أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - حبيب تومي - العراقيون في سوريا .. اين المفر ؟














المزيد.....

العراقيون في سوريا .. اين المفر ؟


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 1816 - 2007 / 2 / 4 - 03:13
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


سوريا هذا البلد العربي العريق يقطنه شعب مضياف يفتح قلبه لزواره من الأصدقاء والأشقاء . وهكذا كانت ابواب هذه البلاد مشرعة أمام اخوانهم العراقيين الذين هجروا مدنهم وقراهم وتركوا بيوتهم وحلالهم هاربين من الموت ميممين شطر بلاد الأمان والأستقرار في ارض الله الواسعة . وكانت سوريا هذا البلد الكريم أرضاً طيبة وصدراً رحباً لأستيعاب هذا التدفق السكاني من العراق نحو سوريا من جميع الملل والنحل . فتحولت دمشق ( الشام ) والمدن السورية الأخرى الى مدن مشتركة يقطنها السوريون وأخوانهم العراقيين من السنة والشيعة والعرب والأكراد والكلــــدان والسريان والآشوريين والتركمان وكل مكونات النسيج المجتمعي العراقي الجميل .
هكذا كان امام الشعب السوري المضياف ان يتقاسم مع ضيوفه من الجالية العراقية بحصة من رغيف خبزه وقوته اليومي ، فكان ان يشتركان في ماء الشرب وفي استخدام الكهرباء وفي الخدمات الطبية وفي السكن والنقل والملبس ومقاعد الدراسة وكل متطلبات الحياة ، هذا إضافة الى الحديث المفعم بالمحبة والطيبة من المواطن السوري في تعامله مع المواطن العراقي والذي يبعث الدفئ والمحبة في النفس .
إن الجالية العراقية في سوريا قد فوجئت بالقرارات السورية والتي تضع حدوداً لأقامة العراقيين على الأراضي السورية وفق ضوابط جديدة ربما تحد من تدفق العراقيين وتقلص مدة إقامتهم .
لقد ترك العراقي وطنه ، مرغماً ، وترك ما يملك من عقار وأملاك ، واكتفى بما قل وزنه وغلا ثمنه ، وفي أرض المهجر تقلص طموحه الى الحد الأدنى من متطلبات الحياة . فكان هدفه العثور على مأوى يأوي اليه بديلاً للبيت والأرض والوطن ، وهو يستسلم بحسرة في لحظات من الخيال والوجدان الى الواقع الذي آل اليه مصيره ومصير عائلته وأطفاله ووطنه الجريح فيغرق في دافئات الحنين حينما يسمع مستسلماً الى موّال يقول :
عليوي أبني كبر
بصف الأول صار
شنطوه أول درس ؟
أنطوه دور ودار
ردني وسألني الطفل
شتعني بابا الدار ؟
كتلة الدار يعني الوطن
والدور يعني الجار
كَالّي غرفتنا بابا وطن
كَتلا أي بابا
غرفتنا وطن وطن وطن
وطن بس وطن
بالأيجار
هذا هو حال العراقي يطرق الأبواب لكي يقبل كلاجئ سياسي او انساني ، ليس هرباً من كارثة طبيعية او أعصار مدمر ألم بالوطن او مرض فتاك او قحط حل بأرضه ، إن الطبيعة قد أكرمت العراقي بنهرين عظيمين ، دجلة وفرات الخالدان ، وأكرمته بثروة من المعادن ومنها الذهب الأسود ، ولكن العراقي لم ينعم بهذه الثروات حينما سرق اللصوص بوضح النهار اهم ما يملك ألا وهو هويته العراقية .
نعم لقد فقد العراقي أعز ما يملك حينما سرقت هويته العراقية ، وأعطيت له هويات أخرى منها الهوية الدينية وأخرى قومية وثالثة مذهبية ورابعة مناطقية وخامسة عشائرية وهلم جراً ، فكان ان تاه العراقي بين هذه الأنتماءات وفقد درّته النفيسة وهو الأنتماء العراقي الأصيل ، وهكذا أفلح اللصوص في سرقة الوطن العراقي واصبح العراقي بدون وطن وهو يرضى بغرفة واحدة يأوي اليها هو وأطفاله حتى لو كانت بالأيجار .
أمام المجتمع الدولي حالة انسانية معقدة مرتبطة بمئات الآلاف إن لم يكن الملايين من البشر يحملون الهوية العراقية . طردوا من بيوتهم او أضطروا الى تركها تحت طائلة التهديد بالقتل ، او تحت ضغط انعدام الأمن والأمان وغياب الخدمات الضرورية للحياة كالماء والكهرباء والعلاج ... وبعد ان استقر هؤلاء الناس في هذه البلاد كانت امامهم المصاعب الأقتصادية ، كما برزت أمامهم صعوبات أخرى تتعلق بتبديل جوازات السفر العراقية القديمة ، ثم كانت الصعوبات في الحصول على سمات الدخول الى الدول الأجنبية ، وكات ايضاً أمامهم احتيالات المهربين الذين يتربصون بهؤلاء البشر الحائرين . كل ذلك وقائمة طويلة من المصاعب فبرزت في الأونة الأخيرة مسألة الأقامة في سوريا واحتمالات العودة الى الوطن الذي تمزقه الأنتماءات الطائفية وتنتشر فيه برك الدم وتحكمه حكومة لا حول لها ولا قوة .
إن كل منصف يقدر الجهود التي تبذلها الحكومة السورية في سبيل استيعاب التدفق البشري من العراق لكن ه-ا لا يمنعنا من القول أن الأشقاء في سوريا معنيين للمساهمة في التخفيف من هذه المعانات الأنسانية والنفسية التي يعانيها المواطن العراقي في ه-ه الدولة الوفية .
من جانب آخر فإن المجتمع الدولي والمنظمات الأنسانية ليس من المعقول ان تقف مكتوفة الأيدي تتفرج ببرود على المعانات الأنسانية التي تحيق بكتلة كبيرة من البشر لا ذنب لهم سوى أنهم يحملون هوية عراقية .



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يحمل البيشمركة مفاتيح المشكلة الأمنية في بغداد ؟
- نهاية أسطورة صدام ومأزق الحكومة العراقية
- رابي يونادم كنا .. فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
- المؤتمر الآشوري في السويد وأوهام في الرؤية السياسية
- الشئ الذي لم أشبع منه طول عمري !
- يا عقلاء الأسلام صافحوا هذا الرجل إنه إنسان عظيم
- حكومتنا .. لأنها تؤمن بالديمقراطية فعليها ان تستقيل
- لماذا يسكت عقلاء الأسلام على ذبح الأقليات الدينية العراقية ؟
- الأستاذ مسعود البارزاني واستراتيجية إقامة الدولة الكردية 4
- يشوع مجيد هداية شهيد الوطن العراقي
- حتى أنت يا قس عمانوئيل يوخنا!
- نعم نعم لوحدة شعبنا ولمشروع الحكم الذاتي
- منصور أودا استاذ في الرياضيات والتراث الألقوشي
- مسعود البارزاني واستراتيجية إقامة الدولة الكردية -3
- أحبائي الشيعة .. الأسلام السياسي الشيعي فشل في حكم العراق
- وبعد مبايعة كنائسنا للسيد سركيس آغاجان .. ما العمل ؟
- الأستاذ مسعود البارزاني واستراتيجية إقامة الدولة الكردية الح ...
- الأب يوسف حبي وعظمة بابل
- الأستاذ مسعود البارزاني واستراتيجية إقامة الدولة الكردية / ا ...
- معذرة استاذ سركيس آغاجان دمج تسمياتنا يفقدها إصالتها التاريخ ...


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - حبيب تومي - العراقيون في سوريا .. اين المفر ؟