أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - ابتسم..أنت سوري!!..















المزيد.....

ابتسم..أنت سوري!!..


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 1821 - 2007 / 2 / 9 - 12:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


إحدى منجزات النظام هو هذا الوضع الذي نحياه كسوريين الوضع الذي يتجاوز كل إمكانيات المبالغة و كل توقعات توقف هذا التردي عند حد ما..من تردي الحالة الاقتصادية من الغلاء الجنوني المنفلت للأسعار من انفلات الفساد الذي يأكل الأخضر و اليابس إلى تزايد قمع النظام الذي يطال الجميع يمينا و يسارا ليوحد في سجونه "التكفيريين" إلى جانب نشطاء المجتمع المدني و لتحقيق العدالة في توزيع الهم على السوريين تلاحق السوريين في بلاد الغربة هموم السلامة الشخصية وسط عنف عشوائي منفلت و يحرمون من الملجأ في بلاد آبائهم و أجدادهم..
لقد تعودنا القهر حتى بتنا لا نلاحظه أو نسعى جاهدين كي لا نلاحظه..لقد عمل النظام ما بوسعه ليحولنا إلى كائنات مستسلمة للعسف أرقام لا قيمة لها أمام تفرد مؤسساته و طغيان أجهزة أمنه..ليس من الضروري أن تكون معارضا لتستوجب القمع فالقمع في الأساس حالة وقائية تهدف لمنع ظهور المعارضين و ليس من الضروري أن تكون إخوانيا أو من حزب العمل ليسري عليك قانون الأحكام العرفية أو القانون 49 و لا فرق أن تكون كرديا أو سنيا أو علويا أو مسيحيا و لو أن جرعة القهر قد تزداد أو تنقص حسب كل ما سبق..إن الوضع في سوريا اليوم هو إما أنك من عداد حاشية النظام أو من عداد الناس اللي تحت الذين تلاحقهم عيون النظام و تعد عليهم أنفاسهم و الذين تتحول حياتهم بفضل استباحته لخيرات البلد إلى فقر و نضال يومي في سبيل لقمة الخبز يستهلك أرواحنا و غياب لأي قدرة على الفعل أو التعبير غياب لأي دور ما في تصريف أمور حياتنا أبعد من الاستسلام السلبي لسياسات النظام و نتائجها المريعة..
و يولد قمع النظام و تغييبه لأي حراك مجتمعي المزيد من "التكفيريين" تجاه النظام و المجتمع و لا يتردد النظام في سوم هؤلاء مر العذاب و انتهاك أبسط حقوقهم محاولا أن يوحي أن هذا ما هو إلا غوانتانامو أو أبو غريب الخاص به..هؤلاء الناس الذين لا يثير انتهاك حقوقهم أية ردة فعل مهمة و تصنفهم الحرب الأمريكية على الإرهاب في خانة الأعداء و كأن هؤلاء "التكفيريين" هبطوا إلينا من كوكب آخر أو كأن القمع الموجه ضد المجتمع الذي مارسه النظام أو إلغاء الآخر الذي تمارسه التيارات الفكرية المختلفة هو قهر من نوع آخر..إن غياب ثقافة التسامح أو الاعتراف بحق الخلاف ممارسة و ثقافة عامة تمارس سواء ضد الآخر و حتى داخل التنظيمات السياسية على اختلاف ألوانها..إن هؤلاء ليسوا مجرد ضحايا لممارسات النظام بقدر ما هم أبناء هذه الثقافة..و الغريب أن يحرم هؤلاء من أبسط حقوقهم فيما يستحوذ آخرون على امتيازات التحدث باسم الشعب فقط لأنهم أكثر تهذيبا في ممارستهم لإلغاء الآخر..طبعا لا يعني هذا أن من حق هؤلاء أو غيرهم أن يحملوا السلاح ضد المجتمع لفرض رؤيتهم على الآخرين إنما يفترض أن يعني أن من حق الجميع المشاركة و التعبير في حراك سياسي فكري مفتوح و حر معناه أنه في ظل هذا القمع و القهر فهؤلاء "التكفيريين" لم يبلغوا بعد مرحلة الإجرام الواعي ضد المجتمع أنه علينا أولا أن ننقي أجوائنا السياسية و الفكرية من جراثيم إلغاء الآخر و من سرطان القهر قبل أن تنصب محاكم تحاكم الناس المساكين على ممارسة كانت مادة حياتنا على مدى قرون طويلة باسم أفكار و عقائد أكبر من إنسانيتنا..إن الخارج على وضعيتنا الإنسانية هو هذا الانتهاك السافر لبشريتنا هو هذا القمع و هذا القهر الذي يطالنا أفرادا و مجتمعا..إن الكثير قيل حتى اليوم عن الديمقراطية و نظمنا فيها الكثير من الغزل و المديح منتظرين حريتنا و منتظرين تغييرا ما لا يأت فبدأ كثيرون منا الحديث عن طوباوية الحرية و مثالية المطالبة بحرية إنسانية فعلية و بدؤوا يرسمون خططا للتراجع باتجاه ما يرونه "حداثة" تنقلنا إلى وضعية أفضل على الأقل أي باتجاه إضعاف تلك الأجزاء من وعينا و فعلنا التي تتحول حروبا لا معنى لها للدفاع عن الطائفة المذهبية أو السياسية "حتى الموت" حتى موتنا أو موت الآخر و تحاول فرض حالة تدعي "الديمقراطية" بالقوة قوة "القوى المتحضرة العالمية"..هذا الارتداد نحو القول بشرعية الطغيان هو نتيجة طبيعية للكثير من الكلام عن الديمقراطية كخيار نهائي لأغلب التيارات السياسية و الفكرية مقابل العجز عن ممارستها أو بدء حوار يعترف بالآخر على طريقة الخيارات النهائية لزعامات الطوائف اللبنانية التي رغم نهائيتها تحتاج لإعادة تأكيدها إلى صراعات و توترات دموية أحيانا ضد الآخر عند كل منعطف..إن الديمقراطية هي التزام طوعي للقوى السياسية و الفكرية و لا يمكن فرضه بالقوة لكن إذا لم يمكن إقناع الطبقة السياسية بممارستها طوعا فما الحل يا أخي..إن البعض يرى أن الهدف الأول للديمقراطية هي حماية الأقلية من طمسها من قبل الأكثرية و يرى فيها البعض حق الأكثرية بفرض رؤيتها للحقيقة و مرجعيتها على المجتمع..و هنا يعود تغييب المجتمع و يهمش الناس من جديد بمعناهم الإنساني و تحضر القوى السياسية و الفكرية بصيغتها الطائفية المذهبية أو السياسية الممتلكة للحقيقة بصيغتها النهائية ( من جديد! ) ..يا بخت اللي مريح دماغه و يرى في المحكمة الدولية و الصراع بين المعارضة و الحكومة في لبنان طريق الديمقراطية إلى دمشق و يا بخت اللي شايف علامة الحرية على فولاذ الطائرات و الدبابات الأمريكية و منتظر "عاصفة" التغيير القادم و خلصت يا عرب و يا بخت اللي شايف التغيير في وصول قيادات طائفية ظافرة مظفرة إلى رأس السلطة و خلصت يا عرب..يعني خودوا ديمقراطية لتشبعوا بس الله يستر من هيك ديمقراطية لأننا نعرف من تنبؤات القلائل الذين احتفظوا بعقولهم أيام صعود المد القومي أن تغييب المجتمع و حرمان الآخر من أبسط حقوقه و تغليب الدوغمائي على الإنساني ( و ليس استنباط الفكري من الإنساني ) إنما هو مفتاح قهر جديد..من الصعب و التحشيد يجري ضد الآخر و من الصعب و الكفر بالإنسان هو ديدن الحياة السياسية و الفكرية القائمة على تقديم الدوغمائيات أن ترى إمكانية تغيير ديمقراطي في المستقبل القريب يعني ديمقراطي عن جد و من السهل أن نتمترس وراء خنادقنا الإيديولوجية السابقة مع هذا التصاعد في معارك تنسب أساسا للإيديولوجيات أو للمذاهب و تتحول فيها الديمقراطية إلى مجرد ورقة جديدة تفقد زخمها بسرعة في لعبة سياسية قديمة و إن لم تكن ممن يقول بحتمية ما في التاريخ تعطيه مغزى ما قد تبرر إيمانا كهذا بحتمية التغيير الديمقراطي باتجاه أنسنة حياتنا المعاصرة فمن الصعب عليك أن تقول بقرب بداية عصر الإنسان السوري أو العربي أو حتى الإنسان كإنسان..علينا أن نقر أن حريتنا هي ممكن غائب أننا كبشر قابلين للحرية لكننا حتى اليوم لم نستحقها أن حريتنا هذه ليست واقعا لأننا ليس فقط قد قررنا الاستسلام لقهر النظام بل لثقافة القهر ذاتها التي تلوثنا و تبقينا في وضعية كائنات بحاصرها القمع و التفاهة و الابتذال..يبدو أن الإنسان سيبقى لبعض الوقت رهينة أمراض الماضي الأمراض التي تحرمنا من إنسانيتنا و سيبقى بعيدا عن استكشاف حقيقة عالمه سيبقى يعتقد موقنا أن الشمس تدور حول الأرض فيما أرض الفكر تدور حول شمس عالمه الفعلي



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفية و إشكالية التغيير الاجتماعي
- نخبوية المثقف : الفكر لأجل الإنسان أم الإنسان تحت رحمة الفكر ...
- قتل الآخر في عاشوراء مرة أخرى
- نار الحرب القادمة و مستقبل التغيير
- الديمقراطية بين خطابات -التغيير-
- بين الخارج و الخطابات السائدة
- كلام في الديمقراطية
- الإمام الأعظم أبو حنيفة..قراءة مختلفة
- القهر أم تحرير المجتمع و الإنسان ؟
- خواطر في التغيير الوطني الديمقراطي
- حراك المجتمع و الطائفية و النظام
- الإنسان و القهر بين تاريخنا و حاضرنا
- مرثية لقوم اسمهم العرب ! !
- خواطر في الدولة
- حول الخلاف السني-الشيعي
- نداء إلى القوى السياسية السورية - نداء إلى المعارضة السورية
- مقتل السيد بيار الجميل : رفض القتل كفعل في السياسة و رفض الم ...
- الطائفية و الشارع و اللعب بالنار
- محنة خلق القرآن: محاولة عقلنة الخطاب الديني بالقوة
- الخيانة , العنف و السلطة


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - ابتسم..أنت سوري!!..