|
لبنان: صراع مفتوح الاحتمالات.. وإسرائيل أعجز من أن تتدخل..
قاسيون
الحوار المتمدن-العدد: 1818 - 2007 / 2 / 6 - 12:29
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
لا تزال حالة الاحتقان السياسي سيدة الموقف على الساحة اللبنانية التي تشكل مسرحاً آخر من مسارح الصراع مع المشروع الإمبريالي الأمريكي الصهيوني بأدواته وأزلامه وثنائياته الوهمية. فإلى أين تتجه الأمور حالياً في لبنان؟ وما حقيقة وحجم تسليح جماعات جعجع وجنبلاط والحريري؟ وماذا عن معزوفة التدخل السوري؟ وما دور الأداء الاقتصادي الاجتماعي لحكومة السنيورة وباريس 3 فيما يجري؟ وماذا عن قوات اليونيفيل ووضع المقاومة الوطنية اللبنانية؟ وما هي المخارج من حالة الاستعصاء القائمة وارتباطها بأوضاع المنطقة؟ هذه الأسئلة وغيرها حملناها هاتفياً إلى لبنان لأن «أهل مكة أدرى بشعابها»، وكانت هذه الحوارات التي نعيد إخراجها حسب محاورها مع ضيوفنا الذين حال ضيق وقتهم في منحنا أوقاتاً متساوية فيما بينهم جميعاً دون أن يؤثر ذلك بالطبع على قيمة المعلومات والمواقف التي قدموها، وهم حسب الأحرف الأبجدية: الدكتور علي فياض رئيس مركز الدراسات والأبحاث في حزب الله، والأستاذ غالب أبو مصلح الباحث الاقتصادي من جبل لبنان، والأستاذ ميخائيل عوض الكاتب والمحلل السياسي من بيروت. حاورهم عبادة بوظو. ما هي قراءتكم للحظة الحالية في لبنان؟ إلى أين تتجه الأمور، نحو الحسم أم الفوضى؟ د. علي فياض: ليس بالضرورة أن يكون المستقبل محكوماً بالفوضى أو الحسم، أغلب الظن أن الأمور تتجه باتجاه المراوحة التي ستستمر لأشهر عدة. ويبدو لغاية الآن أن كل المحاولات التي جرت من أطراف إقليميين أو دوليين لإيجاد أي نوع من الحل أو التسوية بين الفرقاء باءت بالفشل. المبادرة العربية الأولى والثانية فشلت، ومن ثم الاتصالات الجانبية التي حصلت أيضاً بمساعدة من السعودية مثلاً لم تفض إلى نتيجة ولم تجد طريقها للتطبيق أو بتعبير أدق بقيت مجرد أمنيات عامة أو ملاحظات لم تتحول إلى مبادرات فعلية. وماذا بخصوص الوساطة السعودية الإيرانية؟ ■ د.علي فياض: هذه الوساطة وعلى الرغم من ماراثونيتها، لم تفض لغاية الآن إلى نتيجة عملية. طبعاً لها آثار إيجابية للغاية كونها التقت على تقدير الطرفين بضرورة قطع أي محاولات للفتنة في لبنان أو في أية ساحة أخرى. ولكن على مستوى إيجاد تسوية عملية تشكل مخرجاً من المأزق الذي تشهده الساحة اللبنانية هذا لم يجر الوصول إليه لغاية الآن. وإذا قلنا بأن الأطراف الدولية تسعى إلى حل فعندها سيكون مشروعاً تماماً السؤال عن السبب الذي يعقد الوصول إلى ذلك الحل. والمقصود هنا بالتحديد هو معرفة ماهية الموقف الأميركي الذي يقف حائلاً ويضع الخطوط الحمراء، والذي، تحت ذريعة حرصه على مصلحة لبنان، رفض رفضاً كاملاً ولم يسمح بالوصول إلى حل أو تسوية. ■ أ. غالب أبو مصلح: ليس بالضرورة الحسم، ماذا نعني بالحسم؟ هل نعني استلام السلطة من جانب المعارضة الوطنية؟ إذا كان هذا هو الحسم فلا أعتقد أن اللحظة الراهنة تسمح بهذا الشيء، ففي النهاية لا بد من حلول دبلوماسية أو حلول ناتجة عن المفاوضات والتوافق الذي يجب أن يلبي حاجات المعارضة أو على الأقل الشروط التي طرحتها، وهي: أولاً، المشاركة بالحكم بأكثرية ضامنة، وثانياً إجراء انتخابات مبكرة للعودة إلى الديمقراطية، إلى حكم يمثل حقيقة الوضع الديمقراطي والشعبي. هذان الشرطان ضروريان وأساسيان جداً للوصول إلى حلول وإلا فالأمور ستبقى متوترة، ولكنها لن تنتقل برأيي إلى فوضى عارمة، إلى الفلتان، كما يجري في العراق، لأن قوى المعارضة في لبنان تملك الأكثرية الشعبية الساحقة ولا تمثل فعلياً فئات طائفية ودينية في وجه فئات وطوائف دينية أخرى بل إنها تمثل تمثيلاً حقيقياً وواقعياً كل المذاهب والطوائف في لبنان وفي كل المناطق، في حين أن الحكومة لجأت للخداع من أجل الحصول على أكثرية نيابية، وهي تحاول عبر هذه الخدعة واستمرارها أن تقود لبنان وتتحكم به لإلحاقه بالمركز الغربي الرأسمالي المهيمن، أي الولايات المتحدة الأمريكية وأتباعها في أوروبا وإسرائيل. ■ أ. ميخائيل عوض: نحن الآن على عتبة مفترق طرق حاد وخطير. الفوضى احتمال ونسبته عالية، وأيضاً الحسم احتمال قائم ونسبته عالية. ما أود الإشارة إليه هو أننا الآن في دائرة الفوضى وهي ليست احتمالاً فحسب. والسؤال المطروح: هل تجري عملية حسم ستقطع دابر الفوضى وتنهي مخاطر توسيع بيئتها إذا ما استمرت التوترات الأمنية إلى زمن أطول؟ من شأن ذلك أن يوفر البيئة والشروط المناسبة لأن تطيل الفوضى زمناً طويلاً، الحسم ربما هو المطلوب وموازين القوى تشير إلى ذلك. لكن وكما هي كالعادة يعترض الحسم أحد أمرين: إما ارتباك في قيادة المعارضة وعدم تقدير خطورة اللحظة والظرف، أو أنه ليس هناك قرار بالحسم وذلك تبعاً لرؤية أو مصلحة تفترض أن حالة الفوضى يمكن أن توفر بيئة تستثمر فيها المعارضة وحلفاؤها أكثر من بيئة حسم تحمِّل المعارضة أعباء سلطة سياسية مأزومة ووضع اجتماعي واقتصادي خطير. وهل يمكن أن تأخذ صيغة الحسم هذه شكل العودة إلى الحوار؟ ■ أ. ميخائيل عوض: لا أعتقد ذلك. فالحسم صيغته الوحيدة هي أن تستخدم المعارضة ما لديها من وسائل ومؤسسات ومشروعية دستورية بالإضافة للمشروعية الشعبية والحياد الإيجابي لمؤسسة الجيش والمؤسسة العسكرية فتعزم وتذهب إلى أخذ السلطة السياسية من يد الحكومة التي مزقت الدستور وخرقته وتمردت على مقولات الإجماع الوطني وتثبيت الاستقرار ولجأت إلى تفعيل ميليشياتها وقناصيها الذين بدأوا يعبثون بالاستقرار والأمن. ■ أ. غالب أبو مصلح: ليس كالحوار الذي كان سائداً في الماضي، إذ أنه كان «حوار طرشان»! الآن هناك صراع وهو لن يصل إلى حرب أهلية بفعل إرادة المعارضة وقوتها الحقيقية ولكن بالمقابل هناك ضغوطات ستستمر وتتصاعد على الأرجح إلى أن تصل المعارضة إلى تحقيق مطالبها الأساسية وهي الآن لا تريد إلغاء القوى الحاكمة الملتحقة بالغرب كلياً، وربما أخذ هذا وقتاً طويلاً ولكن الوصول إلى هذه الحلول مرتبط بما يجري في المحيط، لأن المعركة في لبنان ليست من أجل لبنان فقط بل هي جزء أساسي من المعركة التي تجري في المحيط، أي في العراق ولبنان والأردن وسورية وفلسطين. ■ د. علي فياض: نحن منفتحون على الحوار وإمكانية العودة للحوار قائمة ولكنها ليست عملية فلكلورية بلا معنى. سبق أن دُعينا إلى بعض اللقاءات الثنائية لكن أكدنا على ضرورة إحراز تقدم في المنطق السياسي وإلا ماذا يعني الرجوع إلى الحوار كيفما كان، وضرورة أن يكون هناك استعدادات فعلية للمضي قدماً للبحث عن الحل. أما تحويل الحوار مسألة فلكلورية ولفظية فهذه تعبنا منها واختبرناها مراراً وأصبحنا نعرف نهايتها سلفاً. في خضم ما جرى في لبنان مؤخراً وفي سياق محاولات اختلاق ثنائيات وهمية بعيداً عن القواسم والانقسامات الوطنية، سقط ضحايا وأصبح هناك تراشق بالمسؤوليات حول من استخدم السلاح، السؤال هو ما حقيقة وحجم تسليح القوات اللبنانية وعناصر جنبلاط وعناصر المستقبل؟ ■ د. علي فياض: أنا أريد أن أقول وللأسف الشديد إن هناك محاولات تجري على قدم وساق برعاية خارجية لتسليح بعض المجموعات تحت عناوين طائفية أو مذهبية أو ما شابه ذلك وهذا مؤشر خطير داخل الساحة اللبنانية فالجميع يدعي الحرص، لكن من الناحية العملية لا يوجد شيء على أرض الواقع يبشر بالخير. ■ أ. ميخائيل عوض: لا شك أنه هناك عملية تسليح واسعة بدأت منذ أكثر سنة ونصف، مع الأخذ بعين الاعتبار أن القوات والحزب التقدمي كانوا يملكون أسلحة وبنى عسكرية وشبكة أمنية واسعة طيلة الفترة الماضية ولم يجر تفكيك تلك الشبكة ولم تسلم كل أسلحتها. أما تيار المستقبل فهو حديث العهد وهناك الكثير من المعلومات التي يجري تداولها منذ فترة عن دورات إعداد لمجموعات القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي وكذلك تيار المستقبل على نحو خاص، جرت في الأردن والسعودية حيث تم تدريب أكثر من /1500/ من العناصر والكوادر. ويضاف إلى ذلك المعلومات المتداولة والموثقة حول وصول كميات من الأسلحة عن طريق المطار عبر الطائرات الأمريكية وكشفت عنها محطة المنار وغيرها، هذا بالإضافة إلى وثائق أخرى لدى عدد من القوى حول أسلحة أخرى وصلت عبر مرافئ غير شرعية في جونية وبنت جبيل للقوات اللبنانية. وكيف يمكن الخروج من موضوع التناقضات الوهمية الثانوية التي تحاول الامبريالية الأمريكية خلقها في المنطقة؟ ■ أ. غالب أبو مصلح: بالوعي وطرح الشعارات الصحيحة والتدرج بالشعارات ضمن هذه المرحلة. بالطبع هناك ولاءات متعددة في كل بلد وفي كل منطقة من العالم والسؤال ما هو الولاء المهيمن وبالتالي ما هو التناقض الأساسي المهيمن في المنطقة. إن محاولة خلق توترات أخرى أثنية ومذهبية وطائفية تهدف إلى تفتيت القدرة النضالية المقاومة في هذه المنطقة وبالتالي نفاذ المشروع الامبريالي الصهيوني، الآن في لبنان وبالرغم من كل هذا التحريض الجاري على قدم وساق والذي بلغ أوجه في هذه المرحلة لم تستطع كل هذه التحريضات بالتالي أن تحرف المقاومة الوطنية عن أهدافها الحقيقية فمازالت ترفع نفس الأهداف وتقاتل من أجلها ولا تريد أن تنزلق إلى حرب مذهبية في المنطقة وفي لبنان بشكل خاص وتطرح الأهداف الحقيقية، وبالطبع عليها أن تطرح برأيي أكثر فأكثر القضايا الاقتصادية الاجتماعية التي تمس حياة الجماهير حتى تستطيع بالنهاية تقديم برنامج واضح للسلطة ومن أجل ممارسه السلطة.
#قاسيون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لبنان: صراع مفتوح الاحتمالات.. وإسرائيل أعجز من أن تتدخل ..
-
قرارات بالجملة... والكيل بمكيالين..
-
لبنان على حد السيف
-
الحكومة تتعامى عن الحقيقة...
-
على هامش الأرقام الحكومية..كيف تقضي على البطالة بوقت قياسي؟؟
-
المهلة الحكومية انتهت والأسواق ماتزال غارقة في الفوضى .. وزي
...
-
متى، ومن؟..يعلن الحرب على الفساد الكبير
-
كيف نواجه العقوبات الأمريكية؟
-
وسائل نقل العاصمة بعد ثلاثة عقود
-
ارتفاع الأسعار بين الأسباب والنتائج
-
القومي واليساري التوبة على الطريقة الدينية
-
عقارات «أملاك الدولة»..نافذة واسعة للنهب والفساد والإثراء ال
...
-
الجامعة على طريق الخصخصة؟
-
ابنة «غيفارا» في سورية.. وأبوها في قلوب جميع الثائرين
-
عام 2006 من الدفاع إلى الهجوم المعاكس
-
التهريب.. التزوير.. التضليل.. ثالوث يسبق إلغاء الدعم قصة الم
...
-
أصوات مشبوهة تدعو جهاراً للعودة عن التأميم الهجوم على «التأم
...
-
جيلبيرتو ريفاس يطلق من بيروت معركة الأفكار ضد الإمبريالية
-
الأمريكية أنجيلا ديفيس:ما زلت شيوعية وينبغي إسقاط العنصرية و
...
-
المخرج من أزمة البنى السياسية السورية
المزيد.....
-
كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
-
محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
-
لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|