أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج فايق - هل يجدي الحوار مع الحمار؟














المزيد.....

هل يجدي الحوار مع الحمار؟


جورج فايق

الحوار المتمدن-العدد: 1822 - 2007 / 2 / 10 - 08:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عفواً إن أساء عنوان مقالي لأحد فأنا حقاً لا أقصد السخرية من فكر أحد أو معتقده بل أحترم جميع المخالفين لي ما داموا يستحقوا الاحترام وما داموا يتحاورون دون فرض عقيدتهم أو فكرهم وما داموا مقتنعين بحرية الإنسان في قبول فكرهم أو رفضه وما دام لا يدعون أنهم فقط يملكون الحق والأيمان وغيرهم هو الباطل والكفر وما داموا لا يظنون أن تركهم للمخالف لهم حياً على اختلاقه معهم في فكره وعقيدته في مكان يشكل فيها قطيعهم أغلبية سماحة منهم.
يجب أن لا نلومهم على ذلك فهذه هي طبيعتهم وفطرتهم وهذا ما أريد أن أوضحه في هذه الكلمات أن الفطرة والتربية والعادات هي الغالبة علينا مهما نتظاهر بعكسها فما نحمله من طباع يغلب التطبع وحقيقة الفرد التي بداخله تغلب التظاهر بعكسها.
وصراحة كما أنه من الصعب جداً ويكاد يكون مستحيل أن تغير طبيعة الحيوان فالطبيعة والفطرة التي داخله هي الغالبة عليه دائماً كذلك أيضا الإنسان.
فما تربى عليه الأنسان وفطر عليه من الصعب جداً تغيره ولا يستطيع إلا قلة قليلة فقط أن تغير نفسها وتتحرر من قيود معتقدات وعادات وطباع متخلفة خطـّاءة تربوا عليها وترجع الصعوبة ليس لتمكن هذه المعتقدات من الإنسان منذ حداثته فقط وأنما أيضاً لقصور عقله وعجزه عن التفكير لأنه لم يتعلم غير الحفظ والترديد أما التفكير والتغيير من المحرمات وحتى أن وجد ملكة التفكير واستعملها لنقد نفسه وعمل على تغيير طريقة تفكيره وأفعاله في بعض المعتقدات لن ينجو من عقاب قطيعه والتي قد تصل إلى قتله أو سجنه أو نبذه وطرد على أقل تقدير لذلك يستسلم الإنسان لسجن معتقدات وطقوس قطيعه بعد انضمام سجان قوى وهو الخوف من عقاب الجماعة وعندما يصبح الإنسان أسير طبيعته ويعجز عن تغيرها لن يختلف عن الحيوانات كثيراً فمثلاً معروف أن طبيعة الأسد وحشية ومفترسة ولا يوجد عاقل يظن أنه قادر على تغير طبع الأسد المفترس إلى حيوان نباتي مسالم لا يلتهم غيره من الحيوانات بالطبع من الممكن أن تروض أسد يوماً أن يأكل بقول أو خضروات ولكن ليس معنى هذا أنه تخلص من فطرته وطبعه الوحشي أنه فقط بعد تدريبات متكررة أكل هذه المرة خضروات ولكن في المرات القادمة أن لم يجد لحم أو حيوان يفترسه قد يفترس مدربه ومروضه، وحتى على فرض أنك نجحت في أن تحويل هذا الأسد من كائن متوحش مفترس إلى كائن وديع مسالم يأكل البقول والخضروات فليس معنى هذا أنك تستطيع أن تفعل هذا مع كل الأسود حتى أولاد هذا الأسد بعد ترويضه لن يكونوا مثل الأسد الأب لأن الصفات المكتسبة لا تورث وأنما الصفات المحمولة على الجينات هي التي تورث وفي هذه الجينات توجد طباع الوحشية والافتراس وليس صفات الوداعة وأكل النباتات التي أكتسبها بالترويض ولذلك حتى إن تم تأهيل الأسد لا يمكننا تركه العيش بين الأسد لأن تغيره هذا ظاهري أما طبيعته كما هي لم تتغير و سوف تظهر في أي وقت وخاصة وقتما يغضب أو يثيره أحد فالطبيعة غالبة عليه ويجب عدم لومه على ذلك.
هناك مثل حي بيننا وليس بعيد مثل الأسد ألا وهو الحمار الذي يضرب به المثل في الغباء رغم أنه برئ من هذه التهمة وأنما طبيعته غالبة عليه فهل يستطيع أحد أن يغير طباعه الحمارية؟ بالطبع لا وإلا خرج من فئة الحمير وتبرأ منه بني جنسه، وإن كرست عمرك كله للحمار تناقشه وتحاوره هل تستطيع أن تقنعه أن هناك طعام أفضل من البرسيم أو التبن الذي أعتاده؟ هل تستطيع أن تقنعه أن يتزوج من غزالة بدلاً من الحمارة؟، أن وضعته وسط كثير من الحمير الإناث هل تستطيع أن تقنعه أن يكتفي بواحدة فقط؟، فسوف ينطلق عليهم جميعاً، هل تستطيع أن تقنعه أن الزريبة ضاقت على من بها ويجب أن يكتفي بإنجاب حمار أو أثنين فقط حتى يجدوا مكان ورعاية وتبن يأكلوه؟ هل تستطيع أن تقنعه أن نهيقه مزعج ويجب ألا يعلي صوته حتى لا يزعج غيره؟ هل تستطيع أن تقنع الحمار أن يتحاور دون أن يركل ويرفس ويعض؟، وغيرها من الطباع والخصائص لا يمكن أن يتخلص منها الحمار، والذي يحاور الحمار لن ينجو من رفسه وعضه وفي النهاية لن يقتنع فهو متأكد ومتيقن أن الحمورية هي الحق والخير والتقدم والحضارة وأن البرسيم أفضل المأكولات ورغم ذلك هناك كثيرين يريدون أن يناقشوا الحمار، فهل يعتقدون أنهم قادرين على تغيير طبيعته؟ أشك في ذلك لأن طبيعته غالبة عليه ورغم ذلك أتمنى لهم التوفيق في تغيير طبيعة الحمار رغم أننا سنفتقد الحمار كثيراً.
خلاصة القول أن تغيير الطباع الإنسانية ليس بالسهولة اليسر نحتاج لوقت طويل وإرادة فولاذية حتى نتغلب على طباعنا وعادتنا الموروثة وقليل جداً من ينجح في ذلك.



#جورج_فايق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأخوة الأعداء
- سبحان مغير الأقوال من حال إلى حال
- سبحان مغير الأقوال من حال إلى حال في تصريحات الأخوان المسلمي ...
- أرفضوا اعتذار محمد عمارة
- هل الإسلام هو الحل ؟
- هل الأقباط خائفون من الإخوان المسلمين؟
- مسودة لائحة الجرائم العظمى لصدام حسين
- هل أقباط مصر متعصبون ضد جماعة الأخوان المسلمون ؟
- عفواً سانتا كلوز
- المرأة شر كلها و شر ما فيها أنه لابد منها
- أسئلة حول وضع المرآة في الكنيسة القبطية
- فاروق حسني و الحجاب و الكنيسة القبطية و مؤتمر العلمانيين
- انتفاضة صيادلة مصر القادمة هل من أجل مصر ؟
- لن يفرط الأقباط في أي جزء من أرض مصر
- هل عزل الأقباط نفسهم عن المجتمع المصري أم تم عزلهم ؟
- ازدواجية الأقباط بين الواقع و الخيال
- حبك لم يكن في الحسبان
- متى تتوقف قناة الجزيرة عن إثارة الفتن و التحريض ؟
- هل تتحول لندن قريباً إلى لندنستان ؟!
- ما أقصى و أحق منطق الأطفال ؟


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج فايق - هل يجدي الحوار مع الحمار؟