أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري المرادي - إلى متابع،، عن - عدي وقصي















المزيد.....

إلى متابع،، عن - عدي وقصي


نوري المرادي

الحوار المتمدن-العدد: 545 - 2003 / 7 / 27 - 05:01
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


إلى متابع،، عن (عدي وقصي)

 

د  نوري المرادي

 

وردني من متابع على بريدي الخاص سؤل لي جاء فيه: (( كنت إلى الأمس تدعي أن أعمال التخريب ضد قوات التحالف ليس من فلول النظام ، وها قد سمعنا بآذاننا شريط فديو من جماعة مخربين من الأنبار يتوعدون قوات التحالف بسبب مقتل قصي وعدي، ويقولون  أنهم من فدائيي صدام. فما هو تعليقك ؟ لماذا لم تعلق حتى الآن على مقتل عدي وقصي هل ستسكت مثلما سكت عن المقابر الجماعية؟ هل تعلم أن مقاومتك ستنتهي؟ ))

وقد جاء سؤال (متابع) مع رغبتي في الحديث عن مقتل الولدين. فحادث مثله لا يفرض السكوت، وإنما التروي حتى تكتمل الصورة. وقد إكتملت الصورة لي اليوم، وليقرأ (متابع) جوابي عليه!

 

أولا: عن الشتم والتشفي

إن القاعدة العرفية تقول: (( لا تمثّل حتى بالكلب العقور)) و: ((وشتم الميت مثلة )). والقاعدة لا تقبل التجزءة. فلن أشتم ولن أتشمت بميت!

وكنت من أشد أعداء عبدالمجيد خوئي، ونشرت عنه مقالا بعنوان: ((إنتفاضة القنادر)) يوم صفعوه حين كان حيا، ثم وحين دخل العراق مع جيش الإحتلال لم أترك مسميا ولم أطلقه عليه. حتى لقد دعوت عليه حرفيا أن: (( يا آل البيت إمسخوا ،،،، فلا يعود بعدها ينتسب إلى معشر البشر )) وحدث أن قتل عبدالمجيد في اليوم الثالث لنشر المقال، وبالشكل غير المعهود كان، فكتبت: (( قتل عدوي عبدالمجيد خوئي، اللهم تغمده برحمتك!)) ومثل هذا سبق وترحمت على السيد مهدي الحكيم رغم أنه مات محكوما بالإعدام جراء عمالته لإسرائيل. كما ترحمت على والده رغم جريمته في إباحة دمنا، وفي تعاونه مع البعث الفاشي عام 1963. ولو قتل عدوي اللدود باقر حكيم، أو أخوه عبدو، أو المجرم السفاح رامسفيلد ورئيسه، أو ذات البرثام كوندوليزا، لترحمت عليهم أيضا. فأمر الموتى لبارئهم، وهو الأحكم غير المحاب.

وللميت على الحي حق الترحم. ولو حالت غصة تركها الميت أو عداوة شديدة، كحالتنا مع عدي وقصي، فلا تقو النفس على الفكاك منها، لو حال هذا دون الترحم، فشتم الميت في عرفي وعرف من أمثلهم ممنوع منعا باتا. ما بالك والشتم ليس من الشجاعة ولا مجلب لفائدة وهو عودة إلى قرون اللعن على المنابر التي نضحك نحن الآن من سخفها.

وأنتهز هذه المقال، لأوصي المقاومين الأبطال، أن يترحموا على من يقتلون من جنود الإحتلال، وإن أمكن فيصلون عليهم كل حسب دينه. فلا يكون الإسكندر المقدوني خير منا، حين قتل كسرى ثم حمله على عربة مطهمة وأعاده إلى طيسفون في موكب حداد.

لذا، فلو حقا قتل عدي وقصي، فلن نشتمهما، نحن الكادر ولا أنا، ولن نشمت، وإنما نطالب بمحكمة لهما عادلة وبكل المعايير. والفرق شاسع بين أن تتعامل مع ميت بريئ أو ميت مدان.

 

ثانيا: عن المقاومة الوطنية

إن مقاومة الأحتلال ليست تخريبا إلا بأعراف خصيان الخليفة مجلس الإمعات والكديان كتبتهم. ومقاومة الإحتلال ليست تخريبا بعرف حزب الله والحبوبي والخميني والفييتناميين والجزائريين وكل الأديان وكل الأعراف بما فيها الأمم المتحدة التي شرعت الإحتلال فشرعت مقاومته. والأمريكان محتلون وليس محررين. وهم أعداء وليس حلفاء اللهم إلا لثلة من الجلاوزة المهتوكين الذين تخلوا عن وطنهم وعرضهم. ولقد قتل المحتلون يوم أمس محموعة عراقيين في سيارة، ولم ينبس ببنت شفة، أي فرد من هؤلاء الجلاوزة ولا الكديان المنتظرين لفتاتهم من الكتبة. وهؤلاء لا يرون بدماء العراقيين شيئا، فلو سفكت فقربان لبول بريمر.

والسؤال الذي كنت أرغب سماع جوابه، هو: أيها الإمعات ويا كتبتهم من الكديان: ما الذي بإعتقادكم ستجنوه حين تسكتون على قتل الأمريكين لأبناء جلدتكم؟!

ومقاومة الإحتلال لا علاقة لها بفلول النظام السابق. وهي وطنية نشأت أول الأمر عفوية وبدأت تنتظم، وتتنوع عملياتها. وإن كان النظام السابق يشترك الآن بجزء من المقاومة، فجزء من كفارة على جزء من جرائمه. ومباح للمقاومين الأبطال أن يستعينوا بجنود النظام السابق أو معاونيه، ممن صحت ضمائرهم. على الأقل فمن باب أن المدعين الحرص على العراق، المعارضة الستة، إستعانوا بقوة هي أشرس من النظام وأكثر دموية منه بمليون مرة. وقنبلتا هيروشيما ونجازاكي شاهدتان، وإبادات فيتنام ولاوس وكمبوديا وصربيا ولبنان والصومال ،،،الخ. فإن إستعان معارضو لندن بوكالة المخابرات المركزية والصهيونية العالمية وقدموا لها العراق على طبق من ذهب. فللمقاومين العراقيين حق الإستعانة بمن يشاؤون.

المهم أن المقاومة ليست مرتبطة برئيس النظام السابق، ولا قرارها بيديه أو يدي ولديه. ولو صدقت مسرحية مقتل الولدين، فالبيت الذي سكنوه، لا يؤهل لإدارة عمليات مقاومة، على الأقل فهو خاضع لأشد المراقبة ومنذ تسليم الصحاف نفسه فيه. أي منذ أكثر من شهر. مثلما لا يستطيع أحد قيادة مقاومة من هكذا بيت مكشوف إلا بواسطة الهاتف النقال أو اللاسلكي. وكلاهما أمر متعذر بحكم حجم أجهزة الإنصات المركبة الآن على كل شبر من أرض العراق ما بالك ومدينة الموصل، التي تذيق الأعداء الموت الزؤام يوما بعد يوم.

وفي قناعتي أن خسائر في صفوف جنود الإحتلال بواقع قتيل واحد باليوم سيكون كثيرا جدا، ولن يتحمله العدو. بينما نرى الآن أن معدل الخسائر، وما يعترف به العدو نفسه، يتعدى الخمسة قتلى ناهيك عن الجرحى والآليات المدمرة.

فإن كان هناك من إبتهاج بقتل الولدين، بسبب قيادتهما للمقاومة، هذا الإبتهاج سيكون مبررا، يوم تعلن المقاومة نفسها تركها للسلاح. وهي قطنة وليقلعها المحتل من إذنه الآلية!!!

إن المقاومة لن تنتهي، ما لم ينته الشعب العراقي. وهذا هو المحال! ومن هنا فليعد الأمريكيون أنفسهم لموت ذريح وجحافل معوقين سيكونون شهادة حية للشعب الأمريكي على ما إقترف قادته الأنجلوصهيون حين زجوا به في أتون العراق إكراما لشارون وحفنة من المازوشيين معارضة لندن.

نكرر: المقاومة لن تنتهي! وليكتب الكديان والمتزلفين لبريمر ما يحسن بأذنه، فلن يغير هذا ممن الأمر شيئا.

 

ثالثا: مقتل الولدين

ولن أكون مجبرا على الرد على كل الدعاوي. بإعتبار أن ردود الجهلة ومستعاري الأسماء معلومة مقدما، ناهيك عن إنني هنا أجادل الحدث كتاريخ فقط.

وأورد مقدما ما جاء اليوم في الأنباء وهو: (( بغداد (رويترز) - عرض مسؤولون من الادارة الامريكية في العراق يوم الجمعة على صحفيين مستقلين جثتين تقول واشنطن انها واثقة انهما لابني الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وقال اندرو مارشال مراسل رويترز من مشرحة عسكرية امريكية مقامة في خيمة بمطار بغداد الدولي عرض علي جثتين ويبدو انهما لعدي وقصي. ويقول مسؤولون امريكيون انهم واثقون ان جنودهم قتلوا ابني صدام المكروهين في هجوم بالصواريخ على فيلا بمدينة الموصل الشمالية يوم الثلاثاء الماضي وهم حريصون على اقناع العراقيين بانه ما من سبب يدعوهم للخوف من النظام الحاكم السابق لكن كثيرين من العراقيين قالوا انهم غير مقتنعين رغم مشاهدتهم صور الجثتين ))

و: ((بغداد، بي بي سي، ويقول الأمريكيون إن بعض الرتوش أُدخلت على معالم وجهي القتيلين اللذين أُصيب كل منهما بأكثر من عشرين رصاصة. كما أُرسلت عينات من أنسجة الجثتين إلى واشنطن لإجراء الاختبارات على مكوناتها الوراثية، وقد سُمح للصحفيين بمشاهدة قضيب معدني يقول الجراحون إنه ثُبت في أحد ساقي عدي بعد أن أُصيب إصابة خطيرة في محاولة الاغتيال التي تعرض لها عام 1996 ))

و: (( إيلاف: بغداد- اعلن مسؤول عسكري اميركي ان جثتي عدي وقصي صدام حسين خضتعا لعملية ترميم قبل عرضها اليوم على الصحافة العالمية في مطار بغداد الدولي. وقال المسؤول لمجموعة من الصحافيين في مطار بغداد حيث توجد جثتا نجلي الرئيس العراقي السابق "تم اجراء عملية ترميم للوجهين لكي يشبها ما كانا عليه اثناء حياتهما قدر الامكان". وكانت قد سجلت ردود فعل مختلفة بين سكان بغداد بعد نشر الادارة الاميركية الخميس صور الجثت، فبعضهم ابدى شكوكا والبعض الآخر عبر عن ارتياحه ))

والأخبار الثلاثة أعلاه ليست من مراسلي الجزيرة ولا من الأستاذ عبدالباري عطوان ولا من قناة العربية الذين يكرههم المعارضة الستة وكتبتهم، بله من مصادر محترمة(!) لهم ولمجلس الإمعات. وجميع هذه الأخبار تتفق على أن الجثث خضعت لترميم لتبدو مشابهة للصور الأصلية للقتيلين، وأن أمريكا تقول أن الجثتين لقصي وعدي، ومراسل يقول أنهما كما يبدو كذلك. والعراقيون بين متشكك ومصدق، مثلهم مثل المراسل الذي قال (( يبدوا )) ومثلهم مثل الفضائيات التي ما لبثت، بعدما جزمت به سابقا، أن عدلت من صياغة الخبر إلى: (( عرضت القوات الأمريكية صورة لجثتين تقول أنهما لإبني الرئيس المخلوع )).

ولنا الطعون التالية:

1 -  إن عملية تحليل الحمض النووي، سواءً DNA أو RNA لا تستغرق أكثر من خمس دقائق مثلما هي ممكنة على أي جزء من المعني، شعرة من رأسه أو جزءً من بوله. وهي متوفرة في العراق، وهي أيضا متوفرة في مستشفيات الإحتلال الميدانية. وحكمها غير قابل للطعن، بإعتبار نسبة الخطأ الضئيلة فيها التي لا تتعدى واحد على عشرة ألاف. وكان ممكنا بواسطتها البرهنة على أخوة القتيلين وعلى بنوتهما لصدام، وكذلك إثبات بنوة الصبي القتيل لقصي. فلمذا يحجم الإحتلال عن التحليل، أو، حقيقة، لماذا يسكت عن نتائجه؟!

2 -  إن الأدلة مهما كان نوعها تسقط قضائيا إذا خضعت لتلاعب، ما بالك من قبيل الترميم والرتوش على الجثث.

3 - لا أحد من جيش الإحتلال شاهد القتيلين وصورهما قبل الهجوم. وما عند الإحتلال هي صور قديمة، قبل الحرب لابد وخضعت ملامح صاحبيها لتغيير كي يتنقلا ببعض الحرية. والمحتلون ليس لديهم علم الغيب ليرسموا تلك الملامح. والسؤال الآن: هل أخضعت الجثتان لترميم لتشبهان صورة عدي وقصي؟ أم أن صورا لعدي وقصي عدّلت لتتطابق وشكل القتيلين؟!

4 –  مساء يوم 22 تموز تواردت الأخبار عن إحتمال مقتل أو إعتقال عدي وقصي. ثم نشر الخبر مجددا وبشيء من التأكيد، على أن تعرض يوم غد صورا، نشر الخبر في ساعة متأخرة من ليل 22 تموز بتوقيت أوربا، أي صباح 23 تموز بتوقيت العراق. وهذا يعني حتى لو إنتشرت الإخبار بالسرعة ذاتها التي تنتشر بيننا أو تصل إلينا عبر الفضائيات، فالعراقيون أصبحوا يعلمون بمقتل عدي وقصي في الصباح الباكر ليوم 23 تموز. ومن هنا فالشريط المنسوب لمنظمة بإسم فدائيي صدام، مفبرك مسبقا، حيث جمع المحتلون بعضا من جلاوزتهم ليتحدثوا فيصوبوا على عصفورين بشريط واحد. يقولوا للناس أن المقاومة هم فدائيو صدام، ويؤكدوا على مقتل الولدين. لكن الشريط أخطا العصفورين، أولا لأنه حدد تاريخ 22 تموز، أي قبل أن يتأكد الحدث وينتشر، ما بالك وهم يدعون أنهم من الأنبار التي تبعد عن الموصل 400 كم، والخبر وصلهم ولم يشهدوه، وثانيا أن ما نقله الفدائيون المصنوعون هؤلاء يختلف كل الإختلاف عن الوقائع العسكرية التي جرت، والتي شرحها الناطق العسكري الأمريكي نفسه.

 5 – بقي الإثبات الأساس في مقتل الولدين، وهو أن ((الأمريكيين يقولون)). وقد قالوا لنا أنهم قتلوا ولدي الشيخ أسامة بن لادن وبعد فترة من إحتلال أفغانستان مساوية لتلك ما بين إحتلال العراق وإعلان مقتل قصي وعدي. مثلما ويا للغرابة، جاء إعلانهم عن مقتل ولدي أسامة بعد فشل حملة تورابورا، وعن مقتل عدي وقصي بعد فشل حملة الأفعى المتسلقة في العراق. وقالوا أن حسن المجيد قتل، وكذبوا أيضا. وقالوا أن صدام قتل، وكذبوا. وقالوا أن صبية منهم حاربت جيشا عراقيا بأكمله وبمسدسها فقط، فأكرمها الأمير الدريع، جراء جبروتها وإبادتها العراقيين، بسيارة رولزرويز ونصف مليون دولار! وتبين أن الخبر كاذب وأن الصبية كسرت رجلها بحادث سير، فأكرمها العراقيون الشرفاء بأن أعادوها إلى أهلها لتتعالج طالما هي لم تسقط بمعركة. فبأي شيء صدقوا سابقا لنصدقهم هذه المرة؟!

6 – وقال الناطق العسكري الأمريكي، وليس الجزيرة ولا القدس العربي، أن عدد الجنود الذين إشتركوا بالهجوم هو 400 (وفدائيو صدام قالوا 300) وهاجموا البيت أربع مرات، وفي كل مرة يحتلون الطابق الأول، ثم ينسحبون. وطلبوا نجدة من مدرعات، قيل أن عددها ناهز العشرين، كما إستنجدوا بطائرات أباتشي، وضربوا البيت بالقنابل والصواريخ وقذائف المدرعات ناهيك عن طلقات الرشاشات الثقيلة والخفيفية، والتي كانت بالألوف حتما. ويقول الناطق أن الهجوم إستمر لست ساعات (بينما فدائيو صدام قالو ثلاث) وسقط للمحتل حسب الناطق خمسة قتلى وثلاثين جريحا.

ومن في البيت أربعة. إثنين ترك، المعوق عدي، وإبن قصي ذو الرابعة عشر فقط. إذن فالباقي إثنان, وأخذا على حين غرة، وكانا محصورين في الطابق الثاني من المنزل الذي إحتل المهاجمون طابقيه الأول والثالث وتم إنزال على سطحه. وكون الأربعة محصورين بين ستة جدران، فالضغط الناتج من إنفجار أول قذيفة (صاروخ، هاون، اربي جي، دانة مدفع) كفيل بموتهم حالا.

ربما! والله أعلم! وكل شيء جائز في هذه الأيام، وقد علمتنا السينما الأمريكية أن رامبووين إثنين فقط يستطيعان حقا مقاومة جيش من قبيل الذي صده قصي وحارسه. لكنها قصة مهتوكة أساسا، كون أمريكا وكتبتها ما فتئأت تدعي بأن أولاد صدام مثله جبناء وهم الآن خائفون ومختبأون كالجرذان في الأنفاق.

وهل قتل الولدان حقا، وفي هذا البيت بالذات، وفي هذه العملية وبهذا الشكل،، أم أن واضع سيناريو هذه المسرحية متأثر بخرافات بطولات داود وقادة إبنه سليمان، وبطولات رامبو؟ لكن رامبو ذاته لم يعد ذا سوق، ومنذ هاجم فتية صغار قباطنة وحراس طائرات ضربة 11 أيلول!

فمن المحق إذن، المواطن العراقي البسيط الذي يضحك بدخيلته على هكذا قصة، أم كتبة المعارضة الستة ومجلس الإمعات، الذين صدقوا الخبر لأنهم أصلا بحاجة إلى تصديقه؟! أم صدق من إفترض أن هكذا مسرحية ستخفف من الكابوس الجاثم على بلير وبوش ورئيس وزراء أستراليا؟

وإن صدق الحدث وقتل الولدان بهذا الشكل، فهذا ليس له من معنى آخر سوى أنهما عاشا كوحشين مجرمين وماتا كإنسانين شجاعين. وإن كذب الحدث فلماذ أخرجت مسرحية مقتلهما بهذا الشكل؟؟؟ ولماذا لا نتعامل مع الحدث بالطريقة العراقية التقليدية وهي أن نجر بريمر إلى حضرة سيدنا العباس أبوفاضل ليحلف على مصداقية ما يدعيه؟؟

 

رابعا: الإستحقاقات

أوكي!

لنعتبر إني تخيلت، وإن الولدين قتلا حقا، وأن فرح المعارضة الستة ومجلس الإمعات مبرر، وهم وكتبتهم المحقون، وغيرهم مخطئون.

لكن هذا يضع هؤلاء الفرحين أمام إستحقاق عظيم، سيبكون لأجله، أو يتمنون أن تكون قصة مقتل الولدين مفبركة!!

أي نعم!

فالمعارضة الستة ومجلس الإمعات وكتبتهم، سبق وكرروا مرارا قائلين أنهم ضد الإحتلال، وأنهم سيقاوموه. وهم الآن مع التحالف (الإحتلال) إنما خوف أن يعود النظام السابق إلى الحكم. فإن تأكد لهم أن النظام السابق لن يعود كما أكدوا مرارا، فسيهبون ضد المحتل ويطردوه! 

والنظام، لن يعود، وقد قتل ولداه – وريثاه على العرش.

وهو أصلا لن يعود إلا حين تفرض الأحداث على المحتل الإستنجاد به ليخلصه من يد المقاومين. خصوصا والمعارضة الستة ومجلس الأمعات أصلا لا دور لهم، وقد تركوا الأمر ما بين الغزاة والنظام.

المهم الآن، أن النظام لن يعود، والإستحقاق الوحيد الآن هو أن يفي مجلس الإمعات والمعارضة الستة بما تعهدوه، وهو مقاومة الإحتلال!

فهل سيفون بتعهدهم، أم أن مقتل عدوهم الذي كان يوحدهم (خوفا وطمعا) سيذكي بينهم التآمر والعداوات؟!

 



#نوري_المرادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأخ الفاضل الإمام مقتدى الصدر
- إقضها، يا مقتدى، فمثلك حاتِم!
- مجلس الإمعات الذي سجد، أغريقيا، لبريمر!
- مع الأحداث!! (4)
- يمرق عباب الدار يجبر خاطِري،، وعل القليل يقول كلمة مرحبا
- فتوى حكيم صهيون الجديدة!
- اللبراليون العراقيون،، الجناح المنبوذ حتى من شهود يهوى!!
- أيها السياسيون،، راجعوا النفس قبل الفوات!
- بدأوا يتفاضحون،، لماذا؟!
- مرافعة أمام قاضي الحدود!!
- أرشيف المقاومة الوطنية العراقية
- رسالة وردودها
- نكبة البرامكة الستة
- ثأر السبي البابلي والمكارثية القادمة!
- مع الطُخا !!
- التذابل
- يا عمال العالم،،، صلّوا على النبي!
- أيها الحوزويون،، حاط العباس أبوفاضل ويّاكم!
- عبدالخالق حسين، يدعوكم!
- لا للإحتلال! عراق حر وشعب سيّد!


المزيد.....




- بالصور..هكذا يبدو حفل زفاف سعودي من منظور -عين الطائر-
- فيديو يرصد السرعة الفائقة لحظة ضرب صاروخ MIRV الروسي بأوكران ...
- مسؤول يكشف المقابل الروسي المقدّم لكوريا الشمالية لإرسال جنو ...
- دعوى قضائية ضد الروائي كمال داود.. ماذا جاء فيها؟
- البنتاغون: مركبة صينية متعددة الاستخدام تثير القلق
- ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد ...
- بوتين يحيّد القيادة البريطانية بصاروخه الجديد
- مصر.. إصابة العشرات بحادث سير
- مراسل RT: غارات عنيفة تستهدف مدينة صور في جنوب لبنان (فيديو) ...
- الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في -المص ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري المرادي - إلى متابع،، عن - عدي وقصي