أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف عبد القادر - بل هناك -اجتهاد- مع النص!















المزيد.....

بل هناك -اجتهاد- مع النص!


أشرف عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 545 - 2003 / 7 / 27 - 04:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بل هناك "اجتهاد" مع النص!
 


  عدم معرفة أسباب نزول الآيات واقتطاعها من سياقها وتوظيفها لأغراض أخرى هو سبب البلاء والتشرذم الذي يعانيه المسلمون اليوم، فروي أن عمر بن الخطاب خلا يوماً فجعل يتساءل: " كيف تختلف أمة الإسلام ودينها واحد وقبلتها واحدة؟ فقال له ابن عباس: لقد ‘أنزل علينا القرآن فقرأناه وعلمنا فيما نزل، وانه سيكون بعدنا أقوام يقرؤون القرآن ولا يدرون فيم نزل، فيكون لهم فيه رأي، ثم يختلفون في الآراء، ثم يقتتلون فيما اختلفوا فيه . من أجل ذلك حرص الصحابة والتابعين علي معرفة أسباب التنزيل، وإذا غم عليهم سبب تنزيل آية قالوا للسائل تفسيراً: اتق الله وعليك بالسداد، فقد ذهب الذين يعلمون فيم ‘أنزل القرآن . أفلا يعني ما سبق أنه يجب قراءة القرآن "قراءة تاريخية" فلقد خرج علينا الفقهاء بقاعدة تقول "لا اجتهاد مع النص" ولا أعرف من أين أتوا بهذه القاعدة التي تتنافى تماماً مع صحيح الإسلام فعمر ابن الخطاب اجتهد برأيه _ وهو من الصحابة ومن العشرة المبشرين بالجنة _ وأوقف نصوصاً لازالت موجودة في القرآن، فماذا لو أراد أي إنسان _ الآن _ حاكماً أو محكوماً أن يوقف نص قرآني ؟ فلا شك أن الإسلامويين خفافيش الظلام سيسرعون باتهامه بالكفر والارتداد عن الإسلام والعمالة للغرب وسيبيحون دمه، فلماذا لم يتهم المسلمون الأوائل عمر بالكفر وهو يقف العمل بنص واحد بل بنصوص قرآنية ؟ وقدم في تبريره لذلك حجة رائعة، ما أحرى المتأسلمين في زماننا أن يعوها ويفهموها جيداً، وهي أن العقل مقدم علي النقل والتفكير يسبق التكفير، فمن المعروف أن عمر اجتهد في سهم المؤلفة قلوبهم: وهو سهم نص عليه القرآن صراحة في آية توزيع الزكاة: "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم" (التوبة / 60) فلقد أوقف عمر حكماً ونصاً قرآنياً كان مستقراً في أيام الرسول وجزء من خلافة أبو بكر بناء علي اجتهاد له، حيث اعتبر أن السبب الآن غير قائم وان الإسلام قوي وليس في حاجة لاسترضاء المؤلفة قلوبهم، فلم يقف عمر جامداً أمام النص، بل حلل مقاصده ومراده بالعقل، وحكم علي ضوء الظروف المستجدة . وأزيد الظلاميين المتعطشين إلي إراقة الدماء من عقلانية وانفتاح عمر بن الخطاب _ وكلنا جميعاً نعرف قوة إيمان عمر _ فلقد عطل عمر حد السرقة، فقد روي مالك في الموطأ، أن رقيقاً لحاطب بن أبي بلتعه سرقوا ناقة لرجل من مزينه، فانتحروها، فأمر عمر بقطع أيديهم، ثم أوقف القطع، وفكر في أن يعرف السبب الذي من أجله سرق هؤلاء فلعلهم جياع، وجاء حاطب فقال له عمر: إنكم تستعملونهم وتجيعونهم، والله لأغرمنك غرامة توجعك، وفرض عليه ضعف ثمنها، وأعفي السارقين من القطع لحاجتهم .. وعمر هنا يخالف الآية: "والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا، نكالاً من الله .." (المائدة / 38) فلقد راعي عمر ظروف الحادثة ودار مع العلة وإن أدي ذلك إلي مخالفة النص، وهذه الرؤية الصحيحة هي التي جعلته أيضاً يوقف حد السرقة في عام المجاعة وبهذا المنهج العقلاني هو الذي دفعه إلي إيقاف الحدود في السفر مثل ما فعل حذيفة أيضاً، فأوقف الحد علي شارب الخمر وقال: "تحدون أميركم وقد دنوتم من عدوكم فيطمعون فيكم ؟ " وقد أصدر عمر أمره إلي قواده ألا يجلدوا أحداً حتى يطلعوا من الدرب راجعين، وكره أن تحمل المحدود ( أي الذي أقيم عليه الحد ) حمية الشيطان علي اللحوق بالكفار، وهو لم يوقف الحد وإنما أجله لظروف، حتى تزول هذه الظروف، وهذه كلها اجتهادات لأحكام جديدة ظاهرها مخالفة الرسول وأبو بكر وباطنها أنه طبق روح الإسلام وجوهره ومقاصده، حماية لنفس الإنسان وعقله ودينه وماله، مدركاً أن العدل هو غاية النص . بل إن عمر قد خالف القرآن و السنة أيضاً في تقسيم الغنائم فلم يوزع الأرض الخصبة علي الفاتحين، وكذلك قتل الجماعة بالواحد مخالفاً قاعدة المساواة في القصاص . وكذلك اجتهد عمر ومنع زواج المتعة، رغم وجود النص القرآني الذي يبيحه: "فما استمتعتم به منهن فأتوهن أجورهن" وهذا الزواج مازال قائماً عند الشيعة . ومن المعروف _ في تاريخ الإسلام _ أن الإمام الشافعي غير من فقهه عندما انتقل من العراق إلي مصر، فهذا فقه أدرك صاحبه أنه لابد أن يتغير لمجرد تغيير المكان، مع بقاء الزمان واحداً بين المكانين وثابتاً دون تغير، لكنه أدرك أن الوقائع والأحوال في العراق غيرها في مصر.
فهذا عمر ابن الخطاب الذي لم يفصله عن عهد النبوة إلا خلافة أبي بكر يجتهد ويري أن الأمور تغيرت وها هو الشافعي بمجرد انتقاله من العراق إلي مصر يغير من فقهه ليتناسب مع مجريات الأمور لكل بلد، فأين نحن الآن بعد مرور 15 قرناً من البعثة النبوية؟ ولماذا نقف أسري النصوص القديمة التي عفا عليها الزمان؟ وهل كان القدماء أفضل منا؟ أم كانوا يعرفون أكثر مما نعرف؟ وإلي متي سنظل أسرى فتاوي ابن تيمية وآراء حسن البنا و سيد قطب ؟ و إلي متي سنظل يحكمنا الأموات من خلف القبور؟ و متي سنمسك بزمام أمورنا بأنفسنا ونفكر في المسكوت عنه بصوت عال؟ وكم سنحتاج من نسخ لآيات القرآن التي لم تعد صالحة للعصر الذي نعيش فيه وحسب بل لنا نحن كمسلمين ؟ ومتي ستمتلك نخبنا السياسية والدينية والفكرية الشجاعة الأدبية والسياسية والفكرية وتستحضر جرأة عمر وصراحته وتعلي من شأن العقل وتلغي "آيات السيف" في سورة التوبة، وكذلك آيات "الجهاد إلي قيام الساعة" وكل ما هو غير متناسب مع عصره من عادات متوارثة مثل ختان البنات، و مسألة الحجاب، و مساواة المرأة بالرجل في الحقوق وعدم اعتبارها نصف رجل لنكمل مسيرة المصلح المستنير الشيخ محمد عبده ورشيد رضا ونعاود قراءة القرآن قراءة تاريخية لتتناسب مع روح عصر ثورة المعلومات وعصر حقوق الإنسان، لنجتهد مع وجود النص دون أن ‘نتهم بالكفر أو العمالة ولنا في الصحابة والتابعين المستنيرين السبق في ذلك . فهل تمتلك نخبنا الدينية والسياسية والفكرية هذه الشجاعة الأدبية أم سنظل نمارس سياسة النعامة التي هي سبب بلائنا؟!

ASHRAF 3 @ WANADOO . FR

إيلاف خاص
 
الأربعاء 23 يوليو 2003 16:53



#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف عبد القادر - بل هناك -اجتهاد- مع النص!