أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رواء الجصاني - رواء الجصاني .. عن الجواهري وثمانية عقود في رحاب العراق2/1















المزيد.....

رواء الجصاني .. عن الجواهري وثمانية عقود في رحاب العراق2/1


رواء الجصاني

الحوار المتمدن-العدد: 8403 - 2025 / 7 / 14 - 02:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الجواهـري.. ثمانية عقود في رحاب العراق (1/2)
• رواء الجصاني
--------------------------------------------------------------------------
يحسبُ الدارسون والمتابعون بان ديوان محمد مهدي الجواهري (1899-1997) ليس حافظة قصائد وشعر وحسب، بل راح سجلا لوقائع واجواء تغطي نحو ثمانية عقود من الحياة الشخصية، والسيرة الذاتية،الى جانب من (بل وبتشابك مع) تاريخ البلاد العراقية الحديث، بأتراحه وأفراحه، الثقافية والاجتماعية والسياسية، وما يتفرع عنها من محاور واتجاهات ..
وحين نوثق في هذه الكتابة عن قصائد و "مقامات" الجواهري في حواضر ومدن العراق، انما يصحب ذلك العديد من المؤشرات الحاضرة وضوحاً او ضمناً، برغم اننا لم نفصل الا قليلا في الحصر والتعداد والتأشير. وبخلافه فأن الأمر يتطلب تفاصيل كثيرة تسبق نظم ونشر القصيدة، ومناسبتها ومكانها وزمانها وما الى ذلك، وهذا ما يحتاج لمساحات كتابة واسعة، وجهدا اوسع، ليس في غاية وهدف هذا التوثيق، الان على الاقل. ومع ذلك فلربما ستوفر بضعة خلاصات في الخاتمة ما يفيد على تلكم الطريق.. وفي التالي القسم الاول من قسمين :

1/ بيـن النجـف وبغـداد
في النجف، مدينة الفقه والادب، ولـد الجواهري ونشأ ويفـعَ، وتمترس، على مدى ربع قرن، لينطلق منها الى بغداد.. وقد بقـيّ افتخاره بـ "نجفيته" يرافقه تاريخ وزيارات وذكريات، موثقا لمدينته ومتحدثا عنها في مختلف مراحل حياته. وعلى ما ندري فأن زيارته الاخيرة الى النجف كانت عــام 1975 خلال حضوره احتفاء نظمته على شرفه جمعية الرابطة الادبية بمناسبة منحه جائزة "لوتـس" الدولية لادباء اسيا وافريقيا . والقى هناك - من بين ابرز ما القى- ابيات من دالية شهيرة بعنوان "ازح عن صدرك الزبدا" وكانت جديدة لم تكتمل بعد .. اما في مفتتح الاحتفاء فقد القى بعض شكر عجول للمضيفين والحاضرين الذي جاء عددهم سابقة في كثرته وتنوعه، كما تحدث اكثر من شاهد عيـان:
مقــــامي بينكمْ شكرُ، ويومي عندكمْ عمـرُ..
سيصلحُ فيكمُ الشـّعرُ، إذا لـم يصلح ِالعذرُ
.. كما من المناسب ان نشير هنا ايضا الى "الكوفة" - وهي شقيقة النجف، وتتكامل معها- وكم تغنى بها الجواهري شعرا ونثرا، ومن بينها داليته العصماءعام 1969 والموسومة : (يا آبن الفراتين) حين قال مخاطبا المتنبي "صديقه" و"جاره" و" لصق داره" كما كان يصفه مرات عديدة، حين يتطرق لذكره:
أنا ابن "كوفتك" الحمراء لي طنبٌ، بها، وإن طاحَ من أركانها عمدُ
جوار كوخك لا ماءٌ ولا شجرٌ، ولصق روحـك لا مالٌ، ولا صفـدُ
ولا شكاةٌ أيشكو السيفُ منجردا، لا يخلق السيف إلا وهو منجردُ

... اما بغـداد - مدينة الجواهري التالية بعد النجف - حيث أقام فيها وثبت وتمكن وشاع، منذ اواخر العشرينات الماضية، خائضا فيها غمار الوظيفة والصحافة والسياسة، وقبل كل هذا وذلك: الشعر والشعر، وعلى امتداد عقود. وكان اخر حضور له في بغداد مطلع العام 1980 ليغادر- بعد اشتداد الوضع في البلاد مآسيا وارهابا وعسفا، في ظل السلطة البعثية الحاكمة- وليغترب منذ ذلك الحين الى الخارج، متناصفا بـراغ، ودمشق الذي رحل فيها الى عالم الخلود بتاريخ 1997.7.27 ..
اما ما كتبه شعرا عن بغداد، فكثير كثير فـ " لها الله ما أبهى، ودجلة حولها، تلفُّ كما التفَّ السوارُ على الزند" .. وقد ضم الديوان العامر في حب بغداد، خمس مغنيّات، ونحو 30 ذكـر لها في قصائد مختلفة، بين التغزل بها والتأمل فيها، والسعي لأستنهاضها. (1)

2/ سامراء.. وساعة مع البحتري / 1929
يتردد الجواهري، ويتنقل كما هو عهده، الى هذه المدينة والبلدة العراقية او تلك، تغييرا في الاجواء، واستكشافا واستلهاما، وبدون حدود . ومن بين اوائل تلك الاماكن والمدن كانت سامراء التي كتب عنها عام 1929 عينية وصفية بعنوان (ساعة مع البحتري في سامراء).. ثم اوحت له المدينة العريقة، بعد زيارة أخرى لها عام 1932 فقال عنها في مطولة بسبعة وسبعين بيتاً:
خُلدّتِ سامراءُ، لم أوصلكِ من، فضلٍ، حشدتِ عليّ غير قليلهِ
يا فرحة القلب الذي لم تتركي، أثراً للاعج همه ودخيله
ولقد غلوتِ فكم بقلبي خاطرٌ، عجزت معاني الشعر عن تمثيلهِ

3/ في الرستمية.. وعن القرية العراقية / 1932
لاسباب خاصة وشخصية، يتوسط الجواهري عند اصدقاء له في وزارة المعارف عام 1936 طالبا نقله من مدرس في النجف، الى دار المعلمين الريفية في ضاحية (الرستمية) على حدود بغداد العاصمة، وهي منطقة مزهرة خضراء، وقد نظم هناك خلال فترة عمله قصيدة وصفية جاء فيها:
كم فـي الطبيعة من مَعنى يُـضـيّعُـهُ، على القراطيس نقصٌ في التعابيرِ
هنـا الطـبيـعـة نـاجتني مـعبّـرَةً، عن حسنها بأغـاريـد العصافير
وبالحفيف من الأشـجار منطلـقـاً، عَبْرَ النسيمِ وفـي نفح الأزاهيـرِ

.. كما نشير - للتوثيق ايضا- الى ان الجواهري كان قد نشر في العام ذاته (1932) بائية، وصفية، عن بعض ملامح الريف في قرى، وبلدات فراتيــة، عراقية، زارها سريعا حينا، اوقضى فيها بضعة ايام وليال، ومن ابياتها:
للقُـريّــــات عـالَمٌ مُسـتـقـلّ، هو عن عالَمٍ سواه غريــبُ
يتساوى غروبُهم وركودُ النفس منهم وفجرُهم والهُبوب
كطيور السماءِ همّهُمُ الأوحدُ زرعٌ يـرعَـوْنــــه وحبـوبٌ

4/ في الحلــة .. 1935
تعود علاقة الجواهري بالحلة واهلها منذ فتوته وشبابه: زيارات وعلاقات، ومدرسا في معاهد تعليمها، خلال النصف الاول من ثلاثينات القرن الماضي، اضافة لوشائج صداقة مع اعيانها وشخصياتها الثقافية، ولسنوات مديدة.. وفي عام 1935 يخص الحلة شعرا، حين نظم شبابها حفلاً تكريمياً له، فيرد لهم التحية بأجمل منها، جاءت في قصيدة بأكثر من خمسين بيتاً، شملت ايضا بعض تنوير، ووقفات تأريخية موجزة:
أبناءَ بابلَ للاشعار عندكمُ ، عمارة لم يشيّد مثلها بان
ودولةٌ برجال الشعر زاهرةٌ ، معمورةٌ بمقاطيع واوزان..
هنا مَشَى الفـذُّ "بانيبالُ" مُزدَهياً، في موكِبٍ بغُواةِ الفنِ مُزدان..
من هاهنا كان تحضيرٌ لأنظمةٍ، في المشرِقَينِ وتمهيدٌ لأديان..
هنا "حمورابِ" سنَّ العدلَ معتمداً، به على حفظِ أفرادٍ وعمران

5/ "بنـت أرسطاليس" فـي مدينة "الحــيّ" عام1947
كثيرا ما كان الجواهري يشير في الحوارات التي أجريت معه، انه كثيرا ما يغتنم هذه المناسبة او تلك لبث الشعر، شكوى او تنويرا، او تأكيدا على هذا الموقف وغيره .. وهكذا جاءت فرصة افتتاح اول ثانوية في مدينة (الحي) بمحافظة واسط ( لواء الكوت حينها) عام 1947 فيدعى لتلك المناسبة، مع وجوه وشخصيات سياسية واجتماعية رفيعة، ويلقي دالية مطولة شملت شؤونا ورؤى ثقافية وتنويرية وسواها.. ومن ابياتها :
يابنتَ (رِسطاليسَ) لُحتِ (بواسطٍ) فَنزَلت "حيّــاً" بالصبابة حاشدا
خَصِبَ الشُعور وستَحمَدين مولّهاً، من أهله، ومُغازِلاً، ومُراوِدا..
وأذلّ خلقِ اللهِ في بَلـــَدٍ طغت، فيه الرزايا من يكونُ محايدا
------------------------------------------------------- يتبع القسم الثاني والاخير



#رواء_الجصاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجواهري،في رؤى ومواقف من -ثقافة- و-مثقفي- التنوير.. والتضلي ...
- -دلـــوٌ-.. في مَعمانِ انتخاباتِ اتحـادِ الادباء في العراق ! ...
- رواء الجصاني : هذا بعضُ ما حدث، ويحدثُ، مع فخري كريم، منذ 55 ...
- رواء الجصاني : كتابات وشهادات، تُجافي الحقيقة، تقف وراءَها - ...
- جمعة اللامي.. الراحل الذي لم يرحل، يكتـب عن الجواهري
- بمناسبة الذكرى 77 لمؤتمر -السبـاع- في 14 نيسان 1948
- محمود صبري، رائد في الوطنية والفن والفكـر
- -نجفيّات- و-نجفيّون- في ذاكرة حميمة... والجواهري واسطة العقد ...
- -نجفيّــات- و-نجفيّــون- في ذاكرة حميمة... والجواهري واسطـة ...
- رواء الجصاني : -نجفيّــات- و-نجفيّــون- في ذاكرة حميمة ... و ...
- رواء الجصاني: محطات عن الجواهري وحب الحياة.. ومتحفه في بغداد ...
- الجواهري يمجد السيد المسيح، ويتمثل به ..
- رواء الجصاني: الجواهري يشكو غربة الدار.. ومواقف قادرين ومعوز ...
- رواء الجصاني: شخصيات، وشؤون ثقافية عراقية، في تاريخ وذاكرة ب ...
- رواء الجصاني : شخصيات، وشؤون ثقافية عراقية، في تاريخ وذاكرة ...
- رواء الجصاني: شخصيات وشؤون ثقافية عراقية، في تاريخ وذاكـرة ب ...
- رواء الجصاني / الجواهــري... في -المقامــة- الاماراتيـــة
- حدث ذلك قبل نحو 30 عاما // تقليد الجواهري الكبير ارفع وسام س ...
- من جديد عن مـآثر الامام الحسيّـن، في شعر الجواهري، ونثره /// ...
- رواء الجصاني/ اسماء ووقائع عراقيـة، في ذاكـرة بــراغ، 1959 - ...


المزيد.....




- مقطورات مغمورة ومركبات عالقة.. شاهد نتائج الفيضانات الخطيرة ...
- بايدن يُحذر: أمريكا تواجه -أياما مظلمة- في عهد ترامب
- مصر.. تداول فيديو لشخص يدعي أنه ضابط شرطة -مختف قسريا- والدا ...
- -هذا موت وليس مساعدة أو طعامًا-.. شاهد ردود فعل سكان غزة على ...
- -مصالح مشتركة-.. أيّ دور لعبته حرب غزة في تقارب السيسي وأردو ...
- البرلمان السلفادوري يمنح الرئيس بوكيلي قابلية الترشح إلى ما ...
- قوافل المساعدات تدخل السويداء وسط هدوء حذر
- خطة سحب سلاح المخيمات.. حسابات ما بعد -دبور-
- دمشق تشكل لجنة تحقيق في أحداث السويداء
- بعد وفاة شاب وإصابة 6 بحفلة محمد رمضان يزعم: كانت محاولة اغت ...


المزيد.....

- كتاب: الناصرية وكوخ القصب / احمد عبد الستار
- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رواء الجصاني - رواء الجصاني .. عن الجواهري وثمانية عقود في رحاب العراق2/1