أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مالوم ابو رغيف - حسن العلوي وكتابه عمر والتشيع















المزيد.....

حسن العلوي وكتابه عمر والتشيع


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 1816 - 2007 / 2 / 4 - 11:32
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


المطلع على كتابات حسن العلوي التي كان يكتبها في مجلة الف باء الاسبوعية في سبعينيات القرن المنصرم لا يدهش من موقف حسن العلوي المتملق للوهابية السعودية والقومية العربية الجديدة التي تستند على الدين الاسلامي بصفته اهم مكوناتها. كانت كتاباته تثير السخرية والضحك، فتملقه وامتداحه للبعثيين الكبار في مراكزهم الصغار في نزواتهم وافكارهم وتطلعاتهم، بلغت حدا يستحي منه المتسولون، لم يستجد العلوي اموالا ولا مركزا، هو دون ذلك بكثير، بل كان يستجدي رضا وقبولا، فمن طبع الاذلاء السرور والفرح وان كلفوا ولو بتلميع الحذاء وتقديمه لصاحب المركز الاعلى.
عمر والتشيع، هذا هو كتابه التي قال عنه انه القنبلة التي سيفجرها في وسط زحام اللغو الاسلامي المذهبي وستثير لغطا وصخبا بالغيين وان الكتاب القنبلة سيساء فهمه من الشيعة والسنة والناس قاطبة. اهرانا العلوي بكتابه هذا ردحا وهذرا وثرثرة فارغة عبر فضائيات العهر العربي المعروفة وخاصة فضائية المستقلة السعودية التمويل المؤدلجة وهابيا المملوكة للتونسي الهاشمي الحامدي. اسم يذكرنا بجنجلوتية جمهورية القذافي العربية الاشتراكية الجماهيرية العظمى.
الكتاب لم يصدر بعد، لكن العلوي عرض اغلب محتوياته وتكلم عن المحاور الاساسية فيه والتي لا تتعدى التغني باعمال وافعال وخرائق ومنجزات الخليفة عمر بن الخطاب وعن شراكة علي بن ابي طالب معه في الحكم. وعلى العموم ليس ما تحدث به حسن العلوي بالشئ الجديد، فالكتب الوهابية والسلفية الحديثة تتحدث عن ذلك كثيرا، وتتحدث ايضا عن الصداقة وروح الاخوة والصحابة الاسلامية التي تربط علي وعمر او تلك التي تربط المسلميين الاوئل بحبالها حتى اذا تحولت تلك الحبال الى حبال مشانق وسحل في الطرقات او اربطة للتكتيف والاسر للارغام الناس على البيعة وقسرهم واجبارهم على الطاعة والامتثال لامر ولي الامر او للخليفة او للملك تعابير متعددة لمفهوم واحد هو الدكتاتور.
في فضائية البغدادية وضمن حلقات خصصت للحديث عن كتاب حسن علوي الجديد، اطل علينا الكاتب المرقط، فكرا شكلا وملبسا، ليتحدث عن كتابه وعن مزايا عمر وعن شخصيته الفريدة في التاريخ الانساني وعن درته، اي العصا التي ابتكرها عمر لضرب من شاء ضربهم. لأول مرة في حياتي اسمع كاتبا يتغزل بعصا او بسوط الجلاد. فالدرة( العصا) عند حسن العلوي مثل الاشارة الضوئية، الضرب بها يعني اللون الاحمر وهزها او التلويح هو اللون الاصفر وتركها دون التلويح بها هو اللون الاخضر والذي يعني سماح الخليفة وسماحته وحلمه ورضاه الذي لا يكون الا من اجل صالح المسلمين العرب وفائدتهم . الدرة يقول عنها حسن العلوي مشتقة من فعل در، اي در ذرع الناقة فافاض بالخير والحليب، فالضرب بعصا عمر يعني فعل الخير، يعني الحد بين الباطل وبين الحق، بين الاسلام والكفر، بين العرب وبين غير العرب، ويفيض حسن العلوي مثل الناقة غير انه يفيض ثرثرة وسذاجة فيقول، ان الدرة هي ليست العصا، كما يقول العلمانيون النزقون، بل انها (الشطب) اي غصن الشجرة الرقيق الذي لا يوجع ولا يؤلم انما يدغدغ!! فعندما يهوي بها عمرعلى الصحابة او على العشرة المبشرين بالجنة، وهم بالطبع من اقارب عمر وابو بكر وعثمان واغلبهم من نفس فخذ العشيرة، فان عصاه او الشطب، يقول العلوي، مثل الملعقة التي تخلط السكر بالشاي ليصبح المذاق حلوا، وعندما يعلوا بها وتنزل فوق الرأس فانها ثل يد حانية تلامس راس يتيم. هل سمع احد مملوكا او عبدا يتغزل بالسوط مهما كانت رقة هذا السوط.؟ حسن العلوي لا يعير اهتماما للعصا ما دام ضربتها لا توجع ولا يهمه ان تكون رمز الاهانة، فهذا الرجل تربى على دمغات واساليب البعث، مثل بقية العرب الذين يحنون الى كرباج صدام وقسوته وبطشه ويتمنون عدوته لاسكات الناس بغازاته الكيمياوية. ثقافة عمرية خطابية تلك التي اعتادها العرب.
يقول حسن العلوي ان عمر بن الخطاب هو الاسلام كله، هو العرب كلهم، فالاسلام والعرب لولاه لما كانوا. العلوي هنا على حق، فمحمد بن عبد الله وبعد فشل غزوة مؤته لم يخاطر بجيشه ولا بجنوده ولا بصحابته، اكتفى بما حققه في جزيرة العرب، فهو نبي عربي، لكن طمع عمر او طموحه، ومن الصعب وضع تفريقا بين بين المصطلحين، خاصة اذا ما عرفنا بان المهمة الاولى للجيوش الاسلامية الغازية هي النهب والسلب والمصادرة وارسال كل الغنائم الى عاصمة الخلافة الاسلامية يثرب حيث الخليفة وحاشيته ومقربيه ينتظرون على احر من الجمر لكي تتوزع الغنائم فيما بينهم حسب التوزيع الجديد الذي ابتدعه عمر بن الخطاب والذي خالف به توزيع محمد وتوزيع ابو بكر، واذا كان محمد قد اكتفى بما حقق وما وصل اليه، ولم يشغل باله في نشر الاسلام بنفس الطريقة الاولى التي اتبعها ، فان عمر لم يقنع بذلك. فجيش الجيوش للهجوم على البلدان المجاورة دون سابق انذار وارغمهم للدخول الى الدين الجديد بعد نهب كل ما تقع عليه ايدي الغزاة، ومن رفض او قاوم او تمسك بدينه ورفض الاذعان القسري كان جزاؤه القتل. يا لعدالة عمر.
قد يقول قائل ان منطق العصر وعلاقته كانت كذلك، هذا بالطبع صحيح، فاذا كان منطق العصر السابق لا يلائم منطق العصر الذي نعيش فيه، افلا يكف هؤلاء النفر من امثال حسن العلوي او الرهط الاسلامي عن تصديعنا بافعال الصحابة وعظمتهم ورفعتهم وجهادهم.؟
وان كانت الغاية التي اتبعها عمر هي نشر الدين الاسلامي واعلاء كلمة الله، فلماذا النهب والسلب والقتل والقسر والاجبار، هل الغاية تبرر الوسيلة عند الاسلاميين وعند المتملقين والقومجيين.؟
عمر هو اول من ربط القومية مع الدين، وما نراه الان من ربط بين الدين السني وبين القومية العربية الا احياء لسنة عمر التي ابتدعها و اتبعها ونفذها ضد المسيحين واليهود العرب. لقد اخرج هذا الخليفة الافا مؤلفة من القبائل العربية المسيحية واليهودية وصادر ممتلكاتهم وطردهم من مواطنهم لانهم غير مسلمين. عمر بن الخطاب كان لا يتصور ان يكون العربي غير مسلم، فالاسلام هو دين العرب، ومحمد عربي، والقرآن عربي، فلماذا يختار العربي دينا اخر غير الدين الاسلامي!!!

من الواضح ان عمر بن الخطاب كان له تاثيرا كبيرا على النبي محمد، ولقد راينا ذلك في اكثر من موقف، واخبر عنه القرآن الذي بين ايدينا ان لم يكن القرأن قد حُرف وتغير بما يخدم الحدث. فهو مرة ينهي محمد عن الصلاة على رجل غير مسلم ومرة يامره بتحجيب نساؤه. فاية الحجاب والعزل ما كان لياتي بها محمد لولا عمر بن الخطاب، فمرة وعندما كان النبي محمد والخليفة عمر وعائشة يتناولون الطعام معا اذا لامست اصابع عمر بالخطاب اصابع عائشة في صحن الطعام فقال لمحمد الا حجبت نسائك. وبعدها نزلت اية الحجاب. وهكذا فان تاثير عمر السلبي على محمد كان له تاثيرا بالغ القسوة على النساء الى يومنا هذا، فكان سبب، ان صحة الرواية، ان تدفن المرأة في عبائة سوداء تشبه اكياس القمامة وكذلك سببا بعداوة المسلمين للعرب المسيحين ولليهود ايضا.
يقول حسن العلوي في مقابلة مع جريدة الحياة ا اخسر عندما اترك سفارتي ودولتي وامتيازات دولتي، سأخسر كثيراً من الجمهور العراقي الذي سيسيء فهم كتابي هذا »عمر والتشيع .
فهل مثل هذا الكلام يصدر من رجل يطلق عليه البعض لقب المفكر، فهل السفارة ملك لكي يخسره، ولماذا يخسر دولته على حد تعبيره ويخسر امتيازاتها لمجرد انه كتب كتابا، ولماذا يخسر الجمهور العراقي الذي يضن هذا الرجل المتملق انه افهم منه.؟
اما عن السفارة فهو الذي قال ومن خلال قناة المستقلة الوهابية بان السوريين قد اهملوه كسفير ولم يستقبلوه ولم يوافقوا على رفع العلم العراقي على السفارة فاضطر الى هجرانها والمغادرة الى لندن حتى يتم تسوية الخلاف العراقي السوري، بينما الان يقول انه يعيش في بيت واسع اهداه له حافظ الاسد ربما لخدمات لا يستطيع ان يكتبها بكتاب او يشير لها بمقال كما يفعل الان بكتابه موضع النقاس الذي يخدم به السياسة الوهابية وحملتها على الشيعة العراقيين البسطاء والتحريض على قتلهم. واما الامتيازات فهو يتمتع بها الان في سوريا وفي السعودية التي يحمل جواز سفريهما كما يصرح ويفتخر بذلك بانه لم يحمل جواز سفرا اجنبيا انما عربيا، وكان سورية او السعودية بالنسبة للعراق ليستا بالدول الاجنبية.
ان مهمته حسب ما يدعي هي الحفاظ على الشيعة من الانتقام السني. لذلك تشويه الحقائق وتزوير التاريخ ومكيجة الشخصيات والاطراء على الجلادين وعقد صلح بين الكذب والصدق لنرجع مرة اخرى ايام الاطناب الاسلامي بالابطال المزوريين، لنعمى عن رية الهدف الحقيقي للغزوات الاسلامية والمصائب التي سببتها لمئات الاف البشر من استعباد وسبي واسر وامتلاك ونهب وسلب واذعان وفرض ضرائب.
لم يكن العلوي سوى مداحا في زمن البعث وسيبقى مداحا مرة لال سعود ومرة لال الاسد لكن التاريخ والحقائق لا تستطيع براثن حسن العلوي ولا غيره من خنقها او تشويهها، وعلى اية حال الناس ليسوا بالعميان ولا بالاميين.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الخلف اكثر فهم من النبي محمد والسلف الصالح.؟
- لا عجب ان يكون صدام رمز الامة الاسلامية
- هلكوست اسلامي
- دولة بلا دين هي الحل الامثل
- ماذا يريد الاسلاميون ؟؟!!
- خلقناكم شعوبا وقبائلا لتتذابحوا
- مجتمعات النفاق الاسلامية
- من اعطى لله وجها اخر.؟
- تعبنا من الاسلام السياسي ومن الدين كله
- المرأة البرلمانية والملا محمود المشهداني
- احتجاج على الله
- هل قال الله ايها النبي حجب اطفالك البنات.؟
- الاسلام بين لمسات التجميل ومبضع الجراح
- العراقية..والوطنية و مصالحة المالكي.
- في كردستان ليس لعلم البعث مكان
- التقديس والتدنيس
- حرب لبنان في فتاوى المسلمين ومواقفهم الشاذة
- سقوط الاسلام السياسي في العراق
- المهمة جعل الاسلام انسانيا وليس ديمقراطيا.
- !قل للمسؤولين المجرمين اخرجوا من السجون آمنين


المزيد.....




- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مالوم ابو رغيف - حسن العلوي وكتابه عمر والتشيع