|
(!) عن اهانة الشعب والتعذيب بالشرطة والأمن
صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
الحوار المتمدن-العدد: 1821 - 2007 / 2 / 9 - 12:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كتبنا مقالين سابقين علي ضؤ حبس ومحاكمة الصحفية المصرية " هويدا طه " بتهمة فبركة أفلام عن تعذيب الشرطة للمواطنين ، بينما المعروف أنه يتم اهانة شعب مصر بأقسام الشرطة وتعذيب نشطائه المثقفين والمعارضين السياسيين بفروع الأمن ..و يجري بمصر منذ استيلاء العسكريين وجهاز أمنهم ومباحثهم علي السلطة عام 1952 أي من قبل أن تولد الصحفية " هويدا طه " .. ! لقد ضجت مصر والعالم من فضيحة شرائط فيديو الضرب والتعذيب والاغتصاب اللاانساني التي ظهرت مؤخرا وانتشرت بالدنيا – ا وما خفي كان أقبح وأكثر ..- اذ لم بصور جهاز الأمن عملية خطف الصحفي والسياسي المصري - عبد الحليم قنديل – من الشارع وضربه وتجريده من ملابسه والقائه بالصحراء عاريا كما ولدته أمه ! ولم تصور الشرطة الناشط محمد الشرقاوي وهم يغتصبونه في قسم قصر النيل ، أو اغتصاب الصحفيات المعارضات علي باب النقابة نهارا! ، وقد صور المدونون عمليات الاغتصاب الجماعي للفتيات والسيدات في وضح النهار في وسط القاهرة مع الغياب التام للشرطة وجهاز أمن الحاكم – لعدم وجود جهاز لأمن المواطن والوطن - ! فالي متي ؟ .. انها مسخرة لا نظن بأن لها مثيل بالعالم .. أن يسب المواطن بأمه وبأبيه في أقسام الشرطة وفروع الأمن ويسحق بالحذاء وتعري ملابسه ويغتصب ، دونما تفرقة بين بين لص أو قاضي أو سياسي أو صحفي ، وأن يصبح ذلك عرفا عند الشرطة والأمن بكافة أنحاء الدولة (!) فالي متي ؟! كنا قد قرأنا عن مشروع قانون تقدم به بعض أعضاء مجلس الشعب بجعل عقوبة التعذيب وهتك العرض للمواطن بالشرطة السجن المؤبد ولا ندري ماذا تم بشأن هذا المشروع .. وعن ايجاد حل لتلك المأساة ( المسخرة ) ووضع حد لها ، نري الآتي : في البداية نشدد علي أنه : طالما أن رئيس الجمهورية هو عسكري – سابقا – وليس مدنيا سياسيا .. وطالما أن وزير الداخلية هو ضابط شرطة وليس مدنيا سياسيا .. وطالما أن مدير مدير جهاز الأمن هو ضابط مباحث وليس مدنيا سياسيا .. فلا يجب أن ننتظر توقف تلك المهزلة المأساة أبدا – ولا حل لغيرها من مآسي الوطن ومشاكله المزمنة - .. فاما التغيير السلمي للنظام البوليس العسكري أو الانفجار المدمر .. هذا بداية القول .. أما العلاج بعد ذلك .. أي بعد ازالة أس الداء وسبب كل بلاء .. فهناك العلاج الأولي - اسعاف - : وهو العقوبة الصارمة للتعذيب والاغتصاب بأقسام الشرطة وفروع الأمن .. أما العلاج الجذري فهو : تغيير نظام اختيار من يتم اختيارهم بكلية الشرطة لاعدادهم لذلك.. وعمل خطة لاعداد جهاز شرطة جديد .. فمع احترامنا لعناصر –قلة – ممتازة ومحترمة في جهاز الشرطة .. ضابط الشرطة يجب أن يكون انسانا، ضابط الشرطة يجب ألا يكون غبيا ولا أن يكون ذكاؤه من نوعية ذكاء القوارض والحشرات الضارة – فتلك الكائنات عندها ذكاؤها ..- وانما الذكاء اللائق بالآدميين ، ضابط الشرطة يجب أن يكون مثقفا وعلي درجة عالية من الوعي الفطري اذ لا يكفي الحشو الثقافي وحده .. ان ضابط الشرطة في القسم بالمدينة أو بنقطة الشرطة بالقرية هو : حاكم .. نعم هو حاكم .. والحاكم يجب أن يكون انسانا وذكيا وقوي الشخصية قبل أن يكون قوي الجثة ! وأن يكون عادلا ونزيها .. ان ضابط الشرطة هو أول قاضي يقابله المتهم أو المتظلم .. واما أن يحكم بالعدل ويبت في النزاع بحكمة ونزاهة وينهيه دون أن يصل الأمر للمحكمة واما أن يعمل محضر ويمزقه خدمة لقريب أو لصديق ، أو انحيازا طائفيا يضر بأمان الوطن ، أو يعمل محضر مغلوط ، كأن يذهب مواطن لابلاغ الشرطة بخطف ابنته خطفا فيتعمد الضابط تقييد المحضر اختفاء وليس خطفا وشتان بين الحالتين !! .. أي أن ضابط الشرطة قاضي .. بالاضافة لكونه حاكما .. والقاضي كما الحاكم يجب أن يكون انسانا خلوقا نزيها عادلا .. / وليس مجرد طول وعرض ومنظر ! وخواء عقل وفراغ وعي وانعدام ثقافة وقلة أخلاق وفقدان أدب وانعدام ضمير / ما هكذا يجب أن يكون القاضي .. ما هكذا يجب أن يكون احاكم ، وما هكذا يجب أن يكون ضابط شرة ولا ضابط أمن . ضباط شرطة ان دخل المواطن علي أحدهم وحياه : صباح الخير يا باشا .. من الممكن أن يرد عليه التحية قائلا : (( ايه يا ك .. . أمك انت كمان عاوز ايه انطق وقول م الآخر خلصنا موش فاضيين لكم ! )) ! واذا اعترض المواطن علي سبه بأمه سوف يضاف الضرب الي السب ، وان زاد من اعتراضه او رد علي الباشا سبابه بسباب .. فهنا سيكون التعذيب والتجريد من الثياب وهتك عرضه ..(!) احدي الصحف الالكترونية المصرية عملت استفتاء حول أيهما يحذره المواطن ويخشاه أكثر : اللص أم الشرطي ؟ فكانت النتيجة أن الأغلبية صوتوا بأن الخوف والحذر من الشرطي أكثر من اللص ..! لان اللص قد تجد عنده بعضا من الانسانية تدخل منها الي قلبه وتتجنب أذاه .. واللص يسرقك وهو خائف أم الشرطي فمن الممكن أن يأخذ ما بجيبك وتشكره وتحمد الله لأنه اكتفي بما أخذه لأن القانون بيده وقانون الطواريء في جيبه ومن الممكن أن يشيلك أو يلفق لك أية قضية مخدرات يضيع فيها عمرك ومستقبلك كله وبالقانون (!) من الواضح أن كلية الشرطة - وكذلك الكليات العسكرية - لا يهمها عند اختيار ضابط الغد سوي أن يكون جثة ..!! لأنه سوف يتعامل مع مجرمين ! في حين أن ضابط الشرطة يتعامل مع الشعب كله : محترمين ومتعلمين ومثقفين وبسطاء فيجب أن يكون انسانا ليتعامل مع هؤلاء باحترم انساني لأنهم مواطنون محترمون .. بل انه لو تعامل مع المجرمين بشكل مجرد من الانسانية فانه سوف يزيدهم اجراما علي اجرامهم بينما المطلوب منه منع الجريمة وتجميدها وليس استثارتها ومضاعفتها .. ان ضباط الشرطة الذين يحملون أجساد ال .. (...) وعقول العصافير .. عملهم المناسب هو تحميل وتنزيل الشاحنات والسفن والبواخر . . وهذا عمل شريف ، أشرف من العمل في سب المواطنين بأقذع الألفاظ بالأقسام وتعريتهم لاغتصابهم ودب العصا بمؤخراتهم .. ! و الذين يجمعون منهم بين الطول والعرض والوسامة والمنظر و: المخ الأبيض تماما ... ! فهؤلاء مكانهم الصحيح هو الوقوف للحراسة فقط علي أبواب الفنادق والمنشآت السياحية .. وهذا عمل شريف أيضا .. أشرف بكثير من العمل في سب المواطنين الشرفاء بالأقسام سبا بذيئا وتجريدهم من ملابسهم واغتصابهم وتصويرهم فيديو .. ! نعتذر للشرفاء من الضباط ، فكما قلنا اأن ضباك الشرطة فيهم أيضا – وان كانت قلة قليلة – أولاد ناس محترمين – ومثقفون .. ولا ننسي أن الكاتب المسرحي الشهير الراحل " سعد الدين وهبه " الذي كان وكيلا لوزارة الثقافة ورئيسا لاتحاد الكتاب ، هو في الأصل ضابط شرطة.. و كذلك هناك حاليا كتاب وصحفيين جيدرين بكل احترم ونحرص علي القراءة لهم ، كانوا من قبل ضباط شرطة .. ولكننا علي ثقة من أن هؤلاء وباقي ضباط الشرطة الشرفاء المحترمين المثقفين الذين لا يزالون بالخدمة ، هم متألمون للغاية مما يحدث للمواطن المصري علي أيادي الشرطة والأمن .
#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)
Salah_El_Din_Mohssein#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هويدا طه والتعذيب بالشرطة المصرية 2
-
هويدا طه والتعذيب في الشرطة المصرية
-
جمعية التحرير الثقافي للشعوب ضحايا العروبة
-
القضاء المصري والشاب عبد الكريم نبيل
-
محمد عمارة و الشاب عبد الكريم نبيل
-
فريدة النقاش
-
علي هامش الحديث للتليفزيوني للمؤرخ : دكتور يونان لبيب رزق
-
مرة ثانية : دكتور فاروق الباز بين العلم والباذنجان
-
هل نعدم عقوبة الاعدام ؟
-
عفوا دكتور لبيب يونان : بل التاريخ يكرر نفسه
-
علي هامش حديث - فاروق الباز-للتليفزيون
-
( !!) أهل الأقلام والحكام .
-
د . فاروق الباز بين العلم والباذنجان (!)
-
عزاء جمعية أصدقاء الشهيد صدام
-
أفضال صدام ؟؟! ! أم استغلال للعمالة العربية ؟
-
صداميات : تعليقات الناس علي اعدامه ، وردنا عليها
-
..مصر لا تسكن فينا ، ولا نحن
-
يا عراق : عيد سعيد
-
القضاة .. في ظل العسكر والمباحث
-
القاضي المصري المنحاز
المزيد.....
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
-
محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
-
لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
-
عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|