حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 8446 - 2025 / 8 / 26 - 11:02
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
العميد المتقاعد مصطفى حمدان، الضابط السابق في الجيش اللبناني وقائد لواء الحرس الجمهوري في عهد الرئيس إميل لحود، ظلّ طوال سنوات ما بعد 2005 يُقدَّم كأحد أبرز رموز الخط القومي الناصري، وأحد أهم الأسماء المحسوبة بوضوح على محور المقاومة وحلفائه. غير أن إطلالته الأخيرة التى تواكب ظرفا قاسيا يتعرض له محور المقاومة ،حملت خطاباً جديداً بدا متناقضاً مع ما عُرف عنه، وأثار الكثير من علامات الاستفهام والدهشة!
ففي زيارته الأخيرة إلى دار الفتوى برفقة وفد من حركة المرابطون الناصرية، التقى حمدان بالمفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، مثنياً على دور الدار وواصفاً إياها بأنها الملجأ "الحقيقي" للعروبة. وهذا التوصيف جاء رغم غياب أي دور ملموس لتلك المؤسسة في ما يتعرض له أهل غزة من مآسٍ، ورغم ما يُقال عن ارتباط دار الفتوى اللبنانية بالسياسات السعودية التي تقف على الضد من خيار المقاومة.
إلى جانب ذلك، شدد العميد حمدان على ضرورة حماية الدستور، ودعم الجيش، ورفض الفتنة والحرب الأهلية، معتبراً أن مقام رئاسة الحكومة هو خط أحمر، ومهاجماً ما وصفه بـ"الحملة المشينة" ضد رئيس الحكومة نواف سلام.
هذا الخطاب أثار اندهاشاً واسعاً داخل أوساط المقاومة. فكيف يمكن أن تُقدَّم دار الفتوى، وهي مؤسسة محكومة بسقف القرار السعودي، على أنها حصن العروبة؟ وكيف يتحول ضابط عُرف بمواقفه الحادة ضد المشاريع الأمريكية والإسرائيلية إلى مدافع شرس عن رئيس حكومة ارتبط اسمه بالخيارات الغربية وبالمواقف الرافضة لسلاح المقاومة؟
الصدمة التي ولّدتها هذه المواقف دفعت كثيرين إلى التساؤل: هل نحن أمام مراجعة فكرية وسياسية لدى حمدان، أم أمام تموضع جديد يتكامل – موضوعياً – مع المساعي الرامية إلى تضييق الخناق على المقاومة ونزع سلاحها؟ البعض ذهب إلى السخريةمنه ، معتبراً أن الخطوة القادمةله قد تكون مشهداً رمزيّاً آخر في دمشق على وقع دعم متوقع لأبي محمد الجولاني.
أما آخرون فقد طرحوا سؤالا أعمق وأدق ،وهو كيف يمكن لمن يستحضر سيرة جمال عبد الناصر أن يقف، في لحظة عربية حرجة، مدافعاً عن سلطة تتماهى مع إملاءات واشنطن والرياض وتل أبيب؟
#حسن_مدبولى
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟