لست بصدد كتابة رد على المقالة الموقعة باسم فاضل الربيعي والتي هاجم فيها طلال سلمان صاحب جريدة "السفير" اللبنانية و أورد فيها اسمي مع صفة ( الماركسي سابقا والقومي حاليا .. يا لعقلية المخابرات المتأصلة !) لأنني ارتكبت جريمة النشر في هذه الجريدة بل أريد أن أوجه عدة تساؤلات لنعرف من هو هذا الرجل ؟
هل هو فاضل الربيعي الكاتب والباحث في التراث ، وعضو الوفد الذي قاده العاهة السياسية المعروف جبار الكبيسي قبيل العدوان على العراق إلى بغداد والذي اجتمع بالمجرم عزة الدوري الذي وعهدهم ببرلمان من بيض اللقلق وديموقراطية نمرة صفر وشاهدناه هو والكبيسي وشخصين آخرين لا يحضرني اسماهما على فضائية النظام الشمولي الدموي وهو يصفر ويخضر ويحمر ويسبح بحمد صدام وأزلامه ؟
هل هو فاضل الربيعي الذي استعمله الكبيسي كمجرد خرقة سياسية لإعطاء طابع غير طائفي لوفده الخائب على أساس أن هذه "النمونة " من الشيعية التي أصبح أحد ممثليها في مجلس بريمر أحمد الجلبي ما غيرو ؟
هل هو الربيعي الذي طالما دافع عن نظام صدام وحروبه ومجازره ووصفه بالنظام الوطني والمتصدي للإمبريالية والصهيونية ؟
هل هو فاضل الربيعي الذي تصادم مع المفكر العراقي الراحل هادي العلوي في سوريا خلال تأبين الشهيد أبو جهاد حين أعتبر في خطابه أن حرب قادسية صدام أشرف المعارك وأنبلها وإن من يقف ضدها عميل ومأجور للمجوس فما كان من الراحل العلوي إلا أن فضحه وبصق في وجهه أمام الحضور ؟
هل هو فاضل الربيعي مؤسس منظمة الدفاع عن المجتمع المدني والتي لا تظم غير عضوين هو واحد أفراد أسرته ؟
هل هو فاضل الربيعي الذي نعرفه وقد هاجمناه في أكثر من خمس مناسبات بسبب مواقفه المستخذية للنظام الدموي ولعصابة الكبيسي جبار أم إنه فاضل ربيعي آخر ؟
ما يرجح كونه فاضل الربيعي تبع جبار الكبيسي وباقر الصراف وبقية الجوقة المبشرة بالعار هو أن مقاله مذيل باسم البلد الذي يقيم فيه " هولندة ".. وأيضا الأسلوب في الكتابة يشبه أسلوبه .
ولكن هل يمكن لشخص كهذا الشخص أن ينقلب ( رأسا على عقب ) ويتحول من أقصى يمين صدام إلى أقصى شمال أحمد الجلب فيدافع عن مجلس بريمر للحكم الانتقالي الطائفي العنصري ؟ ويتذكر أن في العراق مقابر جماعية تركها صدام وعصابته المجرمة ؟
حقيقة ، لا يمكن أن نجد مثالا على العهر السياسي وانعدام الخلق والضمير كمثال فاضل الربيعي هذا !!
وحقيقة ، إن المرء قد يشعر ببعض الاحترام لبعض البعثيين الذين ظلوا أوفياء لفكرهم وقياداتهم المجرمة كمظفر الأعظمي في العراق ومحمد المسفر في "العمارات " العربية المتحدة مثلا ، ولكنه لن يشعر إلا بالاحتقار والازدراء نحو أولئك الذين قلبوا القبوط وتحولوا فجأة من صداميين إلى جلبيين .. وفاضل الربيعي يصلح ليكون أنموذجا مجللا بالخزي والشنار لكل هؤلاء ..