أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - المثلث السني














المزيد.....

المثلث السني


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 545 - 2003 / 7 / 27 - 04:58
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



          لم يكن يدور في بال مراسل قناة أبو ظبي ( جاسم العزاوي ) أنه يستطيع تمرير عبارة تدعو للتفرقة الطائفية والمناطقية في العراق .
لم يكن يتوقع هذا النجاح في دس السم في هواء  أهل العراق بقصد إيذاء شعب العراق وأحداث الشروخ الوطنية بين أهله بتداوله عبارة ( المثلث السني ) .
هذه العبارة المبهمة والغامضة والمقيتة رددها هذا الشخص ومن وراءه قناة أبو ظبي الرسمية  التي انساقت في منزلق خطير في الإساءة لشعب العراق وفق حسابات لها خصوصيتها .
المثلث السني عبارة لم تكن متداولة لافي أعلام المعارضة ولافي الثقافة الدينية والسياسية العراقية ، وهي تشير الى المنطقة الغربية من العراق .
          وأذا تمعنا بالعبارة سنجد أنها لاتمثل مثلث قطعاً ، ولا تشير الى منطقة تخالف ما يريده العراق ، وأهلها لا يقفون بالضد من تطلعات وطموحات شعب العراق .
الا أن ما يدعو الى الأسف أن يتم تداول هذه الكلمة التي تحيطها المعاني الطائفية والقبلية التي عافها العراقيون منذ قرون ، ولم يعد لها أي تأثير أو وقع في الفعل العراقي .
لم يكن العراق سوى البلد المتوحد بأهله من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب ، ولم يكن العراق سوى المسلم السني والشيعي والمسيحي الأرثوذكسي والأرمني والبروتستانتي والصابئي المندائي واليهودي والأيزيدي  ، ولم يكن العراق سوى عربه وأكراده وتركمانه والآشوري  وبقية القوميات الأخرى .
        لم  تكن المنطقة الغربية الا جزء من أجزاء العراق ومن تاريخ العراق ومن نضال العراق وكفاحه الوطني ، وستبقى المنطقة الغربية أسوة بكل مناطق العراق ، أعضاء الجسد العراقي المهمة والحيوية والمتفاعلة مع حركة تطور المجتمع العراقي  .
        لم يكن العراق مثلثات ولامربعات ولادوائرفهذه مجرد أوهام ساذجة في عقول مريضة ومغرضة  ، ولايمكن أن تنطلي اللعبة الخبيثة التي تحاول بعض الدوائر العربية والأجنبية أن تلعبها في العراق .
المثلث السني لايقابله المثلث الشيعي والمثلث  المسيحي أو الأيزيدي ، يقينا أن انطلاء العبارة على بعض في التداول اليومي للأحداث يشكل علامة ضارة ونقطة يسجلها أعداء العراق لصالحهم ، مما يدعونا لليقظة والحذر من تمرير سمومهم وأغراضهم الخبيثة .
لقد كانت ثورة العشرين عراقية وجميع الانتفاضات التي حدثت في العراق كانت عراقية ، كما أن ثورة 14 تموز 1958 كانت عراقية ، وكانت الحركة المسلحة في كردستان بقيادة المناضل المرحوم مصطفى البارزاني عراقية وكانت حركة الأهوار عراقية ، وكان شهداء العراق الذين دفنهم الطاغية أو من تم ذبحهم واغتيالهم وإعدامهم كلهم عراقيون ، ومجلس الحكم المؤقت عراقياً ، فعلى أي أساس يراهن من يريد تجزئة العراق الى مثلثات .
أن ما يزيد الأمر انتباها ورود فقرة ضمن استمارة التطوع التي توزعها قوات التحالف على العراقيين تتضمن ( المذهب ) وهي عبارة لم تكن مستعملة في العراق الا حين تسلط الطاغية على رقابنا  ، وهي نفس الاستمارات التي تعتمدها بعض دويلات الخليج .
           لم يكن أحد يشير الى منطقة سكن  الشهداء ولا الى مدن قيادات الحركة السياسية الوطنية في العراق ، ولم يكن ينتبه الى تغليب مدينة على أخرى حتى حل الوباء الصدامي في العراق ، فأدخل في عراقنا مفاهيم التفرقة الطائفية والنزعات العشائرية والولاء المناطقي ، وها قد كنست الناس والتاريخ  نظام صدام وصار في مزبلة التاريخ مع كل مفاهيمه وقيمه الدخيلة والهجينة .
فهل يمكن لتوجه مسموم مثل هذا الذي يأتي على لسان قناة أبو ظبي ؟؟  التي كشفت عن نيتها وأغراضها ضد شعب العراق وفتح أبوابها كمحطة للمخابرات العراقية الصدامية مستغلة حالة التبعثر والظروف الاستثنائية التي يمر بها العراق ، ليطلق مراسلها جاسم العزاوي عبارته الصدامية المكررة المستلة من قاموس السلطة العفن  ومخططها  ( المثلث السني ) .
أحذروا تكرار هذه العبارة التي تريد أن تلطخ وجه العراق الجميل ، وتريد زيادة الجرح الحاصل في الجسد العراقي ، وأحداث شروخ فيه .
العراق واحد لا يقبل القسمة ولا يتقبل المثلثات الطائفية التي يريدون أن يفرضوها عليه .

 



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقول لمن يشتمون العراق أن الله معنا
- يمهل ولايهمل
- صفقة أم صدفة ؟؟
- بيان انسحاب من جمعية الحقوقيين العراقيين في لندن
- رداً على بيان جمعية الحقوقيين في لندن
- قرارات مجلس الحكم الانتقالي قانونية وصحيحة
- متى ترحل السلطات الإقطاعية العربية ؟
- الأيزيدية في ضمير من يرسم الدستور والقوانين في العراق
- أيام الثقافة العراقية التي أقامها نادي 14 تموز الديمقراطي ال ...
- مهرجان للحزن ومهرجان للفرح
- الصحاف يدافع عن نفسه
- مطالبة التحالف بالرحيل سذاجة أم تكتيك سياسي ؟
- بلى يستقيم العراق بدون الدكتاتور
- الحاجة الى نصوص قانونية تحكم السطوالثقافي والتعدي على حقوق ا ...
- أنصاف المسفرين والأكراد الفيلية واليهود العراقيين
- لنساهم جميعاً في أعادة رسم وجه العراق الجميل
- هروب المتهم قرينة على صحة التهمة
- الموت القانوني
- المنطق بالمقلوب
- شهداء العراق عنوان الخلاص ومعارضة السلطة البائدة


المزيد.....




- هدنة بين السنة والشيعة في باكستان بعد أعمال عنف أودت بحياة أ ...
- المتحدث باسم نتنياهو لـCNN: الحكومة الإسرائيلية تصوت غدًا عل ...
- -تأثيره كارثي-.. ماهو مخدر المشروم المضبوط في مصر؟
- صواريخ باليستية وقنابل أميركية.. إعلان روسي عن مواجهات عسكري ...
- تفاؤل مشوب بالحذر بشأن -اتفاق ثلاثي المراحل- محتمل بين إسرائ ...
- بعد التصعيد مع حزب الله.. لماذا تدرس إسرائيل وقف القتال في ل ...
- برلماني أوكراني يكشف كيف تخفي الولايات المتحدة مشاركتها في ا ...
- سياسي فرنسي يدعو إلى الاحتجاج على احتمال إرسال قوات أوروبية ...
- -تدمير ميركافا وإيقاع قتلى وجرحى-.. -حزب الله- ينفذ 8 عمليات ...
- شولتس يعد بمواصلة دعم أوكرانيا إذا فاز في الانتخابات


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - المثلث السني