|
لكم ايمانكم 00 ولى ايمان 00
عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري
(Adel Attia)
الحوار المتمدن-العدد: 1822 - 2007 / 2 / 10 - 08:37
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
( 1) حجاب الموت !!
هناك من يحبون حتى الموت 0موت أنفسهم 00 وموت الآخرين ! وقد أدخل الحجاب الى بوتقة هذا الحب القاسى القلب 00 : فاما الحجاب واما الموت ! مع أن الحجاب – ببساطة شديدة وبعيدا عن المساجلات الساخنة ، التى تجمّد التفكير عن التفكير بين الرأى والرأى الآخر – قضية مظهرية أكثر منها جوهرية 0 فكم من نيّات شريرة رابضة بين حنايا ضلوع ترتدى قناع من الحشمة والوقار ! وكم من جرائم ارتكبت وترتكب باسم الحجاب 00 : 00 ألم نقرأ عن اكتشاف فتاة منقبة تقوم باداء الامتحان نيابة عن فتاة أخرى ؟ 00 وألم نقرأ عن الرجل المنقب الذى أمسك وقد اندس فى تجمع نسائى ؟ ثم ان التأكيد على أن الحجاب حصانة 00، يظهر الانسان العربى ، وكأنه : 00 رجل تجرى فى شرايينه كحولا لا دماء 0 00 وكأن جسد المرأة كتلة من النار متحركة 0 فاذا رآها الرجل ، اشتعلت الدنيا بالشهوة 00! ،000،000،000 يا ليت الذين يهتمون بتبييض القبور من الخارج ، ويضعون حجابا على نفس امارة بالسوء 00وتشتعل بالشهوة ، أن يفقهوا أن الديانة الحقة : هى ديانة القلب ، والنية ، والجوهر 0 فما احوجنا الى أن نسلط نور كلمة الله على مخابئ حياتنا الداخلية ؛ لنكون أنقياء فى نياتنا ، نظراتنا ، وتفكيرنا ، واتجاهات حياتنا 0 فالمؤمن بقلبه لا بردائه !
( 2 ) مشكلة !!
يصفون أى طفلين غير شقيقين يرضعان من ثدى مرضعة واحدة بانهما اخان فى الرضاعة ! فاذا كان احد الطفلين : ذكرا ، والآخر : انثى 00 أصبح من غير الجائز الارتباط الزوجى بينهما ! فماذا يقولون فى الذين يشربون من لبن جاموسة بعينها ؟00 هل يصبح هؤلاء– بحسب منطقهم - : اخوة وليدتها فى الرضاعة ؟!
( 3 ) ذم 00أم : مدح ؟!
يصف القرآن ، اليهود ، بأنهم أحفاد القردة والخنازير ( سورة البقرة 65،سورة المائدة 60، سورة الاعراف 166 ) 00 فان كانت هذه الرواية صحيحة ، وهى بنظر المسلمين صحيحة ، فالصحيح أيضا : أننا نرى يهود اليوم : بشرا سويا مثلنا ! وهذا يعنى احتمالين : اما أن الله قد عفا عن اليهود وأكرمهم فى أحفادهم 0 واما أن نسلهم أنتقل من النشوء الى التطور الداروينى ؛ ليعودوا مثلنا 0 وفى كلتا الحالتين : فهذا مدح لا ذم !!
( 4 ) الحسنى غير حسنى !
هناك فرق كبير بين النص القرآنى : " ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها " ( سورة الاعراف 180) وبين نص اللائحة المعروفة باسم : اسماء الله الحسنى " 0 فالآية القرآنية ، تعنى ان الاسماء الحسنى هى التى تعبّر عن صفات الله0 اما الاسماء الموضوعة ، فهى توحى من خلال مفرداتها : ان هناك اسماء حسنى واخرى غير حسنى لله 0 والمؤلم أن هذه اللائحة الوضعية قد اكدت هذا الافتراض ودعت اليه 0 ولو سمينا اللائحة هكذا : " اسماء الله " دون اضافة : " الحسنى " ، لكان وقعها على النفس – مع تحفظى ايضا على بعض الصفات – اكثر احتمالا وقبولا مما عليه الآن 0 نحن نعرف أن اصل كل الاسماء هى : صفات 0 ولكن هل تصلح كل الصفات أن تكون : أسماء ؟ فكيف نصف الله عز وجل بصفات : لا يستحبها الله فى الانسان 0 ولا يستحبها الانسان فى الانسان ؟! مثلا 00 : كيف نعتبر صفة : " المتكبر " من اسماء الله الحسنى 00 وهى صفة من صفات الشيطان ؟! فالشيطان من طبعه وطبيعته التكبر 00 واساس سقوطه الكبرياء 0 (راجع : سورة الاعراف 11- 17، وسورة الحجر 26 – 38، وسورة الكهف 50 )0 انها لكارثة عقلية وايمانية ، ان نردد اشياء تمس جلال الله القدوس المنزه عن كل خصائص الجسد ، فنسئ الى الله من حيث نمدح !
( 5 ) وكلّه أحمر !!
فى كل عيد حب 00 يسرع المتشددون فى عالمنا الاخير وليس الثالث - كما ندعى - الى مطاردة بائعى الزهور ، ومنعهم من بيع الورد الاحمر ! معتبرين : أن عيد الحب ، ما هو الا بدعة من : " فالنتين " الرومانى الكافر !00 أما أعظم ما يقدمه هؤلاء : " المؤمنون " للبشرية 00 انهم يحرّمون الورد الاحمر 00 ويحلّلون الدم الاحمر ! 0
( 6 ) 00 وطوبى للمجرمين !!
هل تعلم أن اللص الذى يبدأ بذكر الله قبل أن يمارس لصوصيته ،هو لص مؤمن ؟!00 وهل تعلم أنه اذا سقط من اعلى وقبل ان يلفظ انفاسه الاخيرة ، نطق بالشهادتين ، فقد صار شهيدا ؟!00 انها حقائق ، حتى ولو كانت خاطئة 0 حقائق فى بلاد الغرائب والعجائب المفرطة وشعوبها المتوضئة والمتيممة بالاسلام 0 حقائق تنسحب على كل المجرمين والسفاحين والقتلة والدكتاتوريين 0 حقائق تبدأ بهؤلاء الذين منحوا لقب : أمير المؤمنين 00مرورا بالزرقاوى 00وليس انتهاءا بصدام حسين ! ألم تقم المظاهرات العارمة الغاضبة فى العديد من البلدان الاسلامية ان لم يكن كلها 00 منددة باعدامه 0 معتبرة اياه : شهيد الامة 00بل شهيد الاسلام ؟! وكأن الله : مرتش 0 ورشوته : الاسلام 0 ولكن الحق اقول لكم : لا النطق بالشهادتين ، ولا تأدية فرائض الصلاة والصوم والحج والزكاة بقادرة على غسل قذارة الآثام وعار الخطيئة الخاطئة جدا 0 وليست بقادرة على محو آثار المجرمين 0 ان لم تكن مقرونة بالشعور بالذنب والندم بانسحاق ودموع صادقة غزيرة 0 وبالتوبة بلا رجوع 0 واصلاح ما اجترحوه بأقسى ما يستطيعون 0 فان لم تكن هذه الرؤية هى قناعتنا 0 فطوبى للمجرمين والدكتاتوريين والقتلة والسفاحين ، فان لهم كل الحرية وكل المجد والكرامة فى الدنيا والآخرة باذن الاسلام !
( 7 ) عندما يكون الله مديونا !!
ماذا لو منحت دفاتر من الشيكات البنكية هذا عددها ، واخبروك بأن لك رصيد من المال يتعدى حدود العد 00وحدود العمر 0 لا شك انك ستتصرف فى حسابك بلا حساب ، وستكون مثالا لا يضاهى فى الاسراف والتبذير 0 هذا ما يحدث بالضبط فى ظل القانون الاسلامى : " ان الحسنات يذهبن السيئات "(سورة هود 114 ) 0 فالمسلم يجد فى كل خطوة من المنزل الى المسجد حسنة 0 ومع كل زكاة حسنات 0 بل هناك فرائض عندما يؤديها المسلم ، تكسبه حسنات تكفى الدهر كله ! (سورة الرعد 21-22 ، سورة الاحزاب 34، سورة البقرة 158 ،سورة الاعراف 204 ) 0 وعندما يجد المسلم أن رصيده من الحسنات يزيد ولا ينتهى ، وانه مهما صنع من السيئات فان الله سيظل مديونا له بحسناته ! سيجد نفسه بلا رادع بل ألف وازع ووازع يجعله يرتكب السيئات 0 وما أكثر الذين يصنعون الحسنات ليس حبا فى الحسنات ، بل خوفا من عقاب الله ،بل طمعا فى الجنة ، بل وسيلة لصنع السيئات ! وهذا يفسر انتشار السيئات انتشار النار فى الهشيم 0 ويفسر قدرة العالم الاسلامى على التخلف والانحدار على كافة الاصعدة 0 وانا للانحدار وانا اليه لمستمرون !
#عادل_عطية (هاشتاغ)
Adel_Attia#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا الانحدار ؟! 00
-
بكاء للوطن !!
-
اعرف مضطهدك !!
-
الى الحوار المتمدن فى عيدها الخامس !
-
حتى لا ننسى !!
-
ضياء القلب 00
-
وماذا بعد الطوفان ؟!
-
لماذا ؟!!!
-
اثبتوا للعالم براءة الاسلام 00
-
الوجه الآخر لتمثال الحرية
-
! وفى ايماننا : نتشابه حتى ولو اختلفنا
-
فلسفة : - الموت مقابل الموت -00
-
حصاد الموت ..وحصاد المجد..
المزيد.....
-
القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل-
...
-
مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
-
ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو
...
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح
...
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|