طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.
(Talal Seif)
الحوار المتمدن-العدد: 8420 - 2025 / 7 / 31 - 14:01
المحور:
الادب والفن
من الصعب فى السرد الروائي حتى على مستوى " الفانتزيا " أن تشرعن ما ليس مشروع، وتعقلن ما ليس معقول دون مقابل موضوعي، فلكل حدث مقابل يجعل العقل فى حالة قبول للحركة دون غرائبية أو رفض، لكنه فى رواية روح الله الفضل حبش، استطاع الروائي مجدي نصار ، قولبة أدبيات الكتابة التقليدية المتعارف عليها، فأصبح القمر فى يد روح الله، سردية مقبولة ، والبوح والكشف والماورائيات، من أعمال القلوب التي يقبلها العقل، فى قالب درامي متسارع، اعتمد الأسلوب " التلجرافي" غير المفضل فى السرد الروائي، لكنه من الدهشة أن يستطيع السارد اعتماد هذا الأسلوب بسلاسة ويسر وحلاوة فى آن واحد. ربما لا تمسك داخل الرواية بخيط درامي واضح حتى الوصول إلى قصة الحب، لكنه أيضا من المحير فى ذلك العمل، أنك لا تستطيع الفكاك منه مع البدايات، فالتشويق والإثارة متلازمان بداخله، يدفعانك للمضي فى القراءة ومحاولة فك أسرار ما هو قادم، وكأنك بصدد سيناريو درامي محكم على مستوى الصوت والصورة، ربما كان ارتباط الشخصيات ببعضها ليس واضحا، مما جعل روح وحكايتها هي العمود الفقري للرواية، ولا أعرف تحديدا هل تعد هذه نقيصة فى العمل، أم تعمد من الكاتب؟ الذي يقول فى ذاته: لابد من اليقظة أثناء القراءة، ربما هذه وربما تلك!!! وفى الحالتين لم يكن تأثير الربط بين الشخصيات معيقا للقراءة والتشويق، أما على مستويات التفكيك داخل العمل، فقد جاءت الفقرات جنونية النقلات ، حتى أنك لم تعد تعرف صوت الرواي العليم من صوت الشخصية، بما لا يتنافى مع الاستطراد الممتع، وبما لا يعيق حركة السرد المتدفق السهل السلسل وأيضا تتبع الأحداث دون الحاجة للرجوع لفقرات سابقة، الرواية جاءتني صادمة على كافة مستوياتها الفنية ، من السرد والحبكة والرؤية الفلسفية للحياة، وكانت النهاية غير المتوقعة والمفارقة عبقرية الطرح . رواية روح الله الفضل حبش، للروائي المصري مجدي نصار تستحق القراءة والنقاشات المعمقة.. فمبارك للمكتبة العربية مثل تلك النصوص
#طلال_سيف (هاشتاغ)
Talal_Seif#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟