أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - بشار مرشد - ظل المؤسسة... بين الولاء والنهب














المزيد.....

ظل المؤسسة... بين الولاء والنهب


بشار مرشد
كاتب وباحث

(Bashar Murshid)


الحوار المتمدن-العدد: 8459 - 2025 / 9 / 8 - 13:48
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


##مقدمة: ولادة المؤسسة:
في مدينة بعيدة، وُلدت مؤسسة صغيرة، طفلة هزيلة ترنّحت بين العوائق والعواصف. لم يقترب أحد، فالجميع كان يراها عبئًا لا رجاء فيه. وحدهم المخلصون صدّقوا الحلم، حملوا حجارتها على أكتافهم، وامتدت أياديهم على كل زاوية وجسر، حتى صارت خطواتها تتمايل نحو البقاء، كأنها تعرف أن الحياة لن تُعطيها شيئًا إلا بالجهد والتعب.


##تصاعد الأزمة: ظهور المتطفلين:
ثم ظهروا هم… المتطفلون. وجوه براقة تبتسم كالأقنعة، أصواتهم رخوة، وشعاراتهم تُباع بالكيلو. بدأوا أولًا بـ تحييد واستبعاد الأوفياء الذين بفضل كفاءتهم وجهدهم الحقيقي يشكلون تهديدًا لمكاسب المنتفعين وامتيازاتهم، ليصبح المجال مفتوحًا للتغول. بعد ذلك، أسندوا إلى بقية الأبطال الصامتين أعمالًا شكلية فقط، يمنعونهم من أي محاولة للإصلاح أو التدخل، ليصبح حضورهم عبئًا شكليًا لا قيمة له، وكأن المؤسسة تتحرك بلا روح.

## سد الصوت: صمت المخلصين:
ومع مرور الوقت، عمل المتطفلون على بناء سدّ ضخم يمنع صوت المخلصين والأوفياء من الوصول إلى رأس الهرم، فيحول الأفكار الصادقة والاقتراحات النافعة إلى صدى يتلاشى في العدم. كل غرفة استولوا عليها أصبحت حديقة لهم، وكل فرصة للنجاح صارت وسيلةً للاستحواذ على خيرات المؤسسة لأنفسهم ولذويهم.

##الانهيار: مأساة الحلم:
ومع تغولهم، بدأت المؤسسة تنهار. رأسها ممتلئ بالامتيازات، بينما قدماها العجوزتان ترتجفان من الهزال. كل مشروع يُستنزف، وكل غرفة تُسلب، كانت كطعنة في قلب الأبطال الصامتين. يرون حلمهم يتحطم، دماء جهودهم تُسلب وتُنثر في أيدي غريبة. مرض المؤسسة يؤلمهم، موتها يسحقهم، وكل نفس فيها صدى لوعة من صنعوها بأيديهم.

## الصمود أمام الظلم: عزاء المخلصين:
حتى يومهم، يأتون إلى مقاعد العمل، كأنهم يُساقون إلى العقوبة، لكن عزاءهم الوحيد يكمن في الحفاظ على تماسك مؤسساتهم، صامدين أمام أطماع الطامعين وابتسامات الحاقدين، حاملين حلمهم في صمتهم كدرع يحمي ما تبقى من قيمها، بينما المتطفلون يركبون سيارات المؤسسة ويملأون خزائنها. أبواق الشعارات تُطلق:
— "الحضور واجب! الانتماء مقدّس! من لا يعجبه فليرحل!"

## خاتمة: الحقيقة المرة:
ضحك المخلصون والأوفياء والأبطال الصامتون بمرارة، أعمق من أي طعام مرّ، لأنهم يعرفون الحقيقة: سقوط المؤسسة لم يكن قدرًا، بل نتاج تغول المتطفلين واستغلالهم لمكانتهم. وكل وجعهم، وهم يشاهدون من خان الثقة وتسلط على ما بنوه، كان جزءًا منهم، جزءًا من حلمهم الذي صار رمادًا بين أيديهم.

## الأمل المستمر:
ومع كل دمعة مرّت وكل وجع ابتلع أحلامهم، بقي الأمل في قلوب المخلصين والأوفياء والأبطال الصامتين. صمتهم لم يكن هزيمة، بل حاملاً لشرارة الحياة، وعدًا بأن روح المؤسسة لن تموت مهما استولى المتطفلون على خيراتها. وفي كل حجر وضعوه، وفي كل جسر بنوه، بقيت بذور حلمٍ قد ينبت مجددًا، يذكر الجميع بأن الوفاء والشجاعة والصبر أحيانًا تصنع المعجزات بصمت.



#بشار__مرشد (هاشتاغ)       Bashar_Murshid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرق والغرب... الظل الذي تغلّب على النور
- بين الركام والأمل… غودو الفلسطيني
- الطبيعة وتصحيح اختلال القوة
- هل يتحول الطموح إلى جموح منفلت؟
- التفاوض....معركة ذكية بين طرفي العملية وأسرار النجاح
- من جعل الفكرة صنمًا، لم يختلف عمّن جعل الشخص معبودًا... الحر ...
- المصادر الإعلامية... الغموض المستحدث والإعلام الموجّه
- سفينة العودة... لن يتهاوى الحلم
- من خراف بانورج إلى دمية لابوبو... غياب الحكمة
- القطيع الهائم… من اليأس يولد الأمل
- ما بين منهجية التحليل... وضروب التخمين
- السياسة بين الواقع والوهم....حين تكون الأفعال أصدق من الأقوا ...
- تجارب من التاريخ المعاصر... ثبات المبدأ وتكيف الأسلوب
- الحلم من الثريا إلى الوطن.. واحتي بين الفكر والسياسة والإنسا ...
- جائحة الفيتو... وسكسونيا النظام الدولي
- الثريا في صحراء الظلام… الغاية التي لم تُدرك بعد
- الغرق في بحر الشعارات…
- الأفلاطونيون... صدى التفهيق في دهاليز السياسة والحكم
- المناورة في الغابة ... واستراتيجية الدفاع الرباعية
- ما بين الوطن والوطنية… كرامة أم تضحية؟ استبدال العدل بالمساو ...


المزيد.....




- مجلس الأمن الدولي يصوت ضد رفع العقوبات المفروضة على طهران
- كندا تحظر دخول فرقة -نيكاب- لدعمها فلسطين.. والفرقة تلجأ للق ...
- رئيس وزراء السودان يناشد الإقليم والعالم دعم مبادرة لفك حصار ...
- بعد تصويت على عودة العقوبات.. بزشكيان: لا يمكن إيقاف إيران ع ...
- تزايد إقبال المتطوعين على الخدمة العسكرية في الجيش الألماني ...
- نائب رئيس جنوب السودان المعتقل يعلن استعداده للمحاكمة
- مرصد: إسرائيل تفجر بغزة يوميا 17 عربة كل واحدة تعادل زلزالا ...
- بعد قرار مصر الحد من الولادة القيصرية.. لماذا ترتفع معدلاتها ...
- محاولات شعبية لتسيير أسطول الصمود المصري في مواجهة تحديات قا ...
- كيف دمّرت سياسة ترامب خطط طلاب غزة؟ شاهد ما قالته فلسطينية ل ...


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - بشار مرشد - ظل المؤسسة... بين الولاء والنهب