أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - خالد عبدالله - الديمقراطي الفلسطيني في واشنطن















المزيد.....

الديمقراطي الفلسطيني في واشنطن


خالد عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 546 - 2003 / 7 / 28 - 02:58
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



كاتب عربي يقيم في وارسو


ماذا سيفعل رئيس الوزراء الفلسطيني في واشنطن؟ أو بالأحرى لماذا دعته الإدارة الأمريكية ليقدم إلى واشنطن؟ ويكتسب هذا التساؤل أهميته بعد أن أصبح معلوما للقاصي والداني أن الرئيس الأمريكي يشدد على أن دعواته أو حجبها عن رؤساء العالم هي ثواب أو عقاب لهم على مواقفهم. وفي حالة الديمقراطي الفلسطيني، فزيارته تتضمن ربما معنيين. تزكية الديمقراطي الفلسطيني على مرأى العالم، حتى يعرف الكل مكانته لدى الإدارة الأمريكية. ثم إن الرئيس الأمريكي يتوقع أن يقدم الزائر آيات الشكر لأنه أدلى بصوته له في الانتخابات الفلسطينية. وآيات الشكر في القاموس السياسي الأمريكي هي التنازلات.

ولم يدل الرئيس الأمريكي بصوته في العملية الديمقراطية الفلسطينية لصالح محمود عباس إلا بعد أن قرأ بتمعن برنامجه الإنتخابي. فالرئيس الأمريكي كناخب حر يعرف حقوقه، وهو لا يدع صوته يضيع هدرا. والبرنامج الإنتخابي للديمقراطي الفلسطيني كان واضحا على مدى سنوات طوال، لكنه أقسم عليه أمام القاضي بوش في شرم الشيخ وبحضور هيئة المحلفين العرب. فهو ضد الإرهاب الفلسطيني، ومتفهم لحقوق اليهود الذين ظلموا عبر التاريخ. كما أنه أكد في الجلسات الخاصة حينما كان يزور واشنطن  ما كان يهمس به أو حتى يصرح به حول عودة اللاجئين، وحول قضايا الحل النهائي.

لكن رئيس الوزراء الفلسطيني أدرك بعد أن حولت إليه أمريكا كل صلاحيات الرئيس الفلسطيني المحاصر أن برنامجه الإنتخابي صعب التحقيق. فهو يعرف أنه حتى يبدأ بتطبيق بعض ما وعد به يحتاج إلى حلوى يقدمها للشعب الفلسطيني. ولكن شارون لا يقدم الحلوى لسببين.

الأول، أنه يستعمل المستوطنات الوهمية، والإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين، والانسحابات كأوراق ضغط على رئيس الوزراء الفلسطيني حتى يوافق على مقترحاته حول الحل النهائي. فشارون ليس غبيا، يدرك من جهة أن الذي أوصلوه إلى دفة الحكم لا يكذب فيما يقول لهم، لكنه يعرف أيضا الوضع الفلسطيني الداخلي. فصاحبهم يستطيع أن يعد لكن الشك كبير حول قدرته على التنفيذ. ولذلك لا بد من عصره.
أما السبب الثاني، فهو أن شارون يرى أنه إذا لم يستطع عباس أن يوافق على الصفقة من الآن، فلا بد من الاستمرار في تنفيذها على أرض الواقع. فسواء بقي عباس أم ذهب يكون هو قد أنجز أكثر ما يريد على أرض الواقع. فما يريده شارون هو تحقيق مشروعه بموافقة فلسطينية أم بدونها. الأولى أفضل كثيرا، لكنه لا يهتم إذا لم يحصل عليها.

ولذلك، فإن مناورات شارون مع عباس هي من أجل الحصول على موافقة الأخير على صفقته. فهو لا يجلس معه للتحدث عن الأسرى، أو عن المستوطنات الوهمية، بل هو يضغط عليه في موضوع الحل النهائي. كما أن شارون بدأ بمناورات جديدة للضغط على الديمقراطي الفلسطيني، وذلك بإدخال الجزرة الأوروبية والعصا الأمريكية إلى الميدان. فقد أرسل وزير خارجيته شالوم إلى الاتحاد الأوروبي ليغازلهم. فقد قال أنه لا بد من دور أوروبي، ثم ضغط عليهم من أجل عدم الاتصال مع عرفات، لكنه اكتفى منهم بتأكيد أن استمرار اتصالهم سيكون رهنا بموافقة عرفات على توسيع صلاحيات رئيس الوزراء. وبعبارة أخرى، أن الديمقراطي الفلسطيني سيتحرر أكثر وأكثر من قيود عرفات حول الحل النهائي، وذلك من خلال الضغط على عرفات ليقبل ما يقبله عباس.

أما العصا الأمريكية، فهي وضع عباس في واشنطن في جو الإرهاب الأمريكي من أجل المضي في تنفيذ برنامجه الإنتخابي. فبوش لن يقابل عباس ليبحث في موضوع الأسرى، أو المستوطنات، أو الانسحاب من المدن والقرى الفلسطينية، أو رفع الحصار عن عرفات. فهذه أمور لا تقلقه. الذي يقلقه أن يقوم عباس بتنفيذ ما وعد به.

وهما أمران، تفكيك المقاومة، والموافقة على إقامة الدولة الفلسطينية التي طرحها بمواصفات إسرائيلية.

 والأمر الأول ينسجم مع ادعاءاته أنه يحارب الإرهاب، والثانية لإنجاز عمل يسعفه في الانتخابات القادمة. وكلا الأمران ينسجمان مع رغبات القاعدة الأساسية المؤيدة له، أي اليمين المسيحي. كما أن كلا الأمرين سينالان رضا كبيرا من الجالية اليهودية التي قد يكسب أموالها وأصواتها. وقد بات بوش بأمس الحاجة للأمرين. فمحاربته للإرهاب أصبحت تبدو مضحكة في ظل عودة القاعدة إلى أنشطتها، وإعادة طالبان لتنظيم صفوفها في أفغانستان.

 ثم إن المأزق الأمريكي يزداد في العراق. كما ضخم فشله في هذه المواضيع من حدة الحملة عليه في أنه ضلل الشعب الأمريكي في موضوع الحرب على العراق. وقد أصبحت حاجته إلى نجاح في أي ميدان ملحة. ألم  نر مدى التوظيف الذي قامت به الإدارة لموضوع قتل ابني الرئيس العراقي. لقد كادوا أن يجعلوا منه حدثا كحدث سقوط بغداد.

وعلى الصعيد الآخر، ماذا سيقول الديمقراطي الفلسطيني للرئيس الأمريكي. هل سيعلمه بحقيقة ما يجري كأن أمريكا لا تعرف عنها شيئا! ناهيك عن كون إسرائيل لا يمكن أن تقوم بشيء من دون التشاور مع سبب استمرار وجودها. أمريكا تعرف كل ما يجري لأنه يتم بالتنسيق معها وإن لم يكن في تفاصيله.

ألا تعرف الإدارة الأمريكية أن المقاومة الفلسطينية قد أوقفت كل عملياتها تقريبا، بينما لم يتوقف الجيش الإسرائيلي عن القتل والمطاردة؟ ألا تعرف الإدارة الأمريكية أن الفلسطينيين لا زالوا محاصرين في مدنهم وقراهم لا يستطيعون التنقل؟ أليس حصار الرئيس الفلسطيني مباركا أمريكيا رسميا؟ أم لا تعرف الإدارة الأمريكية أن الاستيلاء على الأراضي وبناء المستوطنات قائم على قدم وساق؟ فما الذي لا تعرفه الإدارة الأمريكية ولا يحظى برضاها؟ آه...شيء واحد! بناء الجدار كما قال بول لأنه منع العمال الفلسطينيين من العمل، ولكن شالوم طمأنه أنه يمنع الإرهابيين ولا يمنع العمال. هذه هي المسخرة.

لكن الرئيس الأمريكي يعرف ماذا يريد من رئيس الوزراء الفلسطيني. سيقول له ألم تعتبر أن قتل الإسرائيليين عمل إرهابي، إذن لا بد من منع إمكانية قيام هذه الأعمال الإرهابية. وهذا لا يتم إلا بالضربات الإجهاضية. هذا ما تؤمن به أمريكا وما تمارسه. وسيسأل بوش الرجل الذي أعطاه صوته، ألا تريد أن ترى الدولة الفلسطينية في عام 2005 ؟ إذن لم لا توافق على ما يعرض عليك؟

والرجل المنتخب أمريكيا يقول أنه لا يمكن أن نحصل على حقوقنا عن طريق المقاومة. فعن أي طريق يمكن أن نحصل على حقوقنا يا ترى؟ عن طريق المفاوضات، تأتي الإجابة. وليس أمامنا من خيار سوى أن نقبل ما يعرض علينا قبل أن يغيروا رأيهم، ويستمروا في خلق الوقائع على الأرض. هذا ما سيقوله لنا رئيس الوزراء. ولكن يا حضرة رئيس الوزراء إن ما يعرضونه عليك هو تماما ما يسعون لإقامته على أرض الواقع. هل علينا أن نسهل عليهم المهمة ونختصر عليهم الطريق؟ وماذا عن البدائل الأخرى؟ ألم نقل أن السلطة الفلسطينية عبء على الشعب الفلسطيني!!

كنعان



#خالد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرحلة جديدة في النهب الغربي لإفريقيا
- عبء السلطة على القضية الفلسطينية
- المأزق الأمريكي البريطاني
- مشهد العلاقة بين ضفتي الأطلسي
- تنفيذ خريطة الطريق الحقيقية
- قمة إيفيان: خريطة طريق إلى أين؟
- خريطة الطريق : الانتقام من الانتفاضة
- تغيير الخريطة العربية: منطقة التجارة الحرة
- تأمين الغنيمة
- زيارة أم احتلال أمريكي للعراق!
- حينما نحول التاريخ إلى جينات
- حينما نحول التاريخ إلى جينات
- العجلة الأمريكية لرفع الحصار عن العراق
- مستقبل الجامعة العربية
- الإخفاق الأمريكي الذريع
- قمة بوش وبلير
- معذرة بغداد
- تطور مدرسة الحيل الشرعية العربية
- الديمقراطي الفلسطيني
- قمة تسليم مفاتيح بغداد


المزيد.....




- الخارجية الروسية: ألمانيا تحاول كتابة التاريخ لصالح الرايخ ا ...
- مفاجآت روسيا للناتو.. ماذا بعد أوريشنيك؟
- -نحن على خط النهاية- لكن -الاتفاق لم يكتمل-.. هل تتوصل إسرائ ...
- روسيا وأوكرانيا: فاينانشيال تايمز.. روسيا تجند يمنيين للقتال ...
- 17 مفقودا في غرق مركب سياحي قبالة سواحل مرسى علم شمالي مصر
- الاختصارات في الرسائل النصية تثير الشك في صدقها.. فما السبب؟ ...
- إنقاذ 28 فردا والبحث عن 17 مفقودا بعد غرق مركب سياحي مصري
- الإمارات تعتقل 3 متهمين باغتيال كوغان
- خامنئي: واشنطن تسعى للسيطرة على المنطقة
- القاهرة.. معارض فنية في أيام موسكو


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - خالد عبدالله - الديمقراطي الفلسطيني في واشنطن