أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بدرالدين حسن قربي - - بروستات - مواطن خَطَر على أمن الدولة..!؟















المزيد.....

- بروستات - مواطن خَطَر على أمن الدولة..!؟


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 1825 - 2007 / 2 / 13 - 06:47
المحور: حقوق الانسان
    


لعله بات أمراً يومياً أن نقتات على أخبار من نوع " لاتفرح ياقلبي " من همّ الوطن الصغير والكبير المبتلى بأمراضٍ وعاهاتٍ لاقبل له بها إلى هموم جماهير الناس من الغلابى الذين ابتلاهم ربي بهذه العاهات العقلية والإعاقات الفكرية التي تَعْتَبِرُ الوطنَ مزرعةً خاصة، والمواطنين ومايملكون متاعاً وتركةً ورثوها عن المرحوم.

يوجد مصطلح شعبي بين السوريين كثيراً مايتردد فيما بينهم، وهو قولهم: فلان بيضاته كبار أو (ثقال) ولكنهم يبدلون الثاء تاءً فيقولون (تقال). أرجو ألا يفهم القول (غلط) أو على غير مراده. لأنه حقيقةً يعني فيما يعني عند قائليه أن المُتَكَلَّمَ عنه مهمّ وخطير، أو أنه شخصية ذات شأن واصلة للسلطة إن لم يكن منها، ومتنفذة نفعاً وضراً، أو أنه حرامي وشفاط ونهّاب كبير بمرتبة وزير أو شيءٍ من مثله، لِتَفَهِّمِ مركزِه وقدرتِه والابتعاد عن التورط أو الدخول معه في مشكلة ما.
عموماً الحديث عن هذا المصطلح الشعبي بتفصيلاته ليس هذا مكانه، وإنما أردنا التنبيه إلى أنه من المألوف والمعروف عرفاً أهمية وشأن وخطورة (البيضات) الثقيلة وأصحاب (البيضات) الكبيرة في شأن الوطن وأمن الدولة، ولكن هذه هي المرة الأولى التي نسمع فيها عن خطورة (بروستات) مواطن على أمن وطن ونظام يتزعم الصمود والمقاومة والمجابهة والممانعة في وجه القوة الأعظم في العالم فَيُمْنَع هذا المواطن (أبوالبروستات اللي موكبيره ولا تقيله) من السفر للعلاج.

السرطان يصيب كل يوم الكثير من الناس في وطننا المعطاء لسادته ومالكيه الكبار، وما يُتكلم عنهم، ومايَسْمَعُ بهم مِنْ أحدٍ حتى مَنْ حولهم، على اعتبار أن مرض الفقراء (وتعتيرهم وشحارهم) وموتهم هو بالضبط كعهر الفاسدين والنهابين والشبيحة ودعارتهم لاسيما إذا كان مقروناً بملكوت السلطة والمتسلطين، فيُراد له ألا يَسْمَعَ به أحد، وألا يتكلم عنه أحد، وإلا فهو بمثابة خيانة عظمى (لهالوطن) وتوهين نفسية الشعب والأمة في معارك (هالوطن)، تستوجب (مرمطة وبهدلة) في محكمة أمن الدولة تنتهي ببضع سنين دأباً في ظلمات سجون هالوطن.

مرض الدكتور/ عبدالرزاق عيد كان خبراً مؤلماً حقيقةً لأصدقائه ومحبيه، يستوجب التضامن معه لعدة جوانب إنسانية ووطنية وفكرية وأسبابٍ بلدية أيضاً، تمتلك كل منها فضاءاتٍ أبعد وأوسع، وزاد من الألم منعه من السفر لاعتبارات تتعلق بأمن الدولة. وقُيِّض للخبر أن ينتشر لمناقبية الأستاذ/ أبوالمجد في العلم والفكر والبحث والتأصيل والنضال والوقوف في وجه الدجّالين والأفاكين من عتاولة القمع والفساد والنهب والتشبيح.
قد نوافق أباالمجد فيما يذهب إليه بحثاً وفكراً وقد نختلف معه، ولكن لايسع العقلاء والمنصفين سوى احترامه وتقديره على جهوده المبذولة في إعْمَاله الفكرَ والعقلَ واجتهادِه في الوصول إلى الأصوب، وجهادِه أن تكون بعيدةً بعد المشرقين عن سوق النخاسة لدى عتاولة الفساد والسياسة.

صرخ رهط من المثقفين الليبراليين والديموقراطيين في سوريا – وصرخت معهم - مناشدين كل المنظمات والقوى الديموقراطية وجمعيات حقوق الانسان، والمثقفين والأدباء والمفكرين الديموقراطيين السوريين والعرب أن يرفعوا أصواتهم احتجاجاً وشجباً لسلوكٍ بات متخلفاً وغيرَ إنساني دفاعاً عن حقه في الحياة والسفر والعلاج، وهو من هو في العلم والأدب والثقافة والبحث والتنوير.
سألني متخابثٌ: لماذا صرخ الليبراليون والديمقراطييون والعلمانييون المعارضون دفاعاً عن حق رجلٍ مفكرٍ متميز، ولم يصرخ الآخرون منهم والشيوخ وأصحاب اللحى والخطباء ممن يُسْمِعُوننا على الدوام أن امرأةً دخلت النار في هرةٍ حبستها...، ورجلاً دخل الجنة لسقايته كلباً أصابه العطش في صحراء لاهبة...!!؟
بالله عليك..!! لماذا ينعقد لسانهم، وينقطع صوتهم وأمامهم تُرْتَكَبُ أكبر الكبائر في انتهاك كرامة (البني آدم ) لجعله أذل من كلاب الشوارع الصايعة، وأدنى من كرامة قطط الشتاء التائهة.
قلتُ:(غمّقْت)، في المسألة أقوال متعددة، ولكن دع الناس في غفلاتهم، ولاتنكأ عليهم جراحاتهم (وسابل ولاتدابل).
فقال الأخبث: هل تعلم أن الرئيس الأسد تكََفَّلَ حالةً إنسانية، فأجرى منذ أربعة أشهر مرتباً شهرياً للمطربة اللبنانية " صباح " وابنتها المريضة التي أمضت عمرها تهز وسطها، وتطرب سامعيها من الشيّاب والشباب والمراهقين والساسة أغنيةً من بعد أغنية يوم أن بلغه خبر بيع ثيابها ومقتنياتها الشبابية لتواري بها سوءات الشيخوخة والمرض.
قلت: ويحك..!! أفصح..!! فلعل الدكتور الطبيب لم يبلغه مرض (أبو مجد) ورغبته في السفر للعلاج!!
قال: الخبراء أفادوا باستحالة علاج كبر البيضات. وطالما أن البيضات قريبة جداً من البروستات، فلا فائدة من العلاج ولاداعي للسفر وصرف المال والخسارات. في بلاد الحرية والديمقراطية الكل يهز على طريقته، وفي بلاد القمع والتشبيح هزّ الوسط هو المسموح، وليس هز الفكر وتحريك العقول والهمم والإرادات.
قلت: لن أجادلك الكلام، ظهر الفساد في البرّ والبحر، واضطربت معايير الجودة والقيمة، وبات أجر مغنية أو راقصة عن ليلة واحدة يعدل دخل باحثٍ أو مفكر أو فيلسوفٍ أو حكيم لدهره كله. قد نتفق أو نختلف، ولكن مما لم يعد مقبولاً الخلاف فيه، أن الإنسان كرمه الله في رسالاته، وكرمته المدونات والقوانين والدساتير والمعتقدات الإنسانية، فله من الحقوق ماله في الحياة والإقامة والسفر والعمل مما يستوجب الدعم والعون والمساعدة ولاسيما في وجه أصناف من (خلق وعالم) مازالوا يعتقدون أن الناس والجماهير والوطن والمواطنين أملاكاً وأمتعة وتركاتٍ تُوَرَّث، يحركونها بأمرهم وتعمل بمشيئتهم، تسافر بإذنهم، وتعالج (بروستاتها) على كيفهم ومزاجهم.

نسمع عن بجاحات كثيرة كانت، فنقول: ماترك الأول للآخر. ولكن مانرى من بجاحات هالأيام يؤكد أن الأول ترك الكثير لمن بعده. وإلا كيف يمكن فهم منع مواطنٍ مصاب بسرطان البروستاته عن السفر من قبل أمن الدولة..!!؟
أمنياتنا للدكتور عبدالرزاق بالشفاء العاجل ودوام الصحة والعافيه عليه وعلى الجميع. وأملنا فيه أن يتجاوز المحنة بإيمانٍ أقوى وإرادة أشد وعزيمةٍ أمضى. وأن تبقى محبته ومحنته نوراً في طريق بناء دولة القانون والديمقراطية والحرية.



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام السوري ومجزرة القرن العشرين
- ماهر عرار - مابين بَلَدَيْهِ كندا و نكدا 2 / 2
- دواليب السياسة وسياسة الدواليب
- الطارئ والمطروء في أنظمة الطوارئ
- الاعتصام الإلهي والاعتصام ( اللي موإلهي )
- اليأس السوري والأمل اللبناني
- النظام السوري غسيل أموال أم غسيل أنظمة..!؟
- النظام السوري وشهادات ثلاث
- هل الشرق الأوسط الجديد جديد..!!؟
- سجّل ..!! أنا مع حكومة غير وطنية..!!
- النظام السوري واليوم العالمي لحقوق الإنسان
- هلال الصمود والممانعة، إلى أين..!؟
- أبو الجماجمْ بين تَدْمُرَ و كَفْرُ قَاسِم
- النظام السوري وحكومة الوحدة الوطنية !!؟
- النظام السوري والمحكمة الدولية !!؟
- حال الطوارئ مع الوزيرة / شعبان
- هكذا تَكَلّمَ الرئيس (2 / 2 )
- هكذا تَكَلّمَ الرئيس 1 / 2
- هل تصريح السيد( أبوصالح) صالح..؟
- إنّه فكّر وقدّر


المزيد.....




- سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد ...
- ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت ...
- الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة
- بيتي هولر أصغر قاضية في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية
- بايدن: مذكرات الاعتقال بحث نتانياهو وغالانت مشينة
- مذكرة توقيف بحق نتانياهو وغالانت: ما هي حظوظ تطبيق قرار المح ...
- مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية ترحب بالقرار التاريخي للمحكمة ...
- الأمم المتحدة: مقتل عدد قياسي من موظفي الإغاثة في 2024 أغلبه ...
- الداخلية العراقية تنفي اعتقال المئات من منتسبيها في كركوك بس ...
- دلالات اصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنيا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بدرالدين حسن قربي - - بروستات - مواطن خَطَر على أمن الدولة..!؟