أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سميرة الوردي - قصة النسبة المئوية واللحظة المقروءة














المزيد.....

قصة النسبة المئوية واللحظة المقروءة


سميرة الوردي

الحوار المتمدن-العدد: 1818 - 2007 / 2 / 6 - 07:06
المحور: الصحافة والاعلام
    


لفتتْ نظري النسبة المئوية التي تظهر في نهاية مقالات ( التمدن ) فهي أسلوب حضاري لقياس أمور عدة ، مما دفعني للبحث عن واضعيها وأوائل من استعملها ولكن لم أجد ما يشفي غليلي . تُمثل لي أسلوب نقدي حضاري لذيذ يدفعني للبحث عما يرفع الدرجة وعما يُهبطها دون أن تُجرَحَ المشاعر.
ربما شدتني هذه النسبة كي أهرب من بطالة مزمنة فرضتها علي الغربة ،
وربما هربا من قضاء وقت طويل أمام فضائيات تسبب صداعا مزمنا بسبب مواقفها اللا مبدئية من الأحداث التي تجري هنا وهناك ، فقتيل في بلد عربي شهيد، وأخوه في العراق مجرد قتيل. أما لو استمعت لهم حول ما يدور من صراع ومن يستضيفونهم من الأصوات الناعقة فحدث ولا حرج ، يستضيفون شخصيات لا علاقة لها بالبلد الذي وضعوه أمامهم على الطاولة يعبثون ويعيثون فيه كما تدفعهم أهواؤهم ومصالحهم ، فالجريمة المنظمة في أعرافهم مقاومة .
وقد تكون هربا من مشاهدة أفلام لا تقل قسوة عن الأخبار . فعلى مدى ساعات طوال لانرى غير عصابات ودسائس ودماء وضحايا وأسليب قتل قد لا تخطر على بال أنسان يُوقف شعر الرأس لها ،
أوهربا من التفكير في موت الأحبة وهم لم يعيشوا يوم الخلاص من الظلم الذي أصبح مزمنا .
اذاً أسباب الهرب الى النسبة المئوية تتجاوز ما ذكرته. إذ أنها تتحول الى امنية عزيزة مبتغاة لطالب يقضي جل وقته في البحث والدراسة كي يصل لأعلى معدل فيها .أو لعالم في مختبره يقس مدى نجاح تجاربه أو فشله بها . أوفي دراسات احصائية شتى في كل ميادين الحياة .
اذاً لم تعد النسبة المئوية مقياسا كماليا بل دخلت صميم حياتنا لتبرهن على مدى تحضر مجتمع أو تخلفه .
أيام كثيرة مرت أراقب النسة المئوية للمقالات التي أقرأها وأرى مدى عدالتها ، تريحني أحيانا وتمتص غضبي ونقمتي وفي أحايين أخر تثير حنقي الذي سرعان ما يتلاشى ليحل محله الشعور بأهمية الحرية واحترام الرأي الآخر .
قبل أيام قرأت مقالة أعجبتني كثيرا ولا تسعفني ذاكرتي اليوم لتذكرها ولكني أتذكر المقلب الذي حصل معي عندما منحت الكاتب صوتي ووضعت له عشردرجات ولكن هذه الدرجة دحرجت نسبته العالية وخفضتها ما يزيد على العشرة . قد تقولون إن هذا الخطأ سببه الموس . ولكن ثقوا بمقدساتي التي أعشقها ولا أتنازل عنها مادمت حية , أولها حبي لبغداد الجريحة وكراهيتي للظلم الذي رافقنا منذ 8 شباط ذلك اليوم المشؤوم الذي غطى وجه العراق بالدم ومازال ، .وأزال ذلك الوجه المشرق بالوان قوس قزح لتحل الغمامة السوداء التي أطرت حياتنا كلها .
موسي برئ من التهمة ، أحرص حرصا شديدا على أن تكون يدي ثابتة لاتتزعزع عندما أمنح صوتي لمن يستحقه .وعندما حاولت الرجوع بالموس لما قبل التصويت كي أُصحح الخطأ لم يُستجب لي .
مواضيع كثار تلجلجت في صدري منذ وعيت وبدأت أقرأ ولكنها لم تر النور، بالأمس قرأت عبارة عرضية لأحد الكتاب يمدح فيها الشعر في المهجر مما ذكرني برغبتي ـ الدفينة بفعل الظروف ـ في الكتابة في هذا الموضوع الذي أغمطوا حقه من سموا أنفسهم بنقاد ،،قبل سنوات تبدو لي بعيدة جدا وفي منهج الأدب للصف الثانوي المنتهي ورد ت مقتطعات شعرية لبعض أدبائه ذيلت بتعليق مجحف بحق هذا الأدب إذ منحوه درجة أقل من الشعر في المشرق ووصفوه بالركاكة اللغوية وبعده عن أشكال وأساليب ومضامين الشعر العربي ،ولم أكن متمكنة من الرد على هذه الأفكار، إذ رأيت فيه مقدمات للشعر الحر وخروجا على ما أُُلف من أشكال وأساليب تقليدية موروثة أطرت الشعر العربي قرون طويلة حتى أفرغته من محتواه الفكري ، فشعرالمهجر مُلئ بالنزعة الإنسانية والحنين للأوطان والأمل بالتغيير .
مقالات كثار ومواضيع أكثر حلمت بكتابتها لكنها دُثرت بالمماطلة والتأجيل لعدم وجود مناخ يُساعد على الكتابة .
الكتابة ثقافة و جرأة أدبية ،والكتابة تجسيد للحظة وقتية معاشة ، ُتصبح لحظة دائمية مقروءة . وهذا يستوجب أمورأً عدة أهمها ارادة قوية لمواصلة الكتابة وتجسيد هذه اللحظة وعدم التفريط بها وإفلاتها .
تتبعت النسبة بوله عدة أيام . فإذا الصوت الواحد يصعدها درجات أو يهبطها درجات وقد يصعدها درجة واحدة أو لايؤثر فيها . أُقيم هذه النسبة فهي لا يمكن أن تكون نسبة طردية مفتوحة فمهما نجحنا في نيلها فهي لا تتجاوز المئة / مئة .
وأنا مشغولة بالنسبة والتناسب ، هالني خبر الإنتحاريين وسياراتهم المفخخة في( الحلة والصدرية وكركوك والموصل والأنبار وبعقوبة ) وأرعبني دم الشهداء من المحرومين من النساء والرجال والأطفال ، تساءلت كم نسبة الإرهابيين في بلادي ،
وهل يحتاج الرب كل هؤلاء القتلة الشواذ المعتوهين ليثبتوا وجوده !!! .



#سميرة_الوردي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قولٌ لا بد منه - تعقيب على الدكتورة وفاء سلطان
- صرخة لا بد منها
- الخليلان
- وحدها النجوم ترى
- لاحياة لمن تنادي
- تداعيات عام مضى وآخر قادم
- اللهب
- وأزهر الشجر
- من أشعل النار فيها
- الندم الثاني
- سعد والله
- زينب والمسرح
- حكاية من زمن الموت
- مناجاة
- التلفاز
- الآن حان الدرس الأول
- الحب بعد الرحيل
- الندم الأول
- أعاصير
- تاريخ أسفارنا /الفارزة الأولى والثانية


المزيد.....




- الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس ...
- الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو ...
- غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني ...
- انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
- خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
- عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ ...
- روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا ...
- عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
- مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات ...
- السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية! ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سميرة الوردي - قصة النسبة المئوية واللحظة المقروءة