أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر عنكاوي - المغالطة الكلامية وحيرة الجواب والمنطق الطائفي













المزيد.....

المغالطة الكلامية وحيرة الجواب والمنطق الطائفي


سامر عنكاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1817 - 2007 / 2 / 5 - 12:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


- سئل طفل أباه في لحظة صفاء وفي محادثة هادئة وودية وبمباشرة ملفته- : هل الله قادر على فعل كل شيء؟
- فأجاب الوالد: نعم يا ولدي الله قادر على فعل كل شيء فهو على كل شيء قدير كما يعرف الجميع.
وكرر الولد للتأكد: كل شيء كل شيء يا والدي
فقال الوالد مؤكدا جازما قاطعا: نعم كل شيء كل شيء يا ولدي
فقال الطفل: فهل يستطيع الله أن يصنع صخرة كبيرة كبيرة جدا بحيث لا يستطيع دحرجتها (ظل الأب يقلب بعينيه حائرا)
قال أرسطو: أهل أثينا كذابون ولما كنت من أهل أثينا إذن أنا كذاب, ولكني أقول أهل أثينا كذابين وأنا كذاب, إذن أهل أثينا صادقون, ولما كنت من أهل أثينا إذن أنا صادق.
بنفس هذا المنطق "السفسطائي" يُقسم العراق طائفيا وتوضع الطائفة الواحدة في سلة واحدة وتختزل كل الانتماءات الأخرى والانتماء الى الوطن وفق هذا القسيم،
وبالتالي عندما يحصل لك ضرر من زيد تستطيع الاقتصاص من عمر باعتبار انه ينتمي لنفس الطائفة والاختلاف بالاسم فقط ولأنهم من الطائفة واحدة وبأسماء مختلفة, إذن أنت في الوضع السليم ولم ترتكب جرما.
وبنفس المقياس عندما يحصل لك ضرر من حسين تستطيع قتل علي, وليس هناك من مشكلة أبدا وموقفك سليم مائة بالمائة ولم ترتكب ما هو مشين ويستحق العقاب.
وأريد أن اذهب إلى ابعد من ذلك لأجعل من هذا السلوك العصابي الغير سوي تافها أقول إذا قتل شيعيٌ في باكستان يفترض أن يقتل بقباله سنيا في بغداد, وإذا قتل سنيٌ في كشمير الهندية ممكن أن نقتل شيعيا في بعقوبة, بل ويمكن الاقتصاص من العراقيين جميعا عندما يقتل أي مسلم في أي مكان بالعالم .
اقترح على الطائفيين في العراق للذين هم في الحكومة والذين هم خارج الحكومة أن يصلحوا من حال محاكمنا وما يتناسب وهذه العقلية الطائفية المدمرة السائدة, وان لا يجرم في محاكمنا أي شيعي أو سني, لان الشيعي مثلا الذي يقتل من سنة البصرة يقتل لأنه هناك سنيا في الموصل قد قتل شيعيا, أو سنيا في ديالى يقتل شيعيا لأنه في بغداد هناك شيعيا قد قتل سنيا، وبالتالي كل هذه الجرائم لا تستوجب العقاب.
إلى أي درك من السفالة والضحالة والسطحية انزلق هؤلاء الطائفيون المتطرفون.
وهل الإسلام السياسي أصبح ينطلق وفق هذه العصابية ؟ أم انه كان دائما يحمل هذه العصابية،
وهل هذه الطريقة بالتفكير هي من صلب الإسلام؟ أم طارئة عليه،
وهل تزر وازرة وزر أخرى!!
ما هي المنظومة الفكرية التي يتحرك بها هؤلاء وكيف يتصرفون بهذه الوحشية والقسوة؟
وهل يعقل إن الدافع فقط هو إيجاد مبررات لممارسة العنف لتغطية شعور بالنقص في الشخصية وحاجتها للانتصار لحصول التوازن النفسي المفقود .
اعتقد بان الشعب العراقي طيب ومسالم يحب الخير والجمال والعمل, والقتل هو:
اولا بعثي صدامي لاستعادة السلطة والذي يأتي بألف لبوس ولبوس, وليوهمنا بالطائفية وضرورات الحرب،
وثانيا الطائفيين والذين هم ليسوا سوى ثلة صغيرة من الأحزاب الطائفية والمعمين المدعومين بالمال والسلاح والدين ومن دول الجوار، والشعب بريء منهم جميعها.
تأسيسا على ما سبق لا توجد طائفة فلانية أو طائفة علانية تحمل مشروعا موحدا. هذا وهم أو إيهام من قبل أصحاب المصالح الضيقة.
"مثلا" لا توجد طائفة شيعية ممكن أن توضع في سلة واحدة, فهناك الشيعي الإسلامي والعلماني والليبرالي والاستبدادي والديمقراطي والشيوعي والبعثي والعربي والإيراني والكردي والتركماني, وهناك الشيعي النزيه والحرامي وقاطع الطريق والذي في عصابات لخطف الناس وقتلهم أو لابتزاز أموالهم, هناك الشيعي المتدين والكافر والملحد واللا ديني, هناك الطيب والشرير والعنيف المحارب والمسالم الوديع والخانع والذليل وصاحب الكرامة والانتهازي الذي ينتهز الفرص والأمين وصاحب الموقف والمخادع والمخاتل, والقائمة لا تنتهي.
الحق لا يوجد إنسان متطابق تماما مع إنسان آخر، حتى لا نستطيع أن نضع إخوة من نفس الأب والأم في خانة واحدة هذا ما يقوله العقل وما يتفق والمنطق.
وبنفس المنطق لا توجد طائفة سنية في سلة واحدة، فهناك السني القاتل والذباح والطيب والشيوعي والبعثي القومي والمستبد الصدامي والمتدين المتطرف والكافر الملحد واللا ديني والقائمة لا تنتهي....
فما يجري من تقسيم طائفي هو تزوير للواقع واحتيال على الرأي العام لتحقيق أهداف وأجندات أجنبية وتحقيق مصالح شخصية لا علاقة لها بالعراق والشعب العراقي لا من قريب ولا من بعيد.
وفي ما تقدم يتبين جزء من المغالطات الكلامية والمنطق الطائفي وعليه
فالإسلام السياسي الطائفي السني يقول بان المسلمين الشيعة روافض وكفره ومشركون ويعبدون القبور.
والإسلام السياسي الطائفي الشيعي يقول بان المسلمين السنة نواصب تكفيريون ولا يؤمنون بالولاية.
ولو أخذنا بكلام الاثنين - ولا نستطيع تكذيبهما ويفترض بالمسلم ان يكون صادقا دائما - تكون الأحزاب الشيعية والسنية كافرة وخارجة عن الإسلام.
الإسلام دين كباقي الأديان عنده قدرة على التسامح والتعايش مع منظومته الداخلية "المتمثلة بطوائفه" أو الأديان الأخرى- إذا استطاع أهله المتخصصون فصله عن دهاليز السياسة ومتطلباتها الحياتية المتغيرة والمتحركة باستمرار، على خلاف الدين الثابت والغير متحرك في الزمان والمكان -.
المطلوب ليس إلغاء العقائد وإنما المطلوب من العراقيين الآن وفي هذا الوقت الصعب والعصيب والاحتقان الطائفي استعمال العقل قبل أن يضمر وتنتفي الحاجة له ونصبح مجانين ونطيح قتلا بالآخرين.
العقائد لها أحوالها وهي مجموعة أوامر ونواهي لا تخضع للحوار أو الجدل والتطور والتغيير وبالتالي فهي تربي الإنسان المؤمن بها وتحركه وفق شروطها وفي أحايين كثيرة تدفعه للضعف والخنوع، وتغري القوي على استعمالها لإشاعة الشلل داخل المجتمع وعدم التفكير من خلال القدرية الحادة التي تدفع للعنف والاستبداد،.
ولهذا أدعو إلى تفعيل دور العقل الذي له كل المساس والتواصل اليومي مع حجاتنا الحياتية التي تقوم على السياسة والمعاملات المدنية الاجتماعية، ويبقى للدين دوره المحترم داخل دور العبادة بدون إقحامه في كل تدويرات الحياة اليومية التي ستحوله من دين إلى حزب سياسي ينتقد ويخطأ وقد يشتم كما تنتقد وتخطأ الأحزاب "وهذا حق مشروع في عالم السياسة".



#سامر_عنكاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجمود العقائدي - الكارثة المحدقة بالعراق -
- تقييمات صدئة للحزب الشيوعي العراقي!
- مشروع الدولة الاسلامية بين التكفير والالغاء
- محاولة رد على تساؤلات عراب# جيش المهدي
- مقتدى الصدر وجيش المهدي، والموقف الإيراني
- مقتدى الصدر وجيش المهدي والموقف الايراني
- انه بحق حزبا للوطن
- الاخ العزيز جمال
- رد على الاخ سفيان الخزرجي والحرب الاهلية في العراق
- القناة الفضائية العراقية والارهاب
- الواقعية وبعد النظر في الموقف السياسي
- لنصوت للمواطنة والعراق
- طار الصواب يا طلاب جامعة البصرة! فأين المفر أيها الأتعس البص ...
- الحزب الشيوعي العراقي طوق النجاة 2
- الحزب الشيوعي العراقي طوق النجاة


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر عنكاوي - المغالطة الكلامية وحيرة الجواب والمنطق الطائفي