عزيز باكوش
إعلامي من المغرب
(Bakouch Azziz)
الحوار المتمدن-العدد: 1821 - 2007 / 2 / 9 - 08:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أمر واقعي , أن أطفال العالم العربي والإسلامي يتعرضون اليوم دون غيرهم , للكثير من التشويش في اللغة و الأفكار , في القيم , في المعتقدات , وفي أشكال التواصل اليومي مع ذاتهم والمحيط من حولهم ,سواء في المدرسة , في البيت , أو في الشارع, السبب , انعدام حصول مناعة ثقافية مكتسبة, فضلا عن تعدد مصادر المعرفة , تعدد وسائط الاتصال عبرها, وإذا كانت دائرة التشويش تتسع وتتفاقم , فذلك يرجع بالأساس إلى مرونة وسهولة ترويج كافة أشكال الاتصال والتواصل وتوظيفها في أقصى حدودها , ويعود ذلك جزئيا, إلى أن معظم أفراد العائلة , وخصوصا الأطفال , يقضون وقتا طويلا أمام شاشة التلفزيون "هذا الفرعون الإعلامي , أو الانترنيت" تلك الشبكة الأخطبوطية والعنكبوتية , فضلا عن خدمات المحمول , وهذا ما يجعل عملية الارتباط والتواصل ,هذه تتقاطع ,تتداخل , تنفعل , وتتفاعل , وتندمج وتتواصل , في عدد من السلوكيات المتناقضة , وتتقمص أشكالا , وتفرز أنماطا ثقافية متعددة , وفي إيقاع غير متكافئ.
يرى الباحث والجامعي محمد بوبكري , إن الجهاز الوسائطي " يسرق من الطفولة والمراهقة على حد سواء وقتها الثمين ,الذين هم في حاجة إليه لمعرفة العالم الذي يعيشون فيه، والمكانة التي يحتلونها فيه. كما أن الوسائط نفسها, شكلت على مدى سنوات صفعة قوية للكتاب , كأحد أقوى مصادر المعرفة , وفي هذا السياق,
كشفت دراسة أمريكية في جامعة واشنطن في سياتل ، أن التلاميذ الذين يملكون جهاز تلفزيون في غرفة نومهم يسجلون تراجعاً بنسبة 8 نقاط في القراءة نسبة إلى غيرهم•
وأفادت دراسة علمية نشرتها صحيفة "الميرور" في يونيو من العام الماضي ، بأن الوقت المخصص للقراءة يبدو معكوساً بالنسبة إلى وقت التلفزيون• إذ أن فرنسا تسجل نسبة 6 ساعات و54 دقيقة أسبوعياً مخصصة للقراءة, فيما تسجل بريطانيا نسبة خمس ساعات و18 دقيقة فقط، تليها إسبانيا وألمانيا•
أما البلد الذي يسجل أكبر نسبة قراءة أسبوعية فهو الهند بنسبة 10 ساعات و42 دقيقة•
ولا يبدو التلفزيون وحده مسئولا، لا بل يأتي الكومبيوتر ليشاطره الاتهام بفضل دراسة أمريكية تمت العام الماضي, وكشفت أن الأولاد بين 8 و 18 عاماً يمضون يومياً من 5 إلى 6 ساعات أمام الجهازين معاً•••
في حين أنهم يقرؤون في فترة لا تتعدى الثلاثة أرباع الساعة فقط•
كما أن ألعاب الكومبيوتر تشكل حافزاً أساسيا لانعدام القراءة، خصوصاً إن 61 في المائة من المراهقين الذكور يستخدمونها يومياً قياساً إلى 44 في المائة من الفتيات•
عربيا , هناك نقص فادح في المعطيات , لا وجود لإحصائيات , وقليلة هي الأبحاث والدراسات التي تاخد من هذه المواضيع أرضية لانشغالاتها.
وإذا كان هذا أمرا خطيرا، فإن هناك ما هو أخطر منه، وقد " يمارس التلفزيون " الكذب والنصب والاحتيال " وقد تمرر الانترنيت في تنوع مصادرها , وتعدد معارفها , ثقافة ملتبسة , والأطفال ببراءة منسوبة , يصدقون كل ما يبثه من معلومات وأخبار وأفكار, ويسعون جاهدين إلى تقليدها ومحاكاتها في حياتهم اليومية , فقد ينقل التلفزيون "أو يرسل موقع ما على النت " جزءا من الحقيقة، أو وجهها الثاني , لكنه قطعا يروج و ينشر الكثير من الأشياء الخاطئة والحقائق المشوهة، يضيف الباحث السوسيولوجي , سواء تعلق الأمر بالقيم أو بالوقائع والأحداث.
ومما يعزز الآثار السلبية للتلفزيون على نفسية الطفولة , أن الأطفال يحكمون على فعل ما" مرئيا" على وجه الخصوص, بكونه مضمونا "أخلاقيا." واجب تعلمه , من هنا , تأتي المشكلة.
قال لي احد تلامذتي ذات صباح : أستاذ...إذا أردت أن تبحث عن موضوع ما...انقر في " قوقل" تجد كل ما تبحث عنه؟؟؟
طبعا, كنت اعرف انه يقصد محرك البحث العالمي المشهور بكوكل,وان الأمر مجرد ارتباك لغوي , لاذنب له فيه , وسرني ذلك كثيرا, :" لكنهم ", يضيف التلميذ" يكتبونها ... في كتاب عند أخي : هكذا : ورسم" غوغل" في الهواء بحرف الغين....غوغل..؟؟؟؟ .
وفي تجربة ميدانية, كتب 5 من 12 طالبا كلمة "كوكل "بالقاف, و3 بالغين و1 بالجيم , والباقي بالكاف.
تعريب المصطلح أو ترجمته , نقله أو تخصيبه, تبييئه إنباته, أو استيعابه
هنا تحديدا لابد أن نقف , و نتأمل ، فنتساءل.
من المسئول عن هذا التشويش؟؟؟؟؟؟
عزيز باكوش/يتبع
الجزء2
دفاعا عن تعريب عناوين الانترنيت
عزيز باكوش2
" لم اندهش أبدا, وأنا اسمع كلمة""google تنطق وتكتب بخمس ألسن.عربية , غوغل, كوكل, جوجل, قوقل. لان المسالة في اعتقادي تشويش بالأساس ,.. ذلك لأنني على يقين أن واقعا عربيا له خصوصيات مجتمعية موغلة في التضاد والعنترية , أجياله الشبابية المعاصرة نشأت في ظل بيئة انهزامية لا ديموقراطية في غالب أنظمتها , شمولية, و انقسامية تنتقل من هزيمة لأخرى, وتنقش في ذاكرة الشعوب انتصارات , أقول لم اندهش, مجتمعات مثل مجتمعاتنا , لابد وان تراوح اهتمامات طفولتها إلى تلك الآفاق الارتدادية في الأحكام , والأعراف , والقيم المرتبكة , والتقليعات الاستهلاكية الهجينة والمهجنة.
يقول احد الآباء : بعد مرور سنتين من بداية ارتباط العائلة بشبكة النت المنزلية , فشل أبنائي في اجتياز العديد من الامتحانات والفروض ,لكنهم يشتموننا بكل اللغات ,وهم يمضغون ألسنتهم , ويؤكد ابنه الأكبر الأمر نفسه ,بقوله" كنت خائفا من أن يعرف أبي الموضوع ,فالانترنيت أضحت كل حياتي , حتى أنني احدث جابي الحافلة بكلمة أجنبية كما لوكنت مرتبطا...على الشاة..ويتابع قائلا : إن تحميل فيلم سينمائي , قد يتطلب أحيانا 5 ساعات , كما أن إتاحة مشاهدته بمواصفات رقمية , قد يحتاج بدوره , أحيانا إلى زمن خاص ..طبعا ...كان ذلك على حساب المدرسة ,"ولكن والدي عندما اطلع على الحقيقة , غضب مني اشد الغضب .ولعن "النت والانترنيت والأميريكان أجمعين.
هذا ما صرح به أحد الآباء وهو يزور أول عيادة طبية متخصصة في علاج الإدمان الانترنيتي .. ...
والواقع , بدأت المسالة التواصل عبر العالم , سواء عبر الميسانجر أو الايميلات في صورته المرضية, عند بعض الشبان.. تاخد أبعادا محمومة ,بل مثيرة للجدل. ليس لأنها أضحت خارج نطاق سيطرة الأسرة أو المدرسة , و ليس لأنها عديمة الفائدة , وبذيئة وملخصها حزم كلمات فارغة ,وممتلئة بتفاهة معقولة , لدى غالبية المراهقين من الجنسين , وإنما ,لأنها تشعبت , وتعددت, وأضحت نمطا علائقيا مميزا ومتداولا على نطاق واسع, وخصوصية تكاد تكون نسقا مرجعيا , لا صلة له ولا انسجام مع تقاليد مجتمع له مكوناته وخصوصياته. فضلا عن كون هذه الحزمة من المسلكيات أضحت خارج نطاق سيطرة أخلاقية مجتمعية , بالمعنى المألوف , وغير المطلوب , لدينا كأولياء أمور و كآباء
...على مستوى آخر :
تورد إحدى الجرائد المغربية المتخصصة في الانترنيت أم موضوع تعريب مصطلحات الانترنيت تطرح مشكلة كبيرة أمام المستخدمين والمهتمين على السواء , وتبرز" دليل الانترنيت" في مقال لها , فيما يتعلق بتعريب وترجمة مصطلحات الانترنيت" أن وفرة المصطلحات ,وتعدد المنطلقات , أربك الأجهزة ,وعقد بورصة تداول المفهوم بأكثر من وجه, على مستوى توحيد المصطلح العربي إن وجد , أو توليده ’ والموحد إن أمكن , لكن دون جدوى..
كلمة الانترنيت مثلا , نجد لها عدة كتابات الانترنات + انترنيت+ الانترنت...وهناك من تخلى عن الهمزة ,أو ترك الكلمة على حالها اللاتيني ,تضيف الجريدة , والآن ومع طرح مصطلح" بلوك" بلوغ , بلوق ,المدونة.. والاروباس, التي تنطق بعشر السن..إلى غير ذلك من المفاهيم الوافدة في إطار التثاقف بين الحضارات... وبين تعريب المعنى, والاستعمال ,وبين إحداث البدائل مسافة لغوية ولسانية لا تقبل التجانس .
قرأت خبرا سعيدا يتعلق بعقد فريق العمل العربي المعني بتعريب أسماء النطاقات على شبكة الانترنيت اجتماعه الخامس في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة بين 30 و31 يناير الماضي.
ثمة حافزين أساسين لسعادتي: أولهما:/ إن هناك جهودا عدة حقيقية ونوايا فعلية لتعريب عناوين الانترنيت وتفعيل دور المجموعة المتخصصة التابعة للجامعة العربية التي شكلتها اللجنة التحضيرية للقمة العالمية لمجتمع المعلومات في تونس.
وتجدر الإشارة إلى أن المطالبة بتعريب هده العناوين ترجع إلى أسباب عديدة من اهمها1 إتاحة استخدام الانترنت لمن لا يتكلمون اللغات الأجنبية , في هدا الإطار تتوقع مصادر الجامعة أن إن مستخدمي الشبكة الدولية مع انتشار التطبيقات التي تهم الجمهور مثل الحكومة الالكترونية والتعليم من بعد والتجارة الرقمية انتشارا وتزايدا مطردا.
2 إن تعريب النطاقات بات احد العناصر الأساسية في تشكيل صورة المؤسسات كما تعمل على تشجيع تبادل المعلومات ما بين المؤسسات والمجموعات العربية, رغم وجود مشكلات عدة تتعلق بتعريب عناوين الانترنيت نتيجة اختلاف نظام كتابة العربية عن الأحرف اللاتينية ومن أهمها استخدام عناصر التشكيل في الحرف العربي حسب احمد الشربيني رئيس المعهد القومي للاتصالات بمصر.
الأمر الثاني. تزامن هدا الخبر مع نشر مقالات شخصية حول نفس الموضوع.
افهم اجتهادات هؤلاء الشباب, و تمردهم على القديم , أتفهم جرأتهم على تطوير خطابهم وتحيينه أثناء التواصل افتراضيا, حتى يكون حديثهم مفهوما لدى الطرف الآخر, لكن لا افهم صمت اللسانيين العرب , ومسلك مفهومية الترجمة لديهم , وما جدوى الملايير التي يصرفونها , على مجالسهم اللغوية في دمشق والقاهرة ,في أي اتجاه تطويري نسير في زمن العولمة كعرب, كمستقبل ,
متى نكتب "الاروباس " عريبة "على شكل "أ" ؟
متى نطور برمجية لقراءة محتوى الرسالة العربية , من غير المرور بالمراحل المعتادة=افيشاج=كوداج" ارب ونداوز......؟؟؟؟
والى متى نظل ننتظر... حتى يستوي مزاج الآخر , البوذي أو الوثني..الصيني أو الياباني . ويكتشف لنا, ويطور حروفنا العربية ,ثم نلعنه في صلواتنا ,ونكفره , وندخله النار , وبعدها بلحظات , ثم نشعل حملات إعلان نفطية عن قيمة ما تم اكتشافه..
المفروض أن الاحتكاك بالبرمجيات من طرف مهندسي التقنية العرب . يحفز الكثير منهمك في أن يعمل على تطوير واختراع برامج باللغة العربية , أو إيجاد بدائل مناسبة , لها حين تبيئتها أو نقلها من أصولها, حتى يتسنى لنا تطويعها من اجل مسايرة إيقاع التقدم التكنولوجي الراهن. بخصوص " كتابة "كوكل" بطرق مختلفة,
هل الأمر مرتبط بالسن ؟
إن العرب تقمقم وتكمكم وتجمجم.,, وأن العرب يقولون من "قال" ويجولون من "جال" ويكولون.. من "كال" هنا تحديدا , الاختلاف يفسد في اللغة القضية.
#عزيز_باكوش (هاشتاغ)
Bakouch__Azziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟