أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فاتن نور - الشعائر الحسينية : فلسفة إستحضارالألم والتفريط بقيمته...















المزيد.....

الشعائر الحسينية : فلسفة إستحضارالألم والتفريط بقيمته...


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 1814 - 2007 / 2 / 2 - 11:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



لو تأملنا بعض غايات الانسان،مثل النجاح،السلام،الشهرة،النفوذ،الثراء،طلب العلم والمعرفة...الخ، سنرى أن كل غاية من تلك الغايات لا بد وأن ترتبط بغاية الغايات "السعادة"، فهي الغاية التي تدور في فلكها مجمل غايات الانسان وبغض النظر عن مدى نجاح تلك الغايات صغرت ام كبرت في تحصيل تلك الغاية الأم..ولا يبدو هناك من قيمة ترصد لأية غاية انسانية مالم تحقق شكلا من اشكال السعادة او تشق دربا نحوها.. اترك للقاريء تأمل غاياته،فردية كانت ام جماعية، وتتبعها ليرى في اي رافد تصب او لأي رافد تتجه...

تفهم السعادة وتستشعر بمحورين اساسيين هما الألم والغبطة...قد تبدو السعادة للوهلة الأولى اكثر التحاما بالغبطة،كما تبدو اكثر ابتعادا عن الألم، ولكن لو صدقنا بأن الغبطة لا تستشعر مالم نستشعر الألم،فهذا يعني ان السعادة كغاية لا تدرك إلا بعد حدوث الألم او استشعاره،واذا كانت السعادة غاية الوجود،والغبطة ضرورية لتحصيل السعادة،واذا كان الألم ملزما لإستشعار الغبطة،فهل هذا يعني ان غاية الإنسان بالنتيجة هي استحضار الألم لبلوغ السعادة،وأن الغبطة حلقة وصل بين الألم والسعادة!..

قد تبدو صورة الطرح ضبابية وقد تقود الى فهم الانسان فهما مازوشيا!... ولكنها صورة عرجت على الألم كمحور رئيسي في حياة الإنسان وهذا قد ينصف الموضوعية!...

كي نقترب من الصورة بدون تشوش لا بد من مثال...فلنأخذ الشعائر الحسينية كوننا نحتفي بذكرى استشهاد الإمام الحسين بواقعة الطف، ولما في هذه الذكرى من استحضار مهيب للألم..

لنبدأ ببعض التساؤلات:.
... ما الغاية من نبش التاريخ،ما الهدف من استحضار فاجعة من فواجعه وتسويقها في كرنفال ديني قوامة الألم والمظلومية..
إلا يبدو من المؤلم استحضار الألم سنويا بمواكب جرارة ثم التبعثر والعودة دونما غبطة تصلنا بغايتنا الأم او باحد اذيالها او خيوطها.. ما القيمة هنا؟
...سوف لا اخرج البيضة من جيبي وادعي انها بيضة تلك الدجاجة...لذا سأقف على قيمة ثورة الإمام الحسين ومن افواه خطباء الطائفة المعنية ومرجعياتها لنرى وبموضوعية لا بأس بها فيما اذا كانت الشعائر الحسينية بنمطيتها التقليدية المعروفة تنسجم وتتفق مع روح الثورة ام لا،تتقاطع مع قيمها ام تنحرف عنها...


- (..ثورة الأمام الحسين ثورة ضد الظلم والإستبداد تتوارثها الأجيال لاستقاء الدروس واستخلاص العبر....)
ساتفق مع هذا الطرح واسأل: بأية قيمة خرجنا من تلك الدروس والعبر والظلم يحفنا..
هل حققنا غبطة ما بكسر شوكة ظالم،اما ترانا استحضرنا الم الفاجعة التي حطت بتلك الثورة وما حفها من ظلم ونسينا غبطة التصدي كدرس!..
تلك الجموع لا تبكي الحسين بقدر ما تبكي الظلم الذي انهك اجسادهم وبدد احلامهم وهو القاسم المشترك بينهم وبين كل مظلوم،هم يستحضرون الم هذا الظلم بقديمه وجديده ويتمرغون به دونما غبطة..آوليست اقدامهم غائرة في مستنقع الظلم وبأبشع صوره وهم يحتفون بقيمة رجل تحرك ضد الظلم وخرج عليه،اين غبطة تحركهم وخروجهم..!..

- (اول ثورة اسلامية وحركة انسانية ضد استغلال الدين لأغراض الاستبداد السياسي والقهر الجماعي هي تلك الثورة الغراء ثورة إمامنا الحسين..)
..احسنت..هذا ما ساقوله لمن يطرح هكذا طرح..ولكن..قبل ان تنظر في المرآة لترى من يستغل الدين،انظر من حولك وتبصر كمسلم،انظر في احوال العراق،لبنان،فلسطين،مصر،ايران..الخ ،انظر محليا واقليميا وعالميا علك تقف على حجم استغلال الدين بل استنفاذه لأغراض كتلك التي ذكرت،ماذا انجزتم واي درس استقيتم والإستغلال يتضخم ويتدفق في تيارات ومجالس عليا،عصابات ومافيات دينية،هل استحضرتم الم الإستغلال وفواجع الثورة عليه، وتقاعستم عن استحضار معاوله..هل حققتم اية غبطة بتحطيم معول،هل اقتربتم من غبطة النهوض بالدين لا استغلاله..

- ... (وبعد..ثورة الحسين لم تكن هذا وذاك وحسب..فهي ثورة نهضوية اصلاحية ضد الفساد الاداري،ضد الإستحواذ على بيت المال وتبديد اموال المسلمين،ضد استلاب الحقوق وإنتهاب الأرزاق...)
حسنا،لقد ثار الحسين لإنتزاع بيت المال من الطامعين،ثار من اجل العدالة الأجتماعية ،من اجل الحرية والكرامة،لم يقف مكتوفا امام مليشيات الأسواق السوداء،ولا متفرجا على عصابات النهب والتهريب،ولا منتظرا فرجه من الله امام الكروش المتخمة والبطون الخاوية..إن كنا قد اغتنمنا العبرة والدرس..أين غبطة الإصلاح اذن؟..
تلك الجموع المليونية قد حققت تعايشا مميزا مع كل ما رفضه الحسين وخرج عليه ثائرا، فاي غبطة معرفية واية قيمة انسانية بمثل هذا التقهقر..

ما ذكرته هو بعض ما يطرح من فوق المنابر،بعض ما يكتب ويدرس،بعض ما حفظناه على ظهر قلب كقيم لا نقوى على تفعليها ،لا بل لا نقوى على خطها ولصقها على الجدران...واكتفي بهذا القدر فكل ما يطرح على نفس الشاكلة، ورده على نفس المنوال..

لعلنا ندرك بأن قيمة الثورات الأنسانية من قيمة ما تحدثه من اثر في الوعي الجمعي والوجدان العام وما يحدثه هذا الأثر من يقظة تلهب العقل وتثريه وتحركه لصياغة الواقع بشكل افضل.. واذا كانت ثورة الحسين متشبعة بكل ما قد يُحدِث مثل هذا الأثر ومن وجهة نظر الطائفة المعنية على اقل تقدير..فهل يبدو من الانصاف لديها ان يختصر الإحتفاء وتختصر الشعائر بصور التظلم والتركيز على المظلومية، وتختزل بعروض تتمركز حول الإفتتان بحب اهل البيت..هل احدث مثل هذا التركيز والإختزال الأثر المذكور وصاغ للطائفة واقعا افضل منذ استشهاد الحسين لغايته أم انه احدث تورما مأساويا بالأثر الوجداني للثورة على حساب اثرها في الوعي وتأثيرها في ايقاظ العقل وتحريكه لتفعيل القيم التي ثار من اجلها الحسين على ارض واقعنا السقيم..
اية غبطة من تورم كهذا لم يبق من حيز مفتوح في الفنار الحسيني للإثراء بفعاليات ثقافية هادفة وانشطة جادة تستهدف انتزاع قيمة الثورة من قوالبها الخطابية المكررة وصياغتها بقوالب الفعل والتغيير،بحركات الاصلاح والنهضة او التوعية للتحرك بهذا الإتجاه،بحلقات التثقيف والتنمية الفكرية لصناعة الحدث،وكل ما يستنهض الجموع ويشحذ هممهم،يستقطب ويستثمر طاقاتهم لاستئصال مرارة الواقع او السعي الحثيث لإقتناء مباضع الإستئصال بعد التعرف على الصحيح منها....
ترى.. كم تنحرف الشعائر الحسينية بأنساقها المأساوية الموضوعة،عن اهداف ثورة الحسين وقيمها وفي اي اثر تتخندق..
كم تغترف من الشحن العاطفي والسير العكسي على درب الحسين باستحسان الظلم واستحباب التعايش معه كون الحسين مات مظلوما..
كم تقترب من الإفراط بإستحضار الألم والتفريط بقيمته..تساؤلات كثيرة اخشى ان لا تحمل اجاباتها غبطة الصدق..

لا يستحضر الألم من اجل الألم..بل يستحضر من اجل الخروج بقيمة،وكل قيمة تُحدِث غبطة...والغبطة تصلنا بغايتنا الأم او تعبّد لنا احدى دروبها الشائكة..
كل درب نعبده هو احتفاء مهيب بكل ثورات الأنسانية من اجل الإصلاح والنهضة..فكم درب عبّدنا او سنعبّد بشعائر تحمل ثقل الألم ولا تستحضر غبطته!!..

فاتن نور
07/02/01



#فاتن_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين جاهليتين..قراءة من فوهة الجرح...
- يا أولاد (....) العراق نبراس حضارتكم فلماذا ادخلتم...
- فراغات مبعثرة.. لا تمتلىء
- التسلط العمائمي والشعب العراقي يدفع الثمن مرتين..
- خلوة وتعرّق.. وضيف..
- ما تفعله انثى الانسان لصغارها.. تربية ام رعاية؟
- ادعية رمضانية للسلاطين والأرهابيين...
- حول الفيدرالية ومشروع تجفيف المستنقع العراقي…
- أبو رنا.. ومفخخاتي رئيس مجلس النواب...
- حوافر..برأس دبوس
- هاتوني بزنجيل وقامة والف خرافة كي أمسي عراقية!!
- بغاء في حلم...
- أرواح العراقيين في ذمة المرجعيات الدينية....
- آه أيتها الحقيقة.. يا أكبر كذبة في التاريخ...
- الخطة الأمنية امتدت من بغداد والى ما بعد بعد بغداد!
- للعاطلين عن العمل..منبر مفخخ
- قفزات عالقة..
- شحنة عاطفية براية الألم.... لبنان يحترق
- الإسلام في العراق.. ثقافة إستحواذ وإستلاب..
- رؤية في المصالحة الوطنية العراقية....


المزيد.....




- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فاتن نور - الشعائر الحسينية : فلسفة إستحضارالألم والتفريط بقيمته...