عراقى شريد ......... يستغيث الامم المتحده

عماد الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 1814 - 2007 / 2 / 2 - 11:32
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    

سفر بلاعوده .. هجرة الى العالم البعيد .. اللجوء الانسانى اوالسياسى سواء كان بالطرق الشرعيه او غيرها .. عبارات اصبحت لاتفارق ذهن الانسان العراقى
فعراقيوا الداخل لازالوا يقارعون الموت املا فى ان يصلوا الى بر الامان فى احدى الدول المجاوره واما عراقيوا الخارج الذين رسوا على بر الامان فهؤلاء صنفين اولهما اصحاب راس المال والكفاءات ممن تمكنوا من ايجاد موطىء قدم لهم ولاسرهم والوصول الى عالم الاحلام عالم اللجوء او الهجره ! والصنف الثانى ممن لم يرسوا على بر الامان بصيغته النهائيه المستقره ويعيشون فى دول اخرى فى وضع نفسى قلق كالمطاردين مجهولى المصير و يرحلوا اويلزموا بالمغادره لابسط الاسباب او اتفهها ! و تبدأ المأساة .. والسؤال عندها الى اين الرحيل ؟!
اما الحصول على الجنسيه والجواز للبلد الذى يحل العراقى ضيفا عليه باية وسيله شرعيه او غير شرعيه اصبحت حلم مابعده حلم وذروة الطموح .. حتى من اكثر البلدان ترديا اقتصاديا .. ومثال ذلك احدى العوائل العراقيه التى تتوسل لمنحها الجنسيه الموريتانيه ! !
وياللعجب ان يصبح بيع الانسان لاصله وتاريخه وهويته حلما وطموحا !!
افتتح مقالى و يجب ان يعلم الجميع ان المصائب التى تدور فى ارض الرافدين ليست غريزة بشريه ابدا ولم يسعى شعب فى العالم ومنه شعب العراق بنفسه ليبلوا بها وانما صنيعة المؤامرات الخارجيه التى تصاغ وترتب بحبكه ودهاء عال غاياتها قد تكون اقتصاديه او اجتماعية او سياسيه
الهدف من مقالى هو توجيه نداء استغاثة عاجل الى الامم المتحده و المنظمات الانسانيه الملحقه بها عسى ان تبذل جهدها وتسخر كل وسائلها لاعانة ومد يد العون للعراقيين جميعا ممن هم فى داخل العراق او خارجه ... فلم نسمع منها سوى الارقام الخياليه والاحصائيات للمشردين التى تزيد فزع العراقيين وتدفع من لم يفكر فى الرحيل الى التفكير به حتى ولو شعر انه بمأمن مما يجرى من احداث ..... فهل اصبحت الامم المتحده ومنظماتها اداة اثارة للفزع والرعب وتحريض لتشريد الشعوب وبالتحديد الغنية منها ؟!.. واذكرها ! بدورها الكبيرالذى لايجهله احد منهم فى حياكة مؤامرة الاحتلال الشرعى لارض العراق خدمة لمصالح دول غايتها السيطره على مصادرالطاقة فى العالم وتأمين حدود احتلال لارض عربيه صنعوه زيفا وسموه دولة اسرائيل !
تم الاعداد لقرار احتلال العراق مع بدء اميركا والمعسكرالغربى تحديدا بالاحساس بنفاذ مصادر الطاقه لديها ولابد من التفكيرفى السيطره على مصادر الطاقه البديله فى العالم .. واول مااختاروا.... العراق .. ففيه مصادر طاقه تكفيهم لعشرات سنين لاحقه ....لذا كان نصيبه الاول فى السياسه الاستعماريه الحديثه التى خطط لها فى دهاليز الامم المتحده والاتحاد الاوروبى
وبعدها بدأ المخطط وماّسيه .. الحرب العراقيه الايرانيه .. احتلال الكويت .. الحصار والتجويع ( وهنا بدأت المراحل الاولى من التشريد) ...... الاحتلال .. العنف والقتل وتدمير البنى التحتيه وايقاظ الفتن النائمه ... واخرها انعدام الامن والاستقرار والسلام .... و بدأ التزايد باعداد اللاجئين العراقيين المشردين فى شتى بلدان العالم ليصبح عدة ملايين
اما حصيلة هذه المأسى فهاهم العراقيون منتشرون فى مشارق الارض ومغاربها وضاقت بهم حتى الدول التى كانت ولازالت تعيش على فتات ثرواته واصبحت تعلن على الملأ عبء هؤلاء العراقيون المشردون عليها ونسيت انها كانت لها يد فى كل مصائبه وعليها ان تتحمل جزء بسيط منها
فحقا وامصيبتاه .. كيف خططوا لبلد توصف عاصمته على مدى التاريخ بمدينة السلام ليجعلوا منه بلدا يسوده القتل والدمار والارهاب .... نتيجتها ان يشرد الملايين من شعبه للعيش او الموت بلا وطن .. ويدفعوا ثمنا لهذا التشرد اعز مايمتلكونه من الكرامة وعزة النفس و يمارسوا شتى المهن حتى الوضيعة منها بحثا عن لقمة العيش .... كأن ما فرضوه فى بلدى حلم وليس حقيقه !
واعود لاهدىء نفسى واقنعها... كلا .. والف كلا.. انها ليست ارض عراق السلام وان مايدورفيها ليس بيد عراقيه ولكنها اياد وحوش كاسره مجرده من كل القيم الانسانيه .. انها اخلاق شعوب خرجت توا من عالم الغاب وليس شعب الحضارات الست وارض اختارها الله جل جلاله لهبوط الرسالات السماويه وبلد عمره سبعة الاف ومائتان عام !
اما اسئلتى كعراقى شريد مجهول المصير.. لمن لابد ان او جه اليهم نداء استغاثتى .... الامم المتحده ومنظماتها ... ابدأها .... الم تصادقى على برنامج الاحتلال لغرض التحرير وتضفى له الشرعيه ولاول مرة فى التاريخ .. فلماذا لم تدرس نتائج وعواقب الاحتلال بشكل جيد وخصوصا لشعب كريم وعزيز النفس كشعب العراق ؟ هل اصبح واجب الامم المتحده تصميم القرارات واضفاء الشرعيه لها خدمة للشكل الجديد من الاستعمار الحديث ؟ الم تكونوا مسؤولين عن تشرد هذا الشعب بعد ان كان معروفا باحترامه للاسره وحبه للوطن ؟ لماذا من السهل جدا ان تصدر قراراتك الظالمه بحق العراق واما قرارات الرحمه فبطيئة جدا ... ان وجدت ( اخرها مشروعكم للنظر بوضع اللاجئين العراقين خلال الشهور السته القادمه ... اى انها لاتعلم كيف يمر اليوم الواحد على الاسره العراقيه فى هذه الظروف العصيبه سواء داخل العراق اوخارجه ... حقا ان الشبعان لايحس بالجوعان ) ؟! انتم تعلمون ان العراق من الشعوب الغنيه ولديه اكبر احتياطى نفطى عالمى .. فهل خسارة ان تخصص مبالغ للعوائل المشرده ولااقول من ارصدتكم بل من واردات نفطه ؟ الى متى ستبقين مكتوفة الايدى ولم تمدى يد العون متذرعة بحجة الامن وغيرها .. فهذا حقا واقع الحال فى داخل العراق .. ولكن ماحججك للملايين التى فى خارج العراق وفى بلدان تعيش نعم الامن والسلام ؟ لم نسمع منك سوى تصاريح الاحصائيات باعداد المشردين الذين بدؤا السكن فى الخيم وغيرها .. هل هذه التصريحات تستخدم كورقة ضغط لاجراء تبديلات وزاريه فى عهد الحكومات العراقيه الضعيفه؟ ما مصير منظمة من المفروض ان تسير فى خدمة الشعوب وبدلت مسارها لتسير فى هلاك الشعوب؟ ! ؟ واخيرا الم يحن الوقت للنظر بجديه فى مساعدة لاجئى شعب العراق واتخاذ قرارت حازمه تلزم الدول التى تستضيفهم سواء كانت عربيه او غيرها بمزيد من الرعايه والاهتمام بدلا من ان يكونوا عبئا عليها ؟
اخيرا ايها الامم المتحده.. ندائى لك ان ترحمى وتغيثى شعب العراق وتكفرى عن خطأك الجسيم بحقه وتمدى يد العون له وتخففى من معاناته والامه وبكل وسائلك فانه شعب عريق كبريائه لن يموت ابدا وسيلاحق من دفعه الى هذا المصير الى يوم يبعثون !
اما انتم يادول الاستعمار الحديث واولها اميركا والعالم الغربى .. فان اطماعكم وحب الثروة والمال غرائز قادتكم لتسحقوا شعبا لم يقترف ذنبا واحدا سوى ان الخالق عز وجل منحه خيرات الطاقه انها هبة منه اعطاها لهم وهو سيردكم على اعقابكم مخذولين مكسورين ولم تجنوا من اطماعكم الا الخراب والدمار
ان شعوبكم تعيش فى رغد ولكنه ليس دائم واما شعب العراق فيذوق مرارة العيش .. ولكن عليكم ان تدرسوا التاريخ جيدا وعندها ستشاهدوا مافعل اجدادنا فى هذه الارض من انتصارات وبطولات وفتوحات وكيف نشروا العلم والمعرفة وعلموا الشعوب القيم والمبادىء والاخلاق
اخيرا ....اسمعوا يامن جعلتم استحالة العيش فى بلد النهرين واكبر احتياطى نفطى عالمى ... ان شعب العراق لم يكن ملزما بان يتحمل هاجس خوفكم من نفاذ مصادر الطاقة او الحفاظ على امن طفلكم المدلل اسرائيل !
عودوا الى رشدكم ولتصحوا ضمائركم وتفكروا فى انقاذ هذا الشعب بكل السبل ولتغلقوا ابواب الفتن ، و اقول لكم صراحة وعلانيه ان شعب العراق يعلم مخططاتكم وسوء نياتكم فى كل قراراتكم اتجاهه ومهما دارت الايام فسيقلب مخطاطاتكم رأسا على عقب لتكونوا انتم الضحيه ... واذا كان اليوم لاحول ولاقوة له فحتما سيأتى اليوم الذى يعيد بناء نفسه وعندها سيرد الصاع بصاعين !!

#عماد_الاخرس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات