أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - رشيد كرمه - الحزب الشيوعي العراقي















المزيد.....

الحزب الشيوعي العراقي


رشيد كرمه

الحوار المتمدن-العدد: 1818 - 2007 / 2 / 6 - 12:52
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


منذ الإعلان عن ولادته في الثلاثينات من القرن الماضي وحتى هذه اللحظة تأريخ حافل بالعطاء والتضحية بالنجاح هنا والإخفاق هناك بالسرية دهرا ً وبالعلنية تارة ًمغضوب من هذا ومباركٌ من ذاك يثير حنق وغضب أؤلئك ( الخاصة ُ) ويُسعِد َ العامة ُ , وهذا هو ديدن الشيوعيين العراقيين وهمهم الأول والأخير , إنهم حالمون ومتفائلون , ميممين وجوههم صوب الشعب ِ, صانع الأمل , خالق المعجزات .
ولأن أجل الشيوعيون مشاريعهم , في ظل إختلال الموازين العالمية و ( حركة الـتأريخ ) فإنهم لم يبخلوا في إنتزاع الحرية والإنعتاق لبني البشر فلقد تعرض الشيوعيون في البلاد العربية والإسلامية بشكل عام والشيوعيون العراقيون بشكل خاص الى حملات تنكيل وقتل وسيقوا إلى الموت بسسبب إنتمائهم للمُثل الإنسانية ولقيم العدالة الإجتماعية وبذلك سطروا بدماء قانية تأريخا مجيدا وسفراًخالدا ً, فلا غروَ في أنهم يتلمسون الواقع في التعامل مع (( المتغيرات والتطورات والتي لا أول لها ولا آخر ومن الصعوبة بمكان ملاحقتها ))
لا أريد هنا ان أستعرض ما قاله الأستاذ والرفيق العزيز محمد جاسم اللبان عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي في الأمسية التي نظمها البيت الثقافي العراقي وجمعية المرأة العراقية / يوتبوري –السويد , وبحضور جمهور مثل الطيف العراقي بكل تلاوينه , الذي وقف بخشوع دقيقة صمت إجلالا لضحايا الإرهاب .. ولكني سأشير الى ما تطرق اليه بشكل وآخر ...
لقد إستعرض الرفيق ابو رائد في معرض تقديم ( اللبان ) النقاط والمفاصل التي تحيط بالعملية السياسية والوضع المعقد مشيرا الى تصاعد أعمال العنف والإرهاب والتي أودت بحياة الكثيرين من أبناء شعبنا ... فمن تفجيرات في كركوك الى مجزرة في الحلة الى قتل بالجملة في بغداد , والحقيقة ان ماهو الا صراع عنفي على مستقبل العراق السياسي, فهو صراع على السلطة , وشكل الدولة الجديدة ومضمونها ...
فلقد شاهدنا في الأشهر الأخيرة أحداثا ًخطيرة بسبب الإستقطابات الطائفية , مما خلقت إحتقانا ًكبيرا ً وشللآًفي الحياة السياسية , ولا ريب في ان المرء لايستطيع ان يوعز ذلك الى سبب واحد للأزمة , لأن نظرية السبب الواحد قد سقطت ,لذلك يجب معالجة كل الأسباب ومنها :
كيفية التعامل مع مشاكل الإحتلال
كيفية التخلص من الإستقطاب الطائفي
كيفية التخلص من التركة الثقيلة للنظام الصدامي , ونشاطات وممارسات قوى الإرهاب
كيفية التعامل مع دول الجوار والتي تدفع وتدعم النشاطات الطائفية .....
ولقد كتبت في مقال سابق أن لامفر للحزب الشيوعي من الشفافية والعمل العلني ( أعلامياً) فهو الحزب الوحيد الذي يبنى ويتوسع أفقيا ً, غير ميال الى المصلحة الضيقة والمكاسب الآنية ِ, فلقد أعلن ويعلن بوضوح إنتماءه للشعب والوطن , يتلمس الواقع والتوازن والعقلانية بعيدا عن الشطط والطلاسم , وليس عيبا ً في الإعتراف بأن ما تحقق في المراحل التي أعقبت سقوط ( الصنم ) وإنتهاء حقبة الدكتاتورية البعثية , ليس هو الطموح فعمل الحزب محفوفا بالمخاطر , فبالإضافة الى إستشهاد أكثر من ( 100 ) شيوعي فإن قيادة الحزب تواجه تعتيما إعلاميا وحنقا من هذا وذاك وتهديدا في السر والعلن بسبب مواقف الحزب المبدأية والثوابت الوطنية المناهضة والرافضة للنهج الطائفي ....
وما من شك في ان الممارسة ( الشيوعية ) قد إختلفت هي الأخرى _ على الأقل من واقع الحزب الشيوعي العراقي حاليا ً ففي حين كان التفكير يجري بالنيابة وعلى مستوى القمة , اصبحت القاعدة هي التي تفكر وهي الداينمو والمحرك , لهذا الإتجاه او ذاك ولا يستطيع أحدا التفرد , فلقد صوت شيوعيون الداخل على الإشتراك في العملية السياسية , ولا مجال وليس من الحكمة ( الإنعزال ) ...
فالعراق يمر بأبشع مرحلة ٍ عرفها التأريخ العراقي , والملف الأمني بات مفتاحا لكل الكوارث , لابل انه يعرض البلاد الى شفا حرب أهلية , لاينجو منها أحد , فبالإضافة الى هجرة وفرار الميسورين من الناس الى ملاذات آمنة خارج العراق .فإن حدثا ً فريدا وغريبا ًيجري في العراق لأول مرة في التأريخ ( الهجرة الداخلية ) حيث يتم تهديد العوائل العراقية السنية المتصاهرة مع الشيعة أو العوائل الشيعية المتصاهرة مع السنة , وبذلك فلقد أصدر الطائفيون قانونا ً خطيرا ً يفوق التصور القتل للسني ان كان قد تزوج من الشيعة والعكس صحيح , والعمل جارٍ ٍ على تقسيم بغداد حيث لابد للرصافة ان تكون شيعية ولابد للكرخ ان تكون سنية .
كل هذا تحركه غايات دنيئة لا هم لها بالوطن , فهي جماعات تتاجر بقوة الشعب دون حسيب او رقيب تشل الحياة الإقتصادية مما تزيد من حجم البطالة الى أكثر من 50 % أو أكثر وغالبيتهم من الشبيبة , مما يوفر للإرهابين عدد لايستهان به كي تجندهم تحت وطأة الحاجة للإقتتال الطائفي .

ومن اللافت للإنتباه ان هؤلاء يستقوون بالدول المحاذية ويبرروا كل شئ ويعلقوا صراعهم على شماعة الإحتلال والحقيقة انهم في صراع من أجل النفوذ والتحكم في السياسة والإقتصاد , ولعل الأخبار الواردة لم تعد خافية على أحد فلقد أعاد أنصار النظام الصدامي جزء من نشاطهم الى أكثر من منطقة داخل العراق بالرغم من حالة الإنشقاق بين مجموعتين يتزعم أحدهما عزة الدوري والأخرىيونس الأحمد ويرجع البعض ان سبب الأخلاف بين المجموعتين هو ان الدوري ( يحلم ) بالعودة من المربع الأول بينما يرى الأحمد ان مرحلة جديدة لابد من الإعتراف بها وبالتالي لابد من التعاطي مع العملية السياسية آخذين بنظر الإعتبار إستحواذ الأطرف الأخير على مبلغ ( 15 ) مليار دولار كان البعث قد إدخرها , وهو مال مسروق من الشعب العراقي .
وينتظر الحزب الشيوعي العراقي المزيد من الجهد والعمل المضني فهو لايرى ان حل الأزمة يعتمد كليا على القوة العسكرية وهو ما يشاركه الكثير من القوى الفاعلة , كما انه يرى في المصالحة الوطنية هدفا ً لتوسيع العملية السياسية وسبيلا لنزع السلاح .
لاشك ان الحزب الشيوعي العراقي يمتلك الشجاعة ويجهر بأن وعي الإنسان العادي أكثر نضجا من السياسيين , كما يعترف بأن الوعي السيا_إجتماعي متدنٍ قياسا ً الى مراحل تأريخية سابقة بفعل ما خربته الدكتاتورية البعثية على مدى 35 عاما ً, وبسبب الفراغ الثقافي طيلة الفترة المنصرمة , سادَ الفكر الغيبي ( الديني ) ولكن الناس إكتشفوا وسيكتشفوا لاحقا أنه محض خيال , ولا مناص من إختيار البديل , لا أقول البديل الشيوعي ولكني اؤكد البديل الوطني الديموقراطي الذي يقترب من الحلم الشيوعي .
لدي قناعة ُُ ٌبمصداقية الحزب الشيوعي العراقي من حيث أنه : 1 - لم يُدعَم ماليا من أية جهة ( يعتمد على بدل إشتراك الأعضاء وتبرعات الرفاق والأصدقاء وريع مطبوعات الحزب ) , 2- لا يحتاج الى تزكية بإنتماءه للناس والوطن . 3-جماعية العمل تجنبه الخطأ 4-ممارسة الديمقراطية والعلانية وتشخيص الأخطاء وتقبل النقد .5_ إحتجاجه الدائم على الطائفية والإرهاب والظلم والإستغلال . 6- النهج العلمي في التحليل . 7- التحلي بالتضحية ونكران الذات والبساطة ..
هناك الكثير من الصفات التي يتحلى بها الشيوعي ولكني وددت ان أكتفي بهذا القدر طبقا للأمسية التي لم تخلومن ( التشنج ) وإختلاف وجهات النظر النابع من حسن النية والحرص و (( المحبة ))؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .

لا أريد الإفاضة ولكنني اؤيد وجهة النظر التي تقول ان القرن الحادي والعشرين (21 ) سيكون قرنا أمريكيا ًو _ بـإمتياز _ لأنهم إستفردوا بالعالم بعد غياب الإتحاد السوفيتي ووجدوا في العراق والشرق والعالم الإسلامي أكثر من أية بقعة في العالم ترهلا ً وهشاشة وتسمى في القاموس السياسي ( الأنظمة الرخوة ) المعزولة عن شعوبها , لذا تجد سر تواجد الأمريكان هنا , كما انهم حريصون على عدم ولادة منطقة قوية سواء في آسيا او امريكا اللاتينية أو في مناطق حليفة لهم !!!!!
والسؤال هنا كيف يتعامل الحزب الشيوعي العراقي أزاء هكذا مستجدات وتحديدا وجود الغول الأمريكي ؟
قد يحتاج السؤال الى إجابة مستفيضة , ولكنني أختصر هنا عسى ان تتاح لي ولغيري الإجابة بشكل مسهبٍ وواف ٍ.
يراهن الأمريكان على نظرية فرق تسد والتي إستخدمها البريطانيون سابقا , وذلك لعلم الأمريكان أن العراقيين إذا ما إتحدوا فإنهم يحققون مبغاهم من الأمور , هذا من جهة وبوجود وعناد ومثابرة الشيوعيين العراقيين في التخندق مع القوى الحريصة على مستقبل العراق وصولا لوقفة وطنية بعيدا عن المصالح الضيقة من جهة أخرى , سوف تفرض على الأمريكان الكثير من المستحقات ,
لذا سيربح الشيوعيون العراقيون الرهان إذا ما أعادوا ثقة الشعب بهم , وتوجهوا علانية لجيش الشيوعيين المعطل منذ عام 1978 هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يتطلب من المثقفين والكفاءات العراقية العلمية والأدبية والثقافية والإقتصادية والسياسية والمهنية وسواها التفاعل مع دعوات الحزب وهويستعد للمؤتمر الثامن .
إنه رهانٌُ مصيري فإما ان نكون وإما أن لانكون , فمن إستعان بغير الشعب ذل , وهذا هو رهان الحزب الشيوعي العراقي.....



#رشيد_كرمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسرح فريضة
- الخطاب الطائفي..........
- إنه المسرح
- كربلا والحسينيون.....
- صفقت ُلفيلنوس وناسها ........تتمة الى مشاهد من هنا وهناك
- باليه الفصول الأربعة
- مشاهد من هنا وهناك
- دردمات
- محنة المثقف .....
- آه نرمين ...آه عراق
- قراءة أولية في مشروع برنامج الشيوعيين العراقيين......
- جريمة القرن المتحف العراقي
- ........متابعات وهموم
- نعم..لا بُدَ من حل ولا بُدَ من مخرج
- وللأيام طعم العلقم
- مساهمات جادة في الطريق .......
- موقف وذكرى
- الثامن من آذار يوم إنتصار ألمرأة
- بيان استنكار
- عن النوادي العراقية


المزيد.....




- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - رشيد كرمه - الحزب الشيوعي العراقي