جاسم هداد
الحوار المتمدن-العدد: 1821 - 2007 / 2 / 9 - 12:24
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
اعدام الطاغية المجرم صدام حسين ونيل جزاءه العادل اثار الهلع في قلوب من بقي من الطغاة على وجه الأرض ، فتحسسوا رقابهم وشاركهم الهلع والفزع " الطبالون والزمارون والجهلة الذين لا يعلمون " حيث خسروا ولي نعمتهم ، فأقاموا مجالس العزاء له ، وتعالى نباحهم ، بينما المناصرون للحق والعدالة يرون في اعدام الطاغية المجرم صدام حسين انصاف لضحايا نظامه الفاشي ولمئات الآلوف من الشهداء .
الشهيدة رسمية جبر وابنتها لينا النهر
وللذين افزعهم هلاك الطاغية انقل لهم ما نشرته جريدة " سيدسفانسكن" السويدية بتاريخ 7 كانون الثاني 2007
( نصف العالم مستاء من اعدام صدام وطريقة تنفيذ حكم الأعدام به ، الأمم المتحدة ، الأمنستي ، سياسيون ورجال دولة ، لماذ؟
لقد كان قاتل ، قتل امي الحبيبة ، سلبني كل طفولتي ، لقد سجن جدتي العجوز لمدة شهرين ويدها مربوطة الى الحائط بسلاسل ، اضطر ابي للهرب من العراق ، عمري الآن واحد وثلاثون عام ومازلت اخاف البقاء وحدي ، الكوابيس لازالت تلاحقني فأستيقظ مرعوبة بسببها .
لقد قتل امي ، اعدمها لأنها كانت تحب العراق ، لأنها كانت تحبني ، لأنها ارادت حياة كريمة لنساء العراق ، لقد كانت وحيدة في نزانتها ، لم يكن يعينها احد .
يدعون بأنه لم يحصل على محاكمة عادلة ، هي لم تحصل حتى على محاكمة ، غاضبون لأنه لم يحصل على اتصال مباشر مع عائلته ، لقد رفضوا رغبتها الأخيرة وهي ان تراني .. ابنتها الوحيدة ، دفنوه في مدينته ، وهي وجدت في مقبرة جماعية ومرقمة برقم ، كان يرتدي بدلة ، وهي رفضوا اعطائها ملابس نظيفة ، كان له عدة محامين ، هي عذبت مرات عديدة في اليوم .
أين كان كل الغاضبين من اعدامه اليوم ؟ أين كنتم ؟ لماذا لم تسمعوا ندائنا بطلب النجدة ؟ لماذا لم يستطع احد منكم مسح دموعنا ؟ الا تعلمون ان الألم يساورنا عندما نسترجع ذاكرتنا ؟ اليس نحن بشر ؟
لكنه مات كمجرم وهي لا تموت ابدا ، انها تعيش في داخلي وفي اطفالي ، انها الريح الباردة العطرة في يوم صيف حار ، انها القمر الجميل الكبير في ليلة مظلمة .
التاريخ يكتب عنها ، اجل .. نعم .. لقد احتفلت بإعدامه بالرقص ، نعم انه احساس جميل ، نعم انه حتى لا يستحق ما قدم له ، ونعم العراق سيصبح افضل الآن .
ايها الجهلة .. ليس هناك شيعة وسنة .. هناك فقط عراقيون )
السطور اعلاه كتبتها " لينا النهر " وهي بنت الشهيدة " رسمية جبر " ، التي اعتقلها نظام البعث الفاشي في عام 1985 في بغداد ونفذ فيها حكم الأعدام مع مجموعة من رفيقاتها عام 1987 ، لأنها كانت مناضلة من اجل الديمقراطية والسلام ، مدافعة عن حقوق النساء العراقيات ومستقبل اطفالهن ، مناضلة جريئة من اجل قضية المرأة وحقوقها ، وكانت الشهيدة عضو اللجنة العليا لرابطة المرأة العراقية .
#جاسم_هداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟