حسن إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 1817 - 2007 / 2 / 5 - 12:08
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لقد ابتلتنا الآلهة في آخر الأزمان بكائن من الإنس أم من الجان – الله أعلم - .
انتظرنا أن يكون رجلاً في مجتمعنا الذكوري الفحولي ، فكانت الطامة الكبرى أنه من الإناث – أعوذ بالله .
وابتلتها الآلهة بعد أن ابتلتنا بها ، ابتلتها بعقل ليس كعقلنا .
عقلنا المتواتر الذي يحمل من البديهيات ما يزيد عن طن – بإذن الله - ، إلى الدرجة التي أصابتنا البديهيات من تراكمها علينا بمرض عضال وهو تخمة البديهيات الذي يصيب الأفراد والأمم ، فتحمل كالحمار أسفاراً ، هرماً من البديهيات بلا تعريفات – شفانا وشفاكم – وإعجازاً بلا معمل .. وتكراراً ببغائي .. وحوار طرشان.
وها كل فترة تسقط علينا سماء هذه الأنثى شهباً ونيازك على أم رأسنا بعلامات استفهام لم نعدها ، وعلامات تعجب قبل أن نتعجب منها تتعجب منا ، ومنطق ساخر سخرية الكوميديا السوداء .
تمسك خيوطنا وخيوط عرائسنا المدفونة رؤوسهم كالنعام منذ قرون .
لتواجهنا ولتضعنا أمام مرآة عارية " كالملك العاري " ، وكطفل لا يجيد فن التجميل واللا مشي على صراط السلك الدبلوماسي ولم يصاب ضميره بعطب الشعور بالذنب ، ولا رهبة الترهيب ولا سيلان لعاب الترغيب .
تفاجئنا .. ونحن بكل بلاهة نفاجأ .
تستفزنا .. ونحن بكل بساطة نـُستفز .
كل مقال يفعل فينا ذلك .. كل مقال
ولم نتعلم .. نستفز ونهدأ .. ويذهب كل واحد منا لملهاته ..
لسواقيه المتجذرة في الرمال المتحركة .
ليحرث في البحر كعادتنا التي لم نشتريها .
يفرح لحظة مع ليلاه .. ويبكي لحظة على ليلاه
كراً وفراً تعاود .. وكراً وفراً نعاود
ابتلتنا بها الآلهة .. فلا مفر غير أن نأخذ شهيقاً أو زفيراً – سيان – أثناء غيابها .
فهي تأتي كالطوفان ، وكاللص في الليل .
كالبرق في زنزانتنا المعتمة والصدئة والموحشة .
ملعونة هي بين نساء العالمين .. ابتلتها الآلهة بعقل قبل أن تبتلينا بها .
#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟