حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 1820 - 2007 / 2 / 8 - 11:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لتخفيف شوائب ثرثرتي وميوعتها, ألجأ بين الحين والآخر لإضافة دعامات خارجية, قد تكون أحداثا ساخنة, أو شخصيات نالت نصيبا من الشهرة, وأما التوجه المحوري في هذه الثرثرة هي حياتي وذاتي المتورّمة من جهة والضامرة في جغرافيتها العامة, الفارغة من الحب والنجاح , حيث أصارع يومي الطويل ساعة بساعة ومرات دقيقة بعد أخرى.
عودتي المتكررة إلى بافلوف ونتائج تجاربه, لاعتقادي أن العيش الذي أتخبّط فيه, تشرطه البيولوجيا والغرائز مثل حيوانات السيد بافلوف المسكينة, منزوعة أسباب القوة وأدواتها.
التكيّف من جهة والتقدير الذاتي المناسب بالمقابل, يصلح كلا منها كشرط ومعيار بنفس الوقت والدرجة والشدّة, للسلامة النفسية وتجاوز عتبة القبول....لمختلف منغّصات العيش.
في ثقافتنا وبلادنا شرط التكيّف يتعاكس تماما مع شرط التقدير الذاتي. الفشل في التكيّف يعني العزلة وبعد خطوة الكآبة والاكتئاب, والمعنى الوحيد للتكيّف, إنكار الذات واحتقار العيش.... بدوره يوصل بعد خطوة إلى التحقير الذاتي..أنت لا تستحق الحب ولا تصلح للنجاح.
شرطان متعاكسان بنفس القوة وشدّة الضرورة, والنتيجة عصاب حتمي بلا أمل.
تطبيق شرطين متعاكسين على كلب ولعدّة أيام, يتحوّل إلى عصابي... أعيش منذ نصف قرن تحت شرطين متعاكسين تماما إما أو: التكيّف أو رفع سوية التقدير الذاتي...فشلت هنا وفشلت هناك. وأفهم حكمة الأسلاف: الموت رحمة.
*
الحقوق محتكرة من قبل الدولة والمجتمع, وأما الفرد البائس عليه الواجب, كل ثقل الواجبات.
حتى الله كفكرة مطمئنة أو مهدئة, اختطفها المؤمنون القساة, تماما مثل أشقائهم الوطنيون بشدة.
سيوف التكفير والتخوين ليست مجازا,عصي خناجر متفجرات, وأكثرها رحمة النبذ والشتائم.
مزاجي العام متطرف وينحو إلى المبالغة, وأظنها السمات الشخصية المشتركة في بلادنا.
نرجسية جريحة, رؤيا ورؤية مشوشة, تنقل خبرات الماضي المؤلمة أكثر مما تحمل معلومات ومعطيات الحياة المتدفقة, فتكثر العبارات والمجازات والصور ذات الأصل الواحد, تفاخر أو شكوى. هل يمكن كسر هذه الحلقة الرهيبة؟!
أدبنا سطحي وفكرنا ضحل وسياستنا بدائية وعقائدنا صارمة وجافة, هذا تعميم صحيح, لكن السحابة السوداء التي تغطّي بيروت, مع انفجارات الموت والتعصّب والعنصرية التي تحوط هواء المنطقة وترابها , تجعل من التأني والتفكير الهادئ أوهاما عابرة.
يقتضي التكيّف النموذجي الانصياع للسلطة والعرف والتقليد, وهو يمحو الأنا والفردية.
ويقتضي التقدير الذاتي المرتفع الخروج من القناع الاجتماعي, وهو ينزع عتبة الأمان.
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟