|
صدى الغربة في ايران يوميات حالم 8
علي الحسيني
الحوار المتمدن-العدد: 1817 - 2007 / 2 / 5 - 10:46
المحور:
سيرة ذاتية
(8) مدينة قم كما يذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان هي (مدينة مستحدثة إسلامية لا أثر للأعاجم فيها، وأول من مصّرها طلحة بن الأحوص الأشعري، وبها آبار ليس في الأرض مثلها عذوبة وبرداً، ويقال إن الثلج ربما خرج منها في الصيف، وأبنيتها بالآجُرّ، وفيها سراديب في نهاية الطيب، ومنها إلى الرّي(= مدينة في طهران) مفازة سبخة فيها رباطات ومناظر ومسالح، وفي وسط هذه المفازة حصن عظيم عاديّ يقال له دير كَرْدشير، ذكر في الديرة ) . هذا نص ما ذكره الحموي عن مدينة قم وهو فيه الكثير من الاخطاء ربما الحموي اعتمد على بعض البلدانيين او المؤرخين لان الكثير مما ذكره ليس صحيحا وخصوصا ما يخص ماء ابار قم بقوله : " أن ماء ابارها عذبة " . اذ ان قم معروف ان ماءها مالح وفيه مجوجة واضحة حتى ان القميين لا يجدونه ماءا صالحا للشرب وهذا ما دفعهم لاستحداث محطات تصفية اهلية عالية الجودة يبتاعون منها مياه الشرب وهو واضح لمن سكن المدينة او لبث فيها مدة من الوقت . وما ذكره الحموي يدفعني ايضا الى الاعتقاد انه ليس متأكدا من كلامه بسبب انه ذكر بعد النص (اعلاه) قولا للمؤرخ الاصطخري يناقض ما إدعاه . يقول الاصطخري: ( قم مدينة ليس عليها سور وهي خصبة وماؤهم من الآبار وهي ملحة في الأصل فإذا حفروها صيروها واسعة مرتفعة ثم تبنى من قعرها حتى تبلغ ذروة البئر فإذا جاء الشتاء أجروا مياه أوديتهم إلى هذه الآبار وماء الأمطار طول الشتاء فإذا استقوه في الصيف) . اما من الناحية المناخية فمناخها في الصيف حارا جافا اما شتائها فبارد ويشهد في فترات قليلة تساقط للثلوج لكن ليس في كل شتاء . ومن الناحية الادارية فقم الى فترة قريبة كانت تعد قضاء من اقضية العاصمة طهران لكنها صارت فيما بعد محافظة مستقلة عن العاصمة عندما زارها خامنئي واعلن انفصالها عن العاصمة وتاسيسها كمحافظة مستقلة نظرا لاهميتها كمركز ديني وفقهي الى ايران والى نظام ولاية الفقيه الحاكم في هذا البلد . غالبية مواطني هذه المدينة ( حاليا ) هم من الاتراك وقليل من الفرس . الا ان الفرس بالرغم من قلتهم فهم الحاكمون سياسيا واقتصاديا ويقطنون في الاحياء الراقية في المدينة كحي سلاريه الشهير بثرائه . اما الاتراك "الاغلبية" فيسكنون الاحياء الشعبية الفقيرة والتي اشهرها ( نيروكاه ) . ولاتراك قم خصال سلبية يعرفها الايرانيون جميعهم ابرزها البخل والقساوة على الغريب حتى وان كان ايرانيا . ويسكن قم ايضا باعتبارها مركزا دينيا الالاف من غير الايرانيين من عرب وآسيويين وامريكيين يدرسون العلوم الدينية وهؤلاء يتوزعون بين الاقسام الداخلية وبين البيوت المستاجرة التي عادة ما تكون قريبة من مركز المدينة وبالقرب من مزار السيدة فاطمة المعصومة اخت الامام الرضا . ايضا في مدينة قم الكثير من العراقيين المسفرين والمهاجرين بعد حركة اذار عام واحد وتسعين بلغ عددهم وفق احصائيات رسمية ثلاثين الفا ... لهم اسواق ومراكز صحية تابعة لهم وهي شبه المستقلة يديرها عراقيون . اضافة الى ذلك هناك عشرات الحوزات العلمية ومقرات الاحزاب والهيئات الدينية التي تتنافس فيما بينها لضم مؤيدين ومحازبين بطرق لا تخلوا احيانا من عراك وتفسيق وتكفير متبادل وبصورة علنية تتدخل الشرطة في بعض الاوقات لحلها .. خصوصا ما بين النجفيين والكربلائيين وحسينياتهم التي يتسابقون في حجمها ونوعية خطبائها وقرائها وعدد الحاضرين اليها ؟ ... وثمة سمة اخرى اسسها العراقيون لمدينة قم وهي انها اصبحت مصدر الشائعات والاكاذيب والافتراءات على الكثير من رجال الدين والسياسة في الداخل الايراني او الخارج . وعرابو هذه التجارة هم عراقيون حزبيون ينتمون بشكل اساس على ثلاثة تنظيمات .. التنظيم الاول جماعة الحكيم ( المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وفيلق بدر ) وجماعة الشيخ العطار والاصفي وفضل الله (حزب الدعوة الاسلامية ) وجماعة المدرسي والشيرازي ( حزب العمل الاسلامي) وانضمت اليهم في نهاية التسعينيات وحتى مقتل محمد الصدر جماعة تميل الى الخطاب الصدري ... ومعارك هذه الجماعات اكثر من مشهودة الا ان ابرزها ما حصل بعد مقتل السيد محمد صادق الصدر بين عراقيين موالين للصدر وبين جماعة الحكيم التي حدثت في مسجد اعظم بجوار مرقد السيدة فاطمة في مدينة قم والتي ضربت فيها شخصيات دينية وحزبية عراقية معروفة منها من توفت ومنها مشارك الان في العمل السياسي العراقي في الداخل . .... هذه صورة مركزة عن مدينة قم التي وصلتُ اليها من مدينة دزفول الايرانية .
#علي_الحسيني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صدى الغربة في ايران يوميات حالم 7
-
صدى الغربة في ايران يوميات حالم 6
-
صدى الغربة في ايران 5
-
صدى الغربة في ايران يوميات حالم 5
-
صدى الغربة
-
صدى الغربة في ايران ..يوميات حالم 3
-
صدى الغربة في ايران يوميات حالم 2
-
صدى الغربة في ايران يوميات حالم
-
الزنديق بوصفه اكثر الالفاظ إثارة في العقل الاسلامي
-
المرأة العراقية والدعوة الى تحررها وسفورها
المزيد.....
-
معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
-
ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
-
المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد
...
-
-كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر
...
-
نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
-
التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
-
كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|