كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8415 - 2025 / 7 / 26 - 22:45
المحور:
سيرة ذاتية
في قرية بعيدة من قرى شط العرب، اجلس وحدي كل مساء تحت سدرة يقتلها العطش، فأقحم نفسي في جدال مع الزمن. أحرك يدي في الهواء كأني امسك بذكريات تتفلت من بين أصابعي. .
اتساءل كل يوم: هل هناك حياة قبل الموت ؟. الخذلان في عالمي ليس نهاية. بل هو سبب إضافي ادفن فيه همومي دون مراسم. اغرق أحياناً في صمت كثيف، اتنفس الخيبة كهواء يومي، اخفي انهياراتي بابتسامة مشروخة، وامضي كأني لم اولد لأعيش، بل لأموت ببطء، حتى النهاية. .
أ سمعت عن هذا القصاص ؟. شعبٌ يُسعّر في جهنمَ ثم يطفئ بالرصاص ؟. .
في العراق ننام طويلا، ثم نستيقظ نريد ننام مرةً اخرى. أ تعلمون لماذا ؟. لأن أحلامنا أجمل من واقعنا المؤلم. حتى تغيرت ملامحنا. لا بفعل الزمن فقط. بل بفعل الخيبات والصدمات. . بفعل الصمت الطويل. بفعل القلق الموروث. والصراعات التي خضناها داخليا من دون أن يواسينا أحد. .
نحن لا نشفى. نحن نخفي آلامنا بهدوء. . نقتل الإحساس بالصبر. . ونترك ملامحنا تتقن الكذب، لا احد يعلم اننا ننزف. .
في العراق: الكلمات الجميلة ليست حقيقية. والكلمات الحقيقية ليست جميلة. . الجميع يعاني من الجميع. . والجميع ضحية الجميع. . الجميع يعلم انه لا ثقة في الجميع. . الجميع أشرار في نظر الجميع. . فمن نحن ؟. . ومن هم ؟. .
في حفل بسيط قال الوزير نكتة، فضحك جميع المدراء إلا واحد لم يضحك. فسأله الوزير: كأنك لم تفهم النكتة؟. .
أجابه: لا. . أنا قدمت استقالتي ليلة أمس. .
في العراق: ينبغي ان لا تنفعل كثيرا، ولا تتكلم كثيرا، إلى الحد الذي يتيح للعناكب ان تنسج خيوطها فوق وجوهنا. . فزقزقة العصافير قرب نافذة الصياد محاولة للإنتحار. .
كثيرا ما أخاطب وطني بلهجتي السومرية كلما مررت بحقول الرميلة، فأقول للعراق: هل شربت كل هذا النفط لتحرقنا به ؟. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟