أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رزاق عبود - الدين جلاد الشعوب














المزيد.....


الدين جلاد الشعوب


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1824 - 2007 / 2 / 12 - 12:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الحديث عن الدين لم يعد محرما، او غير محببا، او غير مسموحا به. فلقد اسقط اهله هالته المقدسة. وكشف علمائه ورجاله زيف رحمته. فكثير من الاحزاب الاسلامية، والشخصيات الاسلامية، والجمعيات الاسلامية، والجماعات، والعصابات الاسلامية، والجيوش الاسلامية، والفرق الاسلامية تنشطر كالاميبيا في سوق المتاجرة بالدين. وهذا لا يخص الاسلام وحده بل كل الاديان فظاهرة التعصب، والتحزب، والتحجر، والتمذهب ظاهرة عالمية جاءت بعد سنوات طويلة من التحضير، والتهياة، والاستعداد في الدهاليز المظلمة. ووفر الانقلاب الديني في ايران وانهيار الاتحاد السوفياتي مجالا رحبا لذلك، وصعود نجم الولايات المتحدة الامريكية، وظهور مايسمى بالعالم الاحادي القطب. واذا كانت الكنيسة قد خسرت هيبتها في بعض الدول وارتفعت في بعض الدول حسب موقفها من الفكر، والاحتلال النازي، والفاشي في اوربا والعالم. وظهرت الفاتيكان دولة خاصة للمسيحية الكاثوليكية. لكنها وظفت كل امكانياتها لمحاربة الشيوعية ودعمت الامبريالية العالمية بحجة محاربة الالحاد. الصهيونية استخدمت اكذوبة ارض الميعاد لتبني قاعدة متقدمة للامبريالية في الشرق الاوسط. في الهند قاد غاندي الشعب الهندي الموحد الى الاستقلال. لكن اسلامي الهند، وبالتعاون مع بريطانيا قسموا القارة الهندية الى بلدين وشعبين لا زالا يتحاربان ضد بعضهما بعد ان حاربا سوية ضد الاستعمار البريطاني. ثم انقسمت باكستان الى دولتين بعد انفصال بنغلاديش. ولا زالت باكستان مهيئة لمزيد من الانقسامات باسم الدين اضافة الى تورطها في افغانستان. ومشكلة كشمير اخذت طابع ديني متزايد وهي حقل حروب داخلية وسبب نشوء حروب متعددة بين الهند وباكستان. وفي الهند يتجدد القتال والعنف بين المسلمين والهندوس. وفي باكستان بين السنة والشيعة. وفي سيرلانكا وتايلاند بين البوذيين والمسلمين. وبينهم وبين المسيحيين في الفيلبين. ولازال الدم الايرلندي يساح في الشوارع ويستمر اقتتال الاخوة وتقسم البلاد منذ عقود بسبب النزاع بين البروتستانت والكاثوليك. والقائمة تطول والدم يسفك بسبب قوة الشحن الديني الذي يدفع لقتل الانسان اخيه الانسان، رغم ادعاء كل الاديان بالسلام والتسامح والاخوة وغيرها من الشعارات الفارغة. وفي عراقنا الحبيب عراق التسامح والمحبة والتعايش حيث استقبل اهله الطيبين الارمن الهاربين من التصفية العنصرية في تركيا وحيث احتضن العرب الاكراد الذين تهجرهم الانظمة الديكتاتورية المتعاقبة. واحتجوا على مذابح الانكليز ضد الاشوريين وضد التهجير القسري لليهود والاكراد الفيلية. وعاش السنة والشيعة والنصارى واليهود والصابئة والشبك والايزيدية الاكراد والعرب والتركمان، والاشوريون والسريان، والكلدان وغيرهم جنبا الى جنب متاخين، متحابين، متصاهرين، متعايشين.

الان يعاني هذا البلد الجريح من مذابح ومقاتل ومقابر جماعية وقتول بربرية باسم الدين والطائفة والشرع. كل ذلك لان الغربان من رجال الدين صاروا يقودون البلد ويتحكمون باهله وانكشف الوجه القبيح للدين في العراق وكشر عن انيابه الهمجية. فلم تعد هناك حرمة للمعابد والكنائس والجوامع والبيوت والاعراض والارواح والاعمار. وتشرد في اقل من اربع سنوات من حكم الدين 4 ملايين انسان عراقي في الداخل والخارج وتمزق النسيج الاجتماعي الجميل وغرقت الفسيفيساء العراقية في بحر الدماء الطائفية والعنصرية، وتقسمت الوحدة الوطنية بحروب الثار العنصرية. وتمزقت الخيمة العراقية الجامعة الى كانتونات ومليشيات مسلحة تقتل الاخ، والنسيب، والجار، والصديق، والقريب.

عودوا الى جحوركم، وصوامعكم، وافكاركم المتخلفة، ونفسياتكم المريضة، وشهوتكم الدموية. فباسم الدين والرب غزا بوش افغنستان، والعراق، ويخطط لغزو ايران وسوريا. وباسم الدين ذبحتم كل الجمال في بلدي الحبيب. عودوا لربكم ان كنتم تتقون.
عندما شاهد فيلسوف العصر والزمان كيف تستعمر البلدان، وتستعبد الشعوب، ويستغل الفقراء وتستباح الحرمات باسم الدين قال: "ان الدين افيون الشعوب". ولو شاهد اليوم الجرائم في فلسطين، ولبنان، وافغانستان، وايران، والصومال، والسودان، والجزائر، واندونيسا، والرياض، ونيويورك، ولندن، وانقرة، ومدريد، ومذابح العراق اليومية باسم الدين لقال ان الدين جلاد الشعوب.
عذرا للمؤمنين الصادقين الذي تضيع صلواتهم السلمية بين ضجيج الحرب الدينية والمقاتل الطائفية.
رزاق عبود
5/2/2007



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العملية السياسية بحاجة الى عملية جراحية
- خطة بوش لا تجلب الامن للعراق لان اهدافها امن امريكا
- العراق ليس بحاجة الى ديمقراطية التفجيرات
- الامريكان اعدموا صدام بايدي شيعية لمصالحة بعثية
- مجلس الدواب العراقي
- محمود عباس يريد اجهاض انتفاضة الصمود متلما اجهض انتفاضة الحج ...
- جمهورية لطمستان المسلحة
- حرب الزعماء ضد الشعب
- تثبيت الامن وحل المليشيات هل هو شعار للاستهلاك والدعاية ام ض ...
- مسيحيو العراق من التقتيل والتهجير الى التكريد
- الصداميون يذبحون العراق والطائفيون يتقاتلون على تقطيعه
- المشهد السياسي العراقي قراءة واستنتاجات
- ما الذي تغير في امريكا -الجديدة- حتى يدافع عنها -التقدميون- ...
- المندائية: سنديانة الماء العراقية
- اكاذيب ومغالطات الساسة والمسؤولين العراقيين الجدد
- مظاهرات السليمانية وفدرالية الحكيم
- امة عربية بائدة ذات قيادة فاسدة
- اين فتاوي الجهاد ومقاطعة الجبنة الدنماركية من الحرب الاسرائي ...
- لماذا يصمت عبد العزيز الحكيم على قتل اتباع اهل البيت في لبنا ...
- العقال والاعلام العربيان يدعمان كوفية العدوان الاسرائيلي


المزيد.....




- حماس: منع الاحتلال اعتكاف المصلين للمرة الثانية في المسجد ال ...
- على أنغام -طلع البدر علينا-.. وفد من رجال الدين السوريين من ...
- شاهد.. الزعيم الروحي للدروز يتهم الإدارة السورية بالتطرف
- قوات الاحتلال تقتحم مناطق بالضفة وتمنع الاعتكاف بالمسجد الأق ...
- بالصلاة والدعاء.. الفلبينيون الكاثوليك يحيون أربعاء الرماد ...
- 100 ألف مصلٍ يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- مأدبة إفطار بالمسجد الجامع في موسكو
- إدانات لترامب بعد وصفه سيناتورا يهوديا بأنه فلسطيني
- الهدمي: الاحتلال الإسرائيلي يصعّد التهويد بالمسجد الأقصى في ...
- تزامنا مع عيد المساخر.. عشرات المستعمرون يقتحمون المسجد الأق ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رزاق عبود - الدين جلاد الشعوب