دعوهم يشتموننا فما يضير الجدار الشتائم ، فالعراق جداراً صلداً قوياً لم يؤثر فيه صدع التاريخ !!
دعوهم ينهشون لحمنا فما يضير الجريح كدمات وشروخاً وهو يعبر مرحلة الخطر !!
دعوهم يشبعون من تجريحــنا ومن الشماتة بنا ، ودعوهم يتمنون عودة الطاغية وأولاده لنا ، ودعوهم يمجدون سلطة الموت والقهر !!
دعوهم يقولون غير الحقيقة ، فما ضيرنا لو زوروا كل تاريخهم وأغفلوا كل شعوبهم وضحكوا على كل قراءهم وخدعوا أنفسهم ، دعوهم يقولون غير قناعتهم وغير ضمائرهم فقد منحوا الضمائر إجازات طويلة ومتلاحقة ، وغابت عنهم كل معاني الرجولة والنخوة والشهامة ، فقد تلبسهم الشر وصارت لهم قرون مثل قرون القوا ويد وتشوهت وجوههم حتى صارت بلا ملامح .
دعوهم يشتمون العراق ويمجدون الطاغية فهذا حال الدنيا ، لكنهم يتوهمون بعودة الجرذ ليحكم هذا العراق ، ويتوهمون حين يعتقدون أن في العراق له قاعدة قد تجلب لهم ما فقدوه من عطايا وهبات وسوائل يمتصوها من دمائنا وجراحنا ويسرقون خبزنا ويلوثون مياهنا كما كانوا يفعلون .
دعوهم في كل هذا الوطن العربي الذي صار مثل المبغى العام .
شرقاً غرباً أهلاً أهلاً فالكل حريص على ديمومة عاهر العرب صدام التكريتي فهو عربي ومسلم ويقودنا الى النصر دوماً ، فلولاه لمابقينا أحياء ولولاه لما أكلنا وشربنا ولولاه لما حصل أحدهم على كوبون من كوبونات النفط ولاحقيبة دبلوماسية ممتلئة برزم الأوراق الخضراء ، ولولاه لما أنتصرنا في معارك العز والمجد التي سطرها وهي يختبيء مثل الجرذان الموبوءة والمرعوبة من القتل بالمكنسة .
كيف لايشتمون شعب العراق وتاريخ العراق وشهداء العراق والأحرف التي يتشكل منها العراق ، ولحم أكتافهم من عروقنا وسقف بيتهم من حلالنا سرقوه بمشاركة الطاغية ؟
كيف لايشتمون العراق وشعب العراق وهم جزء من محنته وجزء من حالة التاريخ المزور وسبب من أسباب ماصار اليه .
أقول لهم كما قال الكبير مظفر النواب :
(( أولاد قراد الخيل كفاكم صخباً . ))
لاتستغربوا الحملة فوجوه بلاملامح تسفر عن مكنوناتها وأمراضها ، وأقلام مشرعة للطعن في الظهور ورش الحبر المسموم فوق الوجوه ، ودول ليست في البال تأخذ ناصية العداء لشعب العراق .
وتسألون بعد ماالسبب أيها الأخوة الأحبة جاسم المطير وسلام الياسري .
سينتهي كل شيء وتتساقط كل أزبال التاريخ العربي ويبقى جدار العراق نظيفاً أنيقاً صلداً وصلباً لاآثر لأي خدش فيه فهذا العراق وطن الشهداء .