أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صلاح بدرالدين - نزار نيوف عندما يجسد شراكة التاريخ والجغرافيا والمصير وموقع المحاور العربي الشفاف الذي افتقدناه طويلاً















المزيد.....

نزار نيوف عندما يجسد شراكة التاريخ والجغرافيا والمصير وموقع المحاور العربي الشفاف الذي افتقدناه طويلاً


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 546 - 2003 / 7 / 28 - 03:25
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                                                   
       في حوار له مع احدى القنوات الفضائية الكردية قبل أيام وضع السياسي والمثقف المعارض العربي السوري نزار نيوف النقاط على الحروف وظهر صريحاً – كعادته – وبشجاعته المعهودة في طرح موقفه حول المسألة القومية الكردية في سورية ، متجاوزاً اساليب التردد والتهرب والتجاهل التي طال ما مارسه السياسييون والمثقفون العرب السورييون تجاه محنة الاكراد في سورية وما يعانونه من اضطهاد وحرمان وما يتعرضون له من مخططات شوفينية لاتخلو من العنصرية والتمييز القومي وما يطالبون به من حقوق وضمانات شرعية ومشروعه في اطار تحقيق الديموقراطية وتعزيز الوحده الوطنية .
     انطلق السيد نيوف بداية من حقائق التاريخ والجغرافيا ومن وجود الكرد كشعب على ارضه التاريخية والتي شخصها حرفياً بكردستان سورية دون اي انكار لتلك الحقائق الموضوعية أو أي انتقاص لعروبة العرب السوريين وهو واحد منهم . وهذا هو المدخل السليم لبناء الموقف الصحيح والمبدئي والاخلاقي من قضية الأكراد السوريين اذ بدون ذلك لايمكن رؤية حقوق الآخر الكردي من قومية بالدرجه الأساس وديموقراطية وانسانية وثقافية واجتماعية تالياً .
     الأسس التي بنى السيد نيوف موقفه عليها توضح مدى تاريخيته وصدقه واطلاعه على تاريخ سورية القديم والحديث ليس من مصادر ومؤلفات – وزارات التربية والتعليم – أو من مناهج وبرامج الأحزاب السورية – المدجنة – أو من نتاج مثقفي السلطان الذين يؤرخون انطلاقاً من توجيهات علياً ومن مصالح – الأمن القومي – نقول ليس من كل ذلك بل حسب قناعاته الراسخه المبنية على الوقائع والأطلاع الواسع والأجتهاد والأعتماد على النفس وقيمه القومية والوطنية والنضالية ، ومن هنا تأني اهمية مكانة البحث العلمي الصادق واعادة النظر في البنى الفوقية – الثقافية والتاريخية والتربوية – التي فرضها المقاولون على شعبنا السوري وعلى مناهج التربية المدرسية والتعليم المتوسط والعالي عبر الأكراه والفرض دون اي اعتبار للعقل والذاكرة والحقائق والوقائع .
     وعلى سبيل المثال عندما يقول احدهم من – الحزب القائد – انه لاوجود للأكراد في سورية فيجب أن تكون السياسة الأعلامية الرسمية مبنية على هذه الفرضية ولاتخرج عنها . وبالمناسبة فان التعليمات – العليا – التي صدرت منذ ثلاثة عقود حول منع استعمال كلمة – الأكراد – وكردستان – في الأعلام السوري من صحافة وتلفزيون واذاعة ومراسلات رسمية مازالت سارية حتى الآن ليس بالنسبة للوضع الكردي في سورية بل بكل ما يتعلق ببلدان المنطقه واكرادها واجزاء كردستانها .

 

 

 
    لقد اخترق السيد نيوف جدارا ممنوعاً وبقي أن يجرى الأستمرار في اختراق جدران وجدران من اجل هدم البنى الفوقية الأيلة اساساً للسقوط والذي يستدعي اعادة كتابة تاريخ بلادنا وثوراتها ورجالاتها وانعطافاتها ونسيجها الزاهي الجميل وحقائقها الرائعه التي تنبض بالحيوية والتسامح والتعددية ذلك التاريخ الذي شارك فيه العرب والكرد والشعوب والقوميات والأديان والمذاهب بصورة متضامنة ووقفوا سوية أمام جحافل العدوان وقاموا معاً بالبناء والعمران ومن سوء حظ شعبنا السوري فان العديد من القوى السياسية والمثقفين وحتى المفكرين التزموا – مباشرة وغير مباشر – بتعليمات السلطان حيال هذه القضية وكل الخطاب السياسي والثقافي الفوقي المفروض – بل أن البعض مارس – الرقابة الذاتية – طيله عقود ورضخ للرياح العاتية وشرور – الاجهزة – التي تعاقب دون رحمة ، وهنا نؤكد مرة اخرى على الأهمية الفائقة لصوت السيد نيوف الذي يبدو للوهلة الأولى وكانه يغرد خارج السرب ولكن الحقيقة تبدأ دائماً من كلمة أولى صادقة وجريئه .
      خلال متابعة قضايا الشعوب والقوميات عبر حركات التحرر القومي منذ حقبة الأمبراطورية العثمانية وحتى الآن يمكن تلمس العديد من العبر وفهم الكثير من التجارب وتكاد اغلبيتها تشير الى اشكالية العلاقة بين القومية السائدة والشعب المضطهد – بفتح الطاء – وحسب النظريات والمناهج والأساليب التي طرحت لحل المسألة القومية منذ القرن التاسع عشر وخاصة في الشرق وبالأخص في منطقة الشرق الأوسط واستناداً الى التجربة الأشتراكية وحتى تجارب بلدان الغرب كان هناك دوماً واجباً على عاتق ابناء القومية – السائده – يقضي بالأعتراف بوجود وحقوق الآخر الى درجة حقه بتقرير مصيره بنفسه أو ابداء التسامح معه الى اقصى الدرجات حتى لو اراد الأستقلال .
      مقابل ذلك كان واجب ابناء القومية – المضطهده – المغلوبة على امرها وحيال ذلك الموقف السليم من جانب الآخر الدعوة الى الأتحاد الأختياري و العيش المشترك والمصير الواحد على قاعدة دستورية ضامنه وتعددية معترف بها وحقوق وواجبات متساوية . وفي اطار هذا الثنائي المتناغم وهذين الموقفين المتكاملين والمتجاوبين والمتوازنين تشرع ابواب الحوار المتكافئ لبحث المصير المشترك وعلى اساس المسؤولية التاريخية والحرص المتبادل في صيانة الوحدة الوطنية والحفاظ على وحدة واستقلال وسيادة الوطن وطن الجميع .
      الآخر الكردي في سورية ومنذ قيام الحركة القومية الكردية منذ ثلاثينات القرن الماضي يتمسك بمبدأ الحوار مع الآخر العربي والعيش المشترك في اطار واحد ودولة واحدة على اساس دستوري وقانوني وسياسي واضح وصريح وعلى ضوء هذا المبدأ تضمن برنامج الحركة القومية الكردية في سورية منذ البداية وحتى الآن مهمة انجاز الحل الوطني الديموقراطي عبر الحوار والتفاهم وليس عبر الأستنجاد بالخارج أو التحالف مع اعداء سورية أو طلب تدخل عسكري أو غير ذلك ونحن الآن نجتاز عتبة قرن والفيه جديدين ومازلنا ننتظر المحاور من الآخر العربي بالرغم من أن التاريخ والمنطق والأصول يفرض

 


أن تصدر مبادرة الحوار والتفهم من الآخر – السائد – الذي يدير كل شئ ويقود البلاد والعباد . ومن هذه الحقيقة نستقبل خطاب السيد نيوف كمحاور عربي قومي وطني ديموقراطي تحديثي بكل القبول والتقدير وهو بذلك يعبر عن مشاعر عربية حقيقية وصادقة تجاه شعبه العربي اولاً وشعبه السوري
ثانياً ووطنه اخيراً وليس آخراً كما يعبر عن حرص لامحدود تجاه بلاده سورية ووحدتها الوطنية ومستقبلها الديموقراطي وتطورها . ولابد هنا من الأشارة ومن باب الوفاء بأن هذا الخطاب السياسي والفكري التحديثي الديموقراطي الذي يجهر به السيد نيوف وخاصة في جانبه – الكردي – كان قد جهربه منذ حوالي العقدين مناضلو – رابطة العمل الشيوعي في سورية – وتبنوه في برنامجهم وتعرضوا للمساءلة حول ذلك في اقبية التعذيب وامام محكمة امن الدولة العليا ولذلك فان تجديد هذا الخطاب يتخذ اليوم وفي هذه المرحلة بعداً حيوياً هاماً سيؤسس مستقبلاً لعلاقات عربية – كردية متينه ليس في سورية فحسب بل على مستوى بلدان الشرق الأوسط برمتها .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العجائب السبع
- الجيش التركي في كردستان هل هو قوة احتلال ؟
- تعقيباً على مقالة عروبة العراق ... الى اين ؟ البديل الوطني م ...
- الكورد والولايات المتحدة الامريكية
- محاولة في تحديد موقع الكرد ضمـن المعادلة الاقليمية لتوازن ال ...
- رداً على غسان الامام لماذا - استعباط - الرأي العام ايها - ال ...
- نحو اعادة صياغة البرنامج النضالي الكردي ... اليسار القومي أ ...


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صلاح بدرالدين - نزار نيوف عندما يجسد شراكة التاريخ والجغرافيا والمصير وموقع المحاور العربي الشفاف الذي افتقدناه طويلاً