ابراهيم أحمد السلامي
الحوار المتمدن-العدد: 1824 - 2007 / 2 / 12 - 11:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد طالبت الحكومة العراقية والبرلمان العراقي اتخاذ الإجراءات القانونية بحق نائب البرلمان جمال جعفر عضو الائتلاف لاتهامه بتفجير السفارتين الأمريكية والكويتية في عام 1983 , إلا أن مستشارة رئيس الوزراء مريم الريس صرحت لوسائل الإعلام تصريحا غريبا وغير قانوني وينم عن جهل مطبق لأبسط قواعد القانون الجنائي العراقي إذ قالت الريس بأنه لا يجوز محاكمة العضو البرلماني العراقي جمال جعفر لأن التهمة الموجهة إليه سقطت بالتقادم ويترتب على قولها هذا أمور قانونية وسياسية غاية في الأهمية منها أن القانون الجنائي العراقي لم يأخذ بمبدأ التقادم كسبب لإسقاط التهمه عن مرتكبها فالمتهم يبقى ملاحقا عن التهمة الموجهة إليه مهما طال الزمن مادام هذا المتهم حيا يرزق وتسقط عنه بموته , ولو كان القانون الجنائي العراقي قد أخذ بمبدأ التقادم في إسقاط التهمة عن المتهم لما تسنى لنا محاكمة صدام حسين وأعوانه عن الجرائم التي ارتكبوها قبل أكثر من عقدين من الزمان ولو كان القانون الجنائي يأخذ بهذا المبدأ لتمسك به المتهمون بقضية الدجيل والأنفال وغيرها ولقال وكلائهم بعدم جواز محاكمتهم لسقوط التهم عنهم بالتقادم وطبقا لرأي مريم الريس فأن الحكم على صدام وبرزان والبندر كان خاطئا .
الأدهى والأمر في القضية أن بعض المسؤوليين العراقيين تناقلوا رأي مريم الريس وكأنه رأي قانوني سليم في حين أن من أبجديات القانون الجنائي العراقي هي عدم سقوط التهم بالتقادم كما أن القانون الجنائي الدولي أيضا لم يأخذ بمبدأ التقادم .
أن رأي مريم الريس هذا يجب أن لا يمر مرور الكرام بل يجب محاسبتها فهي إما جاهلة في مبادئ القانون وعليها أن تعترف بجهلها وإما أنها تعرف ذلك ولكنها تريد الدفاع عن صدام ونظامه مستغلة بذلك قضية جمال جعفر أي أنها تريد أن تقول أن الحكومة ظلمت صدام لأنها حاكمته عن جرائم ساقطة عنه بالتقادم وهذا ينسجم وـاريخ هذه السيده في ولائها للنظام البائد.
ولكننا نقول للسيد رئيس الوزراء العراقي لقد آن لدولتكم أن تستبدلوا مستشاريكم الذين لا يفقهون شيئا كي لاتقعوا فيما لايحمد عقباه. أما عن قضية جمال جعفر فيقول البعض بأنه كان رجل مخابرات في عهد صدام وتولى مهام كثيره ربما يكون منها ما متهم به حاليا.
إبراهيم أحمد السلامي
[email protected]
#ابراهيم_أحمد_السلامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟