أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عادل الامين - سيرة مدينة(4)ا: اولاد المرحومة-السكة حديد-ا














المزيد.....

سيرة مدينة(4)ا: اولاد المرحومة-السكة حديد-ا


عادل الامين


الحوار المتمدن-العدد: 1817 - 2007 / 2 / 5 - 10:46
المحور: سيرة ذاتية
    


كان عمى عمر الموظف فى السكة حديد من الرجال اللذين تعلق قلوبهم بالمساجد..كان ختمى معتدل وفى الماضى عندما كنا اطفال يحملنى بدراجته يوم الجمعة الى مسجد العمدة السرور السافلاوى فى الداخلة ..كان المسجد تحيط به حدائق غلبا ولشد ما كان يبهرنى الزخارف الجميلة والبخور المعطر والرجال الشديدى بياض الثياب والقلوب اللذين يتقاطرون على المسجد من كل حب وصوب ..شد ما كان يسعدنى انذاك بائعى النبق والقنقليز اللذين يجلسون فى الطريق بعد الصلاة ويشترى لى عمى منهم واعود سعيدا الى البيت..وعندما كبرنا كان عمى يخبرنى بكل ما يصادفه وفى زمن انقلاب هاشم العطا فس السبعينات اخبرنى بان احد المحسوبين على الحزب الشيوعى .جاءه فى المكتب وشد لحيته بطريقة مهينة وردد فى مسا معه"خلاص نحن مسكنا البلد وذى نوعك ده حنختو فى الزرايب" وكان لهذه الحادثة المشينة اثرها فى نفسه الحساسة وكانت كافية لان تدفعه الى اقصى اليمين المتطرف واصبح من غلاة الاخوان المسلمين..وظل يخبرنى عن اعمال الشيوعيين فى تخريب مرفق السكة حديد نكاية بالنميرى وتمزيق المفارش وتكسير لمبات الاضاة فى عربات الدرجات الممتازة التى استوردتها الحكومة من المجر كان عمى يقول"ان الاعمال التخريبية ضد الدولة من نسف الجسور وانبابيب النفط وغيره تكون مشروعة عندما يكون النضال ضد مستعمر اجنبى ينهب خيرات البلد وليس ضد نظام محلى ولعبة الكراسى غير المجدية التى تمارس فى السودان ويدفع ثمنها الشعب
********
مضت السنين تباعا..وفى يوم انقلاب البشير 30 يونيو 1989جاء عمى الى البيت والسعادة تكاد تقتله وطلب منى ان اخرج معه واشاهد الدنيا التى تغيرت وذهبت معه الى سلاح المدفعية وسمعنا خطبة الحاكم العسكرى بالنيابة ثم عرجنا الى السوق ..كان عمى من سعادته لا يرى النهب المؤسس لمحلات تجار معينين تحت اشراف الجنود والبعض ذهبت نفسه حسرات وكنت اقول له:يا عمى الاخوان المسلمين بشر وليس ملائكة ويرتكبون الاخطاء والاخطاء الفادحة احيانا"وعمى السعيد بالمدينة الفاضلة التى سينعم بها السودان لايعيرنى سمعا ونختم جولتنا بالعودة الى بيتهم ونسمع الرائد يونس وعمى فى قمة نشوته ويتحفنى بغداء فاخر خمس نجوم..لم اطق ان اجهض احلام عمى وانا الذى يعرف ان الكيزان(الاخوان المسلمين) والشيوعيين وجهين لعملة واحدة..وبعد ذلك غادرت السودان 1990 وانقطعت اخبار عمى عنى لان ناس البيت رحلو الى الخرطوم.وفى عام 1998وبعد ان فصلوه للصالح العام جاءنى نباء وفاته الفاجع عبر اسلاك التلفون الباردة
((أذهب عمي الي الخرطوم متسائلا لماذا تم فصله للصالح العام مافى زول اشتغل بيهو قام طوالى سافر الخرطوم مشى القصر عشان يقابل عمر البشير وناس الامن جلدوه وجاء مجنونا الى ان مات))ا
اخبرتنى امى انه فى ايامه الاخيرة ..ظل يسالهم "وين عادل؟
كنت اعرف لماذا كن يسال عنى ..كان يريد ان يخبرنى بعد ان جاءه الابصار: بان الاخوان المسلمين بشر وليس ملائكة ويرتكبون الاخطاء والاخطاء
الفادحة احيانا
..................
كنت امشي فوق اشواك الليالي
صابرا مهما نأى ود النهار
مؤمنا بالانتصار...
اوقفتني ثورة واقفة فوق الطوار
حلفت بالشعب ان تنقلني بالطائرة
ثم من بعد سنين اقبلت معتذرة
لعنة الله على النسيان
ما عندي مطار!!!
حلفت بالشعب ان ترسل لي سيارة
لكنها ما ارسلت بعد سنين الانتظار
غير هذا الاعتذار
اصبحت سياراتي حامية منذ الحصار
سوف اعطيك قطارا يا اخي
لكنها لم تعطي الا الغبار
والصفير المستثار
الف بشرى
تم اعدام القطار
وجدت الكلب انتهازيا ثنائي المسار
راقصا بين يمين ويسار
انتظر لا تحمل الهم...ساعطيك حمار!!!
ولفرط الاضطرار
قلت لا بأس
فجاءتني به منكسرا
تحت ملايين النياشين واطنان الوقار
*******
تقرير:
لم ازل امشي ببطء
فوق اشواك الليالي
وعلى ظهري حمار!!!
..........................
الشاعر احمد مطر



#عادل_الامين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديموقراطية والتنمية في السودان
- سيرة مدينة(2)ا:صديق من الخرطوم
- المدينة الفاجرة
- فصل من رواية:عودة الابن الضال
- سيرة مدينة :تيس عبدالمعروف(1)ا
- الاعجم
- مشروع الوادي الأخضر (وادي المقدم)مشاريع التكامل الاقتصادي
- الاحزاب السياسية في الدولة الفدرالية (2-2)ا
- (2-1)الفدرالية الحميدة والفدرالية الخبيثة
- يموتون غرباء
- مملكة الطاووس
- السامري
- السودان...وسباق المسافات الطويلة
- انا انتخب...اذا انا موجود(العراق نموذجا)ا
- الجندى الامريكي الذى يغني للاطفال
- بين الزعيم مقتدى الصدر..وولد نوح عليه السلام
- المعاقون سياسيا
- شيء يحترق في الجنوب
- ارم ذات العماد
- الهلال والمريخ وثقافة المجتمع المدني في السودان


المزيد.....




- العراق يعلن توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل وفقدان 5500 ...
- ما هي قوائم الإرهاب في مصر وكيف يتم إدراج الأشخاص عليها؟
- حزب الله يمطر بتاح تكفا الإسرائيلية ب 160 صاروخا ردّاً على ق ...
- نتنياهو يندد بعنف مستوطنين ضد الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربي ...
- اشتباكات عنيفة بين القوات الروسية وقوات كييف في مقاطعة خاركو ...
- مولدوفا تؤكد استمرار علاقاتها مع الإمارات بعد مقتل حاخام إسر ...
- بيدرسون: من الضروري منع جر سوريا للصراع
- لندن.. رفض لإنكار الحكومة الإبادة في غزة
- الرياض.. معرض بنان للحرف اليدوية
- تل أبيب تتعرض لضربة صاروخية جديدة الآن.. مدن إسرائيلية تحت ن ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عادل الامين - سيرة مدينة(4)ا: اولاد المرحومة-السكة حديد-ا