أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نصر حسن - ذكرى مأساة حماة ...الصفحة السوداء في مسيرة النظام السوري !.















المزيد.....

ذكرى مأساة حماة ...الصفحة السوداء في مسيرة النظام السوري !.


نصر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1815 - 2007 / 2 / 3 - 11:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تمر الذكرى الخامسة والعشرون لمأساة حماة التي نفذها المجرمون في شباط المشؤوم عام 1982 , شهر الجريمة في حماة , شهر تصفية الحركة الوطنية والمقاومة الفلسطينية شهر جريمة اغتيال رفيق الحريري شهر جرائم النظام القديم الجديد في سورية ولبنان , ذكرى جريمة مثلت صفحة سوداء في تاريخ النظام وقلق مستمر في وجدان الشعب السوري وفعل جبان في تاريخ سورية الحديث ومحطة دموية مرعبة في مسيرة النظام السوري , محطة افتراق مؤلمة بين نظام مارق على القيم الوطنية والإنسانية وشعب ُقتل بسلاح بعض المدعين الإنتماء إليه , وسارق لشعارات الشرعية والقومية والتحرير , وغارق بالجريمة والرذيلة إلى أذنيه , وناعق بالوحدة الوطنية التي مزقها أشلاء ً كهنة النظام القدماء والجدد الأموات منهم والأحياء , عرابوه الساديون الدخلاء على شعب سورية , والعملاء الذين أصروا وارتكبوا مجزرة حماة ولازالوا طلقاء يستمرون بارتكاب الجريمة تلو الأخرى في سورية ولبنان والعراق وفلسطين وفي كل مكان .
وبالرجوع قليلا ً إلى الوراء في ذكرى المأساة اليوم لمن أنساهم الجريمة مرور السنين وتراكم المآسي والنكبات التي حلت وتحل بسورية منذ أربعين عاما ً خلت من حكم نظام ليس له شبيه لافي القرون الوسطى ولافي العصور الحجرية ولافي النظم الديكتاتورية التي أفرزها العصر الحديث , الرجوع إلى السبعينات من القرن الماضي لقراءة الصورة مجددا ً ومطابقة البداية مع النهاية وطنيا ً وسياسيا ً , مع بداية فعل الجريمة التي أوصلت سورية والمنطقة العربية لماهي عليه الآن من دماء ودموع تسيلوخراب ودمار , ومن حروب وتمزق وضياع وعجز هو الأول من نوعه في تاريخ سورية والعرب منذ قرون , لا بل هو الفريد في همجيته واضطهاد الشعب والتعدي على الكرامة الوطنية وإهانتها من قبل نظام منحرف محترف الجريمة المنظمة الهادفة لإبعاد الشعب السوري من دوره الوطني واستمرارالنظام السفاح في ظلمه وجوره لغاية في نفس يعقوب لم تعد كافية لتغطية العار وبعض الذنوب ,ولاخافية لبعض العيوب .
الرجوع الذي لايهدف مطلقا ً إلى نبش الماضي ولا إلى تغذية الشعور الذي نما بحكم استمرارالظلم والإهمال وأخذ ملامح فردية بغياب العدل والقانون , ولاإلى تسطيح فعل الجريمة ورميه بدون مسؤولية على هذا الطرف أوذاك , ولا إلى الأسر في حبال الجرائم البشعة وطنيا ً وإنسانيا ً الذي ارتكبها رموز النظام المعروفين , ولاإلى فتح الجراح من جديد , ولاإلى سكب البنزين على النار الطائفية والمذهبية التي يشعلها ويغذيها النظام في سورية وخارجها , ولاإلى تعميم الظلم لنشتق منه اليأس والثأر كمايريد النظام ويدفع بكل قواه لجر سورية إليه , بل الرجوع الأمين إلى الماضي إلى الجريمة وملابساتها وكشف صفحاتها ومعرفة ضحاياها لرفع الظلم ورد الإعتبار ورفع الظلم عنهم وإرجاع الحقوق إليهم ومحاسبة القتلة والمجرمين الظالمين على فعلتهم الدنيئة تلك وحسم مخلفاتها الإجتماعية والإنسانية والوطنية حتى لاتكرر في حياة سورية من جديد .
الرجوع إلى قراءة الحدث الجريمة , القراءة المرتبطة فيه وليس المسقطه سياسيا ً عليه , القراءة المعايشه له وليس المشتقة من موقف مسبق حوله , وبحكم هول تنفيذها الجماعي الهمجي المرعب وطنيا ً وإنسانيا ً لايمكن للمرء أن يتجرد من انتماؤه أولا ً ولامن جغرافيته ثانيا ً ولا من محيطه الإجتماعي ثالثا ً ولامن دينه رابعا ً ولامن ثوابته الوطنية خامسا ًولامن إنسانيته سادسا ً ولامن كينونته التاريخية بعلاقته مع الآخر الوطني واحترامه واحترام أسس التعايش المشترك والمصير المشترك سابعا ً ولامن المسؤولية المركبة سياسيا ً وطائفيا ً التي غطت الجريمة ثامنا ً ولامن الإحساس المرير بالظلم تاسعا ًولامن ضرورة حسمها وطنيا ًعلى قاعدة النزاهة والعدل والقانون عاشرا ً.
ومع مرور عقود على الجرح الذي لازال نازفا ً بغزارة وبأشكال وأشكال وصمت , بعض معانيه هو الإرتباط بوطن وشعب وتاريخ وعيش مشترك لم تفكفك روابطه كل همجية الجريمة وكل انحطاط الفاعلين , وفي ملامحه الأساسية هو مسألة وطنية ودور النظام فيه لوقف مسيرة الشعب الوطنية على مستوى سورية أولا ً وامتداد نفس الدور على الساحة العربية ثانيا ً وعلى مستقبل الصراع في المنطقة أولا ًوأخيرا ً ثالثا ً , وفي ظروف سورية التي ارتكبت فيها الجريمة كانت البداية الخسيسة لنقل العلاقة بين النظام والشعب إلى فاتورة دم دفعها الشعب السوري وكان ضحيتها عشرات الألوف من أبناء الوطن على مذبح الإستسلام وإضعاف الوحدة الوطنية وحرف الجيش عن دوره الوطني وزجه في تصفية الشعب وارتكاب الجرائم بذاك المستوى من الهمجية التي طالت البشر والحجر والكنائس والجوامع والحضارة والنساء والأطفال والرجال مسلمين ومسيحييين ومن كل أبناء الوطن بدون استثناء , الجريمة التي كانت متعددة الأبعاد والأهداف أولها إشاعة الرعب بين الشعب والقضاء على كل إمكانية للتحرك والمعارضة وفرض سياسة الحديد والنار والموت, أي كسر الإرادة الوطنية الشرط الأول لشل الشعب السوري وإبعاده عن ساحة الصراع ليتسنى للنظام العبث بمقدراته وليبيع بالثوابت الوطنية دون رقيب أو حسيب , وليقفل الوضع الداخلي في زنزانة الخوف والفساد وانتهاء دوره وختمها بشمع الخوف والشلل التام وانعدام الفعل , ليتفرغ النظام المارق لإكمال دوره التآمري على بقية الساحة العربية , ولاحقا ً لبنان والمقاومة الوطنية اللبنانية والفلسطينية وتصفيتها بنفس الوحشية التي تم فيها هدم مدينة حماة فوق ساكنيها .
الرجوع إلى الجريمة وملابساتها التي شارك البعض في رسمها وشارك البعض الآخر في تنفيذها وشارك البعض الآخر في تغطيتها وشارك البعض الآخر بالهرب منها وشارك الكثيرون في إهمالها والخوف منها , وشارك الكثيرون أيضا ً في عدم قرائتها وطنيا ً وسياسيا ً والإصطفاف مع النظام في قرائتها طائفيا ً وهي لم تكن كذلك على الإطلاق , الرجوع إليها لتحليلها وقرائتها وطنيا ً وإنسانيا ً وحسم تداعياتها ومخلفاتها في هذه الظروف الداخلية التي أصبحت العلاقة الوطنية هشة ومحتقنة طائفيا ً ووطنيا بحكم سلوك النظام المنحرف , وأصبحت أقرب إلى كومة قش كبيرة ستشعلها شرارة بسيطة من النظام الطائش في لحظات يأسه الأخيرة , أو شرارة من الحريق المتطاير عشوائيا ً بكل الإتجاهات في هذا الشرق العربي وفي وقت أصبحت فيه البنى الإجتماعية والطائفية في المنطقة العربية قابلة للإشتعال والإنفجار أكثر من أي وقت مضى .
الرجوع إليها لمعالجتها وطنيا ً وإنسانيا ً وقانونيا ً بشكل شامل ومعالجة مخلفاتها الإجتماعية والنفسية والمدنية على قاعدة العدل والمساواة الوطنية بين أبناء الشعب , وهذا يتطلب الجرأة والحرص والمسؤولية الوطنية في النظر إليها والكشف عن كل صفحاتها السابقة واللاحقة وأولها الكشف عن مصير 17000 ألف مفقود في سجون البربرية أولا ً وإعادة الإعتبار لكرامة الأموات والأحياء ثانيا ً وحل المشكلات القانونية والمدنية التي خلفتها الجريمة ثالثا ً وإعادة المهجرين القسريين وإعادة حقوقهم المدنية كاملة ً والتعويض عنهم رابعا ً ومعالجة مخلفاتها الإجتماعية والنفسية خامسا ً وإعادة بناء الروابط الوطنية على قاعدة لاظالم ولامظلوم سادسا ً وهذا يتطلب حزمة من القوانين والإجراءات على طريق إعادة الحقوق وإنصاف المتضررين ومعاقبة الجناة على جريمتهم .
وأخيرا ً توفرت الفرصة لبشار أسد لحسم الجريمة وأبعادها كافة ً , وأضاع ولانقول غير ذلك تلك الفرصة التي منحها له الشعب في بداية استلامه السلطة والتي عبرت في بعدها الأساسي عن وعي الشعب وعن قوة ارتباطه الوطني واستعداده للتسامح بمعالجة الجريمة ومخلفاتها وعجز عن فعل مافعله الملك الشاب محمد الخامس في المغرب بعد وراثته الحكم بحسمه صفحة الماضي وإعادة الحقوق واعترافه بالظلم والإعتذار عنه من كل الذين ظلموا في عهد والده , وارتفع إلى مستوى شعور شعبه وفتح صفحة جديدة في احترام حقوق الإنسان , لكن بشار أسد فشل في تقديم كل شيء مفيد وطنيا ً وعجز عن الإرتفاع إلى مستوى آلام الشعب واستمر بنفس سياق والده الفردي والقمعي على مستوى سورية وخارجها .



#نصر_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة التغيير في سورية بين النظام والمعارضة - 2
- أزمة التغيير في سورية
- النظام السوري ..على مفترق طرق الإستراتيجية الأمريكية والإيرا ...
- وأخيرا ً أعلن بشار أسد برنامجه الإصلاحي !
- أين ستكون نهاية الشارع اللبناني ؟
- على ماذا الحوار : السوري الأمريكي ؟!(2)
- خطاب حسن نصرالله
- تقرير : بيكر - هاملتون .. والتدحرج على الفوضى !
- استعصاء النظام السوري في الصفقات وافتعال الأزمات
- صفقات سورية على طريق دمشق بغداد بيروت
- صفقات سورية على طريق دمشق بغداد بيروت (2)
- صفقات سورية على طريق دمشق - بغداد - بيروت..!
- شرعية المحكمة الدولية بين لاشرعيتين!
- النظام السوري ..وانتظار تمديد الدور !
- النظام السوري وطاولة الحوار
- أي سيناريو ينتظر سورية ؟
- إرادة التجديد في الخطاب الفكري والسياسي السوري
- المعارضة السورية بين إشكالية التجديد وضرورة التغيير
- إلى متى تبقى بعض أطراف المعارضة تدور في فلك الإستبداد؟
- أين دور المثقفين السوريين


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نصر حسن - ذكرى مأساة حماة ...الصفحة السوداء في مسيرة النظام السوري !.