|
وفاء سلطان .. و النجار 1/3
محمد الحسيني إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 1824 - 2007 / 2 / 12 - 12:05
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يقول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) :
[ مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لَا تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ إِلَّا كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً ] ( صحيح مسلم / رواه عبد الله بن مسعود )
ووالله الذي لا إله غيره .. لقد حدثتني نفسي و ـ .. إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ـ أن أتوقف عن الرد على هؤلاء الملاحدة لتدنيهم الفكري والذي وصل إلى حضيض غير مسبوق وأتركهم لمصيرهم المشئوم ..!!! وأن أعرض عنهم لقوله تعالى ..
[ .. وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) ] ( القرآن المجيد : الأعراف )
ولكن كان التراجع من باب فضح الفكر الإلحادي الهابط أمام كل المهتمين بالقضية الدينية بصفة خاصة ، وبالقضايا الفكرية والمصيرير بصفة عامة ..!!!
وبكل أسف ؛ أصبحت قضية الحوار ثأرا شخصيا .. بل وأصبحت تعدي غير مسبوق على ثوابت وأعراف دولية وعالمية لا يمكن التشكيك فيها ، مثل التشكيك في درجات دكتوراة من أشهر جامعات العالم ، أو عضويات لأكاديميات علمية لا خلاف عليها ، وكذا عضويات متميزة في أكبر مؤسسة هندسية وتكنولوجية على الأرض ( IEEE ) ..!!!
فالقصة باختصار ؛ تبدأ عندما أدركت إني أتحاور مع شخص ـ هو كامل النجار ـ لا يعرف عن أمور المنهاج العلمي شيئا ..!!! فطلبت منه ـ وفي منتهى الأدب ـ أن يذكر لي دراساته حتى أستطيع أن أخاطبه على قدر ثقافته .. وذكرت له أن منهاجي في كل ما أكتب هو منهاج علمي كامل من ناحية الدقة والتوثيق .. والدليل على ذلك هو خلفيتي العلمية التي تتمثل في درجاتي العلمية التي أحملها . وعندئذ .. فوجئت بهذه الثورة العارمة ـ بأسلوب الردح المصري ـ على ثوابت كالصخر تتناثر عليها كلماته .. ولا تقوى على زحزحتها قيد شعرة ..!!!
سيدي " كامل النجار " أو بمعنى أدق سيدي " النجار " إن الحوار ليس مباراة كلامية فيها رابح و خاسر .. فالحوار له غايات كبرى تستلزم تضافر ملكات الإنسان العقلية إلى جانب علمه ومنطقه للوصول إلى : معنى الغايات من الخلق .. ولماذا الإنسان على الأرض ..؟!!! وهي الأسئلة التي تعتبرها وكالة الفضاء الأمريكية ( الناسا ) الغاية النهائية من كل بحوثها الخاصة بالفضاء في محاولة منها للوصول إلى الإجابة عليها . بل ويعتبرها كل علماء الفيزياء ـ على الأرض قاطبة ـ بأنها الغاية النهائية من كل بحوثهم في الطبيعة والكونيات .. إلى الحد الذي قال فيه عالم الفيزياء الأشهر في الوقت الحالي " ستيفن هوكنج " .. إن العلم يجب أن يقودنا إلى الله ( سبحانه وتعالى ) . وهو في هذا يتفق مع ما جاء في قوله تعالى ..
[ وأنَّ إلَى رَبِّكَ المُنْتهَى (42) ] ( القرآن المجيد : النجم )
وفي قوله تعالى ..
[ يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6) ] ( القرآن المجيد : الإنشقاق )
ويضيف ـ ستيفن هوكنج ـ قائلا ؛ إن الأمل المعقود على اكتشافنا للنظرية الفيزيائية التي تعرف باسم : " نظرية المجال الموحد " ( أو تلك المعادلة المأمولة ) التي تشرح تركيب ونشأة الكون .. ربما ( وأكرر : ربما ) تقودنا إلى معرفة شيئا عن الغايات من خلق الكون .. وخلق الإنسان ( أى لماذا نحن والكون موجودين ؟! ) . وإذا ما عرف الإنسان ـ من هذه النظرية ـ الغايات من خلقه وخلق الكون ، فإنه بهذه المعرفة سوف يكون : قد حقق الانتصار المطلق للعقل البشرى .. لأنه ـ فى هذه الحالة ـ سوف يعرف شيئا عن فكر الله ( سبحانه وتعالى ) .
سيدي " النجار " إن قضية الحوار التي أطرحها في كل كتاباتي هي قضية : " وجود الإنسان ومصيره " .. لذا عند التصدى لها لابد أن نتسم بأقصى درجات التعقل والموضوعية ونتجرد من ذاتيتنا ونضع المجتمع الإنساني ـ ككل ـ ومصلحته ، ومصلحتنا بالتالي ، نصب أعيننا . ومن هذا المنظور فإن كل ما أحاول بذله هو تقديم " يد " المساعدة لانتشال هذه البشرية الضالة من مصيرها المشئوم وإنارة طريق الوجود لها .. لا أبغي من هذا سوى وجه الله سبحانه وتعالى ..
[ قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (47) ] ( القرآن المجيد : سبأ )
وأتمنى أن يعي هذا " النجار " قوله تعالى .. [ قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ .. ] أي أن الأجر الحقيقي هو للإنسان ذاته عند إدراكه لحقيقة وجوده ومصيره .. وقيامه بتحقيق الغايات من خلقه . ولكن ـ وبكل أسف ـ نقل هذا " النجار " الحوار من حيز العقل إلى حيز " الردح " ، وهنا أصبح الحوار يتمحور حول حدود فكر من تخاطب .. إلى جانب الكذب والتدليس من جانب خطاب الآخر ..!!!
وبديهي ؛ لابد لي أن اختصر واقتصد في الرد على هذا " النجار " .. لأن الرد التفصيلي يحتاج إلى كتاب كامل لسنا في حاجة إليه ـ على الأقل في الوقت الحاضر ـ لتدني هبوط ثقافة وفكر هؤلاء القوم . وحتى يدرك القاريء إلى أي مدى تدني الحوار معهم في كل ما يفترون به على الدين الإسلامي .. سأعرض لبعض الفقرات القصيرة ـ على طول ردودي ـ وبيان إلى أي مدى تدنى علم هؤلاء القوم ..!!!
وقبل أن أبدأ في الرد ؛ ينبغي أن أؤكد على أن دفاعي عن " الدين الإسلامي " لا يعني دفاعي عن موقف العالم الإسلامي المتردي . فبكل أسف ؛ أصبحت الشعوب الإسلامية الخانعة بأنظمتها الطاغوتية الحاكمة وصمة العار الحقيقية في جبين الدين الإسلامي ، والدين الإسلامي بريء منهما تماما ..!!! ويمكن ـ للقاريء المهتم ـ رؤية هذه الحقيقة في وضوح لا يشوبه شائبة في المرجع التالي : " السقوط الأخير : تاريخ الصراع على السلطة منذ ظهور الإسلام وحتى الوقت الحاضر " .
ونستأنف المسيرة ؛ يقول الكاتب المسكين كامل النجار ( وأقسم بالله .. أني أشعر بالشفقة عليه ) في نقده الثاني لكتاباتي الخاصة بالرد على وفاء سلطان :
[ فما دام الله العالم بكل شيء قال لمحمد أن يقول لأهل الكتاب ( إلهنا وإلهكم واحد ) يكون الله هو نفس الإله الذي شّنع عليه دكتور محمد الحسيني . وهو نفس الإله الذي قال عنه فرعون قبل أن يغرق ( لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل ) . فإذاً نفس الإله الخروف ذي السبعة قرون هو إله المسلمين . ]
فحجم الأخطاء في هذه العبارة القصيرة أكبر من أن تحصى .. ويمكن أن أخصص لها هذه المقالة بالكامل .. ولكني سأوجزها ـ على قدر المستطاع ـ فيما يلي ..
أولا : بداية لم يتنبه " النجار " إلى أن موسى ( عليه السلام ) لم يأت إلا بالإسلام دينا . وكما ذكرت في كتابات سابقة : " طالما أن الله واحد ولامتغير فلابد وأن يكون الدين الموحى به ـ من الله ـ إلى أنبيائه ورسله هو دين واحد ولا متغير هو الآخر " . فموسى ( عليه السلام ) لم يعد عن كونه رسول الله للتبليغ برسالة الإسلام .. كما جاء ذلك في قرآنه المجيد ..
[ وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ (84) ] ( القرآن المجيد : يونس )
ثانيا : أن توراة موسى ( قبل التحريف ) ما هي إلا إحدى الصور الأولى للقرآن المجيد .. حيث طلب منا المولى ( عز وجل ) ـ نحن المسلمين ـ الإيمان بها من حيث المبدأ ( لأنها محرفة في الوقت الحالي ) شأنها في ذلك شأن الإيمان بالكتب السماوية الأخرى المنزلة من لدنه سبحانه وتعالى . وقد جاء تحريف هذه الكتب في قوله تعالى ..
[ أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) ] ( القرآن المجيد : البقرة )
وكما نرى فإن تحريف كتبهم المقدسة يتم بعلم منهم .. وهو ما يعني أن التحريف أصبح تحريف متعمد .. بل وما زال التحريف يجري حتى يومنا هذا تحت دعوى " ترجمات بلغة عربية حديثة للكتب المقدسة " ..!!! ( أنظر مراجع الكاتب ) وسأعود إلى هذه المعاني في كتابات أخرى إن شاء الله . وبالمناسبة ؛ فإن اكتشاف تحريف هذه الكتب لا يحتاج إلى ذكاء يذكر .. فهذه الكتب تنضح بالأساطير غير الواعية .. والتي تسببت في عزوف الإنسان عن الدين بصفة عامة وهجره له ..!!!
ثالثا : لم يتنبه " النجار " إلى أن بني إسرائيل هم المسلمون الأوائل في منطقة الشرق الأوسط ، ولم يمكّن لهم الله ( عز وجل ) تكوين مملكتهم سوى أنهم كانوا مسلمين ويتبعون هديه . فمملكة داود ( عليه السلام ) هي مملكة إسلامية ، ومملكة سليمان ( عليه السلام ) هي مملكة إسلامية أيضا ..!!! وبالتالي يصبح " هيكل سليمان " هو مجرد " المسجد الإسلامي " كما سنرى ذلك فيما بعد في مقالات أخرى . وبعد انحراف بني إسرائيل ـ عقب داود وسليمان .. عليهما السلام ـ عن الإسلام ، وقيامهم بعبادة الأصنام ، قضى عليهم المولى ( عز وجل ) بالتشرد في الأرض .
رابعا : وبالتالي فإن مقولة فرعون التي ساقها " النجار " ( لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل ) في نقده .. كما تأتي في سياقها القرآني العظيم في قوله تعالى ..
[ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) ] ( القرآن المجيد : يونس )
لم يقصد بها فرعون سوى الإيمان بإله الإسلام .. أي الإيمان بالله عز وجل .. وليس بإله المسيحية ( الخروف ) .. وهي الديانة التي لم تكن قد ظهرت بعد .. لأن موسى ( عليه السلام ) سبق عيسى ( عليه السلام ) بحوالي ألف وخمسمائة سنة .. فكيف يدعي ـ هذا النجار ـ أن " الخروف " إله المسيحية هو نفس إله اليهود الذين عاصروا فرعون ..!!! كما حذف هذا " النجار " أيضا قول فرعون [ .. وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ] .. حتى يستطيع أن يبث جهله في هذا السياق القرآني ..!!!
خامسا : والذي لا يعلمه " النجار " أيضا .. أن اليهودية حتى بشكلها المتدني الحالي ترفض وبشدة الدين المسيحي وبالتالي ترفض : " المسيح الإله أو المسيح الخروف " . بل والأكثر من هذا ؛ يعتبر اليهود أن السيد " المسيح " ( عليه السلام ) هو ابن سفاح للعسكري الروماني " باندارا " .. بعد اعتدائه على السيدة العذراء مريم البتول .. حيث يقول التلمود :
[ أن يسوع الناصري موجود في لجات الجحيم بين الزفت والنار ، وأن أمه أتت به من العسكري ( باندارا ) بمباشرة الزنى ، وأن الكنائس النصرانية بمقام قاذورات ، وأن الواعظين فيها أشبه بالكلاب النابحة ، وأن قتل المسيحي من الأمور المأمور بها ، وأن العهد مع مسيحي لا يكون عهداً صحيحاً يلتزم اليهودي القيام به ، وأنه من الواجب ديناً أن يلعن ثلاث مرات رؤساء المذهب النصراني وجميع الملوك الذين يتظاهرون بالعداوة ضد بني إسرائيل ]
وهذا ـ لعمري ـ من أغرب الامور ..!!! لأن معنى هذا أن الجزء الأول من الكتاب المقدس ـ الديانة اليهودية ـ يرفض وبشدة الإيمان بالجزء الثاني ـ الديانة المسيحية ـ من الكتاب المقدس ..!!! أي كتاب مقدس واحد .. صادر عن خالق واحد ـ كما يعتقدوا في هذا ـ الجزء الأول منه يرفض وبشدة الجزء الثاني منه .. بل ويعتبر الجزء الأول منه أن الجزء الثاني هو الكفر بعينه ..!!! سبحان الله ..
[ .. أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ (78) ] ( القرآن المجيد : هود )
والذي لا يعلمه هذا " النجار " أيضا ؛ أن مع كل هذه الكراهية بين اليهودية والمسيحية .. وبغضهم لبعضهم البعض والتاريخ خير شاهد ( تمثل هذا في اعتذار البابا يوحنا بولس الثاني لهم عما اقترفته الكنيسة الكاثوليكية على طول التاريخ معهم ) إلا أن كراهيتهم للعالم الإسلامي أكبر ، بل ووحدتهم هذه الكراهية وأساطيرهم الدينية غير الواعية ـ في الوقت الحالي ـ للوقوف معا ضد العالم الإسلامي . وهي الأساطير المتعلقة بمفهوم " العودة الثانية " . والعودة الثانية بالنسبة لليهود تعني عودة اليهود إلى أرض الأجداد ، بينما العودة الثانية بالنسبة للمسيحيين , تعني عودة المسيح الإله إلى الأرض لحكمها لمدة ألف سنة سعيدة . وكلا الأسطورتين تشترطان الآتي :
• إبادة العالم الإسلامي ( عالم الشر ) ، ومحو الإسلام من الوجود . • قيام دولة إسرائيل الكبرى ، وعاصمتها الأبدية القدس ( أورشليم ) . • هدم المسجد الأقصى وبناء هيكل سليمان .. وهو الهيكل الذي سوف يحتله الإله العائد إلى الأرض ليحكم منه الأرض أثناء فترة الألفية السعيدة ..!!!
سادسا : أما قول " النجار " ( إلهنا وإلهكم واحد ) فقد قطع هذه الفقرة عن سياقها القرآني حتى يستطيع أن يبث فيها جهله .. فقد جاءت هذه الفقرة في قوله تعالى ..
[ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46) ] ( القرآن المجيد : العنكبوت )
وكما نرى فقد قام " النجار " بقطع هذه الفقرة القرآنية [ .. وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ .. ] من سياق معناها حتى لا يذكر [ .. وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ] ..!!! كما لم يتنبه هذا " النجار " إلى الترتيب القرآني .. في قوله تعالى [ .. وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ .. ] .. ولم يقل ( وإلهكم وإلهنا واحد ) ..!!! أي وإلهنا بصفاته العظيمة ينبغي أن يكون إلهكم .. وليس إلهكم الخروف المتدني الصفات هو إلهنا ..!!!
فالذي لا يعلمه " النجار " أن الإسلام يرفض ألوهية المسيح تماما .. وبالتالي يرفض ألوهية " الخروف " ..!!! بل ويعتبر القول بها ـ أي بألوهية " عيسى " ( عليه السلام ) ـ هو كفر .. بل ويعتبر القول بالتثليث المسيحي كفر أيضا .. كما جاء في قوله تعالى ..
[ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (72) لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) ] ( القرآن المجيد : المائدة )
وبعد هذا الرد .. أتساءل كيف تجرأ هذا " النجار " على القول : [ فإذاً نفس الإله الخروف ذي السبعة قرون هو إله المسلمين ] ..!!! وبديهي الإجابة على التساؤل هو النتيجة الطبيعية والبسيطة لهبوط فكر هذا " النجار " .. وضعف ثقافته الدينية والعلمية معا والتي وصلت إلى حضيض فكري غير مسبوق ..!!!
وإلى فقرة أخرى ..
************ يتهكم هذا " النجار " على الذات الإلهية بقوله :
[ فالله بالنسبة للمسلمين رجل مثلهم له كل أعضاء الرجل ( باستثناء عضو واحد ) ..!!! ] .. وأقول له .. عندما تعرضت لفكر " الإله الخروف " في الديانة المسيحية .. نبهت إلى أن هذا الفكر ( الخروفي ) لا يجوز تأويله بالرمزية .. لأن الكنيسة الأورثوذكسية قدمت برهانا رياضيا محكما انتهت منه إلى أن إله المسيحية هو : " خروف مذبوح له سبعة قرون .. " بما لا يدع مجالا لأي شك ( سأعرض لتفاصيل هذا البرهان في مقالة مستقلة ) .
وهنا اعتبر " النجار " أن هذا مبدأ عام ( على الرغم من تخصيصي لهذه الحالة ) .. وقال طالما أني رفضت الرمزيات في التأويل .. فعلي بأن أرفض الرمزيات في تأويل بعض صفات المولى ( عز وجل ) كما جاء بها الدين الإسلامي .. وعرض هذا " النجار " ـ كعادته ـ سمومه في بعض هذه الصفات الإلهية .. كما جاء في قوله تعالى ..
[ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27) ] ( القرآن المجيد : الرحمن )
وقال بوجود " وجه " لله ..!!! ولم يتنبه هذا " النجار " إلى أن أحد معاني " الوجه " هو السيد والشريف . فيقال " فلان وجه القوم " : أي أن فلان سيد القوم وشريفهم . ومعنى الآيات الكريمة هي : أن كل من على الأرض فان ولن يبقى غير سيد الأكوان وخالقها ..!!! فهل هذا المعنى يستقيم بأن يقول أن لله وجها .. بالمفهوم البشري ..!!!
علما بأن الله ( سبحانه وتعالى ) يصف نفسه في قرآنه الكريم .. بأن ليس كمثله شيء .. كما جاء في قوله تعالى ..
[ فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (11) لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (12) ] ( القرآن المجيد : الشورى )
[ فاطر السماوات الأرض : مبدع السماوات والأرض / له مقاليد السماوات والأرض : أي له كل ما يتعلق بأمور السماوات والأرض من وجود وخلق وقوانين طبيعية وفيزيائية ]
فهل بعد هذا الوصف للذات الإلهية يليق لنا أن نضاهي هذا الوصف .. بالقول بأن الإله " خروف له سبعة قرون .. " ..!!! سبحان الله .. على مدى انحطاط فكر هؤلاء الملاحدة ..
ونأتي إلى قوله تعالى ..
[ يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42) ] ( القرآن المجيد : القلم )
وأذكر ـ في هذا المقام ـ تفسير الجلالين لهذه الآية الكريمة : [ اذكر ( يوم يكشف عن ساق ) هو عبارة عن شدة الأمر يوم القيامة للحساب والجزاء يقال كشفت الحرب عن ساق إذا اشتد الأمر فيها ( ويدعون إلى السجود ) امتحانا لايمانهم ( فلا يستطيعون ) تصير ظهورهم طبقا واحدا ]
وفسرها هذا " النجار " بأن الله ـ تنزه عن هذا ـ له ساق ..!!! فهو يذهب إلى كتب التراث المليئة بالخرافات والأساطير .. ليبحث عن الخزعبلات ليبثها في القرآن المجيد .. ولم يتنبه إلى قوله تعالى ..
[ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) ] ( القرآن المجيد : البقرة )
وأخيرا نأتي إلى معنى " يد " الله .. كما جاءت في قوله تعالى ..
[ لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّن فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29) ] ( القرآن المجيد : الحديد )
وهنا نرى أن " الفضل " بيد الله ، أي أن الفضل يأتي بإرادة الله ( سبحانه وتعالى ) وقدره .. أما القول بيداه .. كما جاء في قوله تعالى ..
[ وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء .. (64) ] ( القرآن المجيد : المائدة )
وهو يعني " المبالغة في الوصف بالجود والعطاء " .. كما جاء في تفسير " الجلالين " في هذه الآية الكريمة : [ ( وقالت اليهود ) لما ضيق الله ـ عز وجل ـ عليهم بتكذيبهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن كانوا أكثر الناس مالا .. قالوا ( يد الله مغلولة ) مقبوضة عن إدرار الرزق علينا كنوا به عن البخل تعالى الله عن ذلك .. قال تعالى ( غُلَّت ) أمسكت ( أيديهم ) عن فعل الخيرات دعاء عليهم ( ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ) مبالغة في الوصف بالجود وثني اليد لإفادة الكثرة إذ غاية ما يبذله السخي من ماله أي يعطي بيديه ( ينفق كيف يشاء ) أي يرزق عباده من توسيع وتضييق لا اعتراض عليه .. ]
فهذا كل ما ورد عن " الوجه " .. وكل ما ورد عن " اليد " في القرآن المجيد .. ولا يمين ولا شمال إلا في خياله المريض وكتب الخزعبلات التي يبحث فيها ..!!! وبعد هذا العرض .. كيف يتجرأ هذا " النجار " على القول ..
[ فالله بالنسبة للمسلمين رجلٌ مثلهم له كل أعضاء الرجل ( باستثناء عضو واحد ) ..!!! ] استغفر الله العظيم .. وللحديث بقية ..
#محمد_الحسيني_إسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وفاء سلطان / الجزء الثالث : العقلانية والعلم بين المسيحية وا
...
-
الرد على دكتورة علم النفس الأمريكية وفاء سلطان 3/5
-
الرد على دكتورة علم النفس الأمريكية وفاء سلطان 2/5
-
الرد على دكتورة علم النفس الأمريكية وفاء سلطان 1/5
المزيد.....
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|