أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - مصطفى محمد غريب - الحركة النقابية العمالية العالمية والعربية - الحركة الشارتية















المزيد.....

الحركة النقابية العمالية العالمية والعربية - الحركة الشارتية


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 546 - 2003 / 7 / 28 - 03:29
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


الحركة النقابية العمالية العالمية والعربية

      الثورة الصناعية أدت بالضرورة إلى نشوء الرأسمالية وفي الوقت
                          نفسه إلى نشوء الطبقة العاملة

                        

 

                                                                                  القسم الثالث

 
                      الحركة الشارتية
 

أعتبرت الجمعية الشارتية عام 1840 أول حزب عمالي أنشئ في العالم

                                     عموماً

 

بعد انهيار النقابة الوطنية المتحدة الكبرى بثلاث سنوات، وعلى الرغم مما لاقته الطبقة العاملة من هجوم واسع النطاق على نقاباتها واعتقال قادتها من قبل الحكومة الرجعية، والذي شجع أرباب العمل على إجبار العمال على توقيع عقود تشبه " عقود العبودية" تمنعهم فيها، الانتماء أو العمل في النقابات..

 تقدمت الشارتية بشكل عاصف وكبير إلى المقدمة لتكون قوة ضاربة جديدة مستندة على الروح النضالية للطبقة العاملة البريطانية، وكان هدفها " التغلب جذرياً على النظام السياسي الرجعي المتخلف" وإلى جانب هذا الهدف ، فقد وضعت الشارتية أمام عينيها ا النضال في سبيل حق " الانتخاب" واعتبرت ذلك شرطاً مهما في نضالها، واعتقدت الحركة انه لا يمكن تحقيق أي تقدم إلا إذا شاركت أكثرية الجماهير في الإنتخابات.

ان منشأ الشارتية كان في " جمعية عمال لندن" المتكونة عام 1836م وكان أحد تلامذة روبرت اوين المسمى ( وليم لوفيت) قد أسسها ونشر برنامجها عام 1836م بشكل علني وكان هذا البرنامج يحتوي على ست نقاط حول الحقوق الانتخابية نصت على:

 

1-   حق الاقتراع العام لكل المواطنين ( لأجل الرجال ممن بلغوا 21 عاما).

2-   ان يجري انتخاب البرلمان سنوياً ( انتخابات سنوية ).

3-   انتخابات في مناطق متساوية.

4-   ان تكون حصانة لأعضاء البرلمان ( وتدفع رواتب للنواب).

5-   جعل الانتخابات سرية.

6-   الغاء ثبات حيازة الممتلكات بالنسبة لأعضاء البرلمان ( أي إلغاء شرط النصب المالية بالنسبة للمرشحين إلى انتخابات البرلمان ).

 

لقد طرح هذا البرنامج في الوقت الذي كانت بريطانيا ترزخ تحت أزمتها الاقتصادية العميقة التي ابتدأت عام 1835م واستمرت حتى عام 1842م وأصاب الطبقة العاملة الاملاق والبؤس والفاقة بسب البطالة التي شملت أعداداً غفيرة من العمال، لكن في الوقت نفسه ارتفع نضال العمال في سبيل نقابات علنية، وبجانب هذا الأمر، كان العديد من فئات البرجوازية الصغيرة محروماً من حق التصويت في الانتخابات، فنشأ وضع ثوري جديد متوجها ضد الراسمالية الكبيرة وحزب المحافظين، وأيدت الجماهير الكادحة والطبقة العاملة هذه الوثيقة واعتبرتها من المسائل المهمة التي ستجعل مجلس العموم قادراً على تحقيق أحلامها لكن ذلك لم يكن إلا سراباً لأن " النقاط الستة التي وردت فيها،

انصبت بالتحديد على مجلس العموم، وذلك لأنهم  ــ الشارتين ـــ اعتقدوا بسبب إعفاء الدستور الإنكليزي الملكة ومجلس الوردات في أي مسؤولية بامكان مجلس العموم تحقيق آمالهم المنشودة".

ونشط الشارتيوت في العمل على مشاركة الجماهير الواسعة في تأييد الوثيقة من خلال جمع التواقيع تؤيدها لكي تُرسل بواسطة وفود إلى البرلمان ( مثلما حدث في فرنسا عشية الثورة الفرنسية) وقد شعر الرأسماليين ومالكي الأرض الكبار، وكبار التجار بالخطر المحدق بهم وبمصالحهم وسلطتهم.

فضلاً أن قيادة الشارتية لم تكن موحدة وكانت تعيش خلافات داخلية بخصوص العديد من القضايا، ولهذا انقسمت إلى " يمين ويسار" كما أن الحركة لم تتمتع بوضوح فكري، إضافة إلى وجود خلافات حول ستراتيج وتكتيك الحركة، فالإنتهازية اليمينية كانت تطالب " بالإقناع الأخلاقي للتفاهم مع الرأسماليين" ترمي من خلاله ابعاد العمال عن الاضراب، أو الاحتجاج، والتمرد، والعمل على الدخول في مناقشات طويلة، حتى يقتنع الرأسماليون بحق العمال، أما ممثلو اليسار فقد دعموا " العنف الجسدي" والاضراب ثم الانتفاضة إذا رُفضت الوثيقة من قبل البرلمان، ورفعوا شعاراً أكدوا فيه انهم سيحاولون ممارسة السلم جهد الامكان لكن إذا تحتم عليهم العنف فسوف يستخدومنه، كما كان أيضاً في داخل القيادة ممن يؤيد الافكار التي طرحها روبرت اوين وامكانية تحقيق مجتمعه التعاوني، إضافة إلى آخرين أيدوا فقط التحسن النسبي لوضع الطبقة العاملة في ظل الرأسمالية، ولم تتجاوز افكارهم حقيقة الرأسمالية التي يكمن في جوهرها الاستغلال ونهب قوة العمال، اما القادة العماليون فقد طالبوا بضرورة تقليص ساعات العمل إلى ثمان ساعات في اليوم، والعمل على تحسين أوضاع المعوزين وذلك بإعادة دراسة وضعهم.

لقد كان الجو مشحوناً تماماً، فالجانبان ــ الشارتية ـــ والحكومة، يتهيأن ويجمعان قوتيهما لساعة الصدام المرتقبة وخوض المعركة، وبعدما اكملت الشارتية حملة التواقيع على الوثيقة والتي جمعت فيه " مليون وربع" توقيع حملها وفد إلى البرلمان البريطاني في تموز 1839م .. لكن البرلمان سرعان ما رفضها في الحال وعلى أثر هذا الرفض قامت الحكومة  بالهجوم على الحركة في صيف العام المذكور واعتقلت العديد من قادتها وأودعتهم السجون وبهذا العمل وجهت الحكومة ضربة موجعة للحركة. وأمام هذه الضربات المتلاحقة قررت الحركة " بأن الوقت غير مناسب للقيام بالاضراب العام والانتفاضة " إلا أن ذلك القرار تفاوت في مكان آخر فقد قامت ببعض الانتفاضات المحلية" المتفرقة في بعض المناطق ، ولم تتسامح الحكومة عن مثل هذه الأمور فردت على الفور عليها بضربات ساحقة، واعتقلت قادة هذه الانتفاضات وقادة الحركة الذي لم يتم اعتقالهم أثناء أحداث تقديم الوثيقة إلى البرلمان .

لقد فقدت الحركة قادتها مما أدى إلى اضعافها لبعض الوقت، وبعد عام على الضربة التي وجهت للحركة وبسبب اطلاق سراح قادتها من السجون مما زاد على انتعاشها وتحركها مرة أخرى فتأسست " الجمعية الشارتية 1840م " واعتبرت هذه الجمعية أول

 حزب عمالي في تلك الأيام " الحزب العمالي الأول الذي أنشئ في العالم عموماً"

واستمر توسيع الجمعية بشكل كبير .. وفي مجريات نضالاتها في ذلك الوقت فقد قامت بمسيرة طويلة إلى البرلمان البريطاني وسلمته عريضة تحمل 700, 317, 3 توقيعاً.

لقد وصلت الحركة إلى ذروتها وحاولت القيام بإنتفضة عامة صيف 1842م، إلا أنها لم تنجح لأنها كانت عملاً إرتجالياً ومفاجئاً للعمال، حيث لم يجر التخطيط معهم، وتبليغهم وتهيئتهم فلم يشارك العمال في اضراب " الشهر المقدس" الذي حدد بانه ساعة الصفر بالنسبة للإنتفاضة وعلى أثر هذا الإخفاق وجهت الحكومة ضربات مؤلمة للجمعية أدت بالنتيجة إلى تمزيقها وبعثرتها.

كان تأثير الشارتين كبيراً ومتميزاً وذلك من خلال نشاطهم، فبينما كانت الرأسمالية البريطانية تعاني من أزمتها الاقتصادية كان بالنسبة للعمال وضعاً ثورياً.

وترافق نشاط الشارتين مع اندلاع سلسلة من الثورات في اوربا، وبخاصة في شباط وآذار 1848م، وشملت هذه الثورات فرنسا التي كانت الرأسمالية فيها تقف ضد المطالب العمالية، وخاضت الطبقة العاملة في اوربا كلها نضالات مريرة في سبيل نيل حقوقها فشعرت البرجوازية الأوروبية بان ذلك يهدد مصالحها، فحدثت " ردة رجعية "من أهم نتائجها " هزيمة الشارتين في نيسان عام 1848م ثم هزائم في ايطاليا والمجر والمانيا عام 1849م، وأخيراً انتصار لويس بونبرت على باريس في 2 كانون الأول عام 1851م.

ان الشارتية تركت على الرغم من اخفاقها آثاراً عظيمة في تاريخ الطبقة العاملة البريطانية وفي تاريخ العالم أجمع " فالشارتية والنضال الرائع للبروليتاريا البريطانية الفتية، مثلت حجر الزاوية في التاريخ وفي سبيل تقدم الحركة العمالية في العالم".

ان الاسباب التي أدت إلى اخفاق الحركة الشارتية تكمن في عدم نضج الحركة العمالية وفي أنها تجعل الثورة هدفاً مباشراً أما قادتها الذين أصابهم الإرباك فلم يستطيعوا تقدير الاهداف وتكتيل الحركة، ولم تخل تأثيرا البرجوازية الصغيرة عليها أيضاً " حقاً كانت الشارتية في جوهرها حركة الطبقة العاملة"

 



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة النقابية العمالية العالمية والعربية - القسم الثاني - ...
- الثورة الصناعية أدت بالضرورة إلى نشوء الرأسمالية وفي الوقت ن ...
- هل هناك حياد فكري حقيقي؟ وما معنى اللامنتمي ؟!حتى الفلسفة لم ...
- ما معنى الحياد؟ ما معنى اللامنتمي
- ظلامية القرون الوسطى ومخططات تصفية المفكرين على ما يظهر أن ا ...
- أَخِي..!
- متاهات نوبل وبيان غابرير غارسيا ماركيزلماذا لا يعلن الإستاذ ...
- مؤتمر الثقافة العربية هل كان الإستبداد غائباَ في يوم من الأي ...
- محسن الرملي ـ ليالي القصف السعيدة
- عبد الباري عطوان وعقدة المثقفين العراقيين هل يحق لعبد الباري ...
- هامات فسفورية مشرقة
- العزيز الدكتور وليد الحيالي تعلم الآخرين التواضع من خلال توا ...
- ما بين الحرب والإحتلال وبين التحرير ما بين التطرف وقيام الح ...
- الجامعة العربية والإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وجهان ...
- الشاعر سعدي يوسف..... وعواد ناصر هل السخرية قيمة حضارية أم ...
- السيد عزيز الحاج و التعلم والتسامح الديمقراطي
- هكذا التهميش وإلا فلا انهم أول من يحتقرون كلابهم اللاحسة الم ...
- بول بريمر .. وعود، وإلغاء، ووعود عديد من - البروفات - لمسرحي ...
- هل الدولة الدينية حلاً لمشاكل جميع العراقيين والعراق ؟
- أين كنتم يا أيها البرلمانيون من ضحايانا ؟ نصيحة للذين يتراشق ...


المزيد.....




- الفينيق يُطلق حملته السنوية بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة ال ...
- نقابة الصحفيين الفلسطينيين تطلق حملة صحفيات بزمن الحرب
- الحكومة الجزائرية : حقيقة زيادة رواتب المتقاعدين في الجزائر ...
- تأكيد المواقف الديمقراطية من الممارسة المهنية وعزم على النهو ...
- وزارة المالية العراقية : موعــد صرف رواتب المتقاعدين في العر ...
- “اعرف الآن” وزارة المالية تكشف حقيقة زيادة رواتب المتقاعدين ...
- مركز الفينيق: رفع الحد الأدنى للأجور في الأردن: استثمار في ا ...
- تعرف على موعد صرف رواتب الموظفين شهر ديسمبر 2024 العراق
- تغطية إعلامية: اليوم الأول من النسخة الأولى لأيام السينما ال ...
- النقابة الحرة للفوسفاط: الامتداد الأصيل للحركة النقابية والع ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - مصطفى محمد غريب - الحركة النقابية العمالية العالمية والعربية - الحركة الشارتية