أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تيسير عبدالجبار الآلوسي - التيار الصدري: مخاطر المراهقة السياسية!؟















المزيد.....

التيار الصدري: مخاطر المراهقة السياسية!؟


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 1818 - 2007 / 2 / 6 - 12:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



ظهرت في الساحة العراقية بُعَيْد العام 2003 كثرة كاثرة من الأحزاب والتيارات السياسية بين الاستجابة الانعكاسية لضغط زمن الاستلاب والمصادرة وقسوته وبين محاولة التعبير البدائية عن أنفاس الحرية في ظل الأجواء الجديدة وبين تصنيع بدفع من قوى بعينها إقليمية منها ودولية هذا من جهة وبين جهة أخرى تمثلت في عودة الروح لعديد من الأحزاب التاريخية الراسخة الجذور عندما اندفعت الجماهير صوب مكاتبها ومراكزها بكثافة متطلعة لإجابتها عن طبيعة الخطوة التالية؟
ولأن الساحة العراقية كانت مرضت وتشوهت عقودا طويلة فإنَّ من بين الأمور التي تكشفت سريعا حالة ذهول جمهور واسع أغلبه من ذياك الذي تربى في ظل نظام منع عنه أية معلومة موضوعية صحيحة وأجرى عليه غسيلا فكريا سياسيا وتشويها أخلاقيا بالمعنى الواسع للمصطلح.. وقد استغلت القوى الإقليمية هذه الحقيقة في مسابقة مع الزمن والمتغيرات مستثمرة كل طاقاتها المالية والتنظيمية والمخابراتية التعبوية فضلا عن الأرضية الدينية المشوهة القائمة على تعتيم خطير على قراءة صحيحة لمفهوم المظلومية ولقضية الشعائر والطقوس الدينية وآلية ممارستها...
فكانت جملة هذه الأسباب بما لديها من تخريبات من مخلفات زمن طغيان الدكتاتورية ومن قوة اندفاع إقليمي منظم يتوافر على أبعد فرص الدعم اللوجيستي، كانت كافية لمدخل آخر من أنفاق الظلمة السوداء التي وضعت العراق في أتون محرقة جديدة بسطوة آله جهنمية لعذابات شعب مبتلى.. وكانت لعبة استغلال فكرة المرجعية وأمر السيد لتسطو على أذهان كثيرة.
إنَّ أيَّ مواطن عراقي يدلّك اليوم على معنى مطحنة الآلة الجهنمية الجديدة فور سؤالك له عنها؛ لأنه الوحيد الذي صار ضحيتها اليوم وهو الوحيد الذي بقي في تماس مباشر ولحظة بلحظة بتهديداتها وجرائمها.. وهي ليست سوى متعلقات تسييس الدين وخلط الأوراق× حيث تجد تلك الآلة وسطوتها عائدة إلى:
1. استغلال اسم المرجعيات زورا وبهتانا وأخطر الأمثلة ما جرى في الانتخابات...
2. استغلال الخطاب الديني لتحقيق مستهدفات سياسية بحتة مثل لغة التكفير ومن ثمَّ إهدار الدم..
3. استغلال المقدس السماوي لحكم مَن في الأرض وما عليها بآليات تنفـِّذ مطامح دنيوية محضة...
4. تحريف الدين وتفسيره وقراءته بطريقة تصب في مصالح سياسية حزبية ضيقة..
5. استغلال الطقوس والشعائر الدينية وتوظيفها قسرا في اتجاه سياسي خاص بجهة بعينها..
6. إلغاء مرجعية الدين في أهم نصوصه المقدسة والاكتفاء بقراءات مذهبية بله طائفية مرضية...
7. إباحة العنف المسلح والهمجية الدموية بذرائع باتت مفضوحة اليوم منها ذاك التضليل عبر استغلال فكرة الجهاد والتغرير بمن لا يفقه صحيح التفسير والقراءة!!

وهكذا توزعت مسؤوليات تيار الأسلمة السياسي بين فرقاء وتيارات متعددة كل ينهض بدور بعينه ويحتوي فئة اجتماعية بعينها.. ويهمنا بالتحديد هنا التركيز على خطاب ما سمِّي "التيار الصدري" وهو تيار يعود لمرجعية معروفة في فقهها وفلسفتها وتوجهاتها بشأن الإجابة الفكرية النظرية لإشكالات عقدية وفي أمور إجرائية من مثل التمسك بعربية المرجعية للمذهب أو الطائفة والحركية السياسية لتلك المرجعية [الناطقة]...
ولأن بناء مثل هذا التيار التزم المرجعية شخصا ممثلة في سلالة العائلة الصدرية لأسباب تعود لبنية القراءة الفكرية للتوجه فقد لجأ عدد من قادة التيار إلى الشاب الذي لم يكمل بعد دراسته في الحوزة وعاد [قادة] التيار ليتحدثوا بلغة التبعية المطلقة للسيد المرجع وهو القائد وإن لم يكن [الضرورة] إلا أنه يظل القائد المبجل الذي لا يدانى ويالسخرية الزمن أن يستبدل أولئك [القادة] القائد الضرورة الجاهل بالقائد الجديد المراهق الذي لم يكمل دراسة. وما الفرق والقائد الجديد يفتي في حرمة كرة القدم وفي أمور شبيهة ليتفتق لنا منه الحل في أزمات العراق الجديد!؟
ويالسخرية قدرنا نحن العراقيين ومن يسمون أنفسهم قادة تيار كبير يتمسحون بصبي لم يكمل مدرسته قائدا مفكرا وكأنَّ العراق خلا من المفكرين والعقلاء... هل تاهت الألباب وضلت الطريق حتى لم تجد مرجعا أو مفكرا أو عاقلا أو دارسا حتى تلتجئ لمراهق كي يقود المسيرة في أعقد ظروفها؟ سبحان الله وقد لجأنا إلى زعران السياسة ليكونوا قادة البلد الذي يجول آلاف من مفكريه المنافي مكفَّرين مطاردين مهدوري الدم مستباحي الحياة!!
ألا يستحي امرؤ لشيبته وهو يتمسح بصغير ليقوده؟ ألا يستحي امرؤ وهو يتحدث عن قائد مفبرك بصفاقة، لمجرد كونه من نسل عالم جليل! ألا يهين بهذا السلوك كل علم جده؟ ألا يسخر من مكانة العالم الجليل الذي أنجبه؟ ألم يبق عاقل ينطق بحق في زمن الضلال والظلام والجهالة؟؟!!!!!!!!!!!!؟
أليس من جنون زمننا أن نتحدث عن تيار يقف خلف هذا الصبي؟ ويتحدثون عن مكانة لهذا التيار؟ ويتحدثون عن سطوة له ودراية ومهابة؟؟ هل سيكون لعالِم منّا (أو مفكر أو حتى إنسان بسيط سويّ) أن يكون له وجه ومجلس مع بشر أسوياء ونحن نعمِّد قائدا من صبياننا علينا!!! استحوا أيها القوم واخجلوا من بقايا ضمير وغيرة وكرامة إنسان.. فلم ينضب العراق من نسائه ورجاله ليكون المراهقون والزعران قادة لبلد العشرة آلاف عام من الحضارة والعلم والتنوير؟؟
أليس من سبب مفضوح ليكون ما يُسمى جيش المهدي سيد الشارع؟ وهل بقي للشارع العراقي غير الصيَّع وحثالة القوم ليتحكموا فيه بعد أن كان من يخطئ ممن هم بعمر الصبي القائد يضربه بكف أول رجل يلاقيه ليعيده لرشده ولصواب السلوك!؟؟؟ أتتركون قياد البلاد بأيدي لم تعمدها مناجل زرع أو مطارق صناعة ولا حتى مسكة ريشة لا قلم؟ أتتركون البلاد بأيدي من باع أخته وأمه وزوجه وابنته وكل امرأة وحتى رجل لمن دسَّ في يده حلوى الترغيب وأنزل على قفاه عصا الترهيب؟
هل يمكن لبلد بحجم العراق تاريخا وجغرافيا، أرضا وبشرا - وطنا وشعبا ليتسيده أولئك الذين لم يكونوا يوما غير قطاع طرق اجتمعوا على هدف السلب والنهب والبيع ببلاش لمن يمرر ألعابهم الصبوية في العبث بأمن الناس ومصائرهم؟؟
وهل سيدير رجل أو امرأة من هكذا تيار وزارة النفط أو الصناعة أو التكنولوجيا أو التربية أو التعليم وهو لا يعرف إلا التسبيح بقيادة ذاك الصبي وانتظار تمرير أمر له أو لسواه؟ ما الذي يعرفه رجل كل قيمه الفكرية محصورة في متى وكيف يقبّل يد الصبي ليحظى برضاه وليكون عضوا مهما في تيار المراهقة السياسية؟

هل يمكن لتيار بهذا التفكير قادته وبنوعية الخليط من السوقة والرعاع والسراق قوام أعضاء جيشه أوميليشياه أو عصابته، هل يمكن لهذا التيار أن يقودنا لبرّ أي برّ ولا نقول برّ أمان وإنقاذ من المحنة؟

ارحموا وطنا حمل وأنجب كبار المشرعين وأصول الأنبياء والمصلحين وعظماء العلوم والمعارف وأفاضل المفكرين وأركان الدنيا وسدنة حضارتها مذ أول صوت ترنم بكلمة وأول قلم خطها.. ارحموا شعب سومر وبابل وأكد وآشور فلا قائمة لنا ونحن بقبضة السيد المراهق أو المراهق السيد...

إنها أسوأ من مراهقة سياسية أنْ لا يجد شعب قادة له من كباره غير صبي لم ينهِ دراسة الحوزة فكيف بنا إذا قلنا المدرسة في زمن لا درس لعلم نبني به ونعيد مجدنا ليس بيته إلا مدارسه المتخصصة... إن شعبنا تقي حريص على معتقده صحيحا ولكنه أيضا من اعتقاده الصائب لا يرى في المراهقة صواب مسيرة بقدر ما يراها سخرية من كرامته وقيمه ومعتقده الحق فلينجوَنَّ من مجون السخرية وجريمتها من يقف وراء أوهام الضلالة والظلام ووراء لعبة خاسرة لا هي في معتقد صحيحة ولا هي في وجود إنساني بصائبة: فماذا يبقينا في فلك الجريمة التي تمتهننا وتستبيحنا وحيواتنا كاملة؟!!؟وهل من عراق ذاك الذي يمضي بأمرة سوقة القوم ورعاعه أم أن السيد قابع في معتكفه لا يدري من هم أتباعه وماذا يفعلون؟!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ولعل هذه الصرخة تدوي في أفئدة من جاء بنواب على اسم شخص قضى وليس من يتحدث باسمه بمستوى قراءة سطر من كتابه فكيف نلحقه به تقديسا لما كان في شخص ليس لنا أن نسمح له بتدنيس ذاك الاسم... واللعب بمصائرنا هل غفلنا عما يدور اليوم ويُبيَّت لنا في غدنا؟ هل ضللنا الطريق؟ ألا نرى ما يجري فينا من عبث بطيش زعران السادية الجدد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وعسانا اتخذنا القرار بعد أنصرنا في قرار الـــ..........



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأستاذ الجامعي العربي وبعض ظروفه المحيطة؟!
- هل توجد تحالفات سرية غير معلنة وراء كواليس المؤسسة الحكومية ...
- ما الثقافة؟ ومن المثقف؟
- مذكرة بشأن الجرائم المرتكبة بحق العقل العراقي من الأساتذة وا ...
- مؤتمر قادة الثقافة والفكر في العراق؟
- من أجل ثقافة لعراق السلم والديموقراطية
- بصراحة؟؟!
- توقعات الأشهر الستة المقبلة في العراق؟
- السيادة والمرجعية بين الشعب والفقيه؟
- ظاهرة استبدال الناس بالنخب السياسية والزعامات الطائفية؟!
- الحزب والناس والديموقراطية والعراق الجديد؟!
- كلمات في رمضان: نمطية العقل بين سلطة الرتابة وسطوة التكرار؟!
- العلم العراقي؟!
- المندائيون بين جذور العراق السومرية وتطلعات الحاضر والمستقبل ...
- الفديرالية بين رؤيتي الإيجاب والسلب؟؟
- المسرحيون العراقيون ومهام المرحلة؟
- العراق بين التغيير المؤمَّل ومطرقتي الإرهاب والطائفية؟
- لوائح التعليم العالي العراقية.. تساؤلات وتطلعات؟
- جيل الريادة في الجامعة العراقية وقرار ينصفهم ويدعم إبداعاتهم ...
- سنديانة الصحافة الشيوعية العراقية تورق في زمن العواصف


المزيد.....




- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...
- “فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور ...
- المقاومة الإسلامية تواصل ضرب تجمعات العدو ومستوطناته
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تيسير عبدالجبار الآلوسي - التيار الصدري: مخاطر المراهقة السياسية!؟