أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - جماعة العدل والإحسان بين بهتان الرؤى وارتباك القيادة .














المزيد.....

جماعة العدل والإحسان بين بهتان الرؤى وارتباك القيادة .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 1823 - 2007 / 2 / 11 - 12:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بفعل الترويج " لرؤى 2006" على أوسع نطاق بات تحققها ــ من فرط تداول الأتباع وتأكيدات قادة الجماعة ــ في حكم "عين اليقين" . لكن لما تأكد بهتان الرؤى عقب انصرام الأجل المحدد لوقوع "الحدث العظيم" الذي بشرت به تلك الرؤى ، ساد الارتباك جسم الجماعة ورأسها . إذ كان من المفروض في قيادة الجماعة رفع اللبس وفك التلبيس عبر بيان موجه لمن اختارتهم الجماعة لركوب "الفلك" والنجاة من "الطوفان" . طبعا لم تصدر الجماعة أي بلاغ أو بيان في موضوع عدم تحقق الرؤيا ، بل اكتفت ــ الجماعة ــ على لسان الدرجة الثانية من قيادييها الاستهانة بالموضوع وبعقول الأتباع . فقد صرح عبد الصمد فتحي لأسبوعية "الوطن" جوابا على استفسارها عن غياب أي بيان ، صرح بالتالي : ( لحد الساعة لا يوجد أي بيان في هذا الموضوع، لأن الأمر بالنسبة لنا لا يستحق ذلك، ف "رؤى 2006" موضوع كبّرَه الآخرون، وليس في مصلحتنا أن نسايرهم في تكبير الموضوع إلى هذا النقاش ) . لن نعود إلى التأكيدات التي تفند تصريح فتحي وهي صادرة عن المرشد وبعض قادة الجماعة ، فقد تناولت جزءا منها المقالة السابقة ، بل يهمنا في هذا المقام التعامل مع السؤال التالي : هل يمكن أن يصدر عن أتباع الجماعة وقواعدها رد فعل يعبر عن تذمرهم الافتراضي ؟ لن يكون غريبا هذا الصمت المطبق الذي لاذ إليه أعضاء الجماعة وهم يعدّون الدقائق الأخيرة من عمر السنة الموعودة دون أن تظهر في الأفق أدنى إشارة إلى "الوعد" المنتظر . والسبب يعود إلى طبيعة المعتقدات وقواعد التربية وشروط الصحبة التي يخضع لها كل أعضاء الجماعة ، مما يكون له التأثير المباشر على طريقة تفكيرهم التي تأبى النقد وترضى بالوصاية والخضوع . لهذا ، فإن الشيخ ياسين لن يكون مضطرا للتوضيح فأحرى للاعتذار لأنه يدرك جيدا أن أتباعه لن يتأثروا سلبيا بعدم تحقق الرؤيا لاعتبارات أهمها :
أ ـ أن من شروط الانتماء للجماعة اغتيال العقل وتعطيل النقد كما تنص أسس التربية ( يا غلام ! كن غلام القوم وأرضا لهم وخادما بين أيديهم .. كن غلام الدليل! اتبعه.. لا تخرج عن رأيه ، ولا تخالف قوله )(ص238 الإحسان1) .
ب ـ أن من حسن إيمان الأتباع الطاعة التامة للشيخ : ( قم بخدمة شيخك بالإخلاص .. واذهب معه بمسلك الأدب . واحفظ غيبته . وتقيد بخدمته . وأكثر الخدمة في منزله . وأقلل الكلام في حضرته . وانظر إليه بنظر التعظيم والوقار )(ص238 الإحسان1).
ج ـ أن من شروط الصحبة عدم مخالفة الشيخ أو انتقاده أو مجادلته ( ولا يشتغل بالاحتجاج معه في كل مسألة وإن علم خطأه ، ولا يلقي بين يديه سجادته .. ويعمل ما أمره به )(ص236 الإحسان1) .
د ـ أن من خصال المريد إسلاس الانقياد للمرشد بحيث (يحترمه ظاهرا وباطنا . أما احترام الظاهر فهو أن لا يجادله ولا يشتغل بالاحتجاج معه في كل مسألة وإن علم خطأه.. وأما احترام الباطن فهو أن كل ما يسمع ويقبل منه في الظاهر لا ينكره في الباطن لا فعلا ولا قولا لئلا يتسم بالنفاق ) .
و ـ أن عقيدة الجماعة تجعل رضا الشيخ من رضا الله ، ومن رفضه قلب الشيخ صار بدون هاد ومنقذ ( من رده قلب شيخ من الشيوخ فلا محالة يرى غبَّ ذلك ولو بعد حين ). وعاقبة ذلك سيكون الشيطان شيخه والخسران الأخروي مصيره . لأن ( من أراد الفلاح فليصر أرضا تحت أقدام المشايخ ) ومن ( لا شيخ له لا قبلة له ، ومن لا شيخ له فالشيطان شيخه (213الإحسان1) . وما دام الأتباع يرون في الشيخ منقذهم وهاديهم وشفيعهم وماشطتهم(= الواصفة التي تُجَمِّل العروس ليلة الدخلة ) فإنهم لن يعصوا له أمرا ولن يضمروا له نقدا . بل إن رؤيا 2006 فتحت شهية الأتباع ليكرسوا قدسية الشيخ لم يبلغها نبي قبله ولا رسول . لهذا لن يساور الأتباع أدنى شك في كون المبشرات والرؤى "وحيا" من الله للجماعة ومرشدها ووعدا لهم "بالنصر" . ذلك أن أتباع الجماعة لا يشغلهم تمحيص الرؤى أو نقدها قدر انشغالهم بتحققها وتشوقهم إلى لحظة "الفتح" التي يزعمون أن الرسول محمد (ص) وعد الشيخ بها ، كقول أحدهم ( شاهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يُبَشّر سيدي عبد السلام حفظه الله بالنصر القريب، ويقول للإخوان : "استعدّوا للفتح بقيام الليل والدعاء والتبتل وملازمة مجالس الإيمان". ) . ومسألة الإخبار بالنصر والوعد به لا تقتصر على "المبشرات" التي يقصصها الأتباع بعد أحلام كل ليلة ، بل أسّس لها الشيخ و"بشّـر" بها وحرض عليها بأقوال شتى وفي مواضع عدة أبرزها إقراره التالي( كوني مبعوثا مبلِّغا أمرني القادر عز وجل بإعداد القوة ، ووعدني بالنصر ، وشرط لي وشرط علي شروطا )(ص 401 العدل). إذن كل الشروط النفسية والعقائدية والتربوية والتنظيمية التي يخضع لها أتباع الجماعة ويتشبعون بها لن تجعل منهم غير أعضاء يسمعون فيصدقون ويطيعون حين يؤمرون ، لا يعصون للشيخ أمرا ولا يخلفون له وعدا ولا يتخلفون عن موعد قرره المرشد . وسيجدون من المسوغات ما يكفي لتبرير عدم تحقق "رؤيا 2006" في موعدها على اعتبار أن وعد الله لا يخضع للتوقيت البشري . وهذا ما قصده فتح الله أرسلان في حوار على شبكة إسلام أون لاين ( فليس الأمر بملكنا ولا بإرادتنا لأن هذا أمر الله وهو الفاعل المختار يفعل ما يشاء، كما يشاء، وكيف يشاء. أما البشر الضعاف قد يصعب عليه فهم الفعل الإلهي كما صعب على بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم الرؤيا التي رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه سيدخل المسجد الحرام آمنا مطمئنا فاستعد رسول الله، واستعد معه صحابته الكرام للدخول إلى مكة في ذلك العام، لكن لم يقع ذلك في تلك السنة وتحسر بعض الصحابة واحتجوا على ذلك، ولم يفهموا أن الله قد فتح فتحا أعظم مما كانوا ينتظرونه إلا بعد ذلك حينما نقضت قريش العهد، لكن كان إيذان الفتح وانطلاقته قبل موعد دخولهم إلى مكة منتصرين) . لكن ما لم يقله قادة الجماعة أن الشيخ ياسين ليس النبي محمد (ص) حتى تجري على يديه المعجزات وتتحقق برؤاه الأحداث .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بهتان رؤى جماعة العدل والإحسان
- مناصرة الإرهابيين قاعدة توحد بين مواقف الإسلاميين
- حَمَاس أبَاد أو إمارة -غزنستان- الإسلامية
- غزة بين الفتنة والطلبنة- 1
- أيها السياسيون اتعظوا
- الإسلاميون إذا ما هاجوا وماجوا
- هل نادية ياسين تجهل أن أباها يريد موالين لا محاورين ؟
- ندية ياسين تروج لبضاعة أصابها البوار 1
- الإدارة الأمريكية لا تجلب السلام ولا تنشر الديمقراطية
- زواج المسيار امتهان للمرأة وتقويض لصرح الأسرة
- ...الذين يسعون لتخريب الأسرة وهدم كيانها
- هل أصبح المغرب مشتلا للتطرف ووكرا للإرهاب ؟
- رسالة إلى وزير المالية والخوصصة
- تخليق الحياة العامة المدخل الرئيسي لكل تنمية حقيقية
- الذين يجرون المغرب إلى مستنقع فتن المشرق
- معاداة النظام لا تبرر مناصرة الإرهاب
- محامو الشيطان والاتجار بحقوق الإنسان
- الإرهاب والفساد وجهان لخطر واحد يهدد المغرب
- أحداث 11سبتمبر وإستراتيجية نشر الإرهاب
- حتى لا يتحول المغرب إلى جزائر ثانية 3


المزيد.....




- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - جماعة العدل والإحسان بين بهتان الرؤى وارتباك القيادة .