الكونفيدرالية الديموقراطية للشغل بين المحافظة على التقدمية، واستهداف اليمين المتطرف.....27

محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1814 - 2007 / 2 / 2 - 11:38
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    

إهداء

• إلى كل الذين لازالوا يرصدون خفافيش الظلام، ويسعون الى إشاعة الأنوار في نسيج المجتمع المغربي.
• إلى كل المناضلين الشرفاء، الذين تمثلوا خطورة زحف جحافل الظلام.
• إلى المناضلين النقابيين، الذين لا يرون بديلا لفكر الطبقة العاملة سلاحا لمناهضة الفكر الظلامي في الإطارات النقابية.
• إلى مناضلي ك.د.ش. الذين يقيمون سدا منيعا بينهم، وبين عناصر إنتاج الظلام.
• إلى روح شهيد الطبقة العاملة: الشهيد عمر بنجلون، الذي استهدفته عناصر الظلام.
• من أجل نقابة بلا ظلاميين.
• من أجل فكر علمي رائد، يسود في صفوف الشغيلة المغربية.
• من أجل مجتمع بلا وصاية ظلامية.
• أقدم هذه القراءة للممارسة الكونفيدرالية.

محمد الحنفي



دلالة التقدمية ودلالة اليمين المتطرف.....9

6) دور التقدمية في تكريس جماهيرية المنظمات. لأن التقدمية لا تنحصر فقط في تكريس الممارسة الديمقراطية، بقدرما تمتد لربط التنظيمات بالجماهير الشعبية الكادحة، التي ترى في تلك التنظيمات التقدمية وسيلة لتحقيق أهدافها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية. وبالتالي، فإن أي تنظيم تقدمي، هو تنظيم مرتبط بالجماهير الكادحة على مستوى المطالب، والبرامج، والأهداف المرحلية، الإستراتيجية، وإلا فإنه ليس كذلك. وتختلف جماهيرية التنظيم حسب طبيعته، وأهدافه، ونوعية الجماهير المستهدفة. ولذلك نجد أن:

ا ـ التنظيم النقابي يسعى إلى اكتساب جماهيرية الشغيلة المعنية بتحسين أوضاعها المادية، والمعنوية. فبقدر ما تطرح النقابة مطالب الشغيلة، وتخلص في النضال من أجل تحقيقها. وتفرض ذلك بمختلف الوسائل النضالية، بقدرما تزداد جماهيريتها، خاصة عندما تكون الجماهير غارقة في المعاناة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية؛ لأن التقاء المعاناة مع العمل الجاد، يفجر طاقة الجماهير الشعبية، ويجعلها تلتف حول النقابة، دعما، ومساندة. وبالمقابل، فإن النقابة تزداد حركية، وسعيا إلى ترجمة تلك الجماهيرية إلى صمود، و قبول بتقديم المزيد من التضحيات المعبرة عن إخلاصها، لالتفاف الجماهير حولها، وإلا فإن النقابة إذا لم تفعل ذلك، فإنها تفقد تقدميتها، وجماهيريتها.

ب ـ التنظيم الجمعوي يسعى إلى الاشتغال على اهتمامات الجماهير الثقافية، والتربوية، والتنموية، والترفيهية، وكل اهتمام له هواته، والمتتبعون له. وبالتالي، فالجمعية تكتسب جماهيرية واسعة، بقدر ما تسعى إلى تحقيق الأهداف المرسومة في قوانينها الأساسية، والداخلية، سواء كانت تلك الأهداف ثقافية، أو تربوية، أو تنموية، أو ترفيهية. والعمل الجمعوي الذي يكتسب جماهيرية واسعة، هو العمل الجمعوي الديمقراطي، الذي يستحضر إرادة المهتمين بمجال معين تختص فيه الجمعية، أو بمجموعة من المجالات التي تهتم بها الجمعيات غير المختصة، لترتبط الجمعيات بأوسع قاعدة جماهيرية، وتساهم في رفع وعيها بالمجالات التي تهتم بها، تعبيرا عن دور التقدمية في جماهيرية الجمعيات.

ج ـ التنظيم الحزبي يزداد جماهيرية ببرنامجه التقدمي، الساعي إلى رفع المستوى الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي للجماهير الشعبية الكادحة، التي تطمح الى التغيير الجذري، والكامل، لأوضاعها، في أفق تحقيق البرنامج الاستراتيجي للحزب التقدمي؛ لأن تقدمية الحزب، التي تقف وراء جماهيريته، لا تأتي هكذا، بل من منطلق سعيه الحثيث إلى الارتباط بالجماهير الشعبية الكادحة، بتنظيمه الذي يتغلغل في أوساطها، وبرامجه المرحلية، التي تطرح قضاياها الآنية، والمستقبلية، وبشعاراته الساعية إلى تعبئة الجماهير، لمناهضة الاستغلال الممارس عليها، وبانتماء مناضليه إلى النقابات، والجمعيات قصد المساهمة في الدفع في اتجاه ربطها بالقضايا الجماهيرية، وبسعيه إلى تحقيق هدفه الإستراتيجي، المتمثل في تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية. ولا شك أن حزبا من هذا النوع، لابد أن ينال تقدير الجماهير. ولابد أن يكون حزبا جماهيريا، بالمعنى الواسع، وهذا الحزب، لا يمكن أن يكون إلا تقدميا.

وهكذا يتبين أن دور التقدمية في تكريس جماهيرية المنظمات المختلفة، رهين باهتمام تلك المنظمات بالقضايا الجماهيرية المختلفة.

#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات