|
أسئلة صارخة في محراب الذكرى الثالثة لانتفاضة آذار
إبراهيم اليوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1817 - 2007 / 2 / 5 - 12:05
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
بعيداً عن المقدّمات ، وتقنيات التّدبيج الصّحفي ، والتفكير بمعادلات " تطييب الخاطر " المعتادة ،أريد التوضيح بأنّني كنت أحد هؤلاء المفرطين تفاؤلاً، رغم فداحة الألم ، عقب انتفاضة12 آذار ، متوهماً في قرارتي أن ّحالة الإجماع الكردي – رحمها الله وسقا أيامها ولو الأليمة-سوف تستمرّ ، وأنه رغم كل ما تكبدناه في المؤامرة التي تمّت ضدّ الكرد السوريين ، من ضريبة باهظة، كان وقودها كوكبةً من الشباب الكردي، ناهيك عمّا ترتّب على مثل هذه الضريبة – في التالي- من تبعات الاعتقال الاعتباطي التي لا أجد داعياً – الآن- للخوض في تفاصيلها ، ما دامت أنّها قد بلغت حدّ الاستشهاد تحت التعذيب ، كما في حالات معروفة ، موصوفة.....! بيد أنه – وللأسف- ما أن انقشعت غمة ذلك الجوّ المكربن، وإن بحكم التقادم الوقتي النسبيّ ، و الموهوم،حتى وجدنا تصدعات متفرّقة أصابت حالة الإجماع، من منطلق استعار- بكسر التاء- أتون إرث حزبوي ّ، سابق ، ولا أقول : حزبيّ ،ومواقف مسبّقة، متبادلة، وعدم احتمال الرأي الآخر، ومواجهة ذلك بقطيعته ، لدرجة تكون اختلاف حتّى في كيفية إحياء ذكرى كوكبة شهداء هذه الانتفاضة ،والتوزّع بين حدّي مبالغتي : التناسي والاحتضان، ليكون- في التّالي- لكلّ طرف مختلف مع الآخر ،مسوّغاته ، التي لا تصمد إزاء أيّ حوار جاد ، يضع هاجس الحرص على حالة الإجماع في رأس ثوابته......!. كذلك لا أريد ، على صعيد آخر الاستمرار في التنظير في هذا المجال ،ليقيني أنّ كلا الطرفين المختلفين ، ليحمل في قرارته مثل هذه الغيرة التي أزعم حملها ، لولا حالة الاستسلام أمام قداسة الحزبوية المقيتة- عليها اللعنة- التي من شأنها نسف وشائج التلاقي ، وتعزيز دواعي الفرقة ، لئلا يتم ّالمساس بإمبراطوريتها المعظّمة ، ما دامت لم يرتق مفهومها – كردياً –كي تكون دعامات توحيدية ، نحن أحوج إليها ، في أخطر نقطة تحول في التاريخ الكردي طرّاً.....!. وإذا كان السياسي "الحزبوي" الذي لايقبل سوى التناسخ ، ويرفض الاختلاف ، إنما يتصرّف نتيجة استسلامه أمام بقايا غرائز ذاتوية ، قبلية ،مريضة ، وجدت في الحالة الحزبية مرتعاً لها، كي تؤلّه خصوصيتها،وتتعامى عن الآخر ، فإن حالة – مثقفنا- تبدو أعقد في هذا المقام ، مادام أن الأمور قد انحدرت به، إلى مزلق عدم تقبل مجرّد الجلوس مع الآخر، ولو على طاولة حوارية- بعكس الحزبوي- الذي قد يخون سواه ليلاً، ويلتقيه نهاراً،كأحد مستلزمات عدّة الشغل- وقد يكون ذلك حتّى بدافع تعزيز – حالته الحزبوية- وإن كان ذلك حتّى في مواجهة سلوك حزب كردي آخر، ولا أسترسل في التوصيف المأساوي لعلاقات النخبة الثقافية- وأنا من بينهم معاناةً لا تصنيفاً نخبوياً- رغم رفضي الآن، وسابقاً ، ومستقبلاً، أن أكون- طرفاً في ما يتمّ بهذا الشكل المزريّ - وهو ما لا يقبله كلّ مختلف مع الآخر على حده ،ما لم تصفق له في وجه خصمه، وأعفو نفسي- هنا- عن الخوض في جملة الأسباب التي أدّت إلى ذلك ،ما دمت أزعم الدعوة إلى رأب كل صدع ، وتجسير كلّ هوة ، وهدم كل جدار وهميّ ،يحول دون تواصل الطاقات الكردية على كافة الأصعدة، مادام أن الكردي هو أحوج أمم الأرض، قاطبة، إلى قوى وطاقات بنيه ، بل وأصدقائه ، أنى وجدوا.......ّ! عموماً ، ثمة أسابيع قليلة- فحسب- تفصلنا عن عتبة الذكرى الآذارية ، وما زالت أدوات التفكير لدينا كما كانت –رغم وجود بوارق أمل وبشائر قد تلوح في الأفق- لكنه لمّا يتح لها المجال بعد- لدرجة أنه لما يتمّ الاستفادة من هذه المحطّة الأكثر تحولاً في تاريخ كرد سوريا ،كما ينبغي ، وهي نقطة مؤلمة ، جداً ، لاسيّما عندما يكون ذلك، حتى على صعيد الموقف من إعادة صياغة الذات ..! ومن هنا ، يكون المصاب آلم ، والحزن أعمق ، إذا علمنا أنه لاتوجد حتى هذه اللّحظة ، أية عودة لقراءة وثائق 12 آذار، وتحليلها ، ودراستها بدقّّة، بعيداً عن وطأة شحنتها الإنفعالية، بل ثمّة الكثير من الشهادات لمّا يوثق ، والوثائق لمّا تجمع ما عدا حالتين مشكورتين غير كافيتين – فحسب- تمتا على مدار ثلاث سنوات ، لتكريس الانصراف إلى الاختلاف في وسم هذه المحطة أهي: انتفاضة؟ أم حدث؟ أم فتنة؟ أم هبة؟أم مؤامرة ؟ أم مخطط؟ ، أم مسرحية ؟ أم سيناريو ؟، أم لست أدري ماذا؟، وهي كلّ ذلك ، وسواه ، في زعمي ، بل ودون أن نفكّر – على مستوى عمليّ- بتقديم دعاوى ضدّ أدوات تنفيذ إطلاق الرّصاص ، وذلك عبر المحاكم ، داعين إلى أن تكون نزيهة ، فاعلة، بعيدة عن الفساد الوالغ ، الواغل فيها، مصرّين- في الوقت نفسه- على المطالبة بتبنّي قضية هذا الملفّ ، وعدم تجاهله، موثقين بهذا دماء أنبل وأعزّ أبنائنا، لمحاكمة ومحاسبة من استباح تلك الأرواح الطّاهرة، وحاول إلحاق الهزيمة بما وقع منها بين يديه ،عن طريق إرهابها، و محاولة شلّها، ضمن مخطط معروف، تعالوا نصلّ – إذاً -لأروح هؤلاء!، تعالوا نحتف بها!، ولكن، على نحو حضاري، وسلمي، لائقين بمقاماتها العلية، فهل نحن فاعلون؟، أم سننصرف إلى التنظير لطرق الاحتفاء على غرار : بدنا....... وبدنا.......!
الأول من شباط قامشلي يوم شهدائنا الأربيليين2007
#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أحد بلا ساعة يد
-
رسالة مفتوحة إلى محيي الدين شيخ آلي:
-
ما أشبه الطعنة بالطعنة : في ذكرى الشهيدين الكرديين كما ل أحم
...
-
كرد سوريا : صقور وحمائم..!
-
ثلاث قصص طويلة جداً
-
إعلان دمشق بعد عام من انطلاقته
-
إعدام الاستبداد: رسائل تصل سريعاً....!
-
سليم بركات يكتب بالكردية...!
-
حوار مع الشاعر إبراهيم اليوسف: المرأة جزء رئيس في الفضاء الش
...
-
أما آن الأوان لملف الإحصاء الجائر أن يطوى
-
مهن ممتهنة
-
المثقف الكردي قابضاً على الجمر
-
حين يكون المثقف الكردي بين نارين
-
خمس وأربعون دقيقة كردية في قصر الضيافة الدمشقي
-
العدوان الإسرائيلي على لبنان : دعوة إلى قراءة صائبة ومنصفة..
...
-
محمد غانم - وأسرار الرقم - - 6
-
الشيخ معشوق الخزنوي : الصورة اللأخيرة
-
سهيل قوطرش وداعاً
-
الوجه الآخر للاعتقال السياسي
-
كي تصنع وردة ربيعاً
المزيد.....
-
ماذا فعلت الصين لمعرفة ما إذا كانت أمريكا تراقب -تجسسها-؟ شا
...
-
السعودية.. الأمن العام يعلن القبض على مواطن ويمنيين في الريا
...
-
-صدمة عميقة-.. شاهد ما قاله نتنياهو بعد العثور على جثة الحاخ
...
-
بعد مقتل إسرائيلي بالدولة.. أنور قرقاش: الإمارات ستبقى دار ا
...
-
مصر.. تحرك رسمي ضد صفحات المسؤولين والمشاهير المزيفة بمواقع
...
-
إيران: سنجري محادثات نووية وإقليمية مع فرنسا وألمانيا وبريطا
...
-
مصر.. السيسي يؤكد فتح صفحة جديدة بعد شطب 716 شخصا من قوائم ا
...
-
من هم الغرباء في أعمال منال الضويان في بينالي فينيسيا ؟
-
غارة إسرائيلية على بلدة شمسطار تحصد أرواح 17 لبنانيا بينهم أ
...
-
طهران تعلن إجراء محادثات نووية مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|