأمر من خيار.فما الحلّ؟؟لا حلّ،إلاّ أن تطلق العنان لجموحك ليمتطي صهوة العناد ويمتشقه،سلاحا به يكابر ويزيد.سيكون محكوما عليك أن تستجيب لما تقتضيه مطاوعة الضّرورة بأن تدرك أنّ سبيل نجاتك من غبن الإحساس بالقماءة والدّون ومن شبح الضّياع والتّلاشي تكمن تحديدا في أن تنازل غول النّسيان وتعركه.تقارعه بالتّنطّع حينا وتصرعه بالعناد أحيانا.ولكي لا ينكسر لك خاطر أو شكيمة ولا تلين لك شوكة،وحتّى لا يركبك الخجل من نفسك فيتمكّن منك الإحسلس بتشرّب مرارة الهزيمة وبك يفتك فتموت قبل أن يحين أوان رحيلك، يتوجّب عليك أن تتعهّد ذاكرتك بما هو كفيل بأن يشبع نهمك ويغذّي نهمها من الثّأر الشّامت والقسوة الحنون والمؤانسة المجنونة والعربدة المتنطّعة.إيّاك أن يتمكّن منك في ساعة من ساعات السّهو وهمُ أمان أو يراودك بصيص من الائتمان.احذر أن تخاتلك غفلة وإيّاك أن يقتحمك اغتفال،وتنسى. فيكون أن تفلت منك معالم من تضاريس البلد ومن روعة التواء منعرجاته،تواريخ صموده في ما هو محفور بالأسنان في الذّاكرة من هزائمه وسجّلات من في لحظات الجدّ استبدّ به الجبن فارتدّ وخان،ألوان أحزانه وأحجام قبور شهدائه،أسيجة أفراحه وأقبيّة سجونه،خرابات أضرحته والهندسة العجيبة لأزقّته،مأساويّة مسرّاته وصخب حكاياه وعذوبتها في تدفّقها،ويهجرك ما سجّله التّاريخ على جداريّة بوّابات المدينة السّبعة وجسورها العشر ممّا تراكم من أفراح مكلومة حزينة وأتراح ورديّة جميلة. ويمّحي من الذّاكرة وجوم نساء بلادك بعد كلّ انتكاسة وملامح تلك الطفولة البريئة بما ارتسم فيها من جميل العربدات المنسابة،المذهل فيها أنّها من دبر التّاريخ أفلتت وإيّاه راوغت، ولولاها لكان أن ضعت في الزّحام . ويحدث،في لحظة من تلك اللّحظات الرّهيبة لمّا يغلبك زهوك ويفيض غرورك ومجونك أن تباغتك رغبة جامحة جموح شاردة شرود –غالبا ما تكون إلى حالات الوجد والتّجهّد والتّعبّد أقرب- في أن تطلّق كلّ ما رسّخوه في ذهنك بحكم عادة مشؤومة متقادمة على أنّه الحقّ والحقيقة فتشكّ في ما كنت اعتقدت لسنوات أنّه مسلّمات لا مجال فيها لأيّ ظنّ ولا سبيل فيها لأدنى ارتياب.تلبسك في بعضِ من ساعات شرودك حالة من أنقى حالات الالتباس القصوى،هي على درجة من الوعي الفاضح والوضوح المستراب بقدر ما هي على درجة من العتم البيّن والضّبايّنة الوهّاجة والغموض الأبين.سباق مسافات طويلة فيها يجافي الأصيل الهجين وعنه يزورّ وينفصل،ويُفرَز ما هو ثابت ممّا هو دخيل.حالة يكون فيها هذيانك- وأنت في قمّة صفائك وغرورك-صنوا للصّدق ورديفا للتّعقّل وترجمة أمينة لما يعتريك من حنين إلى الانكشاف والتّعريّ. هي بضع ساعة تغيب فيها الرّقابة ويتغيّب الرقيب. فلا سلطة ولا تسلطن ولا سلطان.
هل لك أن تكون لي ظلّا ظليلا لأجد ما به أراود نفسي عن نفسي فتروم أن تكون لي إلفا ولك ظلّا ولذاتها حارسا أمينا ؟؟. لا أحد منّا له في الأمر نزر من خيار. فتزوّدْ بما كان لا بدّ للذّاكرة في حربها الدّائمة ضدّ تغوّل النّسيان أن تحتضنه فتتناسى –وبقرار وإصرار- فقط ما يجب تناسيه لتكون وإيّاها على يقين أنّنا من باب الانتصار للذاكرة نرفض أن ننسى.
تندثر أو تندحر،تنفصل أو تتّصل،تنجرح أو تجترح.تموت ولا تموت. ليس لك إلاّ أن تظُـنّ في ما كنت دوما منه في حالة ارتياب دائم بما يعليه درجات فوق مرتبة اليقين ساعةَ يبلغ ذروته في الاستعصاء على التّمثّل.وإذا صادف أن حالفك بعض من حظّ(لست تدري كيف تملّص من مكر الزّمان وصلفه وبمحظ الصّدفة أفلت من رقابة كلاب الحراسة وعسس زوّار اللّيل وأجهزة التّنصّت على ما يخالج النّفوس من حالات فرح مزعجة لأولي الأمر وعصيّة على الفهم للمكلّفين بالتّأويل والإفتاء وحزن منجرح يبدو لعديمي الإحساس بلا مبرّر)،وإذا وخاتلتَ عيون دولة لم تجد في ما صادرته على أنّه من أولويّات مهامّها في التّعامل مع شؤون مواطنيها غير تطويق همومهم بمراقبة لصيقة وحصار شامت لتتبين مدى امتعاضهم ممّا تقرع به أسماعهم على امتداد ساعات الأسبوع وكلّ أيّام العطل وبمناسبة الاحتفال بأعياد الحبّ والصّداقة والتّسامح من مواويل مكرورة فاقدة لكلّ روح، فقد يكون من نصيبك أن تسجّل في دفاتر أيّامك ملامح ضبابيّة لانتصار محتمل.
هناك في آخر ركن في النّفق الممتدّ كقدر محتوم حيث الانغلاق والانسداد،الخلاء والوحشة،الفراغ والشّعور البائس بالامتلاء باليأس يطرد كلّ بارقة أمل ويطاردها ويكون التّفكير أقرب إلى عالم الهلوسات والتّعاويذ، ومن الجهة اليسرى تحديدا،قبل انبلاج ملامح تباشير الفجر الأولى وهو يصارع ويلات بقايا ليلة ليلاء،ليلة ابتلاء شتويّة عاصفة غاضبة،تلوح لك في ركن قصيّ من النّفق نقطة ضوء تحمل عنك أعباء المخاوف وتبدّد ما انفرد بك من الظّنون والتّردّد وتزيح عنك وجع الهواجس ونكدها وأهوالها وكدرالأيّام العجاف وابتلاءاتها وتزوّدك بما يلزم من عناد،أنت على يقين تامّ بأنّه أرعن،ومع ذلك- وربّما لذلك تحديدا- تستعذبه وتتعشّقه وإليه تتوسّل أكثر من سبيل.
المرأة؟؟ تلك فعلا قضيّة. وذاك فعلا سؤال،إن لم يكن سؤالا في معنى الفتنة والافتتان.هادئة وديعة بقدر ما هي حارقة وهادرة وملغومة. كم هوعجيب عالمها؟؟وكم هو عنيد؟؟غريب بقدر ما هو مريب.عصيّة على الضّبط الحالات التي فيها تبلغ ذروة انفعالاتها. وأصعب منها جميعا تمثّل لحظات ضعفها وانكسارها وحالات فرحها وانتشائها.على غاية من العسر تمثّلُ المسافة بين ما يطحنها من أشجان وما ينعشها من نزوات.وأعجب ما في عالمها أنّه قد يكون أيسر من تعريف الماء بأنّه ماء متى وجد الائتمان والاتّحاد مع الذّات إلى حدسها وعاطفتها مسلكا وإلى دلالها موضعا وسبيلا،وقد يكون أعسر من غزو أكبر قارّة في كوكب آخر مسيّجة من جهاتها الأربعة بكلّ بحار الدّنيا إذا حدث أن تملّكتها الظّنون، وركبتها الشّكوك، وكان أن سكنها الارتياب من أنّ نسل آدم ،ذلك الذي يشبعها ثناء يصيبه العمى فيأبى أن يدرك ما يخفيه الجمال الدراميّ الذي يحضن اتساماتها من التياع مرير ومضن وشجن مأساويّ فاجعيّ وندوب أفراح حكمت عليها ملابسات شتّى أن تكون دوما مكلومة.
حوّاء إذا استبدّت بها الرّغبة في أن تجنح إلى ذخيرة مفاتنها سلاحا به تغوي وتبتز فلغاية ما تعمّدت ذلك.فهي حتما لبنات جنسها تروم أن تنتصر ومن عالم الأجلاف من الرّجال قرّرت أن تسخر وفي إذلال المكابرين منهم توغل وتمعن.
لأمر ما(تظافرت أسباب شتّى جعلت قيمته تكمن في الإقرار به وليس في تفسيره ولا في تأويله) يجزم من هم على دراية بشؤون الفلسفة أنّه قائم منذ الأزل لمّا فجّرت الفلسفة سؤالها الأبديّ،كان على شهيد أثينا سقراط، ليكون رأس الحكمة بحقّ،أن يتجرأ على الفسفة- لكي يحرم من يدّعون بها وصلا وما كانوا يوما منها من جريمة تشويهها- ما لم ترقَ إلى مرتبة الحكمة فيخلّصها ماقبليّا من خطيئة:هي تهمة تهافت الفلاسفة،شأنه في ذلك شأن رهين المحبسين شيخ المعرّة الضّرير أبي العلاء المعرّي.استطابت الحكمة أن تستقرّ بين ضلوعه واتّخذت لها في ثناياها مقاما.آنسته فأنس بها واتّخذها خلاّ وإلفا.لازمته في عزلته الاختياريّة وكانت له نعم الصّاحب. بهرته بنورها فأبصر فهام بها وفي شعره بها نطق وبها احتفل واتّخذها دستورا. هل كان يدري- وهو الظّنين بكلّ ما تنفر منه مملكة العقل وما يمجّه المنطق السّليم ولا تستصيغه الأذهان -أنّ ما قاله في عصره عمّا بين الملل والنّحل من تباعد وتنافر وتدافع واستئصال وما بين المذاهب والأديان من تهجين وتناحر وتسابب وتشاتم وتبليس وما يلطّخ فتاوى الفقهاء من تنابز بالألقاب سيكون لمشيخة العرب العاربة،وبرغبة منهم لا تقاوم، قرآنهم وشريعتهم وقانونهم في كلّ العصور وفي كلّ الأمصار؟؟. في لحظات التّيه التي اعتدت أن تنتابك بين الحين والحين وبشكل مباغت وتقتحم عليك خلوتك الحميمة مع ذاتك بدون سابق استئذان، وفي ساعات حلّك وترحالك يظلّ من اللاّئق أن لا تتقلّد رمحا ولا تتزيّن بقوس. ولن تكون بحاجة إلى أن تمتشق سيفا ولا أن تصطحب مقلاعا.احذر أن تنتعل حجرا.عليك فقط من باب الاحتفاء بجماليّة المشهد وفرادته أن تحتضنْ بكلّ حبّ الدّنيا قرطاسا مستطيلا وتتوكّأ على قلم وليس على عصا. تزود فقط بقربة ماء - إن توفّرت- تجابه بها ما ينتظرك في سفراتك من غريب الظّمإ.ذاك هو زادك وزوّادك.به تقاوم ما لا بدّ أن يتسرّب من اعوجاج وتنتقم من حمولة صلف الأيّام وتخاتل آفة النّسيان لكي لا يتمكّن أحد-كائنا من كان- أن يسجّل عليك،في غفلة منك وفي لحظة سهو أنستْك إيّاها عجاف الأيّام فلم تقرأ لها حسابا،أنّك تجاهلت مآسيك وأشجانك وإليها تنكّرت وعن انتكاساتك وهزائمك تغافلت.
كن لانكساراتك وفيّا كأشدّ ما يكون الوفاء ولها أليفا لتعرف أيّا من المسارب الشّائكة تسلك لتؤمّن عبورك إلى الضّفّة الأخرى،تلك التي أردتها دوما ضفّة أمان.غص في لهيب الاسئلة.تمترس،احترق .سيلفحك وهج حيرتها وتكون عليك بردا وسلاما. دع عنك من الأجوبة ما كان منها مألوفا وجاهزا وصحْبها راضون عنها كلّ الرّضى .فكم إجابة من تلك التي بدت لك في حينها مفحمة ومغرية ومشبعة وجاهة كان مصيرها أن حجبت عنك حرقة الاسئلة وعبقها وحرمتك روعة الاكتواء بما تبعثه وتنثره من حيرة وتساؤل وتفكير وتدبّر؟؟ . تدثّرْ بالشّك رداء.وليكن لك في ساعات ضيقك لحافا.ارفعه درجات فوق مرتبة اليقين ليصبح هو اليقين وانتصرْ له على حساب طمأنينة غالبا ما تبين انها كاذبة.شيّد منه في الخلاء خيمة تتّسع دوما وأبدا لا تضيق.أوتادها من بديع الأحلام قُـدّت. ومنها ضمنت بقاءها وصلابتها.لا يؤمّها من القوم إلاّ صفوتهم وأخيارهم:من الشّعراء من سجّل على نفسه في لحظة من لحظات الصّدق مع الذّات والتّصالح معها والهيام بإشباع غرورها عهدا بأن لا يكون للمديح في شعره مكان ولا في بلاغته وسحر بيانه نصيب،ومن الرّسل والأنبياء من لم يخطر بباله وما جال بخاطره أن يدّعي في أمر ما عصمة أو فتوى ولا بعالم الغيب صلة ودراية،ومن الفلاسفة من سبّح بحمد العقل وأقام له قلاعا إليها تتهادى حِسانٌ أبين أن يغرّهن ثّناء وإطراء ممّن لم يتلمّس في الجماليّة أوجه بهائها ورونقها،ومن الّصعاليك من بنواميس القبيلة كفروا ومن تعاليمها نفروا. خيمة بها يلوذ كلّ من جافاه عصره وإليها يأوي من آذاه قومه ومن حفر الزّمان في ضلوعه جروحا غائرة.
وما تاريخك،ذاك الذي خُـيّل لعلاّمة العرب ابن خلدون أنّه نجح في أن يحفر في أنفاقه اكتشافا وخلُص إلى أنّه عبرة واعتبار و"نظر وتحقيق" لمن كان يعنيه أن يعرف للاعتبار شأنا ومعنى؟؟دعك من مزاعم ابن خلدون،يبدو أنّه لم يتخط عتبة مفهوم الأدب كما توارثه الأخلاف عن الأسلاف: الأخذ من كلّ شيء بطرف.فلا عبرة ولا اعتبار. تاريخنا لمن أمعن فيه النّظر كذب نصفه ونصفه تحريف ودجل. إن هو إلاّ أكذوبة الأكاذيب وجملة من الأحاجي والتّرّهات بها يتسلّى السّلطان وحريمه في مشاويرهم الغراميّة .أدركت شهرزاد - قبل أن يدركها الصّباح فتكفّ عن الكلام المباح- فظاعة ما فيه من تفاهات فكان أن نسجت من الحكي- وليس من التّاريخ- ما أذاب الملك شهريار،وما أعاده إلى طفولته الأولى وقتل فيه هاجس الولع بالانتقام من المرأة رمز الخيانة والغدر في قاموسه. تمثّلت ما في وجع العربيد أبي نوّاس ومواويله من حسّ مأساويّ ووجاهة ودراية بتقلّبات الحياة منذ أن شدا " وداوني بالتي كانت هي الدّاء" فكان من أمرها ما كان.بالسّليقة تشرّبت سحر الكلمة ووقع البيان. فلم تكن بحاجة لما في الإغراء من أفانين -وهي بها عليمة- ما دامت في أساليب الحكي ضليعة.
تاريخك تاريخ رسل وملوك ونزوات وخلوات وعربدة وعهر أمراء وأولياء عهد. سحل ودماء.استوعبه معاوية والي الخليفة عثمان على الشّام وتمثله فعرف كيف يراوغ الهزيمة ومنها يفلت وعليها ينتصر، وكيف يستهوي النّفوس .
وماذا عن إمام المسلمين علي؟؟ما خذله قومه كما هو مسطور في كتب التّاريخ. وإنّما صرعته تقواه وغلبته عفّته. كان على الوجهاء نقمة ولعنة، وعلى الفقراء وهم نعمة.
وماذا لو أنّ إبليس لم يوسوس في صدور النّاس وما احتمى بالقطيع وما عصى لربّه أمرا؟؟. تبقى روعة السّؤال ولا تزول رهبته.



#الطايع_الهراغي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس/ اتّحاد الشّغل: ثقل الإرث وانزلاقات التّاريخ
- تونس =فوبيا استهداف المنظّمات/ انتصارا لاتّحاد الشّغل
- محنة الكتابة/ فتنة السّؤال وصخبه
- الذّكرى الثّالثة والخمسين لاستشهاد غسّان كنفاني/- لا تمت قبل ...
- التّسوّح السّياسيّ= عاهاته وعذاباته
- هرطقات تونسيّة خارج النّصّ
- الإسلام السّياسيّ معضلة وبدائله الجنيسة أوهام
- توهّج الكتابة/ ألق الفكرة/ تنطّع العبارة
- تونس= من سطوة الحزب الواحد إلى سطوة الفرد الأوحد
- في ذكرى يوم الأرض/ ثائر لا يفنى وثورة لا تموت
- تونس= عندما يراد للسّياسة أن تكون لعنة
- عذاب الذّاكرة ولوعة التّاريخ
- 12 عاما على رحيله/ حتّى يظلّ شكري بلعيد شهيدا سعيدا
- وفاء للمناضلين/ الذكرى الخامسة لرحيل منصف اليعقوبي
- مرثيّة إلى دمشق/ من حكم طائفة إلى تحكّم الطّوائف
- الطّاهر الحدّاد في الذّكرى 89 لوفاته= معركة التّجديد والتّفك ...
- تونس=في التّأسيس للبؤس ومأسسته
- استشهاد يحيا السّنوار= تغريدة عزف فلسطينيّ
- هرطقات شاردة مجنونة وعاقلة
- استشهاد حسن نصر الله/عروش تتهاوى والمقاومة باقية


المزيد.....




- -أنخاب الأصائل-.. إطلالة على المبنى وإيماءة إلى المعنى
- -الأشرار 2- مغامرات من الأرض إلى الفضاء تمنح عائلتك لحظات ما ...
- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...
- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الطايع الهراغي - عربدة منفلتة في مدار جراح شاردة