أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - ليلي عادل - بغداد....














المزيد.....

بغداد....


ليلي عادل

الحوار المتمدن-العدد: 1817 - 2007 / 2 / 5 - 12:19
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


(يمته نرجع لبغداد...) يفاجئني طفلي بسؤاله البريء (بيتنا و العابي وبايسكلي و الطووووووبة) سؤاله هذا أصابني بالمرض و الحيرة التي لازمت لساني و اغرقتني في صمت ...لا نهاية له ..ووجه طفلي المليء بالملل من انتظار جواب يتمناه ..و ربما كنت انا ايضا اتمنى قوله ...:قريبا ...كلا ..ربما ابدا ...
انسى بغداد ...هذا هو شعارنا الجديد ..انسى البيت و الحديقة التي تركت فيها كرتك عند آخر ركلة وجهتها نحو الحائط الذي يفصلنا عن الجار انسى الدراجة التي لوحتها شمس صيف العراق و أخفت الوانها ..انسى غرفتك التي امتلأت حيوانات محشوة و سيارات سباق صغيرة و كبيرة ..نعم كانت متعتي ان اتسوق الألعاب تحججا بك لأمارس الجزء الصغير مما تبقى من طفولة بداخلي ....
انسى انه كان لديك يوما وطن ..و لا تنتظر ان يكون لك يوما عراق بديل تسكنة و تغمض عينيك تحت سمائه مطمئنا كما لم نذق يوما طعم الأطمئنان و السكينة تحت سماء ذاك الوطن العتيق المبتلى بناسه و بأطماع من هم خارجة...ذاك الوطن الذي بيع في مزادات المذاهب و الأديان و القوميات و ذهبت هوياتنا و عراقيتنا فوق البيعة ...ضاعت الجراوية العراقية بين عمائم قذرة و شماغات غبية طائشة ...حضاراتنا التي كنا نتباهى بها ..سومر ..أكد ...بابل ...آشور ..و الحضر ...تمر كشريط سينمائي في مخيلتي كأني عشتها و كأنها ما زالت تعيش بداخلي ...ما قيمتها اليوم و نحن نغرق دما و جثثا و فنون في القتل و السلب و الفناء ...هل يعرف القتلة من هم و ابناء من و أحفاد من...ما هو تاريخهم و كيف سيرسمون المستقبل ...هل يعرف صاحب العمامة المريض فكريا من هي شبعاد ...و هل يعلم من يرتدي شماغه و يخفي به وجهه ممسكا بسيف يقطر دما من هو اوتو حيكال ..او دموزي ..من اين اتيتم لنا و شطبتم على بلد ذو تاريخ و هوية مميزة تجعل صاحبها يتميز عن كل الشعوب ..يتميز بكونه عراقي يحمل ارث العراق ...لا المادي ..بل الحضاري وا لفكري ...جئتم من الهامش و شطبتم على كل شيء و شطبتم علينا و على هوياتنا التي كانت هي كل ثروتنا ...و ها انتم بعد ان بعتم الوطن برخص التراب تبيعوننا بالجملة يوما اثر يوم و بأبخس الأسعار ...
سلام لبيتي الذي سكنه الغرباء ..سلام على كل لوحة معلقة و اسفي لها عن كل نظرة من غريب لا يفهمها و يسيء اليها ...سلام على الكتب المكدسة على الرفوف .. سلام على النخلة و الشجرة ..سلام على العاب طفليّ... التي تركوها و في قلوبهم الصغيرة حسرة ...ستبقى تلازمهم طول العمر ...
هل اجيبك يا صغيري ..اننا لن نعود و اننا سننسى ان لابد للأنسان من وطن و تراب ...اننا سنتخذ من اي بلد يحتضننا و يقدم لنا الأمان و السكينة ..وطن ننتمي اليه و نخدمه كما حلمنا ان نخدم العراق ...اننا سنغير هوياتنا و لغتنا و حتى الوان وجوهنا ..انا اكيدة انك و لصغر سنك ستتمكن من فعل كل هذا ...اما انا فسأضل احلم بذاك اليوم الذي أعود فيه الى العراق الذي اعرفه ..الى بغداد ..التي ادمنتها ..الى بيتي الذي هجرته...



#ليلي_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعدام......
- دستور!!!!!!!يا بوش
- الأحساس بالفقد..
- في حقيبتي.....وطن..
- مصائد المهدي و رصاصات بدر
- رشوة....الرب
- المشهداني....شقاوة قهوة البرلمان
- حكومة..... ميليشيات
- الله ....أرهاب
- كم بدا الموت قريبا
- حلم ...أم كابوس
- حكومة زيارات ...حكومة وفيات
- صواريخ...صواريخ
- المرجعيات الدينية ...جحيم العراق
- ذاك المرض..تلك الميليشيات
- خطّة أمنية ..توصلك الى ..موت ..سريع ..آمن
- الحجاب...أو حزّ الرقاب
- بورصة...الوزارات العراقية
- فتاوى آخر زمن
- لا عراقيين ...في حكومة العراق


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - ليلي عادل - بغداد....