أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - منطق القوة لا يرحم الكورد بين عجز المجلس الوطني وهيمنة الإدارة الذاتية 2/3














المزيد.....

منطق القوة لا يرحم الكورد بين عجز المجلس الوطني وهيمنة الإدارة الذاتية 2/3


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8455 - 2025 / 9 / 4 - 07:37
المحور: القضية الكردية
    


وهذه الجدلية تنطبق بدقة على طرفي الاستقطاب الكوردي في غربي كوردستان، وبالأخص على المجلس الوطني الكوردي، الذي ظلّ محدود الإمكانات سياسيًا وإداريًا، رغم ما تلقاه من دعم من جنوب كوردستان، فلم يتمكن حتى اليوم من بناء مؤسسات أو تشكيلات تنظيمية داخلية قادرة على تجاوز الخلافات الحزبية، والنشاط على مستوى هيئات بإمكانها إدارة منطقة ما، ولو امتلك القوة الذاتية المطلوبة، أو استطاع أن يطور نشاطاته ويخرج من الإطار الحزبي الضيق إلى فضاء وطني أوسع، لكان من الممكن أن يتولى ملف عفرين أو سري كانيه، لكن الواقع أثبت هشاشته داخليًا وخارجيًا.
ومع ذلك، لا يمكن إعفاء قوى الإدارة الذاتية من مسؤولية تعاملها العدائي مع المجلس، غير أنّ هذا السلوك، وإن بدا فاقعًا، يجد تفسيره في ذات الجدلية التي تحكم معادلة القوة والضعف؛ فمن يمتلك القوة نادرًا ما يمنح شريكًا ضعيفًا مساحة حقيقية في القرار، هذا النمط ليس جديدًا في تاريخ الحركة الكوردية، بل يتكرر مع كل محطة مصيرية، فقد مارس الحزب الحاكم في الإدارة (الـ ب ي د) الأسلوب ذاته في علاقته مع المجلس الوطني الكوردستاني، الذي كان مركزه في واشنطن منذ مؤتمره التأسيسي عام 2006 وما تلاه، يومها، لم يتردد الـ ب ي د في اللجوء إلى أساليب لم تكن أقل قسوة من بقية الأحزاب الكوردية، وخاصة البارتي الديمقراطي الكوردي قبل أن يتحول إلى الكوردستاني، الذي خاض بدوره صراعًا شرسًا ضد المجلس الكوردستاني بكل الوسائل الممكنة، بعضها لغايات شخصية، وأخرى بإملاءات خارجية، وصولًا إلى الدفع نحو تشكيل المجلس الوطني الكوردي عام 2012 كمنافس مباشر له.
هكذا جرى تجاهل حساسية المرحلة التاريخية الممتدة من عام 2006، سنة تأسيس المجلس الكوردستاني، إلى عام 2012 سنة تأسيس المجلس الوطني الكوردي، ثم إلى عام 2018 حين طالبت حكومة الإقليم المجلس الكوردستاني بحل نفسه، والسبب لم يكن مجرد خلاف حزبي داخلي، بل لأن القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، لم تكن تتعامل في تلك الفترة إلا مع المجلس الوطني الكوردستاني (مقره واشنطن) باعتباره المرجعية الأبرز من بين جميع القوى الكوردية في غربي كوردستان، وقد أدى ذلك إلى اتخاذ قرار داخلي صارم بعدم نشر نشاطاته في الإعلام، تقديرا لطلب حكومة الإقليم الفيدرالي الكوردستاني، وهو ما أدى إلى تقليص حضور المجلس الوطني الكوردستاني وقطع شرايين التواصل بينه وبين الشارع الكوردي.
ولنكن واقعيين، لو كان المجلس الوطني الكوردي يملك زمام السلطة في غربي كوردستان، لما توانى هو الآخر عن تهميش خصومه بالطريقة ذاتها، فهذه القاعدة المريرة لا تعرف استثناء، جدلية القوة والضعف تفرض ذاتها في كل مرة، على خلفيات حزبية وسياسية وفكرية، بل وحتى إيديولوجية، لتعيد إنتاج دوامة الإقصاء بدلًا من ترسيخ منطق الشراكة.
الحراك الكوردي، وخاصة طرفي الاستقطاب، لم يكن استثناءً من هذا المسار، بل سار على خطى القوى السياسية الإقليمية والعالمية التي جعلت من القوة معيار الشرعية الوحيد، وهكذا طُويت صفحة كان يمكن أن تكون منارات مضيئة في تاريخ الحركة الكوردية، لتحل مكانها صفحة سوداء تفضح عبث الصراعات الداخلية، وتكشف كيف أُهدرت الفرص التي كان يمكن أن تغيّر مسار القضية، لقد كان الإصرار على الانقسام والتناحر الداخلي، والارتهان لمنطق القوة والضعف، العامل الأبرز الذي دفع بالقضية الكوردية إلى هوامش الاهتمام الدولي، وأجّل الاعتراف بها إلى مراحل متأخرة، بينما كانت شعوب أخرى أقل عددًا وأضعف إمكانًا تحجز لنفسها مقعدًا على طاولة التاريخ.
لذلك فإن مؤتمر قامشلو وما تمخّض عنه من تشكيل الهيئة الكوردية، يُعدّ طفرة سياسية في مسار الحركة الكوردية، ومحاولة جريئة لتجاوز جدلية القوة والضعف التي كبّلتنا لعقود. غير أنّ السؤال الأهم الذي يفرض نفسه الآن: هل ستنجح هذه الطفرة في ترسيخ منطق الشراكة وتجاوز الانقسامات، أم ستعود القوى مجددًا إلى دوامة الصراع القديمة؟ … وهنا يبدأ الحديث عن الحلقة الأخطر التي لا تزال تنتظرنا.
يتبع...
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
31/8/2025م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منطق القوة لا يرحم الكورد بين عجز المجلس الوطني وهيمنة الإدا ...
- هل تعطّلت مخرجات مؤتمر قامشلو؟ 2/2
- هل تعطّلت مخرجات مؤتمر قامشلو؟ 1/2
- الحكومة السورية الانتقالية بين خطاب الوحدة وممارسة التجزئة
- كوردستان وقادم الشرق الأوسط تحولات كبرى وصراع على المستقبل
- قسد بوابة خلاص سوريا من الاستبداد والإرهاب
- برلمان الجولاني شرعنة للتقسيم تحت قناع الديمقراطية
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- الجولاني بين وهم الأبدية وحتمية السقوط
- مؤتمر الرقة ورسائل الصراع غير المعلن بين أمريكا وتركيا
- هل صار الاستجداء هوية كردية؟
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- الثقافة السائلة في المأساة السورية والكوردية
- السعودية وتركيا في الملف السوري من صراع الخلافة إلى رهبة الف ...
- في لحظة مفصلية كهذه لا مكان للرمادية أو الهروب خلف التفاصيل
- الفيدرالية بين التجربة الكوردية في سورية ودروس الأمم قراءة ف ...
- خيوط زيارة هاكان فيدان إلى دمشق
- نتائج عبثية الحكومة السورية الانتقالية وتحول مواقف الدول الك ...
- كونفرانس الحسكة ومؤتمر دمشق بين الوطن الجامع والدولة أحادية ...
- الفيدرالية واللامركزية السياسية في سوريا حدود لا تُمس


المزيد.....




- الاحتلال يجري تغييرات على قائمة الأسرى ويقدر موعد تسلم أسراه ...
- آخر مستجدات عملية تبادل الأسرى والرهائن بين إسرائيل وحماس
- الاحتلال يجري مشاورات للتصديق على تغيير بقائمة الأسرى الفلس ...
- الأمم المتحدة: لم نتلق سوى 28% من تمويل احتياجات غزة العاجلة ...
- مباشر: ترامب يعلن انتهاء الحرب في غزة وإسرائيل تترقب الإفراج ...
- حافلات الصليب الأحمر تستعد لاستقبال الأسرى الفلسطينيين
- وكيل الأمين العام للأمم المتحدة: أشعر بالحزن لرؤية الخيام في ...
- حماس: أنهينا الترتيبات اللازمة لتسليم الأسرى.. -هذا ما ننتظر ...
- الصليب الأحمر ينفي تقارير عن لقاء ممثليه بالأسرى الإسرائيليي ...
- الأمن بغزة يسيطر على مليشيا متعاونة مع الاحتلال.. مقتل واعتق ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - منطق القوة لا يرحم الكورد بين عجز المجلس الوطني وهيمنة الإدارة الذاتية 2/3