الولايات المتحدة الأمريكية ،بصفتها القوة العظمى الأولى في العالم تقف امام مسؤليات هائلة، وبقدر تعلق مسألة احلال السلام في ليبيريا وحماية السكان المدنيين من التعرض لأضطهادات وحشية، وضمان عودة الأمن والأستقرار الى البلد بمدى استعداد الولايات المتحدة الامريكية للتدخل وحسم الوضع لصالح السلام والاستقرار، فانه لا يمكن لاحد ان ينكر بان تلكؤ امريكا وترددها في اتخاذ قرارات حاسمة وشجاعة فيما يخص الشأن الليبيري، يضعها امام مسؤلية اخلاقية لايمكنها التملص من تبعاتها الماساوية، وفي النهاية فان امريكا ستضطر للتدخل على اية حال، الا ان لترددها وتلكؤها نتائج وعواقب مأساوية سيضطر الشعب الليبيري المغلوب على امره الى تحملها ،وقد تحمل مالا طاقة للبشر على تحمله وكفاه ماعاناه، اذن فالأدارة الأمريكية مدعوة الى التدخل بأقصى سرعة وبالذات بعد ان قام الرئيس الأمريكي جورج بوش الثاني بجولته الأفريقية الأخيرة . ان العالم الأعمى والأصم الذي يشهد يوميا عذابات الليبيريين المرة ولا يتحرك قيد انملة واحدة، هو عالم مشلول ومحكوم بمصالح ضيقة على حساب المباديء الأنسانية النبيلة، ولذلك عليه ان يسكت عن تدخل غيره في سبيل ايقاف المذابح والعذابات، والا فليتفضل وليري الجميع همته الأنسانية من اجل انقاذ بني البشر في كل مكان على الكرة الأرضية. وعليه فأن الولايات المتحدة الأمريكية مدعوة وبقوة للتدخل السريع والمباشرفي ليبيريا ومحاولة حل القضية الليبيرية حلا عادلا ونهائيا وبالتعاون مع ابناء البلد، وعليها ان تتصدى لمسؤلياتها بكل شجاعة، او ان تنضم الى العالم الخاضع لمقاييس الحرب الباردة التي عفا عليها الزمن .