الكونفيدرالية الديموقراطية للشغل بين المحافظة على التقدمية، واستهداف اليمين المتطرف.....28

محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1818 - 2007 / 2 / 6 - 12:54
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

إهداء

• إلى كل الذين لازالوا يرصدون خفافيش الظلام، ويسعون الى إشاعة الأنوار في نسيج المجتمع المغربي.
• إلى كل المناضلين الشرفاء، الذين تمثلوا خطورة زحف جحافل الظلام.
• إلى المناضلين النقابيين، الذين لا يرون بديلا لفكر الطبقة العاملة سلاحا لمناهضة الفكر الظلامي في الإطارات النقابية.
• إلى مناضلي ك.د.ش. الذين يقيمون سدا منيعا بينهم، وبين عناصر إنتاج الظلام.
• إلى روح شهيد الطبقة العاملة: الشهيد عمر بنجلون، الذي استهدفته عناصر الظلام.
• من أجل نقابة بلا ظلاميين.
• من أجل فكر علمي رائد، يسود في صفوف الشغيلة المغربية.
• من أجل مجتمع بلا وصاية ظلامية.
• أقدم هذه القراءة للممارسة الكونفيدرالية.



دلالة التقدمية ودلالة اليمين المتطرف.....10

7) دور التقدمية في فرض استقلالية التنظيمات المختلفة، إلا أن التنظيمات، عندما لا تكون مستقلة، تكون بيروقراطية، أو تابعة، أو جزءا لا يتجزأ من تنظيم آخر، وهو ما يجعلها غير قادرة على تجاوز تلك الجهة، والتحرر منها، بل لا تستطيع فعل أي شيء، إلا بإرادتها. والتنظيم عندما يكون تقدميا، يتجاوز كل الأمراض التنظيمية، ويضع حدا للأمراض التنظيمية، ويضع حدا للأمراض الناتجة عن تبعية النقابة لشخص معين، أو لحزب معين، يفرض إرادة المنخرطين في ذلك التنظيم، في التقرير، والتنفيذ، انطلاقا من المبادئ، والضوابط المنصوص عليها في القانون الأساسي، والنظام الداخلي الخاص بكل تنظيم. وبذلك يكون التنظيم مستقلا، وممارسا لاستقلاليته في صياغة مطالبه المرحلية, واختيار أهدافه الإستراتيجية, وفي وضع برنامجه النضالي, وتختلف الاستقلالية المنشودة في الممارسة التنظيمية من تنظيم لآخر، حسب طبيعة ذلك التنظيم. فهي في:

ا ـ التنظيم النقابي تعني إتاحة الفرصة أمام الشغيلة ذات التوجهات، والإيديولوجيات المختلفة، المنخرطة في نقابة معينة، في ممارسة حقها، في التقرير، والتنفيذ، دون إملاء من القائد النقابي، ودون توجيه من حزب معين، ودون انتظار لشروط معينة، ينسجها الحاكمون؛ لأن الشغيلة الممارسة للعمل النقابي، المتعاطي جدلا مع الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، هي وحدها التي تدرس ذلك الواقع، وتسعى إلى تقييم وضعها، وتقرير ماذا تفعل، فيما يخص إعادة هيكلة التنظيم, وصياغة المقررات، واتخاذ القرارات المتناسبة مع وضع الشغيلة المادية، والمعنوية, ومع حركة الواقع, ومتطلبات الحياة، وبكامل الحرية. ورغما عن بيروقراطية القائد النقابي، أو حرصه على تبعية النقابة للحزب، ورغما عن بيروقراطية القائد النقابي، أو حرصه على تبعية النقابة للحزب، أو اعتبار النقابة جزءا لا يتجزأ منه. وهذه الممارسة المستقلة، لا تتم إلا إذا كانت التقدمية جزءا لا يتجزأ من الممارسة اليومية للشغيلة المنضوية تحت لواء النقابة، التي تصير مستقلة قولا وعملا.

ب ـ التنظيم الجمعوي، الذي يستحضر إرادة المنخرطين فيه، الذين يملكون وحدهم الحق في اختيار المكتب المسير، واختيار البرنامج الجمعوي. ويساهمون في تشكيل الأجهزة المختلفة للتنظيم، وفي تنفيذ القرارات، بعيدا عن إرادة القائد، والمكتب التنفيذي، الذي يجب عليه أن يحترم إرادة المنخرطين, وأن يسعى إلى تحقيق الأهداف التي يسطرها التنظيم الجمعوي, وبعيدا عن توجيه حزبي معين يسعى إلى السيطرة على ممارسة التنظيم الجمعوي، لحسابات حزبية ضيقة. وبذلك تتصرف الجمعية بناء على ما هو متفق عليه في القوانين الأساسية، والداخلية، التي تعتبر وحدها المرجع الذي يتم الاحتكام إليه، وصولا إلى تحقيق أهداف التنظيم الثقافية، أو التربوية، أو التنموية، في جعل التنظيم يمارس استقلاليته الكاملة، بعيدا عن كل الجهات المؤثرة، مهما كانت.

ج ـ التنظيم الحزبي، الذي يجعلنا نطرح السؤال:

هل يمكن الحديث عن الاستقلالية في الحزب؟

إننا لا يمكن أن نجد حزبا معينا، يضمن أبدية الاستقلالية, إلا أننا يمكن أن نقول إن الحزب التقدمي، هو الحزب الذي يستحضر احترام إرادة مناضليه، المقتنعين بإيديولوجية معينة، وبخط سياسي معين, وبتصور تنظيمي معين، ويمكنهم من اتخاذ القرارات المتناسبة مع تلك الإيديولوجية، والخط السياسي، بعيدا عن توجيه القائد الحزبي، الذي عليه أن يلتزم بتلك القرارات, وأن يصرفها على المستوى السياسي، بعيدا عن توجيه حزب آخر، مهما كان، أو مجموعة من الأحزاب، مهما كانت، أو توجيه نقابة معينة، مهما كان تأثيرها في الساحة، أو جمعية معينة، كيفما كان إشعاعها، وبعيدا أيضا عن تأثير الطبقة الحاكمة، التي تعتبر المعنية بالتدخل في شون الأحزاب، بما في ذلك محاصرتها ماديا، وإعلاميا.

وبدون التقدمية، لا تستطيع التنظيمات المختلفة ممارسة استقلاليتها، والحفاظ على مكانتها المستقلة، بين التنظيمات، إلا في حالة تكوين إطار تنسيقي، أو جبهوي، فيما بين التنظيمات المتقاربة على مستوى البرامج، والأهداف, وحين ذاك فللتنظيم كامل الحرية في الانخراط في التنسيق، أو عدم الانخراط فيه، ومن منطلق الاستقلالية عن باقي التنظيمات.

#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات