أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - تسليك الدروب نحو دولة إسرائيل الكبرى-3















المزيد.....



تسليك الدروب نحو دولة إسرائيل الكبرى-3


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 8398 - 2025 / 7 / 9 - 13:06
المحور: القضية الفلسطينية
    


الدبلوماسية الابراهامية

نهج سياسي لتوسع الدولة الصهيونية على حساب الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة برز مع تحول القرن الحالي في برامج وجملة أبحاث ولجان تشكلت وهيئات اجتماعية مساعدة لجعل المشروع حقيقة متعينة على الأرض. عاد الحديث عن الدبلوماسية الأبراهامية يتردد بعد فشل العدوان المباغت على إيران واضطرار قوى العدوان الى تفعيل الاحتياطات المخزنة. استهدف العدوان الإطاحة بنظام الجمهورية الإيرانية، مقدمة لفرض السيطرة الصهيو امبريالية على دول المنطقة. لكن صمود الدولة رغم المباغتة واغتيال عدد من القيادات، ثم تحول الجمهورية الى الهجوم بالصواريخ تدمر أهم المرافق في الدولة الصهيونية جعلت التحالف الصهيو امبريالي يركن الى وقف القتال. كانت الصواريخ الإيرانية المتساقطة على المنشئات الإسرائيلية هي الاخيرة في هذا الصدام المسلح العنيف. اخذ ترامب يردد اتفاقيات أبراهام والدبلوماسية الروحية.
الدبلوماسية الروحية، الدبلوماسية السلامية أو الدبلوماسية الأبراهامية تنطوي على بديل القوة المسلحة للوصول الى إسرائيل الكبرى؛ ولدى التعمق في منطويات المشروع يتضح ان الصهيونية متوقفة عن تفعيل بنود الاتفاقات كافة، ريثما تمسك بأيديها جميع العتلات، وتنتزع مطالبها العديدة وباهظة التكاليف منطلقة من ادعاءاتها الزائفة. على سبيل المثال سوف تفعل أكون الدين اليهودي والمجتمع اليهودي يحظيان بأولوية الوجود بالمنطقة. لم يبرز مطلب توحيد القدس إلا بعد الاستيلاء العسكري على القدس الشرقية. الدبلوماسية الأبراهامية ابتكار سياسي بادرت به الولايات المتحدة. أطلقت مراكز الفكر الأميركية في إطار المشترك الإبراهيمي اسم الولايات المتحدة الإبراهيمية، كمولود يحمل جينات الوالد، "إمكان وجود ولايات متحدة لإبراهام، مشابهة للولايات المتحدة الأميركية او الاتحاد الأوروبي، كحل (ديمقراطي) قد يكون بمنزلة طريق نحو السلام في هذا الجزء المثير من العالم"، حسب تعبير الباحثة هبة جمال الدين في كتابها "الدبلوماسية الإبراهيمية والمشترك الإبراهيمي مخطط استعماري للقرن الجديد" [173].
المخطط الإبراهيمي تحقيق ينبني على الصهيونية المسيحية التي تسيطر على الولايات المتحدة الأميركية وتتلاقى في طرحها مع الإنجيليين والبروتستانت والكاثوليك في الدول الأوروبية. طروحات هذه الطوائف تدخل في نسيج ثقافة مجتمعات الغرب كافة، المستندة الى الحكايات التوراتية، وأساسها قيام دولة يهودية في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، ازدهرت ونشرت الدين التوحيدي جوهر حضارة الغرب الراهنة: بموازاة دولة اليهود القديمة قامت دولة اليهود الحديثة، التي من حقها استرجاع حدودها التاريخية، تقتطع أجزاء من الدول العربية المجاورة، تساعدها الدبلوماسية الروحية في الاستحواذ على الحيزات المطلوبة بوسائل سلسة وسلمية. مشروع إسرائيل الكبرى هو نسخة نتنياهو من الشرق الأوسط الجديد تكون السيطرة فيه لإسرائيل العظمى وكيلة لسيطرة الامبريالية الأميركية وفق مشروع القرن الأميركي. يلون المشروع المواقف السياسية لدول الغرب الامبريالية بصبغة دعم إسرائيل الكبرى في منطقة الشرق الأوسط وتشكك في مقولة ‘الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية’.
تعرض الباحثة، هبة جمال الدين، في كتابها مخطط المشروع وتكشف النوايا المخفية خلف بنوده. لدى صياغة ميثاق العمل تتكشف الغايات المستهدفة والمضمنة في المبادئ الملزمة للجميع [124]
المهم ليس التملك، وإنما "إرساء الاحترام المتبادل"؛
توظيف النبي إبراهيم ذاكرة ثقافية موجهة لسكان الإقليم؛
تنحية المختلف عليه، ويستمر في " محددات تؤصل لقيم التسامح القائم على الانتماء والعائلة؛
لايتم الانتماء الى الأرض او المدن، أي بما يؤدي الى الارتباط بانتماء قومي؛
- حرص على "خلق مكاسب اقتصادية محركة ومحفزة للقبول بالوضع بالوضع الجديد" بمعنى تقديم رشوات تتجسد في" مشروعات ريادة الأعمال والمروعات لا تتجاوز منح صناديق خيريةتقيمها الشركات الكبرى تعويضا عن نهج الإفقار الذي تمارسه.
. -اختيار فاعلين على الأرض مؤمنين بالفكرة وداعمين لتنفيذها عبر دول المسار
-البحث في ملكية الآثار المكتشفة على الطريق، هل تخضع لإطار الملكية المشتركة؟ وهذا يفضي الى منح إسرائيل حق التملك في أراض عربية مجاورة!!
المخطط الأبراهامي "تحقيق تصور الصهيونية المسيحية (المسيحية الأصولية) التي تسيطر على الولايات المتحدة الأميركية وتتلاقى في طرحها مع الإنجيليين والبروتستانت والكاثوليك في الدول الأوروبية". [185] طبقا ل "تصور وتكوين الولايات المتحدة الإبراهيمية" يخطط لأن تشغل " إسرائيل السلطة المركزية في الاتحاد بسبب ما تتمتع به من قدرات تكنولوجية متقدمة. الدولة الثانية في الاتحاد هي تركيا بسبب تطورها التكنولوجي...
يدعي المسيحيون الأصوليون الالتزام بالمسيح، وشهرته مناهضة للعنف، دعا حوارييه "أحبوا أعداءكم". لكن المسيحية الأصولية ولاهوتها " ما قبل الألفية" متيمة بالحروب."صناعة الحرب هواية الفاشيين المسيحيين، الذين يضفون على الصراعات في العراق وأكرانيا، صفة الحرب الصليبية المقدسة لسحق آخر تجليات الشيطان. يؤمن الفاشيون المسيحيون بالقوة المسلحة وب "الفضائل الرجولية" التي تجلبها، مباركون من الرب ومن المسيح عيسى ومريم العذراء". حسب توصيف صحفي التقصي، كريس هيدجز.
"ما من موازنة عسكرية يعتبرها المحافظون الجدد ضخمة، وما من حرب شنتها الولايات المتحدة هي شر."
"هم حركة منظمة ملتزمون برؤية، مهما كانت رجعية، لهم نصيب في أموال الاحتكارات الكبرى". تلك هي حقيقة الصهيونية المسيحية، كما تجلت تحت الأضواء الكاشفة لاستقصاء الصحافي التقدمي الأميركي، كريس هيدجز. تبشر المسيحية الأصولية بحرب هرمجدون ينقرض فيها أعداء المسيح، بمن فيهم اليهود، باستثناء من يتبع المسيح منهم. تشترط نزول المسيح بتجميع اليهود في فلسطين وإقامة دولة إسرائيل وبناء الهيكل الثالث.

الصهيونية المسيحية، وتحمل أسماء المسيحية الأصوليية والمسيحية الفاشية نظرا لأن أنصارها بالولايات المتحدة الأميركية يحملون رؤى فاشية وينتظم قسم كبير منهم في ميليشيات شبه عسكرية. استمرت فئة صغيرة ظلت معزولة ومرفوضة من قبل الكنائس المسيحية ولاهوتها؛ ومع تشكل الاحتكارات أواخر القرن التاسع عشر، برزت المسيحية الأصولية واليهودية الأصولية (الصهيونية) لتشكلا ما أطلق عليه الحضارة المسيحية اليهودية التي ستنشرها الجيوش الغازية، وتستنفران أصولية إسلامية تزاحم الفكر العلماني، تعيق انتشاره وتمنع تطوره. فالجماهير المرتبطة بالعصر الوسيط تنجذب الى الأفكار الأصولية وتتحرك حسب إيقاعاتها.
" سيطر الصراع الصهيوني للحصول على دولة مستقلة ذات سيادة على تاريخ المنطقة خلال معظم القرن الحالي [يقصد القرن العشرين]" يكتب كيث وايتلام في مؤلفه "اختلاق إسرائيل القديمة شطب التاريخ الفلسطيني (ص:180). يحاور الكاتب ، وهو خبير متمرس في أثار المنطقة ، ادعاءات الآثاريين التوراتيين المؤولة لاكتشافات أثرية بقصد إثبات جذور لدولة إسرائيل الحديثة. "ان استملاك الماضي هو جزء من سياسة الحاضر" يؤكد حقيقة علمية موضع إجماع المؤرخين ، ويضيف :" لان وجود الدولة الحديثة وادعاءاتها التي تزعم ان وجود صلة مع تاريخ طويل استمر بشكل متواصل منذ العصر الحديدي هو العامل الأساس في اختيار المصطلحات والادعاءات باستمرارية، يعني بالضرورة ان أي مطالبة أخرى بمجرد الوجود، أو أي تفسير مغاير للماضي يتم إسكاته بالقوة لنجد أنفسنا في مواجهة تاريخ إسرائيلي فقط في الماضي وفي الحاضر (93).
يقدم مثالا على التأويل المغرض في اختراع دولة قديمة ذات رقي شامل في بيئتها، هي الأقدم في تاريخ االمنطقة، واستحوذت على حيز كبير يراد في الوقت الراهن البناء عليه لدولة تمتد من الفرات الى النيل. ولهذه الأقدمية أهميتها لدى اختيار الأماكن المقدسة والتنظيم في مشروع الولايات المتحدة الأبراهامية. الدراسات الأنثروبولوجية ترى من المستحيل توفير تكاليف امبراطورية ممتدة متفوقة على امبراطوريات الأنهر - النيل ودجلة والفرات : "ان سكان القرى الصغيرة الفقراء ماديا في المناطق الريفية بمنطقة المرتفعات بفلسطين قد سبقوا الحضارات النهرية في مصر القديمة وبلاد ما بين النهرين، وادعوا انهم في منزلة القوة العالمية العظمى في عصرهم.(183).
"... وهناك مثال آخر ذو أهمية خاصة لدراستنا الحالية إطلاق صفة واحدة لنصف سكان المنطقة هو إنكار وجود التاريخ الفلسطيني. والدولة الصهيونية، بعد المستشرقين، صاحبة القرار في تسمية المكان.
الدراسات التوراتية في اختلاقها لدولة إسرائيل القديمة متورطة في الصراع (والحقيقة العدوان الصهيو امبريالي الجاري منذ ازيد من قرن) الدائرحول هذه الأرض. وهكذا. معظم الباحثين في الدراسات التوراتية في القرن العشرين جاءوا من أوروبا لغربية وإسرائيل وأميركا الشمالية، وهكذا فإنهم يرفعون من شأن الدولة، سواء بشكل واع او غير واع. "وحركة التاريخ القومي الإسرائيلي الحديث، مثلها مثل غيرها من حركات التاريخ القومي في بحثها عن جذور قوميتها في الماضي قد استمرت في مسايرة نهج اتجاهات البحث العلمي الأوروبي ا لاستعمارية وكرست فرضياتها واهتماماتها". هكذا أصبح علم الآثار والتاريخ التوراتي بالغي الأهمية بالنسبة لدولة إسرائيل الحديثة.
كما أغفل إجماع الآثاريين التوراتيين الاعتبارات الأنثروبولوجية فقد أغفلوا كذلك تقدم البحث الأثري. "فالإجماع الذي احاط بفترات نشوء مملكة داوود ردحا طويلا من الزمن قد انهار بوتيرة مثيرة خلال السنوات الماضية، جتى غدت هناك حاجة ماسة لإعادة شاملة في تاريخ العصر البرونزي المتأخر وبداية العصر الحجري (120) حيث بداية الهجرة اليهودية الى فلسطين وتشكل الدولة القومية، جذر الحضارة الأوروبية الراهنة كما يزعم اللاهوت وعلم الآثار التوراتيي. برهن الكم المتزايد من الاكتشافات الأثرية في المنطقة بشكل جلي على ان نشوء المستوطنات في مرتفعات فلسطين اواخر العصر البرونزي وبداية العصر الحديدي لم يعد ممكنا ربطه بالهجرة الإسرائيلية (123).
التخلص من سطوة االلاهوت وعلم الآثار الغربي عملية لا تتم بسهولة ، نظرا لارتباطهما بالوعي الشعبي العام والدراسات الأكاديمية في إسرائيل ودول الغرب . لكن التعقيد لا يعفي الثقافة العربية الوطنية من العمل الجاد والمثابر فظهار التزييف والاختلال في التأرخة الغربية.
المنهج التطوري الذي يربط بابل ومصر القديمة واليونان عبر إسرائيل ليبلغ ذروته في انتصار الحضارة الغربية مغروس بعمق في الوجدان حتى انه متخيل فقط بهذه الجذرية للدراسات التاريخية الحديثة حول إسرائيل القديمة في الدراسات التوراتية.
يتضح من تحليل المشترك الإبراهيمي والولايات المتحدة الإبراهيمية انه يستند الى ثقافة راسخة الجذور في مجتمعات الغرب وإسرائيل. تبذل دول الغرب الامبريالية المساعي السياسية والجهود الفكرية لتحقيق مخطط إسرائيل الكبرى المسيطرة على المنطقة. تحقيق المشروع كشف قوى الامبريالية جمعاء متواطئة مع مشروع إسرائيل العظمى، ليس فقط على حساب القضية الفلسطينية، إنما تمتد لتشمل أقطارا عربية، وبمسوغ التقدم التكنولوجي ترخي سدولها على غربي أسيا والقارة الإفريقية.
لا يبرح ترامب عقد اتفاقات الدبلوماسية الروحية بمظاهرها "الصوفية" والسياسية ريثما تنتسب دول أخرى تمثل جماهير مسلمة، ثم يستأنف إنجاز البنود الأخرى للمشروع ورسالتها تدمير الوعي القومي لشعوب المنطقة.
نموذج عضوية المسيحية الأصولية، الذي يروجه ترامب رمزا للشباب هو الشاب ريتينهاوس الذي حمل بندقيته وانتقل وهو في سن لمراهقة الى ولاية غير محل إقامته وأطلق النار على ثلاثة سود يشاركون في مظاهرة ضد تعسف الشرطة. قتل اثنين وجرح الثالث ومضى في طريقه غير أبه؛ حظي بتمجيد الرئيس ترامب كرمز للشباب الواعد. عرف امره واعتقل وقدم للمحاكمة، وكان القاضي يميني ينتسب للحزب الجمهوري. استقطبت المحكمة الاهتمام العام نظرا لبروز تحيز القاضي منذ البداية، وصدر حكم بالبراءة لأنه تصرف "دفاعا عن النفس".
ينطلق مشروع الدبلوماسية الروحية من واقع إسرائيل دولة ابارتهايد تمارس عنصرية بهيمية ترفض بإصرار التفاهم مع الشعب الفلسطيني، وتنكر حقوقه، حتى وجوده وتاريخه لا تقرهما؛ والمساعي الحقيقية لفرض التغيير بالشرق الأوسط بوسائل الحرب او السلم إنما تفسر إصرار نتنياهو على وضع العقبات امام الاتفاقات والتسويات السلمية، وكذلك الحيلولة دون توقف حرب الإبادة الجماعية في القطاع، رغم ان القيادات العسكرية تنفي أي غاية للحرب غير المزيد من قتل الفلسطينيين. كما ان اندفاعة نتنياهو الى الاشتباكات المسلحة في غزة ولبنان وسوريا وإيران ودول أخرى وتحديه للجنرالات وضباط الأجهزة الأمنية في مواصلة نهج سرقة الأراضي العربية وتوسيع البناء الاستيطاني والتضييق على الجماهير الفلسطينية، يكشف تطلعاته لإنشاء إسرائيل الكبرى، هدف حياته السياسية.

الطابع الامبريالية للدبلوماسية الروحية

مشروع الدبلوماسية الروحية مستحدث بادرت الدبلوماسية الأميركية بطرحه إثر انهيار الاتحاد السوفييتي، أحد دروب الهيمنة الأميركية على هذه البقعة المركزية، التي تعتبرها الامبريالية قطب الرحى لسيطرتها الامبريالية على العالم، بحيث تكون إسرائيل الدولة القطرية وكيلة السيطرة الامبريالية.
من خلال البحث والتقصي وجدت الباحثة هبة جمال الدين أن الهيكل العام "للمقترح مطبق على الأرض بالفعل، بل ويتماثل مع ملامح صفقة القرن التي أعلنت عنها الولايات المتحدة الأميركية " [163]، يحمل المسمى ملامح "مشروع استعماري جديد بدأت إرهاصاته منذ تسعينات القرن الماضي... وجد في الدبلوماسية الروحية وسيلة استغفال الأنظمة العربية ومطية للاستيلاء على الموارد العربية والأراضي العربية. فالمشترك الديني سيؤدي الى الإيمان بقبول المسئولية المشتركة في الحفاظ على الموارد عبر إقامة اتحاد فيدرالي يجمع 18 دولة عربية وإسرائيل وتركيا وإيران معا"[164]، طبعا بعد الإطاحة بالنظام الراهن.
تطرح المؤلفة تساؤلات بهدف تنبيه القراء بضرورة القراءة النقدية حتى لا ينخدعوا بالورود المفروشة عبر “المسار الروحي". تتساءل على سبيل المثال لماذا تنعت الأديان السماوية بالأديان الإبراهيمية في مسعى لأخوة إنسانية تقوم على الاحترام المتبادل؟ لأي غرض تنزع القداسة عن الأديان القائمة ومقدساتها وطقوسها ضد إرادة أتباع لها بالملايين في مشارق الأرض ومغاربها؟ ومن هو الأب الشرعي لتوظيف نبي الله كمدخل للتصدي للنزاعات الممتدة والوصول المشترك وتحقيق السلام الديني؟ لماذا تم تغييب العدوان الامبريالي – الصهيوني على شعب فلسطين؟ لماذا اختط مسار إبراهيم عبر عشر دول شرق أوسطية ممهدا للولايات المتحدة الإبراهامية يقودها الأقدم من بين الديانات الابراهيمية؟! لماذا التركيز (أكثر من ثمانية عشر مرة) على النزاع السني – الشيعي واعتباره حجر العثرة الوحيد بوجه مشروع السلام الديني، والإلحاح على ضرورة استئصاله كي تنطلق الدبلوماسية الروحية؟ وما هي العلاقة الزمنية بين المشروع ومطلع القرن الحالي؟ وكيف تأتى أن يكبح جماح الاحتكارات عابرة الجنسية كي يطرح البنك الدولي مشروعه للتنمية والدين؟ وتساؤلات اخرى كثيرة تستنهض من خلالها يقظة القارئ كي لا ينخدع بعبارات معسولة هي بمثابة قشرة من الحلوى تغلف حبوب السم الزعاف. ومنها تحرير المرأة.
الدبلوماسية الروحية السلامية، او الولايات المتحدة الإبراهيمية تخفى تحت جلد حمل مطمح دولة إسرائيل في السيطرة على المنطقة المترامية ما بين نهري الفرات والنيل. يزعم المؤرخون التوراتيون ان مملكة داوود امتدت على هذا الحيز من المنطقة. " رغم الإقرار بوجود آثار قليلة للغاية حول ما يعرف بفترة داوود وسليمان" يكتب المؤرخ المشهور كيث وايتلام،(210) " من المثير ان المؤرخين التوراتيين يسلمون بأن النصوص التوراتية هي في الأساس مصدر موثوق منه للتاريخ ويستخدمونه على انه المرجع الرئيس لإعادة بنائهم لهذا الماضي، مع ان إعادة البناء هذه لا تعدو ان تكون تلخيصا للروايات التي جاءت في سفري "صموئيل" و"الملوك". ان نموذج الدولة القومية التي في مقر سجلات الدولة وأساس الكتابة التاريخية يصبح شيئا مهيمنا .
صموئيل ليونارد لويس(1896 - 1971) يهودي أنِشا مؤسسة الروحانيات الصوفية التي اعتمد فكرها على تطبيق نهج عنايات خان الشامل للتصوف"[76] قبِله شيوخ الصوفية في الهند وباكستان ومصر ... اهتم بتصفية "الصراع " بسبب خلفيته ونشأته الصهيونية؛ فعمل في فلسطين لنشر أفكاره... استخدم الأدوات الناعمة لنشر أفكاره بين الفلسطينيين، كرياضة ركوب الخيل والرقص الشعبي"[77]. اما الوسطاء المحليون فأبرز ادوارهم إحداث تغيير مستدام كتدريب وسطاء داخليين جدد، واستقطاب رموز دينية مقبولة لتنضم الى جماعات محلية بعينها لتكسبها شعبية داخل صفوف العامة "[85] تلك هي الثقافة النموذجية التي تروجها الليبرالية الجديدة تحط من كل ارتباط قومي باعتباره حدث بالصدفة وتستبدله بثقافة نمطية كونية على نمط الثقافة الأميركية.
كانت بدايات مأسسة الفكر الديني داخل المؤسسات الرسمية الأميركية عام 2013؛ حيث "تم إنشاء فريق عمل حول الدين والسياسة في وزارة الخارجية بقرار من هيلاري كلينتون تكون من 100عضو نصفهم رجال دين من الديانات الثلاث يعملون جنبا الى جنب مع الدبلوماسيين في الوزارة. استمر عملها في ظل إدارة ترمب... ويلاحظ أن أغلب مراكز الدبلوماسية الروحية في العالم تحمل جنسيات محددة أمريكية وإنكليزية و فرنسية، ألمانية، وإسرائيلية في الأساس، وهو ما يطرح العديد من علامات الاستفهام"[31].
في مدخل تمهيدي تتناول الباحثة الاهتمام البحثي داخل الولايات المتحدة الأميركية " ظهر اتجاه بين الساسة لاستخدام عبارات دينية خلال الأحاديث والتصريحات، بل وظهر اتجاه المحللين السياسيين لربط الأحداث والنهج السياسي للإدارة الأميركية بالدين. يفسر هذا التوجه بسيطرة الصهيونية المسيحية على الساسة بالولايات المتحدة "[19]. نجد في هذا التفسير الدافع لخروج الدبلوماسية الأميركية على القانون الدولي في علاقاتها الدولية والتنكر لمعطيات العلم، كما يجري الأمر بصدد مشكلات المناخ، ودعم المشاريع الاستيطانية والدفاع عنها في المنظمة الدولية. يتحقق السلام الديني رغم ترويج الإسلاموفوبيا وكراهية غير البيض من قبل إدارة ترمب. في محاضرة له في الجامعة الأميركية بالقاهرة لوى بومبيو عنق الحقيقة إذ زعم "إن أميركا هي قوة للخير في الشرق الأوسط".

وتأتي الباحثة في تحرياتها على"مراكز ومؤسسات او برامج الدبلوماسية الروحية: الانتشار القاعدي"، فمن برامجها " تعزيز العلاقات بين المشاركين كمدخل لنشر المفهوم عالميا عبر مركز للحرمة والقدسية – العلاقات الدينية - ، أي الاستعاضة عن حرمة دور العبادة في الأديان، والانتقال الى حرمة المراكز الإبراهيمية العاملة- كمعهد أبناء إبراهام؛ احترام النص المشترك وفتح بوابة دائمة للحوار، فهذه البوابة هي مصدر القداسة"[94]. يتضح مما ٍتقدم "أنهم يخططون، بمفهوم المقدس، لتغييره بنزع قدسية الكتب السماوية –وهذا يمثل خطورة- لتكون أدلة الفكر الجديد هي المقدسة، ونزع حرمة العبادة لتصبح مراكز الفكر الإبراهيمي هي التي لها الحرمة وفقا لهذا الفكر وفتح باب التاويل المستمر للنصوص وفقا للأغراض السياسية ومواجهة اي عقبات سياسية [96].
في مجال الأبحاث الأكاديمية طرحت جامعة فلوريدا الأميركية المشروع " رؤية استشرافية من أجل بقاء المنطقة المهددة بالجفاف وندرة الموارد...تقدم نموذجا لهيكل سياسي عملي ورمزا موحدا يجمع كل الأطراف بين نهري دجلة والفرات ونهر النيل، أي ما يعرف بالولايات المتحدة الإبراهيمية أو ببساطة‘الأرض المقدسة’"[169].
في جدول أعدته الباحثة (2-7)نجد اسماء29 منظمة عاملة في سبيل الدبلوماسية الروحية، منها "المركز العالمي للدبلوماسية الروحية"، مؤسسة أميركية، "الشبكة الأمريكية للعقائد المتشابكة" تضم منظمات ووكالات متعددة الأديان في كندا والمكسيك والولايات المتحدة، " منظمة الأديان من أجل السلام " مقرها الولايات المتحدة ، "مشروع الأرض المشترك"، برنامج للتحالف اليهودي ومجلس الشئون العامة الإسلامية وهو نتاج بحوث ناتجة عن دوائر الحوار بين مسلمين ويهود اجريت في لوس أنجيلوس وغيرها، "مبادرة الأديان المتحدة" تأسست عام 2000 تضم أعضاء من أكثر من 65 دولة يمثلون اكثر من مائة ديانة وتعابير روحية وتقاليد أصلية، " مجلس التنسيق بين الأديان" تضم أكثر من 79 يهوديا ومسلما ومسيحيا تعمل بنشاط من أجل التفاهم بين الأديان والثقافات في إسرائيل والمنطقة، " معهد أبناء أبراهيم" يتبع جامعة فرجينيا ، "مجموعة التفكير بالكتاب المقدس" مؤسسة تمارس الدبلوماسية الروحية تأسست عام 2007، كمعهد اكاديمي يمنح زمالة المجتمع المستمر للتفكير بالكتاب المقدس المسيحي .


صوفية لاعلاقة لها بالصوفية الإسلامية
المخطط شيطاني جديد يوظف الماسونية أحد أذرع الدبلوماسية الروحية وفقا لمستنداتهم المعلنة، وكذلك الصوفية العالمية التي يمولها في الأساس جورج سورس."[188] القوى الصوفية ستحل محل القوى السنية والشيعية المتصارعة "كما ذكر تقرير راند وبروكينغز الدوحة.. حركة صوفية غربية عالمية غير إسلامية تم تأسيسها منذ قرن من الزمان تتلاقى أفكارها مع المبادئ الروحية وميثاق العمل الذي يضعه أنصار الدبلوماسية الروحية... حركة صوفية لا تمت بصلة الى الإسلام، ولكن تتواصل تحت ستار نعتها بالصوفية ، مستغلة عدم العلم بمضمون ما تدعو اليه من شعارات ماسونية كما سيتضح فيما بعد... جاء تطويعها سياسيا على الأرض مع مطلع الألفية الثالثة، عبر إنشائها اطرا مؤسسية لتطبيق ونشر أفكارها في العالم، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط [62]. شارك إلياس عميدون في تأسيس مبادرة مسار إبراهيم – أهم أدوات الدبلوماسية الروحية على الأرض التي سيتم عرضها لاحقا (الفصل الثالث) - بل وفي مفاوضات تنفيذه على أرض الواقع مستغلا علاقاته بالقيادات الدينية بالدول العربية وإسرائيل وتركيا"[62]. ترفع الصوفية شعار " "يمكن للمرء أن يكون صوفيا مسلما وصوفيا مسيحيا وصوفيا بوذيا او صوفيا هندوسيا، او أي تقليد إسلامي آخر، أو لا شيء على الإطلاق. كل من يرغب بصدق الدخول في طريق الصحوة وفتح القلب هو موضع ترحيب"[71]. والحقيقة ان من تتوجه اليهم الصوفية العالمية هم الغافلون ممن يغلقون عقولهم ويغيبون وعيهم. الياس عميدون هو أحد أبرز القيادات الصوفية العالمية لمنظمة الطريقة الصوفية التي تساوي بين الصوفية والماسونية في ميثاق عملها على نحو صريح"[63-62]. الصوفية هي الماسونية الروحية القديمة ... يعتقدون ان الصوفية هي التعاليم السرية في كل الديانات"[73].
بصدد القوى الفاعلة لتطبيق الدبلوماسية الروحية (الفصل الثاني)، نصّب المشروع الولايات المتحدة رائدة في المضمار، يساعدها الأتباع و"المتطوعون". القوى الصوفية ستحل محل القوى السنية والشيعية المتصارعة كما ذكر تقرير راند وبروكينغز الدوحة"
فرض الخرافات والأساطير بدل الوقائع الماثلة على الأرض
لدى إمعان النظر في برامج الدبلوماسية الروحية يتبادر للذهن نصيحة لأصحاب العروش وسدنة الأنظمة ان يتحسسوا رؤوسهم. فما من مقدس او نظام يستظلون بظله إلا وتتهدده الدبلوماسية الإبراهامية.
لإقناع الجمهور بمقدسات المشروع الأبراهامي وطقوسه تعمل البروباغاندا المدربة والموجهة أولا على التشكيك في الأديان القائمة وفي طقوسها ومقدساتها، لاسيما الأقصى والكعبة وكنية المهد وكنيسة القيامة. تقول الباحثة، تدار منظمات الدبلوماسية الروحية "من قبل دوائر تجسسية وتنفذ أغراض القائمين عليها والممولين.... لم يكن لهذه المؤسسات وجود قبل مطلع الألفية... وجميعها تهتم بالتأصيل للفكر الجديد عبر تأويل النصوص بالأديان الثلاثة"[99]. يتضح مما ٍتقدم "أنهم يخططون، بمفهوم المقدس، لتغييره بنزع قداسة الكتب السماوية –وهذا يمثل خطورة- لتكون أدلة الفكر الجديد هي المقدسة، ونزع حرمة العبادة لتصبح مراكز الفكر الإبراهيمي هي التي لها الحرمة وفقا لهذا الفكر وفتح باب التأويل المستمر للنصوص وفقا للأغراض السياسية ومواجهة اي عقبات سياسية [96]. ." أبرز ملامح خطورة المشروع هو عدم اعترافه بملكية الدول التي يمر بها المسار رغم تنسيقه السياسي معها."[189] فالمشروع وسيلة لنزع ملكية الدول العربية لأقسام من أراضيها ومنحها هدية للتوسع الإسرائيلي.
لدى التساؤل من هم الشعوب الأصلية، ومن هم أصحاب الحق الأصلي، "تظهر مشروعات صهيونية تثبت انهم أصحاب الحق على الخريطة السياسية، وأن لهم حقوقا في الأراضي العربية ، بل ويطالبون بتعويضات بالمقابل"[190] . وفق المفهوم الديني تكون الغلبة لإسرائيل والصهيوينة. كما سلف، حسب التأويل الغربي للديانة فإن " الجنس اليهودي أصل كل الأجناس البشرية وأتباع الأديان ، ومن ثم ستكون لهم الغلبة ، لأن نتائج دبلوماسية المسار الثاني ستقوم على إعطاء الشعوب الأصلية الحق على الخارطة السياسية بوصفهم أصحاب الحق الأصلي... ظهرت كتب ودراسات تتحدث عن الحق. حسب "تصور وتكوين الولايات المتحدة الإبراهيمية" يخطط لأن تشغل " إسرائيل السلطة المركزية في الاتحاد بسبب ما تتمع به من قدرات تكنولوجية متقدمة، يخطط مهندسو المشروغ، وكذلك أولويات حق التملك والديانة الرسمية.

في عودة اليهود الى الأرض العربية نشر آفي ليبكين، ضابط الموساد السابق، كتابه بعنوان العودة الى مكة الصادر عام 2016-عن دار نشر أميركية متطرفة- طالب بأحقية اليهود في مكة والمدينة، وأن الكعبىة هي رمز للديانة اليهودية وليس الإسلام... فضلا عن طرحه ان الإسلام هو الخطر على البشرية، وأن الحل يكمن في التخلص من الإسلام عبر السيطرة على الكعبة لتكون تحت سيطرة يهودية- مسيحية غربية تميدا لتدميرها وهدم الركن الخامس للإسلام لإسقاطه.
يرى ليبكين ان هذا الأمر سيتحقق عبر إثارة النزاع بين الشيعة والسنة"[191] ". إن ما يعرف ب ‘ أرض الميعاد ’ التي سيعود اليها اليهود تحت قيادة الماشيخ – المسيح المخلص – هي الأرض التي ستشهد نهاية التاريخ. فأرض إسرائيل هي مركز الكون لأنها توجد وسط العالم، تماما كما يقف اليهود وسط الأغيار. هكذا تم رسم فلسطين في خرائط العصر الوسيط؛ ويمثل تاريخهم المقدس حجر الزاوية في تاريخ العالم، تماما كما تمثل أعمالهم حجر الزاوية لخلاص العالم.."[214]. مع إبرام الاتفاقيات التطبيعية مع دول عربية بات متعذرا الحديث عن المخطط الذي "كان أحد أسباب التخلي عن وجود دستور للدولة الصهيونية ... جرت مراجعات تخلت عن هذا المفهوم (إسرائيل الكبرى) مقابل ظهور مفاهيم جديدة مثل إسرائيل العظمى اقتصاديا المهيمنة على المنطقة الممتدة من المحيط الى الخليج عبر التفوق التكنولوجي والمكاسب الدبلوماسية للدولة الصهيونية"[215] .

تستخلص الباحثة من تجوالها مع طروحات المنحى الأبراهامي القصد الحقيقي لمفهوم الدبلوماسية الروحية، وتستشرف المستقبل. تخلص في الفصل الرابع والأخير الى القول بان المشروع "ما هو إلا مخطط استعماري بدأنا بالوقوع في براثنه تحت دعاوى اتهام العرب والمسلمين بالحقد والعداء والعنف وخطاب الكراهية "[183]. التخلف العربي يرتد وبالا على العرب أنفسهم! اما النظرة المنصفة فترى ان العرب هم ضحايا الإرهاب الامبريالي، منذ وطئت الأقدام الهمجية الأراضي العربية. " الدبلوماسية الروحية لا يمكن قراءتها بمعزل عن مفهوم ‘النظام الدولي الجديد ’ الذي وضع بنوده ديك تشيني وبأول فولفووتز عام 1992، عقب انهيار الاتحاد السوفييتي والمنظومة الاشتراكية وحلف وارصو.


الصفقة لا يقتصر خطرها على الشعب الفلسطيني: "إنما هي تسعى لإزالة الحدود، هذا في منح بعض الدول للفلسطينيين الحق في التملك كبداية لتغيير وضع المكون البشري الفلسطيني على الأرض الذي أشار اليه الرئيس الأميركي خلال حملته الانتخابية بأن توطين الفلسطينيين بالخارج هو أحد اولوياته. وهذا ما ترجمه في إطار خفض المساعدات الأميركية لمنظمة الأونروا.[223] اللاجئون لا عودة لهم، وسيتم توطينهم إما في البلدان التي يعيشون فيها كمواطنين كاملي الأهلية، لهم حق التملك، او بنقلهم الى إحدى الجزر. ذكر ترامب خلال حملته الانتخابية الثانية ان إسرائيل ضيقة ويجب توسيعها.
فكر الرأسمالية أشبه بكشكول المتسولين، يضم تلاوين عديدة متنافرة، حيث يترقب المعنيون نتائج السباق ويختارون فرس الرهان . تارة ينبري العنف العسكري، وأخرى السلامية الروحية البراهمية ، تارة الترويج ل"ديمقراطية" تتصالح مع الاستبداد وأخرى مع الحركات الفاشية. لعل من قيم الدبلوماسية الروحية، التي مارستها وكالة المخابرات المركزية الاغتيالات وإطلاق ذئاب الدواعش في المنطقة والعالم. ولدى تسلمه وزارة الخارجية وضع بومبيو كامل ثقله خلف العدوان الإسرائيلي ودعم "صفقة القرن". ومن ثم " بدأت بعض المؤسسات البحثية بالولايات المتحدة بإعادة قراءة السياسة الخارجية الأميركية من منظور ديني، عبر إعادة قراءة النصوص وربطها للأحداث السياسية بوصفها المحرك لسلوك الساسة بالولايات المتحدة. يأتي في مقدمة هذه المؤسسات منظمة "مجتمع المؤرخين للسياسة الخارجية الأميركية".
أفتت المنظمة ان إلقاء القنبلتين على المدينتين اليابانيتين إرادة ربانية للتطهر من إثم الديكتاتورية العسكرية التي شنت الحرب. حدث لقاء مع المسيحية الأصولية.
لو بقيت الأمور في إطار السيطرة لأمكن القول ان النضال اللاحق كفيل بتقويض السيطرة ؛ لكن حين يستهدف الوعي والكيان القومي والديني بالتذويب والتلاشي فالخطر حينئذ يشل المقاومة؛ ذلك ان الابراهيمية تطمس الوعي الوطني والقومي، وتخلخل الروابط التي تنتظم العلاقات القومية "مدخل لتغيير الأديان وتحريفها ... وهي مدخل أيضا لتغيير المقدسات ووضع كتاب مقدس يكون له القداسة ... هو مدخل لتسلط الاستعمار الجديد الى الأبد. يتقاطع مع مسار الفرسان الماسوني، ومدخل لنشر المخطط الصهيوني على الأرض والوصول الى أرض إسرائيل الكبرى. دلالة هذه القراءة اننا ما زلنا امام فرصة ممتازة للتدخل لإجهاض هذه الشبكة أو لإضعافها مرحليا حتى يتم القضاء عليها. عامل الوقت شديد الخطورة؛ وعلى صانع القرار العربي والإسلامي أن يسرع في رسم وتنفيذ سياسات إجهاض المخطط من الآن، فسرعة تدفق المعلومات بين عناصر الشبكة العنكبوتية عالية، وهذا يعني أن تواصلها وإمكانية اتساعها وامتدادها كبيران".[229]

يتطلب الموقف شديد الخطورة "توعية دينية وسياسية وفكرية لشيوخ الطرق الصوفية المختلفة في العالم العربي والإسلامي ودور للأزهر في هذا المجال ، مع التنسيق مع الطريقة القادرية في المغرب، التي تتقارب من دون معرفة مع هذا المخطط المدمر؛ علاوة على إفادة بعض المؤسسات العربية العاملة كحلف الفضول بالإمارات ومؤسسة وليد بن طلال بالسعودية... لابد من توعية فكرية من مثقفي الأمة لتفنيد الاتجاه وتوعية الشعوب ، بخاصة الشباب ، إن هذه الصوفية الروحية العالمية ليست الصوفية الإسلامية."[232] توصي الباحثة ب" تغيير اسم ‘بيت العائلة الإبراهيمية’ بالإمارات ، المزمع إنشاؤه في جزيرة السعديات في دولة الإمارات المتحدة لأن من الخطورة القبول بتسميتها الابراهيمية."[236]

وكذلك يقتضي الأمر تحذير تركيا حكومة وشعبا؛ "تركيا دورها مرحلي سيتم تخطيه بمجرد اكتمال دورها لتحقيق الحلم الصهيوني المدعوم من المسيحية الأصولية ومن الماسونية". الحذر من اللقاءات التآمرية مثل "حوار الأديان "، إذ يتم بين رجال دين تختارهم الجهات المخططة والمنفذة، وما من أحد بمقدوره الادعاء أنه ممثل لدين معين، نظرا لتعدد الطوائف وتنابذها داخل كل دين.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسليك المعابر الى إسرائيل الكبرى – حلقة 2
- السيد المحترم طارق حجي صادم في أحكامه وتقييماته
- تسليك الدروب نحو دولة إسرائيل الكبرى (1من5)
- كيف نعرف إن كان رئيسنا غير متماسك عقليًا؟
- العدوان على إيران جولة لم تحسم الصراع
- الامبراطورية الامبريالية.. دولتها العميقة ونزوية ترامب- حلقة ...
- لاإمبراطورية الأميركية.. دولتها العميقة ونزوية ترامب(1من 2)
- التقدميون بالولايات المتحدة: العدوان على إيران مواصلة للإباد ...
- تنتهي الإبادة الجماعية ليبدأ القصاص
- جدل السياسة والثقافة في التباسات المأساة الفلسطينية
- السياسة والثقافة في التباسات المأساة الفلسطينية
- ألتربية النقدية تقاوم الفاشية من خلال إحياء التاريخ
- مخطط لإنقاذ غزة .. أوقفوا الهمجية الصهيو امبريالية
- صندوق النقد الدولي أداة النهب الامبريالي .. أفريقيا نموذجا
- فاشية ترامب تدعم قتل أطفال غزة وتقلص برامج رعاية الأطفال بال ...
- الشرق الأوسط .. حكام سلبيون ونيران حروب يشعلها الطامعون
- عدوان صهيو امبريالي.. الصمت تواطؤ والاكتفاء بالاستنكار والإد ...
- تدهور القيم الأخلاقية بالغرب الامبريالي
- الجنوب العالمي: نهضة باندونغ ومصدات الرأسمالية العالمية أ
- التستر على الإبادة الجماعية بغزة بتركيز البروباغاندا على خطر ...


المزيد.....




- غينيا: خوف وصمت وسط المعارضة في مواجهة سطوة مامادي دومبويا
- -ترامب أكثر رؤساء الولايات المتحدة تقلباً- - مقال في التايمز ...
- تدابير أوروبية للضغط على إسرائيل لمنع فشل اتفاق المساعدات
- كينيا: انتشار تجارة الأعضاء البشرية
- الرئيس اللبناني جوزاف عون يستبعد التطبيع مع إسرائيل ويؤيد حا ...
- 30 عاما على المجزرة.. ما الذي يربط سربرنيتسا بغزة؟
- لماذا تعد سويسرا من بين أسرع الدول ارتفاعا بدرجات الحرارة؟
- -حذاء النيل الأبيض-.. طائر فريد يتهدده الانقراض
- القسام تفجر ميركافا وسرايا القدس تقصف بالصواريخ مقرا عسكريا ...
- تحليل: هل تؤثر كلمات ترامب على تصرفات بوتين وما يقوم به في أ ...


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - تسليك الدروب نحو دولة إسرائيل الكبرى-3