أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عادل الامين - سيرة مدينة(5)ا:عطبره...عاصمة الحديد والنار














المزيد.....

سيرة مدينة(5)ا:عطبره...عاصمة الحديد والنار


عادل الامين


الحوار المتمدن-العدد: 1825 - 2007 / 2 / 13 - 06:49
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


يشبه الشاعر الراحل نزار قباني المدن بالنساء ولكن مدينتنا رجل فحل!!.. عطبره، يسمونها في السودان عاصمة الحديد والنار،تقع في الشمال الأوسط للسودان عند ملتقى نهر النيل القادم من الجنوب بنهر عطبره القادم من الشرق،النهر المتمرد الذي يندفع من جبال إرتريا في عنفوان جنوني ويأتي دائما فجأة كالأقدار، يحمل في طريقه الدمار والشرور ويلتق بالنيل في رحلته الهادئة ويرحلا معا شمالا إلى مصر المؤمنة..
استوطن الإنجليز مدينتنا نسبة لوجود مرفق السكة الحديد الضخم من حيث الورش وخطوط السكة حديد التي تتشعب داخل أحياء المدينة لذلك تجد أن القطار يحمل اكثر من معنى في حياتنا ويتغن به مطربين المدينة في العديد من أغانيهم"قطاروا حل يا ناس قطارو حل ،ترك لعمر الآلام والمزلة..الزول مسافر ودعتك الله" وفى أغنية أخري "قطار الشوق بتين ترحل تودينا نزور بلدا حنان اهلا وترسى هناك ترسينا..نسالم عطبره الحلوة"
كما إن نمط الحياة الإنجليزي الطابع،الهادئ واحترام قيمة العمل سائدة بين سكان المدينة اللذين جلهم من العمال..تقسم محطة السكة الحديد الضخمة المدينة إلى جزئين كبيرين،تنتشر المنازل الحكومية المبنية على الطراز البيرطانى في كل أنحاء المدينة،كما يوجد كبرى الحرية الذي يمر فوق محطة السكة حديد ويربط طرفي المدينة ويكسب المدينة طابع حديث..اجملا إن مدينتنا هي قطعة من بريطانيا في قلب أفريقيا.تجد اللمسات الإنجليزية في كل مكان وفى كل إنسان رغم رحيلهم عن السودان منذ أمد بعيد 1956 وتدهور مرفق السكة حديد وكل مظاهر الحياة المعاصرة التي اكتسبناها منهم في ظل الحكومات الوطنية المتعاقبة.لم تتم إضافات نوعية أو كمية لهذا المرفق الحساس إلا في عهد الفريق عبود 1958-1964 وسبعينيات الرئيس نميرى الذهبية
يمتد حتى السودنة الراقي في الجزء الجنوبي الغربي من المدينة وتظلله أشجار اللبخ_ficus sangalasis بكثافة ويمتد معه شملا حي الداخلة الذي يسكنه العمال وجل بيوته مبنية من الطين اللازب وتنتشر في أشجار النيم-azadrikhta indica وفى بيت من هذه البيوت الطينية الذي بناه جدي احمد الأمين وكان يعمل خفير في السكة حديد كان مولدي 1961..في هذا الحي الفقير والغنى بأهله الطيبين أما بقية الأحياء التي تقع شرق محطة السكة حديد فهي كثيرة وبمسميات مختلفة طبقا للمناطق في الشمال التي جاء منها قاطنوها،الحصايا ..امبكول،الموردة الامتداد الشرقي ،الامتداد الشمالي ،حي المطار..الفكي مدني
ديموغرافيا المدينة تتركز على القبائل الرئيسة الثلاث في شمال السودان،الدناقلة والشايقية والجعليين واقليات أخرى مثل الهد ندوة والزبيدية من شرق السودان والنوبة من غرب السودان والدينكا والنوير من الجنوب يوجد أقباط مصريين وبعض التجار من اليمن وينتشر نسيج ديني بين المسلمين والمسيحيين فالمدينة تجسد الوحدة الوطنية تنتشر فيها المساجد والكنائس والمقابر ذات الصلبان والمقابر العادية..لقد جعل هذا التداخل الفريد بين القبائل والأعراق مع التواجد المكثف للإنجليز في الماضي إلى إظهار روح أخلاقية متميزة لابناء عطبره تبهر كل زائر يأتي إلى المدينة..سكان هذه المدينة قد كتب الله لهم برآة من النفاق،تلك السلعة الرائجة في المجتمعات المتخلفة،لذلك كان للمدينة دورها النضالي والمستمر عبر العصور"عطبره رأس السهم في طليعة التغيير والحرية"..يعيش الناس في مدينتنا مبدأ الحرية لكل فرد وفقا للحديث القدسي "يا عيسى عظ نفسك إن اتعظت فعظ الناس أو استحى منى"،فهم أناس أسوياء يعيشون في مرحلة متقدمة .."مدينة الإنسان" التي لم تأتى بعد..عذرا عزيزي القارىءآ سأتوقف هنا لأني اعتقد أن الوقت المناسب للكتابة فيه عن المدينة الساحرة التى تقع عند مجمع البحرين لم ياتي بعد



#عادل_الامين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية الاستاذ الشهيد محمود محمد طه:بين محكمتين
- سيرة مدينة(4)ا: اولاد المرحومة-السكة حديد-ا
- الديموقراطية والتنمية في السودان
- سيرة مدينة(2)ا:صديق من الخرطوم
- المدينة الفاجرة
- فصل من رواية:عودة الابن الضال
- سيرة مدينة :تيس عبدالمعروف(1)ا
- الاعجم
- مشروع الوادي الأخضر (وادي المقدم)مشاريع التكامل الاقتصادي
- الاحزاب السياسية في الدولة الفدرالية (2-2)ا
- (2-1)الفدرالية الحميدة والفدرالية الخبيثة
- يموتون غرباء
- مملكة الطاووس
- السامري
- السودان...وسباق المسافات الطويلة
- انا انتخب...اذا انا موجود(العراق نموذجا)ا
- الجندى الامريكي الذى يغني للاطفال
- بين الزعيم مقتدى الصدر..وولد نوح عليه السلام
- المعاقون سياسيا
- شيء يحترق في الجنوب


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عادل الامين - سيرة مدينة(5)ا:عطبره...عاصمة الحديد والنار