أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أبراهيم القريشي - ترى من سيدفع ثمن رصاصات قتل عدي وقصي؟؟!!!














المزيد.....

ترى من سيدفع ثمن رصاصات قتل عدي وقصي؟؟!!!


أبراهيم القريشي

الحوار المتمدن-العدد: 545 - 2003 / 7 / 27 - 05:07
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


عراقيات من ذاك الصوب

 

صدام مطالب بدفع ثمن رصاصات قتل ولديه الى العراقيين ومطالب أيضا
 بعدم أقامة مراسيم قراءة الفاتحة على ولديه مثلما كان يفعل مع العراقيين

كان صدام يعمد؛ بعد أعدام العراقيين؛ الى أرغام أهلهم على دفع ثمن رصاصات أعدامهم، و كان يمنعهم منعا باتا من قراءة وأقامة مراسيم سورة الفاتحة على أرواحهم، وهي طريقة كان يريد بها أذلال العراقيين والأيغال في أيذاءهم نفسيا ومعنويا، وكان يفرض على أهل المغدور بهم حتى عدم تقبل وأستقبال التعازي والمعزين من الجيران، لذا كان أهل المعدومين يقاسون من معاناة مزدوجة، معاناة فقد عزيز عليهم ولأسباب لا تستدعي الأعدام في حالات كثير جدا، و معاناة عدم تفريغ شحنة الحزن المتصاعدة في قلوبهم عن طريق النواح وقراءة سورة الفاتحة وتقبل التعازي من الأهل والأقارب والجيران مما يخفف عنهم لحظة الألم، وهكذا كان يكظم العراقيون أحزانهم ويعقروها في دواخلهم، وفي كل هذا كانت أمهات المغدورين يناجين ألله من أعماقهن صابرات محتسبات.

لقد أخطأ فرانسز فوكوياما عندما جعل للتأريخ من نهاية، أذ التأريخ لا ينتهي وهاهو يعود اليوم بعد أن أنقلب السحر على الساحر فتحول صدام كليا و الى الأبد من مطارد( بكسر الراء) الى مطارد ( بفتح الراء) وتحول نجليه من جلادين قساة وسفاكي دماء ومنتهكي أعراض الى جثث هامدة متكدرة، مقتولين في العراء بلا أهل أو قريب أو متعاطف ولكئن حكمة ألله أبت الا أن تتحقق وقوله سبحانه وتعالى أن بشر القاتل بالقتل آثر الا أن يتجسد، فينتصف الى الأم العراقية التي لطالما أبكوها وجعلوها تزمن لطم الصدر والخدود.

لقد أمتهن ولدي صدام ؛ كأبيهم؛ أذلال العراقيين على طول فترة حكم الدكتاتور، لذا ليس مستغربا ألا تجد من يدافع عنهم أو يواري جثثهم التراب أو تجد حتى من يقرأ على جثثهم سورة الفاتحة لأن أداءهم عندما كانوا في سدة الحكم مليىء بالتجارب القاسية ضد العراقيين ناهيك عن أن الذي فعلوه بالعراق يدمي المقل ويبكي الأفئدة.

ويتسائل الكثير من العراقيون عن تطرف العنف لدى أبني صدام وعدي بشكل خاص، أذ كانوا يتسائلون على النحو التالي:
لماذا يتعاطى أبنا صدام كل هذا العنف مع أنهما يمتلكان كل شيء وتطول أيديهم كل شيء من المال والنساء والمناصب وكل مايخطر للمرء ببال؟؟؟؟!!!
والسبب بسيط ويمكن معرفته والتوصل أليه ويعود الى المراحل الأولى لتربيتهم من قبل صدام نفسه، فلقد كان يصطحبهم منذ نعومة أظفارهم الى السجون لمشاهدة وجبات تعذيب العراقيين وأعدامهم، وكان يصطحبهم أيضا الى قاعدة الحبانية لمشاهدة أشرطة تعذيب السجناء السياسيين ناهيك عن تدريبه أياهم على أستخدام الأسلحة المختلفة وهم في سن مبكرة، وكان لاينهرهم أذا ما أعتدوا على أي شخص، ويتناقل العراقيون والأعلاميون منهم تحديدا قصة عن عدم ردع صدام لولديه مفادها أن عدي أغتصب زوجة أحد الأعلاميين الكبار في بغداد والتي كانت هي الأخرى أعلامية فذهب هذا الرجل الى صدام يشتكيه تصرف عدي فما كان من صدام الا أن ربت على كتفي الرجل وقال له باللهجة العراقية: " يمعود عوفة هذا مثل أخوك الزغير"!!!!! فعاد الرجل أدراجه فاغرا فاه لا ينبس ببنت شفة ولايدري ما يصنع!!!

ويؤكد كتاب وصحفيون ومقربون من عائلة صدام أنه كان يصطحبهم الى وجبات تقسية قلوبهم وهم بأعمار ست سنين. أن العمل على تقسية قلب طفل بهذه الطريقة على أمل أن يصبح رجل دولة يوما ما حسبما كان يعتقد صدام نفسه آنذاك قد لا تؤدي بالضرورة الى نفس النتيجة المتوخاة، وهكذا شب أبنيه وهم قساة القلب يسفكون الدم بمنتهى البرودة وينتهكون الأعراض غير آبهين لا بأخلاقيات ولا بقيم أجتماعية ولربما كانت قد تظافرت عوامل أخرى في تكوينهم الشخصي كعوامل بيئية وجينية وعامل الثراء والسلطة ونجاح أبوهم المرحلي في السيطرة على العراق ومقدراته ودعمه اللامحدود لهم وأمور أخرى كثيرة محلية وأقليمية ودولية الأمر الذي أدى الى أن يصبحا رمزا للأجرام والتعسف الذين طالا أقرب الناس اليهم.

كانت نظرية العمل بالنسبة اليهم هي أرهاب الآخر وهي مستقاة بشكل أعمى من أبيهم وقد نجحوا لبرهة بسبب ظروف مختلفة غير أن أنكسار طوق الخوف وسقوط نظام صدام جعلهم يستجدون حتى مبيت الليلة عند هذا وذاك، وعندما دنى أجلهم أنفضّ عنهم حتى أقرب الناس أليهم وهو نواف الزيدان ذات الرجل الذين كانوا يغدقون عليه بالكثير من قبل وقد يكون هو الذي باعهم بثمن بخس وهي نهاية طبيعية ومنطقية لأياد ملطخة بالدماء " وبروفايل" مليىء بكل ماهو مشين.

لقد كان صدام طيلة فترة حكمه يزرع الشر؛ مع ولديه؛  فعليه الآن أن يحصد العاصفة، وعليه قبل أن تجتثه العاصفة أن يدفع ثمن رصاصات قتل ولديه، وعليه أيضا ألا يقيم مراسيم سورة الفاتحة مثلما كان يفعل مع العراقيين أيام عصر الأرهاب الذي أجاد هو ونجليه في جعله عهدا للجريمة بالجملة بحيث زرعوا أرض العراق مقابر جماعية بدلا من أن يزرعوه بالورود.



[email protected]



#أبراهيم_القريشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرخة الضمير وحكم التاريخ رسالة من القلب الى الصحاف
- عراقيات من ذاك الصوب
- عراقيات من ذاك الصوب مفاتيح بغداد و- ساسوكيات- صحيفة الأسبوع ...


المزيد.....




- من زاوية جديدة.. شاهد لحظة تحطم طائرة شحن في ليتوانيا وتحوله ...
- أنجلينا جولي توضح لماذا لا يحب بعض أولادها الأضواء
- مسؤول لبناني لـCNN: إعلان وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرا ...
- أحرزت -تقدمًا كبيرًا-.. بيان فرنسي حول وضع محادثات وقف إطلاق ...
- هجوم صاروخي روسي على خاركيف يوقع 23 جريحا على الأقل
- -يقعن ضحايا لأنهن نساء-.. أرقام صادمة للعنف المنزلي بألمانيا ...
- كيف فرض حزب الله معادلة ردع ضد إسرائيل؟
- محام دولي يكشف عن دور الموساد في اضطرابات أمستردام
- -توجه المحلّقة بشكل مباشر نحوها-.. حزب الله يعرض مشاهد من اس ...
- بعد -أوريشنيك-.. نظرة مختلفة إلى بوتين من الولايات المتحدة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أبراهيم القريشي - ترى من سيدفع ثمن رصاصات قتل عدي وقصي؟؟!!!